فلا علاقة إذا بين أمر الله الملائكة بالسجود لآدم وبين كونه مفضلا عليهم وتخصيص الله السجود لآدم لحكمة وليست لأنه مخلوق من مخلوقات الله حتى يقال انهم مخلوقون كذلك .
مع انه لو قيل بأن معنى بيدي أي لمخلوق عجيب خلق ابتداء على صورته هذه من دون أن يمر بمراحل النطفة والعلقة والطفولة وما أشبه ذلك ، هذا المخلوق بقدرتي لما كان بعيدا من دون أن تكون علة السجود إذ لا علاقة .
ثم من هو الذي كان يمسك السماوات والأرض أن تقع أثناء خلق الله لآدم بيديه ؟ وهل عجز أن يخلق آدم على تلك الهيئة من دون يد
قال المخالف : إن الفعل عدي إلى اليدين ثم أدخل الباء وهذا نص صريح ...إلخ .
قلت : القرينة تخرج اللفظ من حقيقته إلى مجازه ؛ مثل قولنا : رأيت أسدا ونحن نشير إلى رجل، وقولنا: رأيت أسدا مع عدم وجود قرينة ؛ فالقولان متفقان في اللفظ مع أن أحدهما مجاز والآخر حقيقة ، والتفرقة بينهما كانت بالقرينة، والقرينة تكون عقلية ولفظية وحالية، وفي مثالنا القرينة حالية ، ولو قلنا بالحقيقة هنا لزم أن اليد هي الجارحة المكيفة بكيف معلوم ، والكيف المجهول غير معلوم في لغة العرب .
ويلزمكم على قواعدكم المنهارة المنهدمة في قوله تعالى : (( ونفخت فيه من روحي )) [ الحجر : 29 ] أن يكون لله نفخ لأنه أضاف النفخ إلى نفسه فقال : (( نفخت )) وروح لأنه أضاف الروح إلى نفسه فقال ((روحي)) فأضاف الروح إلى نفسه مع إجماع الأمة على أن الروح مخلوقة ، فهل الروح الذي نفخ فيها في آدم روح قديمة عندكم أم مخلوقة ؟! فتأمل...
قال المخالف : وماذا يقولون في قوله تعالى : (( والسماوات مطويات بيمينه )) [ الزمر : 67 ] هل المراد مطويات في نعمته ؟
صفحہ 19