============================================================
ازال (الله) (1) الكريم عنهم الخوف والحزن (2) كما وعدهم، لأنه أكرم الأكرمين ، لا خذل وليه ولا يسلمه عند الهلكة، قال تعالى: { إن المتقين في مقام أمين)(2) لأن التقوى: إنما كان أصلها الخوف والحذر من الله تعالى(4) ، وكذلك يقول الله تعالى(5) : {ولمن خاف مقام ربه جنتان) (2) . وقال وأما من خاف مقام ربه ونهى النفس عن الهوى) (7).
فأخبر العليم أن الخوف كان قبل التقوى.ا والعرب جمعة في لغتها على أنه إذا أمر بعضها بعضأ بالاتقاء من شيء قال: احذر السبع، احذر الجدار ، احذر البثر، آي احذر فتجنب ما أحذرك .
فلما كان أصل التقوى لله تعالى : الخوف منه ، وعدهم الأمن عوضا مما أخافوا أنفسهم به من عقابه فقال جل وعز: وإن المتقين في مقام أمين)(8).
وقال: {ادخلوها بسلام آمنين) (5).
وقال تعالى: أفمن يلقى في النار خير أم من يأتي آمنا يوم القيامة)(10).
وبذلك جاء الخبر : أنه يقول جل وعز يوم القيامة. " وعزتي وجلالي لا أجمع اليوم لعبدي أمنين، ولا أجمع عليه خوفين، فمن خافني في الدنيا أمنته اليوم، ومن أمنني في الدنيا أخفته اليوم" ((1) فما ظنك بالله عز وجل يقولها ؟
(1) ما بين الحاصرتين: سقطت من ط (8) سورة النازعات، الآية: 40.
(9) سورة الدخان، الآية: 51.
(2) في ا. الحزن والخوف.
(10) سورة الحجر، الآية: 46 .
(3) سورة الدخان، الآية: 51.
(11) سورة فصلت، الآية: 40.
4 - 5) في ط عز وجل.
(6) سورة الرحمن، الآية: 46 .
(7) أخرجه ابن المبارك عن الحسن مع اختلاف يسير في اللفظ . وأخرجه البزار عن الحسن مرسلا، وقال الهيثمي: " وفيه شيخه حمد بن يجيى بن ميمون، لم أعرفه، وبقية رجاله رجال الصحيح. وأخرجه البزار ايضا عن أي هريرة ورجاله رجال الصحح غير محد بن عمر بن علقمة، وهو حسن الحديث .
انظر: (الزهد لابن المبارك 51 ، مجمع الزوائد 308/10) .
صفحہ 34