============================================================
وقلبك لا يخلو في ذلك الوقت أن يكون أحد قلبين : إما قلبا كان في الدنيا لله تعالى خائفا، فاستطار فرحا لما سمع الله، عز وجل ، يقولها غبطة وسرورا ، لما رأى من عواقب الصبر ، وما حل في قلبه من الأمن ، وما سمع من الخصوصية له من اله جل (تعالى) (1) وعز بالأمن والرضاء على رؤوس أهل الجمع، أو قلبا (2) كان في الدنيا غافلا مغترا آمنا، فاستطار فزعا ورعبا، وغلبت عليه الندامة، والحسرة، حين رأى سوء عواقب غفلته واغتراره، ولزم قلبه اليقين بأن غضب الله (عز وجل) (3) قد حل به، وأنه لن ينجو من عذاب الله تعالى جل وعز(4) ، بضعفه، وما خصه اله تبارك اسمه (تعالى) (5) به من الشقاء. والعداوة من النداء بالخيبة له على رؤوس أهل الجمع.
باب معرفة الحذر ومما تخوف النفوس حتى تحذر وتجانب وتباين الهلكات () قال الحارث رحمه الله : يا أخي، فإني أحذرك ونفسي مقاما عنت فيه الوجوه وخشعت فيه الأصوات، وذل فيه الحجبارون، وتضعضع فيه المتكبرون، واستسلم فيه الأولون والآخرون بالذل والمسكنة، والخضوع لرب العالمين وقد جمعهم الواحد القهار الذي لا ثاني له في اهيبة، ولا مشارك في حكمه، جمعهم بعد طول البلى لفصل والقضاء، في يوم آلى فيه على نفسه : أن لا يترك فيه عبدأ أمره في الدنيا ونهاه حتنى يسائله عن عجمله في سره وعلانيته.
فانظر بأي بدن تقف بين يديه، وأعد للسؤال جوابا وللجواب صوابا، فإنه لا يصدق إلا الصادقين، ولا يكذب إلا الكاذبين.
(1) ما بين الحاصرتين: سقطت من ط (4) في ط: عز وجل.
(5) ما بين الحاصرتين، سقطت من ط (2) في ط: وإما قلبا.
(3) ما بين الحاصرتين: سقطت من أ(6) هذا العنوان: سقط من ط 3
صفحہ 35