المبحث الثالث : إثبات أن عقيدة خلود أهل الكبائر هو مذهب أهل البيت (ع) :
أولا : أقوال علماء أهل البيت (ع) :
أولا : ما جاء عن رسول الله (ص) ، (ت11ه) :
1- روى الإمام أبو طالب يحيى بن الحسين الهاروني (ع) ، بسنده إلى الحسين (ذو الدمعة) بن زيد بن علي عن جعفر (الصادق) بن محمد ، عن محمد (الباقر) بن علي، عن علي (زين العابدين) بن الحسين، عن الحسين (الشهيد) بن علي عن علي (المرتضى) (عليهم السلام)، قال: قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: (( في الزنا ست خصال: ثلاث في الدنيا، وثلاث في الآخرة، فأما التي في الدنيا فإنها تذهب البهاء، وتعجل الفناء، وتقطع الرزق، وأما التي في الآخرة فسوء الحساب، وسخط الرحمن، والخلود في النار))[10] .
تعليق : وهنا تأمل جعل الرسول (ص) الخلود في النيران من نصيب أهل الزنا والفجور، والخلود معناه البقاء الأبدي السرمدي الذي لا انقطاع له ، وهو قول أحفاد محمد (ص) من سادات بني الحسن والحسين ، فالزنا كبيرة من الكبائر ومن مات مصرا عليها غير تائب فإن الخلود في النار لاشك مأواه ، وإنما قلنا (لاشك) لمكان عصمة صاحب الشريعة محمد (ص) عن الهذيان أو النطق عن الهوى ، والله المستعان .
وهنا دليل من القرآن يشهد لمضمون هذا الحديث ، وهو قول الله تعالى مخاطبا المؤمنين : ((الزانية والزاني فاجلدوا كل واحد منهما مئة جلدة ولا تأخذكم بهما رأفة في دين الله إن كنتم تؤمنون بالله واليوم الآخر وليشهد عذابهما طائفة من المؤمنين)) [النور:02] ، وهنا انظر الله تعالى يدعو إلى عدم الشفة والهوادة مع الزاني والزانية ((ولا تأخذكم بهما رأفة في دين الله)) ، ثم علق ضرورة إقامة الحد عليهما ، وعدم الرأفة بهما بانتفاء الإيمان ، فقال : ((إن كنتم تؤمنون بالله واليوم الآخر)) ، وزاد تعالى تأكيد عدم الرأفة والشفقة بالحث على حضور إقامة الحد عليهما للاتعاظ والاعتبار ((وليشهد عذابهما طائفة من المؤمنين)) ، ومنه تأمل أخي الباحث كيف أن الله تعالى شدد على المؤمنين في عدم الرحمة والشفقة والتهاون في حق أهل الزنا ، وانظر هل من هذا أمره لعباده سيشفق بحال أهل الزنا يوم القيامة وسيرأف بهم ، أو سيجعل لعباده عليهم شفاعة ، أو سيسقط عنهم ما توعدهم به من عذاب وعقاب ؟! . نعم ! تأمل قول الله تعالى محذرا المؤمنين : ((ولا تقربوا الزنى إنه كان فاحشة وساء سبيلا)) [الإسراء:32]، وانظر هذا النهي الشديد عن عدم القرب من الزنا والتوعد الإلهي لفاعله هل تجد بعد هذا من شفاعة أوهوادة في مرتكبه ، قال تعالى : ((وساء سبيلا)) ، روى ابن أبي الدنيا بإسناده ، عن الهيثم بن مالك الطائي ، قال : قال رسول الله (ص) : ((ما من ذنب بعد الشرك بالله أعظم عند الله من نطفة وضعها رجل في رحم لا تحل له))[11] ، قال الشوكاني في تفسير آخر الآية : ((أي بئس طريقا طريقه ، وذلك لأنه يؤدي إلى النار ، ولا خلاف في كونه من كبائر الذنوب ، وقد ورد في تقبيحه والتنفير عنه من الأدلة ما هو معلوم))[12] ، ومن طريق الجعفرية عن الباقر (ع) : ((هو أشد الناس عذابا ، والزنا من أكبر الكبائر))[13] ، ومن طريق الزيدية ، عن أبي سعيد الخدري ، قال: قال رسول الله (ص) : ((لا يزني الزاني وهو مؤمن ، ولا يشرب الخمر وهو مؤمن، قيل: يا رسول الله كيف يصنع إذا واقع شيئا من ذلك؟ قال: إن راجع التوبة راجعه الإيمان، وإن لم يتب لم يكن مؤمنا))[14] ، هذا والعاقل المنصف خصيم نفسه ، إذ أنه لا بد من أن تتضح له أمور كثيرة .
ثانيا : ما جاء عن أمير المؤمنين علي (ع) ، (ت40ه) :
2- روى الإمام أبو طالب يحيى بن الحسين الهاروني (ع) ، بسنده إلى محمد بن الحنفية رضي الله عنه ، أنه قال : (( لما قدم أمير المؤمنين عليه السلام إلى البصرة بعد قتال الجمل دعاه الأحنف بن قيس رضي الله تعالى عنه، واتخذ له طعاما، وبعث إليه وإلى أصحابه فأقبل إليه أمير المؤمنين ثم قال له: يا أحنف ادع أصحابي، فدعاهم فدخل عليه قوم متخشعون كأنهم شنان بوال. فقال الأحنف بن قيس: يا أمير المؤمنين ما هذا الذي نزل بهم، أمن قلة الطعام أم من هول الحرب؟ قال: لا يا أحنف. إن الله عز وجل إذا أحب قوما تنسكوا له في دار الدنيا تنسك من هجم على ما علم من فزع يوم القيامة ... فإن فاتك يا أحنف ما ذكرت لك فلترفلن في سرابيل القطران، ولتطوفن بينهما وبين حميم آن، فكم يومئذ في النار من صلب محطوم، ووجه مشؤوم، ولو رأيت وقد قام مناد ينادي: يا أهل الجنة ونعيمها وحليها وحللها خلودا لا موت فيها، ثم يلتفت إلى أهل النار فيقول: يا أهل النار يا أهل النار، يا أهل السلاسل والأغلال، خلودا لا موت، فعندها انقطع رجاؤهم وتقطعت بهم الأسباب، فهذا ما أعد الله عز وجل للمجرمين، وذلك ما أعد الله عز وجل للمتقين ))[15] .
تعليق : وهنا تأمل كيف أن خطاب أمير المؤمنين (ع) كان موجها لأهل القبلة من المسلمين ، ثم تأمل قوله (ع) : ((ثم يلتفت إلى أهل النار فيقول: يا أهل النار يا أهل النار، يا أهل السلاسل والأغلال، خلودا لا موت، فعندها انقطع رجاؤهم وتقطعت بهم الأسباب)) ، وهذا تصريح بالخلود لمن يستحق الخلود من أهل المعاصي والكبائر من أهل الإصرار ، ثم تأمل ثالثة إلى انقطاع الرجاء ، وتقطع الأسباب بمن حقت عليه النار ، فلا شفيع يرجى ، ولا ناصر ينتصر ، والله المستعان .
ثالثا : ما جاء عن الإمام زين العابدين علي بن الحسين بن علي بن أبي طالب (ع) ، (ت95) :
3- قال الإمام زين العابدين علي بن الحسين (ع) من دعاء له : ((في يوم الفطر إذا انصرف من صلاته قام قائما ثم استقبل القبلة وفي يوم الجمعة فقال: ... كلهم صائرون إلى حكمك وأمورهم آئلة إلى أمرك، لم يهن على طول مدتهم سلطانك ولم يدحض لترك معاجلتهم برهانك. حجتك قائمة لا تدحض، وسلطانك ثابت لا يزول، فالويل الدائم لمن جنح عنك، والخيبة الخاذلة لمن خاب منك، والشقاء الاشقى لمن اغتر بك. ما أكثر تصرفه في عذابك، وما أطول تردده في عقابك، وما أبعد غايته من الفرج، وما أقنطه من سهولة المخرج عدلا من قضائك لا تجور فيه، وإنصافا من حكمك لا تحيف عليه، فقد ظاهرت الحجج، وأبليت الاعذار، وقد تقدمت بالوعيد وتلطفت في الترغيب، وضربت الامثال، وأطلت الامهال، وأخرت وأنت مستطيع للمعاجلة، وتأنيت وأنت مليء بالمبادرة، لم تكن أناتك عجزا، ولا إمهالك وهنا، ولا إمساكك غفلة، ولا انتظارك مداراة، بل لتكون حجتك أبلغ، وكرمك أكمل، وإحسانك أوفى ونعمتك أتم))[16] .
رابعا : ما جاء عن الإمام زيد بن علي بن الحسين بن علي بن أبي طالب (ع) ، (70-122ه) :
4- قال الإمام زيد بن علي (ع): ((فسلهم عن أصحاب الموجبات [أي الموبقات ، الكبائر] ، هل وعدهم الله تعالى النار عليها ، أم لا؟! فإن شهدوا أن الله تعالى قد وعدهم النار عليها، فقل: أتشهدون أن الله سبحانه وتعالى سينجز وعده ، أم في شك أنتم لا تدرون هل ينجز الله وعده أم لا؟! ،...، فارضوا بما شهد الله به واشهدوا عليه ولا ترتابوا، فإن الله جل وعلا قال: ((ومن أصدق من الله قيلا))[النساء: 122] ، فمن حدثكم حديثا بخلاف القرآن فلا تصدقوه واتهموه، وليكن قول الله عز وجل أشفى لقلوبكم من قولهم : إن أصحاب الموجبات في المشيئة ، .... ، وكذلك من شاء أن يغفر له من أهل القبلة يترك الموجبات لا يعمل بها، فإن عمل بشيء منها ثم تاب إلى الله تعالى قبل أن يموت فإن الله تعالى قال: ((يثبت الله الذين آمنوا بالقول الثابت في الحياة الدنيا وفي الآخرة ويضل الله الظالمين)) [إبراهيم:27]، فمن مات مؤمنا دخل قبره مؤمنا، وبعثه الله تعالى يوم القيامة مؤمنا))[17].
خامسا : ما جاء عن الإمام يحيى بن عبدالله بن الحسن بن الحسن بن علي بن أبي طالب (ع) ، (ت145ه) :
5- روى ابن سهل الرازي في كتابه (أخبار فخ ويحيى بن عبدالله) ، ما اتفق على يحيى بن عبدالله (ع) ، وذلك عندما أودعه هارون العباسي عند جعفر بن يحيى البرمكي ليحبسه في بيته (وهو يريد منه أن يقتله بالسم) ، فلما صار يحيى (ع) إلى بيت جعفر ، ألقى إليه الإمام يحيى نصيحة وموعظة وقعت في قلبه ، وحثه من خلالها على إطلاقه ليسيح في الأرض ، محذرا إياه من أن يلقى الله غدا بدمه : ((فلما كان بالليل أرسل [جعفر البرمكي] إلى يحيى فقال [له]: إن كلامك قد وقع في قلبي ، وإن للناس قبلي مظالم كثيرة ، وإن لي من الذنوب العظام والكبائر الموبقات مالا أطمع معها في النجاة والمغفرة . فقال له يحيى (ع) : لا تفعل [أي لا تقنط] ، فإنه ليس ذنب أعظم من الشرك ، وقد قال الله في محكم التنزيل للمسرفين الذين أسرفوا في الشرك وفي معاداة النبي ، وقتل أصحابه: ((يا عبادي الذين أسرفوا على أنفسهم لا تقنطوا من رحمة الله إن الله يغفر الذنوب جميعا إنه هو الغفور الرحيم وأنيبوا إلى ربكم وأسلموا له من قبل أن يأتيكم العذاب ثم لا تنصرون))[الزمر: 53-54]، فأمر [الله] بالإنابة والتوبة، والله تبارك وتعالى يغفر [تأمل] لمن تاب وإن عظم جرمه . قال [جعفر] : فتضمن لي المغفرة إن أنا خليتك؟! . قال له يحيى (ع) : نعم ، أضمن لك ذلك على شريطة [تأمل شرط يحيى (ع)] . قال جعفر : وما هي؟ قال (ع) : تتوب من كل ذنب أذنبته بينك وبين الله ، ثم لا تعود في ذنب أبدا [أي لا تصر عليه] ، وأما الذنوب التي بينك وبين الناس ، فكل مظلوم ظلمته ترد ظلامته عليه، فإنك إذا فعلت ذلك، وأديت الفرائض التي لله عليك ، غفر الله لك، وأنا الضامن لك على ذلك))[18] اه . قلت : لله در إمامنا يحيى بن عبدالله (ع) ، فقد نصح وأخلص في النصيحة ، إذ لا مغفرة مع عدم التوبة، ولا مغفرة مع الإصرار ، وهو قول الزيدية ، ملاحظة : ما بين الأقواس [ ] هو منا للتبيين وليس من صاحب السيرة ، ثم لايفوتك أن تتأمل أنه كان يخاطب جعفرا البرمكي ، والبرمكي مسلم من أهل القبلة .
سادسا : ما جاء عن فقيه الآل أحمد بن عيسى بن زيد بن علي بن الحسين بن علي بن أبي طالب (ع) (158-240ه) :
6- روى الشريف العلوي محمد بن علي البطحاني الحسني (ع) ، في كتابه جامع علوم آل محمد ، تحت باب ((هل يخرج أحد من أهل التوحيد من النار)) ، أن محمد بن منصور المرادي الحافظ ، قال : ((قلت لأحمد بن عيسى : يخرج من النار أحد ممن يدخلها؟! فقال (ع) : هيهات ، وأنى له الخروج ، وقال (ع) : هو في القرآن ، وذكر آيات من القرآن منها: ((لا يخرجون منها)) وقال: ((وليست التوبة للذين يعملون السيئات حتى إذا حضر أحدهم الموت قال إني تبت الآن ولا الذين يموتون وهم كفار)) اه .
تعليق : وهنا تأمل أن الخطاب موجه لأهل التوحيد من أهل القبلة ، وكيف أثبت الإمام أحمد بن عيسى (ع) عدم خروج من يدخل النار منهم ، وهو قول الزيدية .
7- روى الشريف العلوي محمد بن علي البطحاني الحسني (ع) ، في كتابه جامع علوم آل محمد ، تحت باب ((القول في من مات على كبيرة)) ، أن محمد بن منصور المرادي الحافظ ، قال : ((سألت أحمد بن عيسى عمن يعمل بمعصية كبيرة مات عليها ولم يتب منها؟ قال (ع) : كافر[19] ، قلت : في النار؟ قال : في النار)) .
تعليق : وهنا تأمل كيف أن الإمام أحمد بن عيسى (ع) لم ير في حق أهل الكبائر المصرين الغير تائبين أي رجاء أو مغفرة من الله تعالى يوم القيامة ، فحكم لهم بالنار .
سابعا: ما جاء عن الإمام القاسم الرسي بن إبراهيم بن إسماعيل بن إبراهيم بن الحسن بن الحسن بن علي بن أبي طالب (ع) ، (168-246ه) :
8- أجاب الإمام القاسم بن إبراهيم الرسي (ع)، على مسألة ابنه محمد : ((وسألته: عن قول الله: ((خالدين فيها ما دامت السموات والأرض إلا ما شاء ربك )) [هود: 107] ؟ فقال: خبر من الله من القدرة والاقتدار على كل شيء ، وليس هو خبر أن الله مخرج من النار بعد دخولها أحدا، ولو خرج منها خارج بعد دخولها لم يكن فيها مخلدا، وقد قال الله في غير مكان ((خالدين فيها)) ، ((وما هم منها بمخرجين)) [الحجرات: 48] ))[20] .
9- وقال الإمام محمد بن القاسم الرسي (ع) : ((وكان أبي رحمة الله عليه يقول: إن كل كبيرة وعد الله سبحانه العقاب عبده فيها، فإن عقاب الله له بها ثابت أبدا عليه، وإن من دخل النار غير خارج منها ، وإنه مخلد فيها، غير غائب عنها))[21] .
ثامنا : ما جاء عن فقيه الآل الحسن بن يحيى بن الحسين بن زيد بن علي بن الحسين بن علي بن أبي طالب (ع) ، (ت247ه) :
10- روى الشريف العلوي محمد بن علي البطحاني الحسني (ع) ، في كتابه جامع علوم آل محمد ، تحت باب ((هل يخرج أحد من أهل التوحيد من النار)) ، أن الحسن بن يحيى (ع) ، قال : ((وسألت عمن دخل النار أيخرجه الله من النار أم لا؟! فالجواب : أنا نشهد على أهل النار كما يشهد الله عليهم، فمن قال الله خالدا فيها شهدنا عليه بما شهد الله عليه، وقال الله عز وجل: ((فمنهم شقي وسعيد فأما الذين شقوا ففي النار لهم فيها زفير وشهيق، خالدين فيها ما دامت السماوات والأرض إلا ما شاء ربك إن ربك فعال لما يريد، وأما الذين سعدوا ففي الجنة خالدين فيها ما دامت السماوات والأرض إلا ما شاء ربك عطاء غير مجذوذ))، يعني غير مقطوع، فنحن نشهد عليهم بما شهد الله عليهم في كتابه من الخلود فيها أبدا)) اه .
تعليق : وهنا تأمل شهادة الحسن بن يحيى (ع) بخلود أصحاب النار والمستحقين لها .
11- روى الشريف العلوي محمد بن علي البطحاني الحسني (ع) ، في كتابه جامع علوم آل محمد ، تحت باب ((القول في الإيمان وزيادته ونقصانه)) ، أن الحسن بن يحيى (ع)، قال : ((ومن عمل شيئا من الكبائر مثل الزنا ، وشرب الخمر ، والسرقة ، وأكل مال اليتيم ، واليمين الفاجرة ، وعقوق الوالدين ،وما أشبه ذلك ، ولم يحل حلال ما في القرآن فيتبعه ، ويحرم حرامه فيجتنبه ، فإنه فاسق لا تحل ولايته وإن كان مؤمنا به في الجملة[22] ، سمعنا أنه ما آمن بالقرآن من لم يحل حلاله ولم يحرم حرامه، وبلغنا عن النبي صلى الله عليه وآله وسلم أنه قال: ((لا يسرق السارق وهو مؤمن ، ولا يشرب الخمر وهو مؤمن، ولا يزني الزاني وهو مؤمن)) )) اه .
تاسعا : ما جاء عن الإمام قاموس العترة محمد بن القاسم بن إبراهيم بن إسماعيل بن إبراهيم بن الحسن بن الحسن بن علي بن أبي طالب (ع) ، (199-284ه) :
12- قال الإمام محمد بن القاسم الرسي (ع) : ((وكل من أتى كبيرة من الكبائر، أو ترك شيئا من أوجب الفرائض على الاستحلال لذلك فهو كافر مريد، حكمه حكم المرتدين ، ومن [ارتكب] ذلك اتباعا لهواه وإيثارا لشهوته، كان فاجرا فاسقا، كافرا كفر نعمة ، لا كفر شكر وجحود، ما أقام على خطيئته، فإن مات عليها غير تائب منها ، كان من أهل النار خالدا فيها أبدا وبئس المصير))[23] .
13- وقال الإمام محمد بن القاسم الرسي (ع) أيضا : ((ولو كانت الشفاعة لمن مات مصرا على كبيرة لبطل قوله سبحانه : ((فمن يعمل مثقال ذرة خيرا يره * ومن يعمل مثقال ذرة شرا يره))[الزلزلة:7-8]))[24] .
عاشرا : ما جاء عن الإمام الهادي إلى الحق يحيى بن الحسين بن القاسم بن إبراهيم بن إسماعيل بن إبراهيم بن الحسن بن الحسن بن علي بن أبي طالب (ع) ، (245-298ه) :
14- قال الإمام الهادي إلى الحق يحيى بن الحسين (ع): ((ثم يجب عليه أن يعلم أن وعده ووعيده حق ، من أطاعه أدخله الجنة ، ومن عصاه أدخله النار أبد الأبد ، لا ما يقول الجاهلون من خروج المعذبين من العذاب المهين إلى دار المتقين، ومحل المؤمنين))[25] .
15- وقال الإمام الهادي إلى الحق (ع) أيضا : ((وذكر الله الوعيد في كتابه في أهل الكبائر من الموحدين، وأخبر أنهم يدخلون النار بأعمالهم الردية فيعذبون بها، ويخلدون فيها أبدا بما قدمت أيديهم وما الله بظلام للعبيد))[26] .
الحادي عشر : ما جاء عن الإمام العالم عبدالله بن الحسين بن القاسم بن إبراهيم بن إسماعيل بن إبراهيم بن الحسن بن الحسن بن علي بن أبي طالب (ع) ، (ت بعد300ه) :
16- قال الإمام العالم عبدالله بن الحسين (ع) : ((وقال سبحانه: ((إن الله لا يغفر أن يشرك به ويغفر ما دون ذلك لمن يشاء ))[النساء:48] فحرم الله المغفرة على من تاب على شركه [يعني بقي عليه] ، وأرجأ أهل الذنوب ، فلم يخص أحدا منهم بترك قبول توبته إذا تاب، وهذه آية مبهمة أخبر الله فيها عن قدرته ، وأنه يغفر ما يشاء لمن يشاء، غير أنه لا يشاء أن يغفر لأهل الكبائر الذين يموتون عليها [يعني مصرين عليها] ، والذين قد انتضمهم الوعيد))[27] .
الثاني عشر : ما جاء عن الإمام المرتضى محمد بن الإمام الهادي على الحق يحيى بن الحسين بن القاسم بن إبراهيم بن إسماعيل بن إبراهيم بن الحسن بن الحسن بن علي بن أبي طالب (ع) ، (ت310ه) :
17- قال الإمام المرتضى محمد بن الإمام الهادي إلى الحق (ع) ، (ت310ه) ، مخاطبا أمة جده (ص) : ((ثم تعلمون من بعد ذلك أن وعيد الله سبحانه وما أعده لأعدائه المخالفين لطاعته حق ،.....، فهم في بلاء لا ينفد ، وعذاب سرمد مؤبد،....، فإذا علمتم ذلك ، وأيقنتم أنه ليس بخارج من النار من دخل فيها ، فقد عرفتم الوعد والوعيد))[28] .
الثالث عشر : ما جاء عن الإمام الناصر لدين الله أحمد بن الإمام الهادي على الحق يحيى بن الحسين بن القاسم بن إبراهيم بن إسماعيل بن إبراهيم بن الحسن بن الحسن بن علي بن أبي طالب (ع) ، (ت325ه) :
18- قال الإمام الناصر لدين الله أحمد بن الإمام الهادي إلى الحق (ع) ، مخاطبا رجلا يقال له عبدالله بن يزيد البغدادي : ((وأما قولك إن الله عز وجل لو شاء لفعل ما لا يجوز فعله ، من أن لا تكون القيامة ، وأن يتخذ الولد ، وأن يخلف الوعد ، وأن يبدل القول ، فهذا كله قولكم أنتم ، وهو لازم لكم ، وليس أهل العدل والتوحيد يقولون هذا القول ، هم أعرف بتوحيد الله سبحانه وأقوم بدله من أن يقال لهم هذا القول، أو ينسب إليهم))[29] .
الرابع عشر : ما جاء عن الإمام المنصور بالله القاسم العياني بن علي بن عبدالله بن محمد بن القاسم بن إبراهيم بن إسماعيل بن إبراهيم بن الحسن بن الحسن بن علي بن أبي طالب (ت393ه) :
19- قال الإمام المنصور بالله القاسم بن علي العياني (ع) في كتابه ((تنبيه الدلائل)) : ((وأما الوجه الثاني: فهو الاكتساب من حيث حجر الله على العباد ، فمن اكتسب مالا نهاه الله عن اكتسابه ، وأخذه بالباطل من أصحابه ، فقد تعدى ورزق نفسه ما لم يرزقه الله ، ... ، فإذا فعل ذلك من العباد فاعل ، فالنار لا مرية في ذلك له ، يكون فيها من الخالدين))[30] .
تعليق : وهنا تأمل كيف أن أخذ مال الغير بغير وجه حق يعتبر من كبائر الظنون والذنوب ، وكيف أثبت له الإمام المنصور بالله (ع) النار خالدا فيها ، والعياذ بالله .
الخامس عشر: ما جاء عن الإمام الحسين بن القاسم العياني بن علي بن عبدالله بن محمد بن القاسم بن إبراهيم بن إسماعيل بن إبراهيم بن الحسن بن الحسن بن علي بن أبي طالب (ع) ، (ت404ه) :
20- قال الإمام الحسين بن القاسم العياني (ع) : ((فإن قال بعض الجهال : فلم زعمتم أنه لا يرحم أهل النار؟! ولا ينقلهم إلى دار الأبرار؟ قيل له : ولا قوة إلا بالله العظيم: لأن إخراج الفاسقين من العذاب الأليم ، إلى الجنة والثواب الكريم ، يدعوهم إلى البطر والفساد ، وإلى ما كانوا فيه من الكفر والعناد ، والعبث والظلم للعباد ، وذلك قول الواحد الرحمن ، فيما نزل من محكم القرآن : ((بل بدا لهم ما كانوا يخفون من قبل ولو ردوا لعادوا لما نهوا عنه وإنهم لكاذبون)) [الأنعام:28] ، فكيف لا يستحق هؤلاء الفاسقون ، ما صاروا إليه من العذاب المهين؟! مع ما علم الله من كفرهم وفسادهم ، وفجورهم وعنادهم ، حتى أنه علم أنه لو أخرجهم من العذاب ، لعادوا لما نهوا عنه من الأسباب ، فكيف يا أخي - أكرمك الله بثوابه ، ونجانا وإياك من عذابه - يرجي لهؤلاء أبدا ثوابه؟! أو ينتظر منهم إنابة؟! أو تنفع فيهم موعظة أو تذكير؟! مع ما سمع من قول العليم الخبير!! ومتى يرجي لهم فلاح؟! أو صبر أو رجعة أو صلاح؟! إذا لم يزجروا أنفسهم عن اللذات ، ويقطعوها قطعا عن الشهوات ، ويجاهدوها جهادا عن المهلكات))[31] .
السادس عشر: ما جاء عن الإمام المؤيد بالله أحمد بن الحسين بن هارون بن الحسين بن محمد بن هارون بن محمد بن القاسم بن الحسن بن زيد بن الحسن بن علي بن أبي طالب ، (333-411ه) :
21- قال الإمام المؤيد بالله أحمد بن الحسين الهاروني (ع) في كتابه (التبصرة في التوحيد والعدل) ، ما نصه : ((فإن قيل: فما قولكم في فسق أهل الصلاة ، المرتكبين للكبائر؟! قيل له : نقول إنهم معذبون في الآخرة بالنار ، خالدين فيها أبدا ،((ومن يعص الله ورسوله ويتعد حدوده يدخله نارا خالدا فيها وله عذاب مهين)) [النساء:14] ، وقوله تعالى : ((إن الأبرار لفي نعيم * وإن الفجار لفي جحيم * يصلونها يوم الدين * وما هم عنها بغائبين)) [الانفطار:13-16] ، وقوله تعالى : ((إلا بلاغا من الله ورسالاته ومن يعص الله ورسوله فإن له نار جهنم خالدين فيها أبدا)) [الجن:23] ، فهذه الآيات قد حكمت بأن كل من ارتكب الكبائر، ولزمه اسم الفسق معذب في النار أبدا))[32].
تعليق : وهنا تأمل كيف أن عقيدة المؤيد بالله (ع) في أصحاب الكبائر هي الخلود وعدم الرجاء ، والحمد لله .
السابع عشر : ما جاء عن الإمام الناطق بالحق يحيى بن الحسين بن هارون بن الحسين بن محمد بن هارون بن محمد بن القاسم بن الحسن بن زيد بن الحسن بن علي بن أبي طالب (ع) ، (340-424ه) :
22- قال الإمام الناطق بالحق يحيى بن الحسين الهاروني ، (340-424ه) : ((وطريق الحجة في تخليد الفساق في النار من الكتاب ، قال تعالى: ((ومن يعص الله ورسوله ويتعد حدوده يدخله نارا خالدا فيها))[33] .
الثامن عشر : ما جاء عن الإمام مانكديم أحمد بن الحسين بن أبي هاشم محمد بن علي بن محمد بن الحسن بن الإمام محمد بن أحمد بن محمد بن الحسن بن علي بن عمر الأشرف بن علي بن الحسين بن علي بن أبي طالب (ع) ، (ت بعد 420ه) :
23- قال الإمام مانكديم أحمد بن الحسين بن أبي هاشم (ع) : ((والذي يدل على أن الفاسق يخلد في النار ، ويعذب فيها أبدا ما ذكرناه عمومات الوعيد ، فإنها كما تدل على أن الفاسق يفعل به ما يستحقه من العقوبة ، تدل على أنه يخلد ، إذا ما من آية من هذه الآيات التي مرت إلا وفيها ذكر الخلود والتأبيد أو ما يجري مجراهما))[34] .
التاسع عشر : ما جاء عن الإمام المتوكل على الله أحمد بن سليمان بن محمد بن المطهر بن علي بن الإمام الناصر لدين الله أحمد بن الإمام الهادي إلى الحق يحيى بن الحسين بن القاسم بن إبراهيم (ع) ، (ت566) :
24- قال الإمام أحمد بن سليمان (ع) : ((فعندنا، وعند المعتزلة ، أن الله صادق الوعيد، كما أنه صادق الوعد، وأن من مات مصرا على معصية أنه مخلد في النار وإن كان من أهل القبلة ، .... ، ((فأما الذين شقوا ففي النار لهم فيها زفير وشهيق ، خالدين فيها ما دامت السماوات والأرض إلا ما شاء ربك إن ربك فعال لما يريد ، وأما الذين سعدوا ففي الجنة خالدين فيها ما دامت السماوات والأرض إلا ما شاء ربك عطاء غير مجذوذ)) ، ....، ومما يؤيد ذلك أن الذين سعدوا لا يخرجون من الجنة أبدا إذا ماتوا سعداء بالإجماع ، فلو جاز خروج أحد من النار، جاز خروج من يدخل الجنة؛ لأن الاستثناء هاهنا في ذكر الجنة والنار ، فبطل تعلقهم بهذه الآية))[35] .
العشرون : ما جاء عن الإمام المنصور بالله عبدالله بن حمزة بن سليمان بن حمزة بن علي بن حمزة بن الإمام النفس الزكية الحسن بن عبد الرحمن بن يحيى بن عبدالله بن الحسين بن القاسم بن إبراهيم بن إسماعيل بن إبراهيم بن الحسن بن الحسن بن علي بن أبي طالب (ع) ، (ت614ه) :
25- قال الإمام المنصور بالله عبدالله بن حمزة (ع) : ((فإن قيل: ما الدليل على خلود الكفار في النار؟ قلت: لأن الله تعالى وعدهم بذلك وإخلاف الوعيد كذب ، والكذب قبيح، والله تعالى لا يفعل القبيح. فإن قيل : ما الدليل على دخول الفساق النار وخلودهم فيها؟ قلت: قوله تعالى: ((ومن يعص الله ورسوله فإن له نار جهنم خالدين فيها أبدا))، والخلود هو الدوام ، وإخلاف الوعد كذب ، والكذب قبيح ، والله تعالى لا يفعل القبيح))[36] .
الواحد والعشرون : ما جاء عن الإمام الحافظ الحسين بن بدر الدين محمد بن أحمد بن يحيى بن يحيى بن الناصر بن الحسن بن عبدالله بن الإمام المنتصر بالله محمد بن الإمام المختار القاسم بن الإمام أحمد بن الإمام الهادي إلى الحق القويم يحيى بن الحسين بن القاسم بن إبراهيم بن إسماعيل بن إبراهيم بن الحسن بن الحسن بن علي بن أبي طالب (ع) ، (ت663ه) :
26- قال الإمام الحافظ الحسين بن بدر الدين (ع) ((وأدين الله تعالى بأنهم متى ماتوا مصرين على الكبائر فإنهم يدخلون نار جهنم، ويخلدون فيها أبدا ، ولا يخرجون في حال من الأحوال))[37] ، وقال العلامة محمد بن يحيى مداعس عن هذا القول ، هو : ((قول جمهور أهل العدل من الزيدية والمعتزلة))[38].
27- وقال الإمام الحسين بن بدر الدين (ع) أيضا : ((وإنما الخلاف في فساق أهل الصلاة هل يدخلون النار أو لا؟! ، وهل يخرجون منها أو لا؟! ، ونحن نعتقد أنهم إذا ماتوا مصرين على الكبائر دخلو النار ، وأنهم لا يخرجون منها أبدا ، بل يخلدون فيها ،...، والذي يدل على صحة ما ذهبا إليه وبطلان ما ذهبوا إليه وجوه ، منها : أن العترة (ع) أجمعوا على دخول الفساق من أهل الصلاة النار ، وعلى خلودهم فيها أبدا ، وإجماعهم حجة))[39] .
الثاني والعشرون: ما جاء عن الإمام المؤيد بالله يحيى بن حمزة بن علي بن إبراهيم بن يوسف بن علي بن إبراهيم بن محمد بن أحمد بن إدريس بن جعفر الزكي بن علي النقي بن محمد الجواد بن علي بن موسى بن جعفر بن محمد بن علي بن الحسين بن علي بن أبي طالب (ع) ، (ت749ه) :
28- قال الإمام يحيى بن حمزة الحسيني (ع) ، شارحا لكلام أمير المؤمنين (ع) في النهج : (("من كبير أوعد عليه نيرانه" : من هاهنا دالة على التبعيض ، أي بعض ذلك من جملة الكبائر الموبقة الكفرية أو الفسقية التي استحق الوعيد على فاعلها بإدخاله النار وخلوده فيها))[40] .
29- وقال الإمام يحيى بن حمزة (ع) أيضا ، شارحا لكلام أمير المؤمنين (ع) في النهج: (("وفي حرامها عقاب": خلود في النار في عقاب دائم ، .... ، "ونساكا بلا صلاح": النسك هو: العبادة ، والصلاح هو: إصلاح الحال في مجانبة الكبائر، فالعبادة من دونها محال لا تنفع،....، "تبكون على أعمالكم": لما فيها من التقصير والتهاون بحق الله وما ينبغي من القيام بحقه، أو لأنكم أحبطتموها بارتكاب الكبائر، وأبطلتم ثوابها المستحق عليها)) [41] .
30- وقال الإمام يحيى بن حمزة (ع) أيضا ، شارحا لكلام أمير المؤمنين (ع) في النهج: (("لا يستبدلون بها": أما أهل الجنة فلا يستبدلون لما هم فيه من النعم ، وأما أهل النار فلا يستبدلون لخلودهم فيها. "ولا ينقلون عنها": إلى غيرها فهم خالدون فيهما خلودا لا انقطاع له،...، "والعذاب الوبيل": الشديد، وهو: الخلود في النار في أنواع العذاب وألوانه)) [42] .
31- وقال الإمام يحيى بن حمزة (ع) أيضا : ((الخلاف في الكبائر الفسقية الصادرة من أهل الصلاة هل تغفر من دون توبة أم لا؟! فعندنا وهو قول المعتزلة: إنها لا تغفر إلا بالتوبة، وعند سائر فرق المرجئة: إنها مغفورة من دون توبة))[43] .
32- وقال الإمام يحيى بن حمزة (ع) ، في كتابه (عقد اللآلئ في الرد على أبي حامد الغزالي) ، من ضمن تبينه لمذهب الزيدية وعقائده الأصيلة في الإلهيات ، فقال (ع) : ((ولهم [أي أهل البيت الزيدية] فيها [في الإلهيات] معتقدات يتميزون بها عن سائر الفرق ، أولها:....، وسابعها: الوعيد لأهل القبلة ، وفساق أهل الصلاة ، ممن مات مصرا على كبيرة ، فإن الله يدخله النار ، ويخلده فيها تخليدا دائما))[44] .
الثالث والعشرون: ما جاء عن الهادي بن إبراهيم الوزير بن علي بن المرتضى بن المفضل بن منصور بن محمد العفيف بن المفضل الكبير بن عبدالله بن الحجاج بن علي بن يحيى بن القاسم بن يوسف بن الإمام المنصور بالله يحيى بن الإمام الناصر لدين الله أحمد بن يحيى بن الحسين بن القاسم بن إبراهيم بن إسماعيل بن إبراهيم بن الحسن بن الحسن بن علي بن أبي طالب (ع) ، (ت822ه) :
33- قال الإمام الهادي بن إبراهيم الوزير (ع) ، في قصيدته المشهورة (منظومة الخلاصة أو نظم الخلاصة) ، والتي مطلعها (أبا حسن يا بن الجحاجحة الغر...) ، وننقل منها ما يخص تخليد أهل الكبائر من أهل القبلة :
94-كذاك من الفساق من مات عاصيا ***** فإن له نارا مؤججة الجمر
95- يخلده الباري بها في عذابها *******وما أن له في النار يكشف من ضر
96- بذلك جاء النص وهو مؤيد ********بتحقيق برهان من الكلم الغر
الرابع والعشرون: ما جاء عن الإمام أحمد بن يحيى بن المرتضى بن أحمد بن المرتضى بن المفضل بن منصور بن المفضل الكبير بن عبدالله بن الحجاج بن علي بن يحيى بن القاسم بن يوسف بن الإمام المنصور بالله يحيى بن الإمام الناصر لدين الله أحمد بن يحيى بن الحسين بن القاسم بن إبراهيم بن إسماعيل بن إبراهيم بن الحسن بن الحسن بن علي بن أبي طالب (ع) ، (ت840ه) :
34- قال الإمام أحمد بن يحيى المرتضى (ع) : ((وأما الفصل الثاني: في سبب غفلة العبد في حال قيامه لحال مناجاة ملك السماوات والأرض ، وهو يعلم أنه حاضر لديه ، ورقيب عليه، وأن عظمته فوق كل عظيم،...، وأن عاقبة عصيانه الخلود في النيران))[45] .
35- وقال الإمام أحمد بن يحيى المرتضى (ع) أيضا ، منشأ في قصيدته الغراء المخاطبة بالنصح للفاطميين العصاة ، والتي مطلعها ((إذا ما رأيت الفاطمي تمردا...)) ، فيما يخص تخليد العصاة وأهل الكبائر :
فيا سوءتا للفاطمي إذا أتى*****أسير المعاصي يوم يلقى محمدا
فلو لم يكن إلا الحياء عقوبة******ولم يخش أن يصلى الجحيم مخلدا
لكان له والله أعظم وازع********من النكر والفحشاء كهلا وأمردا
36- وقال الإمام أحمد بن يحيى المرتضى (ع) ، فيما نقله عنه السيد العلامة أحمد بن محمد الشرفي : ((وقال المرتضى (ع) في جواب من سأله: عن التخليد بالنار على ذنب واحد ، من كلام طويل ، مالفظه : "وقد أنصف الله عز وجل خلقه ، وعدل بينهم في حكمه ، أولا ترى لو أن رجلا عصى الله طول عمره ثم تاب وأخلص ورجع في صحة من بدنه من قبل نزول الموت به ، أن تلك الذنوب جميعا تحط عنه وتغفر له ، وإن مات على ذلك دخل الجنة!! ، فكذلك من ختم عمله بالمعصية لله سبحانه وتعالى ومات عليها حكم له بالعذاب ، كما حكم له عند التوبة بالثواب ، فهذا عين الإنصاف والعدل))[46] .
37- وقال الإمام أحمد بن يحيى المرتضى (ع) في كتابه (القلائد في تصحيح العقائد) ، والذي تضمنته مقدمة كتابه العظيم (البحر الزخار الجامع لمذاهب علماء الأمصار) ، قال (ع) : (("مسألة" مستحق العقاب دائما كالذم . الجهمية : بل ينقطع في الفاسق . مقاتل وأصحابه: لا يستحق عقابا. لنا : حسن ذمه دائما ، والإجماع في الكفار ، وقوله تعالى : ((وما هم عنها بغائبين)) . "مسألة" والمدح والذم يدومان ويدلان على الثواب والعقاب،....، "مسألة" والتكفير والإحباط على ما بينا يصح ، خلافا للمرجئة . قلنا : العقاب دائم ، الثواب دائم ، فاستحال اجتماعهما فتساقطا،....، "مسألة" ولايسقط العقاب بالشفاعة خلاف المرجئة . لنا : ((ولا شفيع يطاع))، "مسألة" والمسلمون العاصون داخلون في الوعيد لعمومه . الأصم : لا ، لعلمنا أنها ليست على عمومها بدليل خروج التائب ونحوه ، فهي مجملة مع التخصيص. مقاتل : لا وعيد لمسلم. قلنا : فيلزم الإغراء . أبو شمر : يجوز إن تم استثناء لم نعلمه فيتوقف (ج): في الوعد والوعيد تعارض فلا نعلم أيهما المخصص للآخر فيتوقف . قلت : دليله قوي ، لولا قوله تعالى ، رادا على من أرجى من المسلمين واليهود : ((ليس بأمانيكم ولا أماني أهل الكتاب من يعمل سوءا يجز به)) [النساء:123] ، ولا يحتمل التخفيض بآيات الوعد إذ فيه نقض ما سيقت له من الرد . زبرقان وأكثر المرجئة : يقطع بخروج ذوي الكبائر من النار إلى الجنة لاحتمال الوعد والوعيد فيهم . الخالدي: الطاعة توجب قطع العقاب. لنا : إذا قطعنا باستحقاقهم ، وأن البيان لا يتأخر ، بطل ما زعموا))[47] اه .
تعليق : هذه الأقوال من الإمام أحمد بن يحيى المرتضى (ع) صريحة في القول بخلود الفساق وأهل الكبائر ودوام استحقاقهم للعذاب في النار ، إن قيل : بينوا هذا من قوله السابق ؟! قلنا : قد قال : (("مسألة" مستحق العقاب دائما كالذم... لنا : حسن ذمه دائما ، والإجماع في الكفار ، وقوله تعالى : ((وما هم عنها بغائبين)) ، وهذا منه (ع) تصريح بأن الذم يستحقه صاحبه دائما ، ومرتكب المعاصي مذموم ، فاستحقاقه للذم أي العقاب يكون دائما ، إلا إن تاب ، فإن مات مستحقا للذم كان مستحقا للعقاب الدائم الأبدي ، أي الخلود . ثم تأمل قوله (ع) : (("مسألة" ولايسقط العقاب بالشفاعة خلاف المرجئة . لنا : ((ولا شفيع يطاع)) ، وهذا تصريح صريح بأن العقاب لا يسقط بالشفاعة ، يعني: أن أصحاب النار لن يخرجوا منها بالشفاعة ، فهو خلود في النار . ثم تأمل قوله (ع) : ((أبو شمر : يجوز إن تم استثناء لم نعلمه فيتوقف (ج): في الوعد والوعيد تعارض فلا نعلم أيهما المخصص للآخر فيتوقف . قلت : دليله قوي ، لولا قوله تعالى ، رادا على من أرجى من المسلمين واليهود : ((ليس بأمانيكم ولا أماني أهل الكتاب من يعمل سوءا يجز به)) [النساء:123] ، ولا يحتمل التخفيض بآيات الوعد إذ فيه نقض ما سيقت له من الرد)) وهذا دليل على أن الإمام المرتضى (ع) لا يقول بالتوقف في حال من يستحق النار ، هل يدخل الجنة أو النار ، أو فيمن هو في النار ، هل يخرج منها أو لا ، إذ الإمام يشير إلى أن كل إنسان سيجزى بعمله ، ثم تأمل قوله (ع) : ((. زبرقان وأكثر المرجئة : يقطع بخروج ذوي الكبائر من النار إلى الجنة لاحتمال الوعد والوعيد فيهم . الخالدي: الطاعة توجب قطع العقاب. لنا : إذا قطعنا باستحقاقهم ، وأن البيان لا يتأخر ، بطل ما زعموا)) ، وهنا تأمل كيف نسب الإمام المرتضى (ع) قول زبرقان والخالدي بخروج ذوي الكبائر وأن الثواب يقطع العقاب ، فقال (ع) : أن كلامهم لا يصح ، خصوصا إذا قطعنا باستحقاقهم للنار لارتكابهم الكبائر ، ثم قلنا بأن البيان من الله تعالى لا يتأخر عن موضع الإبلاغ ، والله تعالى قد صرح بالخلود فقط في حق أصحاب الكبائر هؤلاء ، عليه فقد بطل ما زعموا من خروج أصحاب الكبائر من النار ، وهذا بين ظاهر وهو عقيدة الإمام المرتضى (ع) ، يجدر بالذكر التنويه أن هذا الكتاب (القلائد في تصحيح العقائد) قد شرحه الإمام أحمد بن يحيى المرتضى (ع) بكتاب آخر سماه : ((الدرر الفرائد في شرح كتاب القلائد)) وهو كتاب ضخم ، ورأي الإمام أحمد بن يحيى المرتضى (ع) فيه كان القول بتخليد الفسقة من أهل القبلة في النار ، قال الدكتور محمد محمد الحاج حسن الكمالي في كتابه (الإمام المهدي أحمد بن يحيى المرتضى وأثره في الفكر الإسلامي سياسيا وعقائديا) ، قال : ((وإمامنا [يعني الإمام المرتضى] في هذه المسألة أخذ بمذهب المعتزلة ، ودافع عنه ، وأثبت أن الفساق محرومون من الشفاعة ، ومخلدون في النار ، إذا ماتوا قبل التوبة)) ، وأحال المؤلف مصدر كلامه هذا إلى كتاب (الدرر الفرائد في شرح كتاب القلائد:2/75)[48] . قلت : والحق أن الإمام أحمد بن يحيى (ع) لم يأخذ هذه العقيدة من المعتزلة بل من سلفه من أهل البيت (ع) ، كما أثبتناه في هذه الرسالة من أقوالهم ، نعم! كما أن متن (كتاب القلائد) لمن تدبره مصرح بهذه العقيدة عن الإمام (ع) ، ولم نطول في هذه المسألة إلا لما رأينا صاحب المستطاب المؤرخ يحيى بن الحسين ، يقول : ((وروى السيد محمد في الروض الباسم مختصر العواصم والقواصم ، عن الإمام المهدي أحمد بن يحيى ثبوت الشفاعة لأهل الكبائر كقول أهل السنة)) ، وهذا وهم ماحق لا مكان له من الصحة ، فيحتمل الوهم على ابن الوزير رضوان الله عليه .
الخامس والعشرون : ما جاء عن الإمام المنصور بالله القاسم بن محمد بن علي بن محمد بن علي بن الرشيد بن أحمد بن الأمير الحسين الأملحي بن علي بن يحيى بن محمد بن يوسف الأشل بن القاسم بن الإمام الداعي إلى الله يوسف بن الإمام المنصور بالله يحيى بن الإمام الناصر أحمد بن الإمام الهادي إلى الحق يحيى بن الحسين بن القاسم بن إبراهيم بن إسماعيل بن إبراهيم بن الحسن بن الحسن بن علي بن أبي طالب (ع) ، (ت1029ه) :
38- قال الإمام المنصور بالله القاسم بن محمد (ع): ((أئمتنا عليهم السلام ، وجمهور المعتزلة : وشفاعة النبي (ص) لأهل الجنة من أمته يرقيهم الله تعالى بها من درجة إلى أعلى منها ، ومن نعيم إلى أسنى منه ، وأما من أدخله الله النار فهو خالد فيها أبدا))[49] ، ثم قارع الإمام (ع) حجج القائلين بعدم الخلود وفندها .
السادس والعشرون : ما جاء عن السيد العلامة أحمد بن محمد بن صلاح بن محمد الشرفي بن صلاح بن أحمد بن محمد بن القاسم بن يحيى بن الأمير داود بن المترجم بن يحيى بن عبدالله بن القاسم بن سليمان بن علي بن محمد بن يحيى بن علي بن القاسم بن محمد بن القاسم بن إبراهيم بن إسماعيل بن إبراهيم بن الحسن بن الحسن بن علي بن أبي طالب (ع) ، (ت1055ه) :
39- قال العلامة أحمد بن محمد الشرفي (ع) ، مجيبا على معرض نقاش حول احتمال توبة يزيد بن معاوية قبل موته، وأن هذا يمنع البراءة منه ، فأجاب العلامة أحمد بن محمد الشرفي (ع) بكلام طويل نقتصر منه على محل الشاهد في موضوع إثبات الخلود في حق أهل الكبائر : ((والجواب والله الموفق : أنا علمنا أن الكافر وأهل الكبائر مطرودون من رحمة الله الذي لا يبدل القول لديه ((وما أنا بظلام للعبيد)) ، وذلك بما ظهر لنا من أفعالهم ،... ، وأما ما أشار إليه من أن أهل الكبائر وإن ماتوا على ذلك فلا يجوز لعنهم ولا البراءة منهم فذلك مبني على الأحياء ، وأن أهل الكبائر من أهل الجنة وذلك رد لقوله تعالى : ((ومن يعص الله ورسوله ويتعد حدوده يدخله نارا خالدا فيها)) الآية، وقوله تعالى((ومن يقتل مؤمنا متعمدا فجزآؤه جهنم خالدا فيها وغضب الله عليه ولعنه وأعد له عذابا عظيما)) الآية، وغيرهما))[50] .
40- وقال العلامة أحمد بن محمد الشرفي أيضا : ((وأما الفصل الثاني : وهو أن الفاسق يستحق العقاب دائما ، فدلالة العقل عليه: أن المقتضي للعقاب هو المقتضي للذم وهو فعل المعصية ، وقد علمنا حسن ذم الفاسق دائما ، وأما دلالة الشرع فهي كثيرة منها ما قد ذكر من الآيات في الفصل الأول المصرحة بدوام العقاب والتخليد في النار))[51] .
السابع والعشرون : ما جاء عن السيد العلامة محمد بن الحسن بن الإمام المنصور بالله القاسم بن محمد بن علي بن محمد بن علي بن الرشيد بن أحمد بن الأمير الحسين الأملحي بن علي بن يحيى بن محمد بن يوسف الأشل بن القاسم بن الإمام الداعي إلى الله يوسف بن الإمام المنصور بالله يحيى بن الإمام الناصر أحمد بن الإمام الهادي إلى الحق يحيى بن الحسين بن القاسم بن إبراهيم بن إسماعيل بن إبراهيم بن الحسن بن الحسن بن علي بن أبي طالب (ع) ، (ت1079ه) :
41- قال العلامة محمد بن الحسن بن الإمام المنصور بالله القاسم بن محمد (ع) : ((ويجب اعتقاد صدق وعيده للكفار والفساق بالخلود في نار جهنم، وإلا كان ردا لآيات الله المحكمة وتكذيبا بها، ومن كذب بآية من القرآن فقد كفر بالاتفاق ، ... ، والقرآن اشتمل على آيات محكمات عديدة في أن المصر مخلد في النار)) [52].
الثامن والعشرون : ما جاء عن الإمام المتوكل على الله إسماعيل بن الإمام المنصور بالله القاسم بن محمد بن علي بن محمد بن علي بن الرشيد بن أحمد بن الأمير الحسين الأملحي بن علي بن يحيى بن محمد بن يوسف الأشل بن القاسم بن الإمام الداعي إلى الله يوسف بن الإمام المنصور بالله يحيى بن الإمام الناصر أحمد بن الإمام الهادي إلى الحق يحيى بن الحسين بن القاسم بن إبراهيم بن إسماعيل بن إبراهيم بن الحسن بن الحسن بن علي بن أبي طالب (ع) ، (ت1087ه) :
42- قال الإمام المتوكل على الله إسماعيل بن القاسم بن محمد ، في كتابه (العقيدة الصحيحة) : ((وأن من تعدى حدود الله فله عذاب النار خالدا فيها ، ... ، وأن من أدخل النار فهو خالد فيها))[53] .
التاسع والعشرون: ما جاء عن الإمام المهدي لدين الله محمد بن القاسم بن محمد بن إسماعيل بن الحسن بن محمد بن الحسين بن علي بن عبدالله بن أحمد بن علي بن الحسين بن علي بن عبدالله بن محمد بن الإمام المؤيد بالله يحيى بن حمزة بن علي بن إبراهيم بن يوسف بن علي بن إبراهيم بن محمد بن أحمد بن إدريس بن جعفر الزكي بن علي النقي بن محمد الجواد بن علي بن موسى بن جعفر بن محمد بن علي بن الحسين بن علي بن أبي طالب (ع) ، (ت1319ه ) :
43- قال الإمام المهدي محمد بن القاسم الحوثي الحسيني (ع): ((المسألة الثالثة : أن من توعده الله تعالى من الفساق بالنار ومات مصرا على فسقه غير تائب ، فإنه صائر إلى النار ومخلد فيها دائما ، والدليل على ذلك قوله تعالى ((ومن يعص الله ورسوله فإن له نار جهنم خالدين فيها أبدا)) ، ...... ، ودليل آخر: وهو إجماع أهل البيت (ع) على القول بخلود أهل الكبائر ، وإجماعهم حجة قطعية كما هو مذكور في مواضعه ، بل هو حجة الإجماع))[54] .
44- وقال الإمام محمد بن القاسم الحسيني الحوثي (ع) ، جوابا على مسألة القاضي إبراهيم بن عبدالله الغالبي حول الرجاء والإرجاء : ((فيقال : تقرر في الأصول بآيات الإحباط ، وآيات الوعد والوعيد المشهورة ، أن فاعل الكبيرة يستحق العقاب الدائم،....،إذا تقرر هذا فنقول: الروايات المشهورة عن أئمتنا عليهم السلام في كتب الأصول وغيرها ، الإطباق على أن صاحب الكبيرة إذا مات غير تائب فهو يستحق العذاب الدائم لا محالة))[55].
الثلاثون : ما جاء عن السيد العلامة الحسن بن الإمام الهادي لدين الله الحسن بن يحيى بن علي بن أحمد بن علي بن القاسم بن 8هالحسن بن محمد بن أحمد بن الحسن بن زيد بن محمد بن أبي القاسم بن الإمام الهادي إلى الحق علي بن المؤيد بن جبريل بن المؤيد بن ترجمان الدين أحمد الملقب المهدي بن الأمير شمس الدين الداعي إلى الله يحيى بن أحمد بن يحيى بن يحيى بن الناصر بن الحسن بن المعتضد بالله عبدالله بن الإمام المنتصر لدين الله محمد بن الإمام القاسم المختار بن الإمام الناصر أحمد بن الإمام الهادي إلى الحق يحيى بن الحسين بن القاسم بن إبراهيم بن إسماعيل بن إبراهيم بن الحسن بن الحسن بن علي بن أبي طالب (ع) (ع) ، (ت1380ه) :
45- قال العلامة الحسن بن الإمام الهادي القاسمي ، مجتهدا في إحقاق الحق والرد على ما بثه صاحب (الروض الباسم) ، وإثبات عقيدة عدم خروج أهل النار وتخليدهم ، قال (ع) : ((هذا وقد ورد من غير ما سبق التصريح بأن الظالم والفاجر من أهل النار، ... ، قلنا: التخصيص بيان وآيات الوعيد وإن عم لفظها فالمقام صيرها من قسم الخاص، لو لم يكن كذلك لكان قد تعبدنا بما ليس واقعا من عدم خروجهم عند نزول الآية ، فظهر أنه لا يجوز تأخير البيان عن وقت الحاجة ، وبهذه المقالة يعرف أنهم فتنوا كما فتن بنوا إسرائيل [حين] قالوا: ((لن تمسنا النار إلا أياما معدودة ))[البقرة:80] قالوا: يطهرهم من الذنوب الدنيوية ، فرد الله عنهم هذه المقالة بقوله سبحانه وتعالى: ((قل أتخذتم عند الله عهدا فلن يخلف الله عهده أم تقولون على الله ما لا تعلمون ، بلى من كسب سيئة وأحاطت به خطيئته فأولئك أصحاب النار هم فيها خالدون)) [البقرة:80،81]، فعمت كل من أحاطت به خطيئته في مقام بيان وتعليم ومحاجة بين الفريقين، ونزولها جوابا على الجميع ، فامتنع تخصيصها في غير مقام البيان مع قوله تعالى: ((ليس بأمانيكم ولا أماني أهل الكتاب من يعمل سوءا يجز به)) [النساء:123]))[56] .
الواحد والثلاثون : ما جاء عن السيد العلامة علي بن محمد بن يحيى بن أحمد بن الحسين بن محمد (العجري) بن يحيى بن أحمد بن يحيى الشهيد بن محمد بن صلاح بن علي بن الحسين بن الإمام عز الدين بن الحسن بن أمير المؤمنين علي بن المؤيد بن جبريل بن فقيه آل محمد المؤيد بن أحمد الملقب المهدي بن الأمير شمس الدين الداعي إلى الله يحيى بن أحمد بن يحيى بن يحيى بن الناصر بن الحسن بن المعتضد بالله عبدالله بن الإمام المنتصر لدين الله محمد بن الإمام القاسم المختار بن الإمام الناصر أحمد بن الإمام الهادي إلى الحق يحيى بن الحسين بن القاسم بن إبراهيم بن إسماعيل بن إبراهيم بن الحسن بن الحسن بن علي بن أبي طالب (ع) (ع) ، (ت1407ه) :
46- قال العلامة علي بن محمد العجري (ع) ، في معرض تفسيره لآيات سورة البقرة : ((واعلم أن هذه الآيات كما دلت على أن العاصي معاقب لا محالة، ففيها ما يدل على دوام عقابه للتصريح فيها بالخلود ، وقد مر في قوله تعالى: ((وبشر الذين آمنوا وعملوا الصالحات...))[البقرة:25] الآية ، أن الخلود الدوام))[57] .
47- أيضا حكى العلامة العجري عقيدة الخلود أهل الكبائر من أهل القبلة عن أهل البيت (ع) ، وأثبت أنه قولهم ، فقال ذاكرا أقوال الفرق في الخلود : ((أحدها : قول أئمة العترة، وجمهور المعتزلة، والخوارج وهو أن فساق هذه الأمة كمرتكبي الفواحش نحو الزنا، وشرب الخمر، وترك الصلاة داخلون في الوعيد، مستحقون للعقاب بالنار، وأن العقاب واصل إليهم لا محالة إذا ماتوا مصرين على ذلك ومخلدين فيها، وهؤلاء قالوا لا يجوز من الله تعالى خلف الوعيد)) [58] .
48- وقال العلامة علي العجري (ع) ، أيضا : ((ولم يرد في الفسقة إلا الوعيد بالخزي والبوار والخلود في النار))[59] .
الثاني والثلاثون : ما جاء عن السيد العلامة يحيى بن عبدالله راويه الذماري (ع) ، (1350-1414ه) :
49- قال السيد العلامة يحيى بن عبدالله راويه الذماري (ع) ، وهو يعد أنواع المعاصي : ((ومنها: الربا المتوعد عليها بالخلود في النيران ، قال الله سبحانه: ((فمن جاءه موعظة من ربه فانتهى فله ما سلف وأمره إلى الله ومن عاد فأولئك أصحاب النار هم فيها خالدون))[البقرة:275] ، لهذا تأذن الله على صاحب هذه الكبيرة بالحرب منه ومن رسوله،...، ومنها القتل والزنا ، المقرونان بالشرك ، المهدد عليهما بالخلود في النار ، ومضاعفة العذاب ،...، فهذه وأمثالها وما يساويها من المعاصي المتوعد عليها بالنار ، والخلود فيها ، المقيدة بالتوبة ، فمثل هذه لابد فيها من التوبة ، وإلا كانت محبطة للأعمال ))[60] .
الثالث والثلاثون : ما جاء عن السيد العلامة الحسن بن علي المستكا (ع) ، (ت1415ه) :
50- قال السيد العلامة الورع الحسن بن علي بن عباس المستكا (ع) ، بما نقله عنه السيد العلامة يحيى بن عبدالله راويه في معرض نقاش دار بينهما : ((وبعد : فإنه وصلني كتاب من سيدي العلامة العامل الورع الحسن بن علي عباس ، يشير فيه إلى ما يرى في المعاصي من أنها محبطة للأعمال ،....، وأنها موجبة للخلود في النيران))[61] .
صفحہ 17