الرابع والثلاثون : ما جاء عن السيد العلامة يحيى بن عبدالكريم الفضيل (ع) ، (ت1412ه) :
51- قال العلامة يحيى بن عبدالكريم الفضيل ، مقررا وذاكرا لعقيدة الزيدية : ((والثالث: أن الله سبحانه صادق الوعد والوعيد ، يجزي بمثقال ذرة خيرا ، ويجزي بمثقال ذرة شرا ، ومن صيره الله إلى العذاب فهو فيه أبدا خالدا كخلود من صيره إلى الثواب الذي لا ينفد))[62] .
الخامس والثلاثون : ما جاء عن الإمام حجة عصره مجد الدين بن محمد بن منصور بن أحمد بن عبدالله بن يحيى بن الحسن بن يحيى بن عبدالله بن علي بن صلاح بن علي بن الحسين بن الإمام الهادي إلى الحق عز الدين بن الحسن بن الإمام علي بن المؤيد بن جبريل بن فقيه آل محمد المؤيد بن أحمد الملقب المهدي بن الأمير شمس الدين الداعي إلى الله يحيى بن أحمد بن يحيى بن يحيى بن الناصر بن الحسن بن المعتضد بالله عبدالله بن الإمام المنتصر لدين الله محمد بن الإمام القاسم المختار بن الإمام الناصر أحمد بن الإمام الهادي إلى الحق يحيى بن الحسين بن القاسم بن إبراهيم بن إسماعيل بن إبراهيم بن الحسن بن الحسن بن علي بن أبي طالب (ع) ، (ت1428ه) :
52- قال الإمام الحجة مجد الدين بن محمد المؤيدي (ع) ، في معرض إجابته على سؤال وارد : ((والمسألة التي ورد فيها من أصول مسائل الوعد والوعيد، وقد علم من هناك [أي من الدليل] خلود من دخل النار أعاذنا الله تعالى منها بآيات القرآن الحكيم ، وقواطع السنة النبوية ، وإجماع آل الرسول (ص) قرناء التنزيل))[63] .
53- وقال الإمام الحجة مجد الدين بن محمد المؤيدي (ع) ، أيضا : ((وروى الإمام أحمد بن سليمان عليهما السلام ، والإمام الأواه المنصور بالله عبدالله بن حمزة عليهما السلام ، والإمام القاسم بن محمد ، والقاضي محمد بن أحمد الديلمي ، إجماع أهل البيت في أن من مات مصرا على معصية فإنه مخلد في النار، وكذلك غيرهم من علماء الآل وشيعتهم عليهم السلام، وهذه مسألة مشهورة وأدلتها غير مغمورة بل هي بصرائح الكتاب وقواطع السنة معمورة ، وقد دار فيها الخلاف والنزاع بين أهل العدل ومن خالفهم من المرجئة ، وأوضح الآل وشيعتهم فيها الأدلة التي لا تخفى إلا على غبي أو معاند غوي، فمن أراد السلوك في منهاجهم والعبور في طريقتهم فليطالع مؤلفاتهم))[64] .
السادس والثلاثون : ما جاء عن العلامة المجاهد بدر الدين بن أمير الدين الحوثي الحسني حفظه الله :
54- قال العلامة المجاهد بدر الدين بن أمير الدين الحوثي حفظه الله تعالى ، وذلك في كتابه (تحرير الأفكار) الذي رد فيه على مقبل الوادعي : ((قال مقبل : وهل تؤمنون أنه يخرج من النار أقوام من الموحدين بسبب شفاعة الشافعين ؟ الجواب : إنا نؤمن أنكم قد حذوتم حذو أهل الكتاب في تحديد العذاب ، وربما كان تحديدكم أقرب!! لأنهم جعلوه أياما معدودة ، وجعلتم حده عقيب آخر سجدة في المحشر يسجدها رسول الله (ص)، أو ما قبل الآخرة كما رواه سلفكم ، وذلك يمكن أن يكون ساعات أو دقائق ، .... ، ونذكر هنا بعض ما يفيد في المسألة فنقول : قال الله تعالى في سورة النساء عقيب ما حدده من المواريث خطابا للمسلمين : ((تلك حدود الله ومن يطع الله ورسوله يدخله جنات تجري من تحتها الأنهار خالدين فيها وذلك الفوز العظيم * ومن يعص الله ورسوله ويتعد حدوده يدخله نارا خالدا فيها وله عذاب مهين)) ، دلت على أن من عصى الله وتعدى حدوده في المواريث أو غيرها فإنه يصير في جهنم خالدا فيها وله عذاب مهين))[65] .
55- وقال العلامة بدر الدين بن أمير الدين الحوثي الحسني حفظه الله تعالى أيضا ، معلما أمة جده العقيدة الصحيحة ، قال : ((لا يخلف الله وعده ولا وعيده ، لأنه حكيم ، والحكيم لا يكذب ، ولا يوعد بما يعلم أنه لا يفعله ، وقد قال تعالى : ((قال لا تختصموا لدي وقد قدمت إليكم بالوعيد * ما يبدل القول لدي وما أنا بظلام للعبيد)) [ق:28-29] ،....، والفجار المصرون على الكبائر الذين يموتون غير تائبين إلى الله يصيرون إلى النار ولا يخرجون منها ، ((ومن يعص الله ورسوله فإن له نار جهنم خالدين فيها أبدا)) [الجن:23] ، وما يرويه المخالفون عن رسول الله (ص) مما يخالف ذلك فهو غير صحيح))[66] اه .
السابع والثلاثون : ما جاء عن السيد العلامة عبد الرحمن بن حسين شايم الحسني حفظه الله :
56- قال العلامة عبد الرحمن بن حسين شايم حفظه الله تعالى : ((وأما مسألة الفساق من أهل القبلة فاعلم : أن هذه المسألة هي أم مسائل الوعيد والمختصة بالنزاع الشديد ، تشعب فيها الخلاف بين علماء الأمصار فجمهور العدلية من الزيدية والمعتزلة وبعض الإمامية والخوارج وغيرهم: أن كل واحد من فساق الأمة وأهل الكبائر يستحق العذاب بالنار في الآخرة ولابد أن يدخلها ويعذب فيها ويخلد فيها أبد الآبدين وماهم عنها بغائبين كما حكى الله رب العالمين))[67] .
الثامن والثلاثون: ما جاء عن السيد العلامة الحسين بن يحيى الحوثي الحسني حفظه الله :
57- قال العلامة الحسين بن يحيى الحوثي الحسني (ع) حفظه الله تعالى ، في معرض احتجاجه على الجعفرية من الشيعة ، بعد أن ساق عدة آيات يحتج بها : ((أنها دلت على الخلود فلا يصح الخروج بشفاعة النبي (ص) ، .... ، فدلت هذه الآيات على تخليد مرتكبيها في النار فلا شفاعة لهم ؛ لأن الشفاعة إما أن توجب عدم دخوله النار أو خروجه منها ، وهذه الآيات تدل على الدخول والخلود أعاذنا الله منها))[68] .
التاسع والثلاثون: ما جاء عن السيد العلامة القاسم بن أحمد بن الإمام المهدي لدين الله محمد بن القاسم بن محمد بن إسماعيل بن الحسن بن محمد بن الحسين بن علي بن عبدالله بن أحمد بن علي بن الحسين بن علي بن عبدالله بن محمد بن الإمام المؤيد بالله يحيى بن حمزة بن علي بن إبراهيم بن يوسف بن علي بن إبراهيم بن محمد بن أحمد بن إدريس بن جعفر الزكي بن علي النقي بن محمد الجواد بن علي بن موسى بن جعفر بن محمد بن علي بن الحسين بن علي بن أبي طالب (ع) حفظه الله :
58- قال العلامة القاسم بن أحمد بن الإمام المهدي لدين الله محمد بن القاسم الحوثي الحسيني ، في معرض كلامه عن فضل صلاة التسبيح وما يحصل بسببها من غفران للذنوب ، قال (ع) : ((قلت : وروايات من ذكر متقاربة ، وقوله: ((صغيرة وكبيرة)) هذا مشروط بالتوبة ، بدليل قول الله تعالى : ((توبوا إلى الله توبة نصوحا)) [التحريم:8] ، وقوله تعالى : ((وأنيبوا إلى ربكم وأسلموا له ))[الزمر:54] وهذا واضح ، لأن بعض الذنوب مثل الكبائر ومثل حقوق المسلمين ونحو ذلك لا يمحوها إلا التوبة النصوح ، وعلى هذا يحمل كل ما جاء في هذا الباب ، والله أعلم))[69] اه . قلت : ومن مات ولم يتب توبة نصوحا من كبائر الذنوب والظنون فإنه خالد مخلد في النار ، ولا حظ له في رحمة الله تعالى بما تعدى من حدود الله ، وتجرأ على وعيده وترهيبه .
الأربعون : ما جاء عن السيد العلامة محمد بن عبدالله بن يحيى بن علي عوض الضحياني حفظه الله :
59- قال العلامة محمد الضحياني حفظه الله تعالى : ((وأن من دخل النار من الكافرين أو المنافقين، أو من عصاة هذه الأمة فإنه: خالد فيها أبدا لا يخرج منها. وأنه لا وثوق بالأحاديث التي ذكرت أن الشفاعة لأهل الكبائر من هذه الأمة، والتي ذكرت أن الموحدين العصاة سيخرجون من النار،))[70] .
60- وقال العلامة محمد عبدالله عوض الضحياني ، أيضا : ((من دخل النار فإنه لا يخرج منها، سواءا كان من المسلمين أم من غيرهم،...)) [71] .
ثانيا : أقوال علماء شيعة أهل البيت (ع) :
الواحد والأربعون: ما جاء عن داعية الحسين السبط ، مسلم بن عقيل بن أبي طالب رضوان الله عليه، (ت60ه) :
61- قال مسلم بن عقيل بن أبي طالب رضوان الله عليه ، رسول الحسين السبط (ع) إلى أهل الكوفة ، وقد طلب ساعة حصاره أن يسقوه ماء : ((فقال له مسلم بن عمر وأبوقتيبة بن مسلم الباهلي : أتراها ما أبردها ؟! فوالله لا تذوق منها قطرة واحدة حتى تذوق الحميم في نار جهنم!! . فقال له مسلم بن عقيل : ويلك ولأمك الثكلى ، ما أجفاك ، وأفظك ، وأقسى قلبك ، أنت يابن باهلة أواب [أي أحق] بالحميم ، والخلود في نار جهنم))[72] .
الثاني والأربعون : ما جاء عن العلامة المجاهد أبو الحسين أحمد بن موسى الطبري ، (ت340ه) :
62- قال العلامة أبو الحسين الطبري : ((وكذلك قولنا واعتقادنا في الرسول أنه لا يشفع لأحد من العصاة ، لقول الله سبحانه فيه وفي إخوانه النبيين جميعا: ((ولا يشفعون إلا لمن ارتضى وهم من خشيته مشفقون))[73] . قلت : وعقيدته بانتفاء الشفاعة عن العصاة تعني التخليد في حقهم .
الثالث والأربعون : ما جاء عن العلامة ابن أبي الفوارس الهمداني ، (ت412ه) :
63- وعن العلامة علي [أومحمد] بن أبي الفوارس الهمداني ، كما جاء في حكاية المؤرخ العلامة يحيى بن الحسين في المستطاب ، قال : ((قال مسلم اللحجي: وأخبرني عليان بن إبراهيم ، وأحسبه فيما أخبرني به محمد بن إبراهيم بن رفاد عن مشايخهما ، قالوا : دخل ريدة بعض متكلمي المرجئة ، فحضره جماعة من الزيدية فمنهم علي بن أبي الفوارس ، فاحتجوا عليه [على المرجئي] في خلود أهل النار في النار بقول الله تعالى ((لا تفتح لهم أبواب السماء ولا يدخلون الجنة حتى يلج الجمل في سم الخياط)) [الأعراف:40] ، فقال : وجود هذا هين على الله لقدرته ورحمته ، إذا شاء أولج الجمل في سم الخياط ، وحان انصرافهم ، فقام علي بن أبي الفوارس إلى منزله يفكر فيما يحل هذه الشبهة من كلام المرجئ من الحجة ، فسألته امرأته عن خبره فأخبرها ، فقالت : قال الله تعالى: ((حتى يلج الجمل)) [الأعراف:40] فاعلا لا مفعولا به ، فانتبه لها وقرت عينه ونام ، فلما أصبح بكر إلى أصحابه فتكلم بذلك وأن الله تعالى قال يلج ولم يقل يولج ، فانقطع المرجئ))[74] . قلت : الغرض من إيراد هذه الرواية هي إثبات قول ابن أبي الفوارس بالخلود على أهل الكبائر وأصحاب النار .
الرابع والأربعون : ما جاء عن العلامة الحاكم المحسن بن كرامة الجشمي ، (ت494ه) :
64- قال العلامة الحاكم المحسن بن كرامة الجشمي ، ((نقول: إن الشفاعة ثابتة لرسول الله (ص) يوم الحشر ، ولكن يشفع للمؤمنين فيكون له رتبة ويزيد درجة المؤمن، فأما المستحق للنار فلا شفاعة له))[75] ، قلت : يعني هو من الخالدين .
الخامس والأربعون : ما جاء عن العلامة الأصولي أحمد بن الحسن بن محمد الرصاص ، (ت621ه) :
65- قال العلامة أحمد بن الحسن الرصاص : ((المسألة الثالثة: أن من توعده الله بالعقاب من الفساق ، فإنه متى مات مصرا على فسقه فإنه يدخله النار ويخلده فيها خلودا دآئما))[76] .
66- وقال العلامة أحمد بن الحسن الرصاص أيضا : ((والثالثة : أن من قد وعده الله تعالى بالعقاب من الفساق ، فإنه متى مات مصرا على فسقه صائر إلى النار، مخلدا فيها خلودا دائما، وهذا هو مذهبنا))[77] .
السادس والأربعون : ما جاء عن العلامة يحيى بن الحسن القرشي ، (ت780) :
67- قال العلامة يحيى بن حسن القرشي الصعدي ، صاحب (المنهاج) ، في معرض كلام كان يخاطب به أهل الجبر : ((وإذا كانت الشفاعة للفجرة والفساق فما معنى: ((أفأنت تنقذ من في النار)) [الزمر: 19] ، وإذا لم يكن بين الطائع والعاصي فرقا ، فما معنى آخر سورة الفرقان؟! ، وإذا كان الفاسق بالمؤمنين لاحقا ، فما معنى: ((أفمن كان مؤمنا كمن كان فاسقا )) [السجدة: 18]؟! ، وإذا جاز أن يخلف الله في الوعيد، ففسروا : ((ما يبدل القول لدي وما أنا بظلام للعبيد)) [ق: 29]))[78] .
السابع والأربعون : ما جاء عن العلامة علي بن يحيى بن إبراهيم الضمدي في إثبات الخلود ، (ت بعد900ه) :
68- قال العلامة علي بن يحيى بن إبراهيم الهذلي الضمدي ، من قصيدة غراء أشاد بها برسول الله (ص) وأئمة أهل البيت (ع) ، سادات الزيدية ، فمما يستشهد من قصيدته بقوله بالخلود في حق أهل الكبائر والطغاة ، قوله :
وشيعة كليوث الغاب كان لهم ***** حصل السباق معا في كل مضمار
حتى أقر بحبل الله معترفا ***** من لم يكن ثاويا منهم لإقرار
وبالشهيد الولي بن الحسين[79] ومن ***** له الفضيلة من خبر وإخبار
إلى أن قال :
يا أهل بيت رسول الله غارتكم ***** فما استغرت لعمري غير مغوار
أنتم عتادي وحزبي في الأمور معا ***** ولي بكم علقة كل بها داري
إلى أن قال :
يخدع الناس عنكم ما ألم بكم ***** من كل أحمق غدار ومكار
فإنما هي إحدى الحسنيين لكم ***** وللطغاة خلود بعد في النار
ما نالكم غير ما نال الكرام وهل ***** بالقتل في الله يا للناس من عار[80]
الثامن والأربعون: ما جاء عن العلامة الأصولي أحمد بن يحيى حابس ، (ت1061ه) :
69- قال العلامة أحمد بن يحيى حابس : ((أنه يجب على المكلف أن يعلم أن من توعده الله من الفساق بالنار كمرتكبي الفواحش التي هي غير مخرجة من الملة من الزنا وشرب الخمر وتاركي الصلاة والزكاة ونحو ذلك ، فإنه إذا مات مصرا على فسقه غير تائب منه فإنه صائر إلى النار ومخلد فيها خلودا دائما،...، والدليل على ذلك المذهب الصحيح ، وهو قول جمهور العدلية قوله تعالى : ((ومن يعص الله ورسوله فإن له نار جهنم خالدين فيها أبدا)) [الجن:23] فتوعد الله كل عاص على سبيل العموم بالخلود في النار ، والخلود هو الدوام ،...، فثبت بذلك الذي ذكرنا خلود كل فاسق وفاجر في النار وبطل ما قاله المخالفون))[81] .
التاسع والأربعون : ما جاء عن العلامة النحرير إبراهيم بن عبدالله بن علي الغالبي ، (ت1327ه) :
70- قال القاضي العلامة إبراهيم بن عبدالله الغالبي ، مصرحا بعقيدة الخلود في حق أهل الكبائر ، وذلك من سؤال سأله للإمام المهدي محمد بن القاسم الحوثي الحسيني (ع) ، يستشكل فيه بعض شبه أهل الرجاء والإرجاء ، فكان سؤال العلامة إبراهيم الغالبي سؤال المسلم بعقيدة الخلود ، فقال : ((تقرر عند أكثر أئمتنا (ع) أن من عصى الله ومات غير تائب أنه يستحق العقاب لا محالة ، لئلا يلزم الخلف في الوعيد ، وقرروا ذلك بالأدلة،....،والقول بخروج أهل النار فذاك أيضا لم يقل به أحد من أئمتنا، [ثم قال مبينا للإمام المهدي أنه لا يذكر سؤاله هذا عن شبه أهل الرجاء والإرجاء من باب التسليم والقول بقولهم] ، ولم نذكر هذا [السؤال] اعتقادا له ، بل أشكل علينا لأن المسألة أصولية والمخالف فيها مخط آثم))[82] .
الخمسون : ما جاء عن الفقيه العلامة محمد بن يحيى مداعس ، (ت1351ه) :
71- قال العلامة الفقيه محمد بن يحيى مداعس : ((وقد تكلم السلف [يعني من أهل البيت] رحمهم الله تعالى على هذه المسألة ، وهي القول بخلود الفساق في النار ، واستدلوا عليها بأدلة كثيرة سمعية، [ثم أسهب العلامة يحيى مداعس في إثبات هذا القول من الكتاب والسنة]))[83] .
الواحد والخمسون : ما جاء عن القاضي العلامة صلاح بن أحمد فليتة رحمه الله (ت1429ه) :
71- قال القاضي العلامة صلاح بن أحمد فليتة : ((آيات التخليد كثيرة ولا تخفى على ذي لب ،...، ولا اعتماد على أقوال المضلين من المرجئة الغاوين))[84] .
72- وقال القاضي صلاح بن أحمد فليتة رضوان الله عليه ، أيضا : ((وأما دوامه أي دوام العقاب لذلك ، لأنه ملازم للذم ، والذم يلزم دوامه فكذلك العقاب ، ولأنه لو لم يكن دائما لسهل على كثير من الناس احتماله إيثارا للذة العاجلة، ولاشك أنهم مع العلم بدوامه أبعد عن المعصية ، ولمثل ذلك يجب أن يكون بالغا مبلغا عظيما ليكون المكلف مع العلم به أبعد عن المعصية ، ولأنه جل وعلا عرض بالتكليف لغاية المنافع ، فلابد أن يتضمن التحذير غاية المضار))[85] .
نعم ! وبهذا القدر من النقل من كتاب الله تعالى ، ثقل الله الأكبر ، ومن أقوال أهل البيت صلوات الله عليهم وعلى جدهم ، ثقل الله الأصغر ، ومن أقوال شيعتهم الكرام البررة (رعاة الشمس والقمر) ، نكتفي ، على أنه كان في الخاطر التوسع في المبحث الأول ، وإضافة مبحث رابع يناقش أبرز الشبه التي يثيرها المخالفون على عقيدة الخلود، ولكن عسى أن يمن الله علينا بوقت ، واستقرار بال ، لإتمام هذا ، على أن جميع رسالتنا هذه جواب عن شبهة واحدة ، فهي موجهة لمن ادعى على أهل البيت (ع) أنهم قائلون بعدم تخليد فسقة أهل القبلة المصرين ، ومن ادعى أن هذه عقيدة القرآن الكريم ، وختاما نطلب العفو والعافية والمعافاة في الدنيا والآخرة ، لنا ولجميع إخواننا من المسلمين والمسلمات ، الأموات منهم والأحياء ، هذا وصلى الله وسلم على سيدنا محمد وآل بيته الطيبين الطاهرين .
وكتبه : الشريف أبو الحسن الرسي
17/5/1429ه
=======================
[1] تفسير ابن كثير:1/120 .
[2] تفسير ابن كثير:1/120 .
[3] تفسير ابن كثير:1/120 .
[4] قال الله تعالى : ((الذين يأكلون الربا لا يقومون إلا كما يقوم الذي يتخبطه الشيطان من المس ذلك بأنهم قالوا إنما البيع مثل الربا وأحل الله البيع وحرم الربا فمن جاءه موعظة من ربه فانتهى فله ما سلف وأمره إلى الله ومن عاد فأولئك أصحاب النار هم فيها خالدون)) [البقرة:275] .
[5] قال الله تعالى : ((ومن يعص الله ورسوله ويتعد حدوده يدخله نارا خالدا فيها وله عذاب مهين)) [النساء:14].
[6] قال الله تعالى : ((ومن يقتل مؤمنا متعمدا فجزآؤه جهنم خالدا فيها وغضب الله عليه ولعنه وأعد له عذابا عظيما)) [النساء:93] .
[7] قال الله تعالى : ((وعد الله المنافقين والمنافقات والكفار نار جهنم خالدين فيها هي حسبهم ولعنهم الله ولهم عذاب مقيم)) [التوبة:68] .
[8] قال رسول الله (ص) : ((لا يدخل الجنة مدمن خمر)) . رواه ابن حبان في صحيحه :13/507 ، والبيهقي في السنن الكبرى:3/175، والطبراني في المعجم الكبير:11/98 ، وغيرهم .
[9] تفسير الطبري:27/68 .
[10] تيسير المطالب في أمالي أبي طالب ، الباب الخمسون ، ص545 ، وهذا الحديث محفوظ في كتاب (الفردوس بمأثور الخطاب) لابن شيرويه الديلمي المعروف بالكيا 3/138، وفي (كشف الخفاء) للجراحي 1/532 ، ورواه الخطيب البغدادي في (تاريخ بغداد) وآخره كان لفظه : ((وسوء الحساب والحلول في النار إلا أن يشاء الله)) ، قال الخطيب : ((رجال إسناد هذا الحديث كلهم ثقات سوى كعب حدثني أحمد بن على التوزي أخبرنا محمد بن أبى الفوارس قال كان كعب بن عمرو البلخي المؤدب سيء الحال في الحديث)) ، قلت : والظاهر أن هذه الزيادة الشاذة (والحلول في النار إلا أن يشاء الله)) جاءت من سوء حال كعب بن عمرو هذا ، إذ أن هذه الزيادة لم تؤثر إلا من طريقه ، مع العلم أن لهذا الحديث ثلاث طرق ، طريقان منها عن علي (ع) عن الرسول (ص) ، وطريق عن أنس عن رسول الله (ص) ، وتفصيل هذه الطرق كالتالي ، الطريق الأولى : عن الأشج أبي الدنيا عن علي (ع) ، ذكرها القزويني في (تاريخ قزوين:4/71) . والثانية : عن الحسين السبط عن أبيه علي (ع) ، التي ذكرها الإمام أبوطالب (ع) في أماليه . والثالثة : عن أنس عن الرسول (ص) ، ذكرها الخطيب البغدادي في (تاريخ بغداد:12/493) . فهو حديث حسن يحتج به . نعم ! ولتوسع أكثر في إثبات هذا الحديث نذكر طرقا أخرى إليه رواها الجعفرية من الشيعة ، فممن رواه منهم ، الشيخ الصدوق في كتابه (من لايحضره الفقيه:4/365) بلفظ الخلود ، والعاملي في (وسائل الشيعة:20/311) بلفظ الخلود ، كلهم عن الحسين عن علي عن رسول الله (ص) ، ورواه الشيخ الصدوق في كتابه (الخصال:1/320) من طريق حذيفة بن اليمان عن رسول الله (ص) ، بلفظ الخلود ، وهذا يعتبر حجة على الجعفرية من الشيعة أيضا لأنهم لايقولون بتخليد أهل الكبائر في النار .
[11] الورع لابن أبي الدنيا : 94 ، كنز العمال:5/125 .
[12] فتح القدير :3/223 .
[13] مستدرك الوسائل: 14/332 ، بحار الأنوار :76/19 ، تفسير القمي:2/19 .
[14] تيسير المطالب في أمالي أبي طالب ، الباب الخمسون ، 545.
[15] تيسير المطالب في أمالي أبي طالب ، الباب الرابع والستون ، 596 ، ورواه الشيخ الصدوق مرسلا عن أبي العباس الدنيوري عن محمد بن الحنفية عن علي (ع) ، صفات الشيعة : 39 ، بحار الأنوار :7/219 .
[16] الصحيفة السجادية ، دعاؤه (ع) في يوم الفطر إذا انصرف من صلاته : 278.
[17] مجموع كتب ورسائل الإمام زيد بن علي ، كتاب الإيمان:143-144 .
[18] أخبار فخ ويحيى بن عبدالله :118-119 .
[19] يعني كفر نعمة ، وليس كفر جحود ، فيكون المعنى أنه فاسق .
[20] مجموع كتب ورسائل الإمام القاسم الرسي ، مسائل القاسم (ع) :2/565.
[21] مجموع كتب ورسائل الإمام محمد بن القاسم الرسي ، كتاب الشرح والتبيين :14 .
[22] يعني : وإن كان مؤمنا بأن معصيته التي فعلها هي حرام في القرآن ، فهذا العاصي مؤمن بحرمة معصيته ولكنه مع هذا لم يجتنبها .
[23] مجموع كتب ورسائل الإمام محمد بن القاسم الرسي ، كتاب الشرح والتبيين :35 .
[24] الأصول الثمانية:43.
[25] مجموع كتب ورسائل الإمام الهادي إلى الحق ، كتاب معرفة الله عز وجل :52 .
[26] مجموع كتب ورسائل الإمام الهادي إلى الحق ، كتاب المنزلة بين المنزلتين :171.
[27] الناسخ والمنسوخ من القرآن الكريم:الكتروني .
[28] مجموع كتب ورسائل الإمام المرتضى محمد بن يحيى، كتاب الأصول:2/709.
[29] كتاب النجاة:296.
[30] مجموع كتب ورسائل الإمام القاسم العياني ، كتاب تنبيه الدلائل .
[31] مجموع كتب ورسائل الإمام الحسين بن القاسم العياني (ع) ، كتاب الطبائع : 84-86 .
[32] التبصرة في التوحيد والعدل : 69 .
[33] شرح كتاب البالغ المدرك :63.
[34] شرح الأصول الخمسة:450.
[35] حقائق المعرفة في علم الكلام:223-226 .
[36] المجموع المنصوري الجزء الثاني القسم الثاني ، كتاب زبد الأدلة في معرفة الله :558 .
[37] العقد الثمين في معرفة رب العالمين:59 .
[38] الكاشف الأمين عن جواهر العقد الثمين:مخطوط .
[39] ينابيع النصيحة في العقائد الصحيحة:466-467.
[40] الديباج الوضيء في الكشف عن أسرار كلام الوصي :1/176 .
[41] الديباج الوضيء في الكشف عن أسرار كلام الوصي :2/565 .
[42] الديباج الوضيء في الكشف عن أسرار كلام الوصي :3/1266 .
[43] الديباج الوضيء في الكشف عن أسرار كلام الوصي :4/1509-1510 .
[44] عقد اللآلئ في الرد على أبي حامد الغزالي:170 .
[45] حياة القلوب في إحياء عبادة علام الغيوب:54 .
[46] عدة الأكياس في شرح معاني الأساس:323-324.
[47] مقدمة البحر الزخار الجامع لمذاهب علماء الأمصار:78-81.
[48] الإمام المهدي أحمد بن يحيى المرتضى وأثره في الفكر الإسلامي سياسيا وعقائديا:406.
[49] الأساس لعقائد الأكياس:196.
[50] اللآلئ المضيئة : مخطوط .
[51] عدة الأكياس في شرح معاني الأساس:2/322.
[52] سبيل الرشاد إلى معرفة رب العباد:52 .
[53] العقيدة الصحيحة :13 .
[54] الموعظة الحسنة :90-91 .
[55] البدور المضيئة جوابات الأسئلة الضحيانية:64-66.
[56] العلم الواصم في الرد على هفوات الروض الباسم : تحت التحقيق والطبع .
[57] كتاب مفتاح السعادة : 1/3815-3816 .
[58] كتاب مفتاح السعادة : 1/3794.
[59] الأنظار السديدة في الفوائد المفيدة:79 .
[60] رسالة الغفران:33.
[61] رسالة الغفران:27-28.
[62] من هم الزيدية:22-123 .
[63] مجمع الفوائد ، كتاب الحجج المنيرة على الأصول الخطيرة : 80 .
[64] مجمع الفوائد ، كتاب الثواقب الصائبة لكواذب الناصبة :144.
[65] تحرير الأفكار.
[66] إرشاد الطالب:13-15.
[67] رفع الخصاصة عن قراء لباب المصاصة : 85 .
[68] الجواب الكاشف للالتباس عن مسائل الإفريقي إلياس ويليه الجواب الراقي على مسائل العراقي:الكتروني.
[69] المسنونات والمندوبات والمستحبات من الصلوات:103 .
[70] المركب النفيس في التنزيه والتقديس:45 .
[71] نظرات في ملامح المذهب الزيدي وخصائصه :الكتروني.
[72] مقاتل الطالبيين : 104 .
[73] مجالس أبي الحسين الطبري.
[74] المستطاب :مخطوط .
[75] تحكيم العقول في تصحيح الأصول :223.
[76] مصباح العلوم الثلاثين مسألة :57 .
[77] الخلاصة النافعة:177.
[78] مآثر الأبرار في تفصيل مجملات الأخبار :2/1040 .
[79] يعني الإمام أبوطير أحمد بن الحسين (ع) .
[80] مطلع البدور ومجمع البحور:3/376 .
[81] الإيضاح شرح المصباح:260 .
[82] البدور المضيئة جوابات الأسئلة الضحيانية:63-64.
[83] الكاشف الأمين عن جواهر العقد الثمين:مخطوط .
[84] العقيدة الأصولية والنظم البديع في الرد على أهل التشبيه والتبديع:44.
[85] القول الحق في حكمة الخلق:42-43.
صفحہ 18