لب مصون
اللب المصون شرح الجوهر المكنون في علم البيان
اصناف
ونكرم جارنا ما دام فينا = ونتبعه الكرامة حيث مالا
وهذا ممكن عقلا لا عادة وهذا الممكن العادي غير واقع في زماننا بل كاد أن يلحق بالممتنع العقلي وهذان النوعان مقبولان أي مرضيان مستحسنان. والغلو ما لا يمكن لا عقلا ولا عادة كقوله:
وأخفت أهل الشرك حتى إنه = لتخافك النطف التي لم تخلق
فخوف النطف مستحيل عقلا وعادة. ومنه مقبول ومردود فالمقبول منه ما أدخل فيه ما يقربه إلى الصحة نحو- يكاد زيتها يضيء ولو لم تمسسه نار- فيكاد قرب ذلك من الصحة. ومنه ما أخرج مخرج الهزل والخلاعة كقوله:
أسكر بالأمس إن عزمت على الشر = ب غدا إن ذا من العجب
والمردود منه ما ليس كذلك.
الثاني التفريع وهو أن يثبت لمتعلق أمر حكم بعد إثباته لمتعلق له آخر على وجه يشعر بالتفريع كقوله:
أحلامكم لسقام الجهل شافية = كما دمائكم تشفي من الكلب
فرع على وصفهم بشفاء أحلامهم من داء الجهل وصفهم بشفاء دمائهم من داء الكلب بفتح اللام وهو داء شبيه بجنون يحدث للإنسان من عض الكلب الكلب. الثالث حسن التعليل وهو أن يدعي لوصف علة مناسبة له باعتبار لطيف غير حقيقي وهو أربعة أنواع لأن الصفة التي أدعى لها علة مناسبة إما ثابتة قصد بيان علتها أو غير ثابتة أريد إثباتها والأولى إما أن لا يظهر لها في العادة علة وإن كانت لا تخلو في الواقع عنها كقوله:
لم يحك نائلك السحاب وإنما = حمت به فصببها الرحضاء
أي المصبوب هو عرق الحمى فنزول المطر من السحاب صفة ثابتة لا يظهر لها في العادة محلة وقد علله بأنه عرق حماها بسبب عطاء الممدوح أو يظهر لتلك الصفة علة غير العلة المذكورة لتكون المذكورة غير حقيقية فيكون من حسن التعليل كقوله:
صفحہ 108