106

لب مصون

اللب المصون شرح الجوهر المكنون في علم البيان

اصناف

ما به قتل أعاديه ولكن =يتقي إخلاف ما ترجو الذئاب فإن قتل الأعداء في الغالب لدفع مضرتهم لا لما ذكر من أن طبيعة الكرم غلبته ومحبة صدق رجاء الراجين بعثته على قتل أعدائه لما علم من أنه علم من أنه إذا توجه للحرب صارت الذئاب ترجو اتساع الرزق عليها بلحوم من يقتل من الأعداء والثانية إما ممكنة كقوله:

يا واشيا حسنت فينا إساءته = نجني حذارك إنساني من الغرق

فإن استحسان إساءة الواشي ممكنة لكن لما خالف الشاعر الناس فيه إذ لا يستحسنه الناس عقبه بأن حذاره منه أي الواشي نجى إنسان عينه من الغرق في الدموع حيث ترك البكاء خوفا منه أو غير ممكنة كقوله:

لو لم تكن نية الجوزاء خدمته = لما رأيت عليها عقد منتطق

من انتطق أي شد النطاق وحول الجوزاء كواكب يقال لها نطاق الجوزاء فنية الجوزاء خصبة الممدوح صفة غير ممكنة قصد إثباتها كذا في الإيضاح وبحث شارح الأصل بما يعلم بمراجعته فثبت أن في الصفة الثابتة نوعين وفي غيرها كذلك فقوله مقبولا أو مردودا حالان من ضمير الغلو في جاء، والتفريع ابتداء كلام. قال:

وقد أتوا في المذهب الكلامي = بحجج كمهيع الكلام

وأكدوا مدحا بشبه الذم = كالعكس والإدماج من ذا العلم

أقول: ذكر في هذين البيتين أربعة ألقاب: الأول المذهب الكلامي وهو إيراد (...) للمطلوب على مذهب أهل الكلام بأن تكون بعد تسليم المقدمات مستلزمة للمطلوب نحو لو كان فيهما آلهة إلا الله لفسدتا واللازم وهو الفساد أي الخروج عن النظام منتف فالملزوم وهو تعدد الآلهة مثله وهذه الملازمة من المشهورات الصادقة التي يكتفى بها في الخطابيات دون القطعيات والمهيع الطريق. الثاني تأكيد المدح بما يشبه الذم وهو ضربان أفضلهما أن يستثنى من صفة ذم منفية عن شيء صفة مدح بتقدير دخولها فيها كقوله:

صفحہ 109