/والوجع ايضا دليل على السبب الفاعل وذلك ان الاوجاع الحادة انما تكون بالجملة عن الاخلاط الحارة. واما الوجع المثقبي والمسلي فانما يكون عن الخلط البارد كالوجع الحادث في القولنج او عن خلط متحجر كما يعرض في وجع الحصى. والنبض ايضا له دلالة خاصة على طبيعة الاورام ولذلك قد ينبغي ان نشير الى طرف من ذلك. فنقول ان النبض في الاورام الحارة هو النبض الصلب السريع المتواتر المختلف اختلافا منشاريا اما صلابته فلموضع تمديد المادة للشريان. واما صغره فلموضع صلابة العرق. واما تواتره وسرعته فلموضع الحاجة الى التعديل بل ليستوفي بدل ما فاته من العظم بالسرعة والتواتر. واما المنشارية فسببها ان القوة تضطر الشريان الى ان ينبسط ولانه لا يواتي لذلك فلا تنبسط جميع اجزايه معا بل بعضها يتلو بعضا في الانبساط حتى يعرض عن ذلك شبيه باحساس حركة الميشار. والنبض في الاورام الصفراوية اشد تواترا منه في الدموية لموضع شدة حرارتها واكثر منشارية لموضع يبس الصفرا وتصليبها الشريان. واما الاورام البلغمية فانها تجعل النبض صغيرا متفاوتا بطيئا وسبب هذا هو غلبة البرد وضعف القوة وهذا النبض لا يكون فيه اختلاف منشاري بتة لرطوبة الخلط الفاعل لها واما الاورام السوداوية فان النبض فيها يكون صلبا لموضع يبوسة هذا الخلط رقيقا والمنشارية فيه ظاهرة ويكون مع هذا متفاوتا بطيئا. ومما يتبع الاورام الحادثة في الاعضاء الشريفة الحمى ولذلك كانت احد الدلايل الدالة عليها اذا كانت تلك الاورام مما شانها ان تقيح لان ما ليس شانه ان يقيح فليس تتولد فيه حرارة غريبة كالاورام الريحية او الصلبة وهذه الاعضاء على ما اعطت المشاهدة هي الدماغ والكبد والرية والمعدة والمعا الدقاق والطحال والكلى والمثانة والرحم فهذه هي جميع اجناس العلامة التي يستدل منها على نوع المرض الحادث بالعضو الموف واحسبني لو لم اذكر لك العلامات الخاصة بمرض عضو عضو من الاعضاء الباطنة وبالاعضاء انفسها لامكنك من تلقا نفسك ان تاتي بها لاكن الاولى ان نعدد نحن من ذلك امراض الاعضاء المشهورة ونرشد الى العلامة الدالة عليها فان في ذلك رياضة ما واستيفاء امور جزئية ربما لم تنطو في الاقاويل الكلية ولان ايضا كثيرا من هذه العلامات ليس تدل اذا اخذت من حيث هي مفردة لكونها اعم من المرض او من العضو المريض بل اذا اضيف اليها غيرها كان ايضا من الواجب ان نشير الى مجموع الاعراض الخاصة بمرض مرض مثال ذلك ان الوجع الناخس في الجنب مع الحمى والنفث والنبض المنشاري دليل على ورم الغشاء الذي في الاضلاع فلنبدأ بامراض الدماغ واكثر امراض الاعضاء الباطنة التي تحتاج الى الاستدلال عليها هي اما اورام واما سوء مزاج مادي او غير مادي. والدماغ يعرض له اصناف سوء المزاج اعني الحار والبارد والرطب واليابس ويستدل على واحد واحد منها بالعلامات الدالة على غلبة ذلك المزاج على الدماغ مثل حمرة الوجه والعينين وسخونة الملمس التي تدل على غلبة الدم ويخص سوء المزاج الحار او البارد انهما يتبعهما الوجع المسمى صداعا الا انه في المزاج الحار احد واما الرطوبة واليبوسة فليس يكو عنهما وجع بل انما يكون عن الرطوبة ثقل فقط ويستدل على الرطوبة بثقل الراس وكثرة النوم وكدر الحواس وعلى اليبوسة باضداد هذه الاعراض وربما كان هذا المزاج العارض للراس حادثا فيه حدوثا اوليا وربما كان من عضو اخر واكثر ذلك انما يكون عن المعدة ويستدل على ذلك بالصداع الذي تهيج عند تهوع المعدة او خلوها عن الطعام او فساد الاغذية فيها وبالجملة ان يزيد مرض الدماغ بتزيد مرضها وينقص بنقصانها وربما كان بمشاركة العرقين السبايتين كما يعتري في الصداع المسمى شقيقة ويستدل على ذلك بالعلامات الدالة على امتلاء الرقبة وربما / كان ذلك بمشاركة جميع البدن ويستدل عليه بالعلامات الدالة على احد صنفي الامتلاء ويحدث بالدماغ جميع اصناف الاورام الحارة والباردة. والاستدلال ها هنا على العصو الالم وعلى المرض قد يكون من الافعال الخاصة به وذلك ان الدماغ اذا اصابته مثل هذه الافة يتبعها اختلاط ذهن ملازم وانما قلنا ملازم فرقا بينه وبين الاختلاط الذي يكون بمشاركة عضو اخر كالذي يعرض عن ورم الحجاب فاما كيف يستدل من هذه الاعراض الداخلة على الافعال على نوع المرض الفاعل لزلك فان الذي يكون منها صفراويا يعرض لصاحبه خيالات ردية ويخيل اليه كأن زيبرا على ثيابه فهو يلتقطه ويصيبهم سهر. واذا انتبهوا انتبهوا مذعورين واما الذي يكون عن الدم فان السهر فيهم يكون اقل ويعرض لهم ضحك وانبساط كما ان الذي يكون عن الصفراء يكون مع غضب وسوء خلق. واما الذي يكون عن السوداء فان فساد الذهن فيه يكون مع جزع شديد وخوف وبكاء واما الذي يكون عن البلغم فانه يكون عنه تعطل في القوى النفسانية لا تزيد منكر. واما العلامة الخاصة بغلبة خلط خلط من هذه الاخلاط على الاورام الحادثة في الدماغ فهي علامات غلبة الاخلاط مثل حمرة الوجه والعينين وحرارة ملمسهما وعظم النبض الدال على غلبة الدم لا سيما اذا انضاف الى هذا التدبير الملايم والسن والمزاج والوقت وليس ينبغي ان نطالب بتكرير الشي الواحد مرارا كثيرة بل ان تكون انت ذاكرا له مما قيل واما النبض الدال على هذه الاورام فيخصه من حيث هو في عضو غشائي ومن حيث ان حدوثه انما يكون اولا والقوة قوية اختلاف منقطع وارتعاد المجاهدة التي بين القوة وبين صلابة الشريان. واظهر ما يكون هذا العرض في الاورام الحارة واما الاورام البلغمية والسوداوية فتكون فيهما هذه الاعراض اقل وبخاصة في البلغمية حتى يكاد ان يقاوم اللين الذي في النبض اولا لمكان رطوبة الخلط المنشارية التي فيه لمكان العضو والاغشية التي ترم في الدماغ هي اما الغشاء الرقيق الذي في ام الدماغ واما الغشاء الذي تحت القحف وقد يرم الدماغ نفسه والخطر في هذا يكون اشد والاعراض اقوى واخطر وذلك انه يتبع هذه الاورام الاسترخا وربما تبع ذلك الاختناق لتعطل حركته. قالوا وقد ترم الشبكة المعروفة بالشبكة العجيبة ويتبع ان يكون الوجع الذي يخص هذا الموضع ضربانيا بكثرة الشراين قالوا ومن العلامة الخاصة بذلك شدة حمرة بياض العين وغلظ جفانها وثقل حركتها والحمى كما قلنا شي لازم لجميع هذه الاورام الا انها في الحارة حادة وفي الباردة لينة هادية فهذه هي الامراض التي تحتاج ان يستدل عليها اكثر ذلك من امراض الدماغ. واما السدر والسكة والصرع وغير ذلك من امراض العصب فكلها ظاهرة للحس والقول في اسبابها قد قيل في كتاب المرض. والذي بقي من امرها هو ان يقال في العلامات التي تخص سببا سببا من اسباب العلة وذلك فيما يلغى منها عن اكثر من سبب واحد وفيما كان منها يوجد للعضو وجودا اوليا وما كان منها يوجد باشثراك عضو اخر مثال ذلك الصرع فانه قد تبين في كتاب المرض ان الخلط الفاعل له قد يكون بلغميا وقد يكون سوداويا وانه قد يكون حدوثه في الدماغ حدوثا اوليا وقد يكون بمشاركة عضو اخر لكن الوقوف على هذه العلامات هي منطوية بالقوة الغريبة فيما تقدم وذلك ان ما كان من هذه الامراض يلغى عن اكثر من سبب واحد فالعلامات الدالة عليه هي العلامات الدالة على غلبة ذلك الخلط وكذلك ما كان يلفى منها بمشاركة عضو اخر فقد قيل في وجه الاستدلال عليه وذلك ان يكون ذلك العضو يزيد اعتلاله باعتلال المشارك له وينقص بنقصانه وان يكون مع هذا الالم في العضو غير ملازم فان جميع هذه الاعراض تدل على ان حدوث المرض بالعضو ليس حدوثا اوليا ويفرق بين اسباب الامراض التي تكون عن سوء مزاج مادي وعن غير مادي ان المادي تظهر فيه علامة غلبة /الخلط الفاعل له. واما غير المادي فان كان يسيرا فان الفاعل له تكون الاشياء التي من خارج ويكون لبثه يسيرا مثال الصداع العارض من حرارة الشمس والذرب الحادث عن ملاقات اعضاء الغذاء الهواء البارد. واما ما كان حدوثه ثابتا فان الفاعل له في الاكثر هو المرض الغير مادي مثل حمى الدق والتشنج الحادث عن اليبس ويخص هذا الصنف من المزاج ان حدوثه يكون قليلا قليلا. في العين والعلل الحادثة في العين فاكثرها ظاهرة للحس وسنستوفي ذكرها عند معالجة العين والذي ينبغي ان يستدل عليه من امراضها هو ما يعتري العصب الواصل اليها بالروح النفساني الذي به يكون الابصار او ما يعتري الروح نفسه والعصبة الواصلة الى العين ينالها المضرة اما من سوء مزاج مادي مع ورم او من سدة او من سوء مزاج من غير ورم ولا سدة. وعلامة الورم فيها معلومة وهي الضربان والحمرة والحرارة والسدة علامتها الثقل فقط واما سوء المزاج الحادث بها فعلامته علامة سوء المزاج المطلق. ومن السدد ايضا العارضة في العين العلة المعروفة بنزول الماء وهي سدة تحدث بين الطبقة القرنية والرطوبة الجلدية وامر هذه السدد ظاهر للعين وهي ذات الوان فمنه ما هو ابيض ومنه اخضر ومنه ازرق وتتقدم هذه العلة حدوث خيالات تعرض في العينين وان كان قد تعرض هذه الخيالات عن مشاركة المعدة لما يرقى الى الدماغ من الابخرة التي فيها ويفرق بين ذلك بان الخيالات التي تكون عن فم المعدة تزيد وتنقص وذلك بحسب جودة هضم المعدة وردائته. قالوا والذي يعرض عن المعدة يكون في العينين على السواء. في الاذن والاذن يعرض لها الامراض عن صنفي سوء المزاج المادي وغير المادي ويعرض لها السدد والاورام وبالجملة الامراض التي تعم ساير الاعضاء من الاوجاع والقروح وغير ذلك وعلامات ذلك هي علامات تلك الامراض باعيانها. فالورم الحار فيها يحدث عنه وجع ناخس اذ كان في عضو عصبي ونبض منشاري وعلامات غلبة الخلط الفاعل للورم فيها هي بعينها علامة غلبة الاخلاط الا ان اكثر الاخلاط التي تفعل فيها الاورام هي اخلاط رقيقة لصلابة جوهرها وكثافته. وربما تبع الاورام الحادثة حمى ملازمة ولا سيما اذا كان الورم في اصل السماخ. ومن امراضها الخاصة بها حدوث الدوي والطنين فيها وهذا انما يكون لريح هناك متموجة قالوا وربما كان ذلك لفرط ذكاء الحاسة وعلامة ذلك ان لا يكون هنالك دليل من دلايل غلبة الاخلاط. في الانف والانف تصيبه السدة والورم وسوء المزاج. ومن الاورام الخاصة به الورم المشتق اسمه من اسم الحيوان الكثير الارجل ولن يخفى عليك علامات هذه الامراض مما سلف واما الامراض التي للفم فكلها ظاهرة للحس مثل القلاع والورم والتاكل وغير ذلك. في الحلق والحلق تحدث فيه الاورام المسماة ذبحة ويستدل عليها بالوجع الحادث هنالك مع عسر الابتلاع وان زاد تبع ذلك عسر التنفس حتى انه ربما اطفأ ويستدل على السبب الفاعل من العلامات الدالة على غلبة ذلك الخلط على الموضع والنبض يكون في هذا الورم موجيا لانه في عضو عضلي. وهذا الورم يختلف بالعظم والصغر وبذلك يكون اختلافه في الخطر ولا خطر ومن العلامات المحمودة فيه ان يكون في ظاهر الحلق منه ولو اثر مثل انتفاخ او توجع الظاهر منه عند الحس في الرية والرية ايضا تصيبها امراض عامة وخاصة فالعامة كالورم والقروح وتفرق الاتصال والخاصة كالسعال والبهر ويستدل على الورم الحادث فيها بعسر التنفس الشديد والحمى المطبقة لقرب هذا العضو من القلب وثقل الصدر وعلامة غلبة الدم لان الورم الحادث في هذا العضو انما هو اكثر ذلك دموي لانه لرخاوة جوهره لا ثبت فيه الصفراء ولملايمة الرطوبات البلغمية له لا تكاد ايضا ان يحدث فيها ورم بلغمي. واما الوجع فليس له دلالة على تورم هذا العضو /اذا كان عديم الحس والنبض فيه يكون ضرورة نبض الاورام الحارة الا ان الموجية فيه ظاهرة لرخاوة هذا العضو واما تفرق الاتصال الحادث فيها فعلامته دم احمر شرياني يخرج دفعة منه مقدار كثير مع سعال وذلك لسبب من الاسباب التي من خارج من نزلة تحدث او ضربة على الصدر. والنفث ايضا علامة على ورم الرية اعني النفث الذي يكون بالسعال وذلك ايضا اذا انضاف الى العلامات المتقدمة لانه قد يكون عن الاورام الحادثة في الغشا المستبطن للاضلاع. ومن العلامات المحمودة في هذه العلة اعني في ورم الرية النفث الابيض المستوي الخارج بسهولة كما ان من العلامات الردية النفث الظاهر عليه غلبة لون خلط من الاخلاط وبخاصة الاسود ودون ذلك الاصفر ثم الاحمر. والنفث المستدير الذي يقول ابقراط علامة ردية في امراض الرية لانه يدل على فناء الرطوبة الطبيعية. واما السعال فانما يستدل منه على السبب الفاعل له ولن يخفى عليك بما قد عرفت من اسباب السعال. في الصدر واشهر الامراض التي تعتري الصدر هي الاورام والسدد. والاورام تكون فيه في الغشاء المستبطن له وهي المسماة شوصا. والعلامات الخاصة بهذه الاورام وجع ناخس ممتد وحمى حادة ونفث وسعال ونبض منشاري وقد يكون في العضل الذي تحت الغشاء وهذه الاورام تسمى بذات الجنب وعلاماتها علامات الشوص اعني من الوجع والنفث والحمى الا ان الاعراض فيها اضعف والخطر اقل والوجع ليس بناخس اذ كان في عضو غير غشائي والنبض ليس يكون فيه منشارية بينة وقد تعتري الاورام في الغشاء الذي يقسم الصدر بنصفين واعراضه هي اعراض اورام الغشاء المستبطن للاضلاع سوى ان الوجع فيه يكون في اللبة وقد يرم الحجاب الفاصل نفسه. واختلاط الذهن يتبع كثيرا اورام الحجاب والاغشية في المعدة والمعدة تعتريها اصناف سوء المزاج المادي وغير المادي وتعتريها الاورام والقروح. اما اصناف سوء المزاج الغير مادي فمتى كان يسيرا فسببه هي الاشياء التي من خارج وهي يستدل عليها بهامثل لقاء الهواء البارد أو الاغذية الباردة. واما ما كان منها متمكنا فان الاستدلال عليه يكون بظهور اعراض الهرم عليها والذبول وهذا النوع من المزاج اما سوء مزاج حار يابس وهذا يفضي بصاحبه الى حمى الدق واما بارد يابس وهذا يفضي بصاحبه الى الدق المسمى شيخوخة وعلامة هذين المرضين هي ان تظهر في هذه العضو العلامات التي تظهر في هذين المرضين باطلاق مثل ان يرق جرمها وييبس واذا رقد العليل على ظهره بدت كانها حفرة وتكون جاسية الجلد ويخرج الثفل غير منهضم وبالجملة فتضعف جملة قواها. واما سوء المزاج المادي في المعد فربما كان عن مادة مصبوبة في تجويفها وربما كان عن مادة متشربة في جوهرها وربما تركب الامران جميعا وذلك اما من خلط واحد واما من اكثر من خلط واحد مثل ان يكون متشربا في جرمهاخلط صفراوي ومصبوب فيها خلط بلغمي. والخلط البلغمي اذا كان في المعدة تبعه ضرورة جشا حامضا كما ان الخلط الصفراوي اذا كان في المعدة تبعه جشاء دخاني. ويفرق بين الخلط المتشرب في جرم المعدة والمصبوب ان المصبوب يخرج بالبراز والقيء والمبثوث ليس يخرج ويكون معه تهوع دون قيء ويخص الصفراوي اختلاج الشفة وكذلك السوداوي. ومن علامات غلبة الخلط السوداوي على المعدة فساد الرؤيا وخيالات في البصر وحمضة خلية سالخة للحلق ويفرق بين سوء المزاج المادي منها وغير المادي بالاخلاط الخارجة اما على جهة القيء واما على جهة لتبرز والبول الثخين دليل على ان سوء المزاج الذي في المعدة مادي والمعدة يصيبها الاورام وذلك اما في اسفلها واما في اعلاها. والاورام التي نصيبها ربما كانت حارة وربما كانت باردة وربما كانت من جنس الدبيلات وربما كانت من جنس / الثواليل وربما كانت ريحية. وكل ورم يحدث في المعدة مما شانه ان يقيح فانه يتبعه الحمى ضرورة. والوجع الناخس وبخاصة اذا كان في اعلاها فان هذا الجزء عصبي منها اكثر ذلك وهو شريف لمشاركته الدماغ والقلب ولذلك ما تكون الاعراض الحادثة عن اورام فم المعدة اشد خطرا من الاعراض الحادثة عن اورام قعرها فان الخفقان والغشي واختلاط الذهن كثيرا ما يتبع اورام فم المعدة واما الاورام الباردة فان الوجع فيها يكون افتر والحمى الين واما الثواليل الحادثة فيها والدبيلات فقل ما يتبعها وجع ولا حمى وان تبعت فحمى تشبه الدق او حميات مختلطة. والدليل الخاص بهذه الاورام الجشا الذي يكون في المعدة مع ضعف افعالها مثل ان يخرج الغذاء غير منهضم الى غير ذلك من الاعراض وبالجملة فالعلامات الدالة على غلبة الاخلاط ايضا كثيرا ما يوقف منها على الخلط الفاعل للورم وكذلك ايضا المزاج والسن والتدبير وغير ذلك من الامور التي عدت فيما سلف واما القروح الحادثة فيها فيستدل عليها بالحرقة التي تصيب لادنى شيء لذاع يمر بها. وايضا فانه يكاد ان لا يكون في المعدة قروح الا وهي في الحلق والفم في الكد والكبد يعتريها الاورام والسدد وجميع اصناف سوء المزاج وعلا مة الورم فيها الحمى والسعال والوجع الثقيل وانجذاب الترقوة وبخاصة اذا كان الورم في محدب الكبد والسعال والنفث وكثيرا ما تختلط اعراض ورم الاضلاع باعراض اورام الكبد وذلك ان من اوجاع اورام الكبد ما ينتهي الى اسفل ضلوع لخلف حيث ينتهي اوجاع الاورام الحادثة في الغشا المستبطن للاضلاع فلا يكون للموضع هنا دلالة خاصة. وايضا فان الترقوة تجذب الغشا الوارم لها والسعال في كليهما موجود الا ان النفث لا يكون في ورم الكبد وقد يكون في ورم الغشا 16 لاكن اذا بدى الورم يقيح فلذلك ليس في النفث في اول الامر دلالة كافية وانما يفرق بينهما بنفس الوجع فانه يكون في الشوص ناخسا ممتدا ويكون في الكبد ثقيلا وبالنبض ايضا تقع التفرقة بينهما فانه في الشوص يكون منشاريا وفي الكبد موجيا قالوا وربما احس موضع الورم اذا استلقى العليل حارا وذلك في اورام الكبد. قالوا وربما كان الورم في عضل الكبد ويفرق بينهما بالشكل وذلك ان اورام الكبد شكلها شكل هلالي وورم العضل يكون شكله مستطيلا او مربعا ويكون احد طرفيه اغلظ والاخر ارق. في الطحال والطحال يعرض له اصناف سوء المزاج والورم والسدة والريح النافخة وعلامة الورم الوجع الثقيل والحمى والاعراض التي تظهر في البدن عن مرض هذا العضو. وعلامة السدة الثقل فقط مع اعراضه. وعلامة الريح الوجع الممتد ويتبع كما قيل اورام الطحال وسدده هزال البدن. ولذلك قال ابقراط اذا عظم الطحال هزل البدن واذا هزل هو اخصب البدن في الكلى والكلى يصيبها جميع اصناف سوء المزاج ايضا والاورام والقروح ويخصها من الامراض هي والمثانة تولد الحصى فيها والرمل ومن احد اصناف سوء المزاج الذي يعتريها العلة المعروفة بالبركار وهي علة يعرص فيها شدة العطش وكثرة الاختلاف للبول مع حمى. واما الاورام الحارة فيها فعلامتها الثقل المحسوس في الكليتين والوجع في القطن والحمى وعسر البول واذا اضطجع العليل على الجانب الصحيح احس بالكلية العليلة كانها معلقة وذلك في قرب منتهى الورم وكثيرا ما يحدث عن هذه الاورام باخرة حميات مختلطة مضطربة. واما الاوام الباردة فان اعراض الحمى فيها تكون اخف وانما تتبع الحميات الاورام في الاعضاء لرئيسية متى كانت تلك الاورام مما شانها ان تقيح واما الحصى الحادثة في الكلية فعلامتها وجع مثقب من اول نشيها الى ان تدفعها الطبيعة فانهم زعموا ان هذه الحصى انما تتولد في نفس جرم الكلية ولذلك كثيرا ما يتبع خروج هذه الحصى انفجار الدم وموضع الوجع في هذه العلة مشترك لها ولوجع القولنج. وايضا فان المرضين يشتركان في كثير من اعراضهما /ولذلك تصعب التفرقة بينهما وذلك ان الغشيان والقيء يتبعان هذين المرضين كليهما وسقوط الشهوة وانما تصعب التفرقة بينهما في اول المرض وذلك ان باخرة يتميز القولنج باحتساس البطن وتخرج اخلاط بلغمية ورياح كثيرة اذا اراد الانسان التبرز وايضا فان الحصى في الكلية تظهر معها رملية في البول لاكن الوجع في الحصى يرتفع الى نواحي القطن ويلبث في مكان واحد وليس كذلك وجع القولنج وايضا من العلامات القاطعة على ذلك الحقن فانه متى استعملت وجد العليل لذلك خفا كما عرض لجالينوس بلا شك ان الوجع وجع قولنج. واما اذا سا ت حال العليل بالحقنة فلا شك ان الوجع وجع الحصى. وانما تسوء حال العليل بالحقنة لان الحقنة تملا المعا فتضغط الكلى فيشتد الوجع. واما العلامات الدالة على قروح الكلى فهي الوجع في القطن مع غير ثقل ولا تمدد وخروج الدم والمدة وقشرة القرحة في البول وربما خرج شبيه بفتات اللحم وذلك عندما يتاكل جرم الكليتين. في المثانة والمثانة فامراضها المشهورة هي الحصى المتولدة فيها والورم والقرحة وتقطير البول واسره وخروجه من غير ارادة. فاما علامة الحصى فهي الوجع الحادث فيها وحكة القضيب وتوتره احيانا واسترخاوه احيانا من غير سبب وفجاجة البول وبياضه والرمل الخارج مع البول وعسر خروج البول واما اسر البول وامتناع خروجه فيكون اما من قبل العضو الباعث به الى المثانة وهو الكلى واما من قبل السبيل الذي يجري فيها من الكلى الى المثانة ولهذين عرض عام وهو ان البول يحتبس والمثانة فارغة اذا غمز عليها ويكون في الكليتين ضرورة وجع وثقل وكذلك اذا كان من قبل السبيل التي يصل منها البول الى المثانة وهو الحالب احس بالوجع في ذلك المكان. واما ان كان الاسر من قبل المثانة او من السبيل التي يصل منها البول من المثانة ولكلي هذين ايضا عرض عام وهو ان المثانة تكون مملوة ويخص الذي يكون من المثانة فقط انك اذا غمزت على المثانة خرج البول واما الذي يكون من قبل انسداد المجرى النافذ في عمق المثانة فيستدل عليه بان البول لا يخرج متى غمزت على المثانة وانسداد هذا المجرى يكون اما لحصاة او لخلط غليظ او لعلق الدم او القيح او لسبب برودة تغلب عليه وقبض او بسبب ورم او ثولول ويستدل على الذي يكون من الحصى بدلايل الحصى وعلى الذي يكون بعلق الدم بسيلان الدم قبل ذلك وعلى الذي يكون بالقيح بخراج متقدم وعلى الذي يكون من خلط غليظ او ثولول بالتدبير المناسب لذلك. وينبغي ان تعلم ان هذه الاسباب قد يجتمع منها اكثر من واحد وتتركب وحينيذ يعسر تمييزها لاكن الطبيب يخمن ويحدس ويستعمل العلاج اللطيف بحسب ما يغلب عليه ظنه. فان انجح كان على ثقة مما ظن والا انتقل والقروح التي تكون في المثانة القشر الخارج عنها يكون شبيها بالنخالة والصفايح. واما التي تكون في الكلى فان القشور تكون شبيهة بفتات اللحم. في المعى والمعى تعرض فيها من الامراض المرض المسمى قولنجا والقرحة والسحج وخروج الدم. فاما خروج الدم من المعى فانه يكون بعد السحج وهذا الدم يخرج مختلطا مع الخراطة في اول الامر وربما خرج بشيء من جرم المعا والعلامة الدالة عليه الوجع الكاين مع استفراغ الاخلاط الفاعلة له وخروج الخراطة والقروح متى كانت في الامعى الغلاظ يدل عليها ان الانسان يقوم للبراز في الوقت الذي يجد فيه اللذع ويكون ما يخرج منها من القشور غير مخالط للبراز. فاذا كان يجد الوجع ثم يقوم للبراز بعد حين فان القرحة في المعى الدقاق ويكون ما يخرج من القرحة حينيذ مخالط للبراز لطول الطريق. والوجع اذا كان في المعى الدقاق احس حول السرة واذا كان في 17 المعى الغلاظ احس تحتها. فاما القولنج فان الذي يكون منه عن خلط بلغمي يستدل عليه بالوجع المثقبي وبالجشى الحامض والقيء الذي يكون معه البلغم واستمساك البطن الشديد الذي لا يخرج معه ريح. وبالجملة بما يستدل به على غلبة هذا الخلط على البدن. واما ما كان منه عن ريح فيستدل عليه بالوجع الذي معه تمدد ولا سيما/ ما كان من ذلك يفتل المعا وانتقاله اعني الوجع الى نواحي المعى مع قرقرة تدل على الريح ايضا. وكذلك ان يكون البراز خفيفا شبيها باحشاء البقر واما ما يكون حدوثه عن الورم فيستدل عليه بالوجع والحمى والعطش واعراض غلبة الخلط الفاعل للورم والنوع من القولنج الشديد المسمى عند القدماء ايلاوش ومعناه رب سلم هو ما كان منه ذو اعراض صعبة حتى يخرج بصاحبه ان يتقيا الزبل وهذا النوع من القولنج كثيرا ما يكون عن الورم في المعا الدقاق وربما كان عن زبل متحجر فيها وربما كان من خلط غليظ وربما عرض من فتق يعرض للصفاق فتخرج الامعاء هنالك وربما عرض من دواء قتال وهو بالجملة كانه خاص بالمعا الدقاق. في الرحم والرحم يصيبها الامراض المشتركة من اصناف سوء المزاج ولن يخفى عليك مما سلف تعرف ذلك وتصيبها الاورام. وعلامة ذلك الوجع الناخس والنبض المنشاري لكونها عضوا عصبيا والحمى لكونها عضوا رئيسيا. وممايخصها من الامراض العلة المعروفة بالرحا وهذه العلة تصعب التفرقة بينها وبين الحمل في اول الامر اذ كان يشملها من الاعراض امتساك الطمث وانتفاخ البطن والعلامة القاطعة في ذلك ان يمر للمرأة زمان في مثله يحترك الجنين فلا تحس في بطنها حركة والرحم كثيرا ما تصيبها الصلابة وذلك اما لاورام جاسية حادثة بها من اول الامر واما عقب اورام حارة ومن هذا الجنس العلة التي تعرف بانقباب فم الرحم اعني انه بقبة ورم يصلب به فم الرحم فاما اصناف سوء المزاج الحادث بالرحم فيستدل عليها اذا كانت مادية بما يسيل من الرحم واما اذا كانت غير مادية فيستدل عليها بالجفوف التي تكون فيها وبالجملة الدلايل التي تدل على المزاج العام احد ما يستدل به على مزاج الرحم ومن هنا يمكن ان تقف على الاسباب الفاعلة للعقر فيه وهنا انقضى القول في هذا الجزء من العلم بحسب غرضنا والحمد لله كتاب الادوية والاغذية
صفحہ 278