ينبغي ان نرسم اولا ما الدواء والغذاء وكم افعالها وكيف تفعل وبخاصة الادوية فان لها افعالا كثيرة مثل الافعال التي يسميها الاطباء قوى اول وثوان وثوالث وخواص ونرسم مع هذا طبايع الادوية الفاعلة بفعل فعل من هذه الافعال ثم ننظر بعد ذلك في هذه الافعال التي للادوية هل يمكن ان تدرك بالقول ام سبيل ادراكها انما هي التجربة ثم نوفي ها هنا بالقول اسباب ما ادركته التجربة ام فيها ما يجمع الامرين جميعا وهذا كله بعد ان نسلم ما يجب تسلمه من صاحب علم الطباع فاذا فرغنا من هذا ذكرنا من اشخاص الادوية والاغذية ما كثرت تجربته في البلاد الطبيعية وشهدت جماعة الاطباء له او الاكثر ثم بعد ذلك نسير الى قوانين التركيب ونذكر من اشخاص المركبات اشهرها ونعرف طبايعها بحسب ما تقتضيه تلك القوانين وبتمام هذا يتم الغرض في هذا الجزء فنقول ان الغذاء هو الذي من شانه ان تصيره الطباع جزا من المغتذي هو هو بالنوع الجز المتحلل واما الدواء فهو الذي من شانه ان تصيره الطباع جزا من المغتذي ليس هو هو بالنوع الجزء المتحلل بل ذو حالة وانفعال مغاير ولذلك متي كان ورود هذه الحالة على حالة مرضية مضادة لها سمي ذلك الفعل تداويا ومداواة والافعال التي تفعلها الادوية في ابدان الانسان منها اول وهي الحرارة والرطوبة واليبوسة ومنها ثوان وهي مثل الانضاج والتليين والتحليل والتفتيح وغير ذلك من الافعال التي سنعددها عند رسمنا طبايع الادوية الفاعلة لذلك ومنها ثوالث وهي التي تختص باعضاء ما وينبغي اولا ان نقول كيف تفعل في الابدان هذه الافعال وتنفعل عنها الابدان هذه الانفعالات والوقوف على ذلك يكون / بالوقوف على الجهة التي بها يغتذي المغتذي فنقول انه قد تبين في العلم الطبيعي ان الاغتذاء انما يكون اولا للاعضاء المتشابهة الاجزاء وذلك بان يستحيل اولا الغذاء على مراتبه في الجسم المغتذي الى رطوبة شبيهة بالرطوبة المبثوثة في الاعضاء المتشابهة فتختلط بها على جهة ما تختلط الاشياء الرطبة بعضها ببعض فانه ليس ها هنا وجه تخلف به الطباع به بدل ما تحلل في جميع اقطار العضو غير هذا الوجه اعني الاختلاط فاذا اختلطت تلك الرطوبة استنفعت بها وشبهتها بها الطباع اعني انها تجعل لها قواما شبيها بقوام العضو ويتبين هنالك ان هذا الفعل انما يكون بالطبخ والطبخ بالحرارة التي في المغتذي التي هي احد اجزاء الحيوان المتشابهة لا على ان الحرارة هو المحرك الاول في هذا الفعل بل النفس الغاذية فان افعال الحرارة ليست محدودة ولا مرتبة نحو غاية ما واذ كان هذا كله كما وضع فقد ظهر من قرب كيف نقول في الغذاء انه معتدل وفي الدواء ايضا وكيف نقول في كل واحد منهما انهما خارجان عن الاعتدال وان كان الاعتدال اولا ان ينسب الى الغذا كما ان الخروج عن الاعتدال اولا ان ينسب الى الدواء وذلك ان الغذاء الذي في قوته واستعداده ان يستحيل عن الطباع الى رطوبة شبيهة بالرطوبة الاصلية التي في الاعضاء المتشابهة الاجزاء والى حرارة غريزية شبيهة بالحرارة التي في المغتذي حتى تكون هي هي من جميع الوجود وذلك في المعتدل المزاج او في القريب المعتدل قيل في ذلك الغذاء انه معتدل كالحال في لباب خبز البر المحكم الصنعة ولحوم الدجاج 15 الفتايا فكان مثل هذه الاغذية انما تفيد الجسم كمية اجزاء هي هي بعينها الاجزاء التي تحللت واما الاعتدال في الدواء فهو قريب من هذا المعنى لاكن يخالفه في انه ليس فيه قوة في ان يخلف اجزاء مساوية في الكمية لما تحلل من بدن المغتذي ولذلك ليس يمكن احد ان يغتذي بالدواء المعتدل اعني ان يستعمل منه مقدارما يستعمل من الغذاء بل معنى قولنا في الدواء انه معتدل اي اذا تناول الحيوان منه مقدارا غير محسوس بالاضافة الى كمية الاجزاء المتحللة من جسمه لم يحدث هنالك حالة غريبة في البدن واما لو تناول الانسان من الدواء مقدار ما يتناول من الغذاء لا حدث في جسمه حاله غريبة ضرورة على انه يعسر وجود دواء معتدل في جميع الافعال وعلى هذا المعنى ينبغي ان تفهم ان قولنا في الدواء انه حار او بارد او رطب او يابس وقولنا ذلك في الغذاء انه باشتراك الاسم فانه ليس قولنا في الخمر انها حارة في الدرجة الثانية وقولنا ذلك في الزعفران مثلا بمعنى واحد واذ قد تبين ما هو الغذاء المعتدل والدواء المعتدل وكيف فعلهما في الابدان فقد نقدر ان نقف من ذلك على الجهة التي ينسب اليها الخروج عن الاعتدال وذلك في الكيفيات الاول اعني كيف يسخن الدواء ويبرد ويرطب وييبس وذلك ان الدواء الذي من شانه ان يستحيل الى كيلوس احر من الكيلوس المعتدل يحر المعدة اكتر مما ينبغي والدم الذي يتولد من مثل هذا الكيلوس يكون احر مما ينبغي والحرارة الغريزية التي مادتها الدم تكون ضرورة احر مما ينبغي والرطوبة الاصلية التي يستحيل اليها الدم في الاعضاء الاصلية يكون احر مما ينبغي فتستحر بذلك ضرورة جميع اعضاء البدن واما الدواء البارد فانما يبرد بانه يستحيل في مواضع الهضم الى حرارة انقص من حرارة البدن حتى يكون الكيلوس المتولد عنه في المعدة ابرد مما ينبغي وكذلك الدم والحار الغريزي والرطوبة التي في الاعضاء حتى الاعضاء انفسها وهكذا ايصا ينبغي ان تفهم الامر في الرطب واليابس والاطباء لما تخطروا فعل الادوية في الابدان قرب عليهم اعطاء السبب في كيف يسخن البدن وعسر عليهم القول في وجه تبريده حتى نسمع جالينوس يقول ان ذلك يكون بتقسم الدواء الى اجزاء صغار فقط اولو كان الدواء البارد ليس /يحتاج في تدبيره الى اكثر من ان ينقسم فقط لكان باردا بالفعل وانما هذا شيء يشتمل الدواء الحار كما يشتمل البارد وذلك ان الاشياء التي من شانها ان يستحيل اذا انقسمت الى اجزاء صغار كانت اسرع لقبول الاستحالة والدواء وان كان مستحيلا عن البدن فليس ينكر ان يكون البدن مع انه يحيله يستحيل عنه ايضا واذا كان هذا موجودا في الغذاء فكم بالحرا ان يكون موجودا في الدواء ولذلك يقال ان الشجرة المصرية كانت قاتلة فلما نقلت من ارض مصرصارت غاذية وحكى ارسطو انه يوجد في بلاد الروم نهران اذا شربت الغنم من احدهما ولدت خرفانا سوداء واذا شربت من النهر الاخر ولدت حملانا بيضاء وانما كان ذلك كذلك لان الغذاء كما تبين في العلم الطبيعي هو من جهة ضد ومن جهة شبيه وهو ينفعل من جهة شبيه وهو يفعل من جهة الضدية فهذه حال الادوية التي جرت العادة ان تسمى حارة بالقوة وباردة بالقوة اي بالاستعداد الذي فيها كما يقال في شجر الصنوبر انها حارة بالقوة لانه يشبه الا يكون في شيء من المركبات حرارة بالفعل اعني محسوسة لنا ما عدا الحيوان وذلك لكماله فاما ساير الموجودات فهي تحتاج الى الحرراة من خارج اكثر ذلك ولذلك ليس توجد الاسطقسات فيها على تعادل كوجودها في الحيوان فاما الاشياء البسايط التي ليس من شانها ان تغدو اعني الاسطقسات الاربعة فانها تفيد الابدان اذا لقيتها من خارج او من داخل كيفية فقط ولذلك كانت هذا اذا لقيت الابدان محركة محضة لا متحركة اذ كانت الكيفيات التي تفعل بها في الابدان موجودة بالفعل كالحرارة في النار والبرودة في الثلج ولما اراد الاطباء ان يخمنوا مقادير الاستعدادات التي في الادوية لما اضطروا اليه من ذلك في المعالجة جعلوها درجا وذلك بالاضافة الى البدن المعتدل واقتصروا على اربع مراتب فقط حار في الاولى وفي الثانية وفي الثالثة وفي الرابعة وكذلك البارد واليابس والرطب الا ان الرطب فيمايظهرلا يتعدى الدرجة الثالثة ولما ما يتجاوز هذا الدرج فهي سموم تفسد الابدان فهذه حال الافعال الاول من الافعال 8 الادوية ووجه فعلها وقد ينبغي ان نسير الى القول في القوى الثواني والثوالث ونرسم طبايع الادوية الفاعلة لذلك ونقول مع هذا كيف تفعل هذه الافعال فنقول ان الادوية من حيث هي مركبة من الاسطقسات اما ان تفعل عنها الابدان انفعالات شبيهة بما فيها من القوى الاسطقسية مثل ان يحدث فيها حرارة او برودة او رطوبة او يبوسة شبيهة بالحرارة والبرودة والرطوبة واليبوسة التي فيها واما ان تفعل انفعالات ليست شبيهة بما فيها من القوى الاسطقسية بل ذلك شيء تابع 14 للقوى الاسطقسية من جهة الموضع الذي تفعل فيه مثل التصليب والتليين والتسويد والتحمير وغير ذلك والموضع الذي يعرض فيه هذه الانفعالات اذا كان اي عضو اتفق سميت تلك الافعال للادوية ثوانيا واما اذا كان الموضع لها عضوا خاصا سميت افعال ثوالث مثل الادوية التي تدر البول وتنقي الرية فاذ قد تبين ما يعنون بالقوى الثواني والثوالث فقد يجب ان نرسم طبايع الادوية الفاعلة للافعال المشهورة من هذه الافعال ونبتدي اولا بالثواني فنقول ان هذه الادوية منها المنضجة ومنها المقيحة ومنها الملينة ومنها المصلبة ومنها المسددة ومنها المفتحة ومنها المخلخلة ومنها المكثفة ومنها الموسعة لافواه العروق ومنها المضيقة القابضة ومنها المسكنة للاوجاع ومنها المحرقة ومنها المعفنة ومنها المذيبة للحم ومنها الداملة ومنها المنبتة للحم ومنها الجاذبة ومنها المقوية ومنها الصحية فهذه هي المشهورات من افعال الادوية التي جرت عادة الاطباء بتعديدها وينبغي ان تعلم /ان الدواء الذي تنسبه الى فعل واحد من هذه الافعال ان تلك النسبة له انما هي بالاضافة الى البدن المعتدل او القريب من المعتدل والطبيب الناظر في هذه الصناعة اذا ورد عليه بدن غير معتدل يخمن في ذلك بمقدارما يحتاج اليه من طبيعة الدوا الفاعل لذلك الفعل في ذلك البدن وللتجربة ها هنا فعل كبير مثال ذلك انا متى علمنا ان الدواء المنضج هو الذي حرازته مساوية لحرارة بدن الانسان فينبغي ان نتامل هذا المعنى في مزاج انسان انسان ونتخير له الدواء الذي يحدس ان هذه نسبته اليه وليس يجب ان نفعل هذا في المزاج بل وفي العضو فان المقيح في الفخذ غير المقيح في الاذن وهذه كلها ينبغي ان تكون من الطبيب بحذا ذهنه وللتجربة كما قلنا في التخمين على هذه الاشياء والحدس قوة عظيمة ولذلك ما يعظم ابقراط امر الكمية واذ قد تبينت جهة المقايسة التي بين هذه الافعال من افعال الادوية وبدن الانسان فقد ينبغي ان نشرع في رسم طبيعة دواء دواء من الادوية الفاعلة لهذه الافعال فنقول ان النضج هو فعل الحرارة الغريزية على ما تبين في غير هذاالموضع وذلك يكون على حسب مراتب الغذاء في الطبخ فنضج في المعدة ونضج في الكبد ونضج في الاعضاء انفسها فاذا اتفق ان ينصب الى عضو ما او تتولد فيه مادة خارجة عن الطبع اما في الكمية او في الكيفية او في كليهما وتعفنت تلك المادة تولد ضرورة هنالك حرارة ممتزجة بين الحرارة الغريزية والغريبة فان كانت تلك المادة ملايمة للنضح تقيحت ونضجت وذلك ان القيح الابيض مادة متوسطة بين النضج التام وعدم النضج لحال بياضه وانما تكون المواد اكثر ذلك ملايمة للنضج متى كان خروجها انما هو في الكمية واما متى كان خروجها مع هذا في الكيفية فيعسر نضجها وبخاصة اذا كان خروجها الى الكيفيات الردية مثل الاخلاط المحترقة وما اشبهها واذا كان هذا كله كما وصفنا وكانت الصناعة في مثل هذه الحال قد يببغي ان ترفد الطبيعة لان الحرارة الغريزية في العضو المنصب اليه المادة هي كالمغمورة فمن الواجب ان تكون طبيعة الدواء المنضج طبيعة تفعل ذلك اعني النضج والذي بهذه الصفة هو الدواء الشبيه بالحرارة الغريزية وذلك ان يكون مزاجه معتدلا في الحرارة والرطوبة او يكون مايلا الى الحرارة شيا لمكان برد الحرارة الغريزية في العضو من قبل كثرة المادة فيه او كيفيتها والادوية التي بهذه الصفة اذا قيلت بالمقايسة الى البدن المعتدل قيل انها معتدلة واذا نسبت الى الغالب من اجزاء الاسطقسات فيها قيل انها حارة رطبة وهذه الادوية هي بمنزلة الماء المعتدل الحرارة والزيت العذب اذا نطلت به الاورام وبمنزلة الضماد المتخذ بالطبخ من دقيق الحنطة والماء والزيت وينبغى ان تعلم ان المقيح في مزاج غيره في اخر وكذلك في عضو عضو ولذلك ما ينبغي ان يخمن الطبيب لهذه في نفسه درجات مثال ذلك ان المقيح في الدرجة الاولى هو هو الضماد الموصوف واكثر منه المتخذ بالخبز لموضع الملح واكثر منه المتخذ بالخمير اعني ان يتخذ بالماء والزيت على حسب الضماد المتخذ من الحنطة وقد يقال في الدواء المسدد انه منضج بالعرض مثل القيروطي المتخذ بدهن الورد وذلك ان المسام اذا انسدت تسخن العضو فكان عن ذلك نضج وقد يقال في الدواء انه منضج متى كان فعله في المادة فعلا يسهل به على الطبيعة انضاجها او يكون انضاجها بحال افضل مثل ان يعدل كيفية المادة او يلطفها وبهذه الجهة يقال في كثير من الادوية التي ترد داخل البدن انها منضجة وقد يمكن ان يجتمع في الدواء الواحد الانضاج لجميع هذه الوجوه وذلك اما بالصناعة في المركب واما بالطبيعة في المفرد في الملينة والادوية الملينة انما يعني بها في هذه الصناعة في الاكثر المحللة للاورام الصلبة /المتحجرة العديمة الحس وهذه الاورام بالجملة انما تتولد عن الاخلاط الغليظة والتي بهذه الصفة هي اما مرة سوداء او بلغم غليظ او ما يتركب منهماولما كانت هذه الاورام انما تتعقد وتتصلب بالبرودة وجب ان يكون التي تلينها حارة لان ما عقدته البرودة فالحرارة تلينه او تذوبه ان كان مما شانه ان يذوب وذلك مثل العظام والحديد ولما كان ايضا هذه الاورام عند ما تلين تترطب فقد ينبغي ايضا ان تكون الادوية المبرية منها مع انها حارة فيها يبوسة ما لمقاومة تلك الرطوبة والادوية التي شهدت التجربة لها بهذا الفعل هي من الحرارة في نحو الدرجة الثانية او في الثالثة ومن اليبوسة في الاولى وذلك مثل الاشق والمقل الازرق والميعة ومخ ساق الايل ومخ ساق العجل وشحم الماعز والبقر وانما كانت هذه الادوية بهذا القدر من الحرارة واليبس لان الادوية التي هي اشد حرارة ويبسا من هذه من شانها ان تحلل بعنف حتى يبقى من الخلط بقية متحجرة لا تجب الى التحلل وينبغي كما سلف ان تقيم في نفسك لهذه الادوية مراتب من ذلك ان الشحوم اضعف من الاشق والمقل وشحم الدجاج اضعف من شحم البط وذلك ان هذا الفعل يختلف في مزاج مزاج وعضو عضو في المصلبة واما الادوية المصلبة فانه يلزم ضرورة ان تكون باردة اذ كانت الصلابة انما هي جمود والجمود انما يفعله البرد فاما اشتراط الرطوبة في هذه الادوية كما يقول جالينوس فلا معنى له لان الرطوبة انما شانها ان ترطب فقط لا ان تصلب ولو اشترط مع البرد اليبوسة لكان اجدر لاكن هذه الكيفيتان اكثر ذلك هي منفعلة لا فاعلة وانما الكيفيتان الفاعلتان للحرارة والبرودة وان كانت افعالها قد تختلف بمعاونة اليبوسة لهما او الرطوبة وقد استقضى افعال هذه الكيفيات وانفعالاتها في الرابعة من الاثار ولهذه الادوية ايضا عرض ومثال هذه الادوية على ما يقول جالينوس هي الطحلب وحي العالم والبقلة الحمقاء والبزر قطونا وهذه وان كانت مصلبة فبالبرودة لا بالرطوبة في المغرية والمسددة وهذه الادوية هي التي تلحج في مسام البدن وثقبه وطبيعة ما هذا شانه يلزم ضرورة ان تكون ارضية من غير لذع لان اللذع مما ينفذ به الدواء عن المجاري بسرعة او تكون لزجة وذلك مثل الصموغ واما الارضي الغير لزج فمثل النشا لاكن كما قلنا هذه الادوية ينبغي ان تكون ابعد شيء من اللذع ولذلك ليس يحتاج ان تكون في مزاجها الا معتدلة او مايلة الى البرد قليلا فاما كيف يسدد البدن مثل هذه الادوية اذا وردته من داخل فقد يمكنك ان تفهمه مما سلف عن القول في فعل الدواء وذلك ان التسديد والتزليق انما تفعله في المعدة والامعاء بالكيلوس المتولد فيها عنها وكذلك في الكبد وتفعله في العروق بالدم المتولد عنها وتفعله في الاعضاء انفسها بالرطوبات المتولدة فيها عنها والادوية المسددة تختلف في فعلها باختلاف امزجة الاعضاء حتى التمر فيها حكوا مسدد للكبد ومفتح للسدد في الرية في الادوية الفتاحة والجلاة وهذه الادوية من جنس واحد وانما تختلف بالاقل والاكثر فما كان من الادوية انما يجلوا الوضر الذي على ظاهر البدن ويغسله من غير ان تكون فيه قوة على ان تنفذ في المسام وتفتحها قيل انه دواء جلا بمنزلة ما العسل وبزر البطيخ ودقيق الفول والشعير وما كان من هذه الادوية بالجزء الناري الذي فيه ينفذ في المسام فهي المسماة فتاحة وهذه الادوية منها ما تفعل في ظاهر البدن اكثر مما تفعل في باطنه ومنها ما تفعل في باطن البدن اكثر مما تفعل في ظاهره ومنها ما تفعل في الامرين معا اما الادوية التي تفعل في ظاهر الجسم هذا الفعل فهي الادوية البورقية التي ليس في جوهرها غلظ وذلك انها للطافتها تنفذ في ظاهر الجسم واما اذا وردت هذه الادوية البدن فانها للطافتها وسعة المسام التي في داخل البدن ينفذ فيها من غير ان يذهب /بالاشياء اللاحجة التي فيها فان اجتمع في الدواء مع التفتيح قبض وغلظ الجوهر فعلت في المسالك التي في باطن الجسم وذلك ان بالارضية التي فيها والغلظ يكون كالالة للقوة الفتاحة التي فيها لتنقية تلك المسالك وكذلك القبض تثبت الادوية في تلك المسام حتى تفعل فعلها ولن يخفى عليك كيف هذا الفعل للدواء في داخل البدن مما سلف واما هذه الادوية متى وضعت على ظاهر الجسم فلمكان القبض الذي فيها والارضية وضيق المسام التي في ظاهر الجسم ليس يكون لها فيه نفوذ ولذلك صار الافسنتين مفتح لسدة الكبد غير مفتح لمسام الجسم من خارج لمكان القبض الذي فيه والادوية التي بهذه الصفة هي ضرورة مرة الطعم قابضة قبضا ما واما الادوية التي تفعل الامرين جميعا فهي المتوسطة بين طبيعة هذين وهذه هي الادوية التي فيها مرارة مع بورقية ظاهرة من غير قبض مثل السوسن الاسمانجوني والشيجي وغير ذلك وينبغي ان تعلم ان المفتح في عضو غير المفتح في عضو اخر ولذلك ينبغي ان يخطر ببالك لهذا الفعل درجا على ما ينبغي ان تفعله في ساير الافعال التي للادوية والقوى في المخلخلة ولما كان التخلخل انما هو زيادة في كمية العضو المتخلخل والزيادة في الكمية انما تكون باستحرار العضو لزم ضرورة ان تكون الادوية المتخلخلة مسخنة لاكن معتدلة في السخونة لان الادوية الحارة الشديدة الحرارة تستفرغ وتيبس ولا يكون ايضا مع هذا فيها غلظ جوهر لان الحرارة التي في مادة غليظة ناكية وان كانت يسيرة والادوية التي بهذه الصفة هي البابونج والخطمي والزيت العتيق في المكثفة واما المكثفة فهي ضد المخلخلة اعني انها باردة وذلك ان العضو اذا برد صغرت كميته لقربه بالبرد من طبيعة الارض كما انه اذا سخن عظمت كميته لقربه من طبيعة الهواء فانه ليس تزيد الكمية يكون بشيء من خارج ولا نقصانها يكون بتحلل شيء منها ابدا وهذا قد لاح في العلم الطبيعي والادوية التي تفعل هذا الفعل هي بعينها المصلبة لاكن التكاثف انما تفعله اولا فان طال لقاؤها للعضو صلبته وربما احدث فيه موتا وذلك اذا طالت مجاورتها له وذلك في الغاية واما الادوية الموسعة لافواه العروق فهي ادوية حارة المزاج جدا غليظة الجوهر وهي من جنس الادوية المفتحة الا انها اقوى منها فكان هذه الادوية في ثلث مراتب جلا ومفتح وموسع لافواه العروق الا ان حرارة هذه الادوية اعني المفتحة ليست ينبغي ان تكون محرقة فان الاحراق المكثض وهذه الادوية هي بمنزلة الثوم ومرارة الثور ودهن الاقحوان في القابضة المضيقة لافواه العروق وهذه الادوية هي ادوية في طبعها باردة ارضية شديدة اليبس ولذلك كان طعمها قابضا وذلك ان جمع افواه العروق انما يكون بالبارد الارضي لان البارد الغيرالارضي ضعيف الفعل وهذا هو الفرق بين المكثف والقابض اعني ان المكثف يكون في جوهر لطيف والقابض في جوهر غليظ وامثلة هذه الادوية هي العفص والجلنار والاقاقيا وغير ذلك في المسكنة للاوجاع فنقول ان الدواء المسكن للوجع يقال على جهات احدها الذي يرفع سبب الوجع والثاني الذي يخدر الحس بمنزلة الافيون والثالث الذي يفعل في العضو الوجع فعلا مضادا للسبب الموجع وهذا هو المسكن بالحقيقة لان الاول يدخل فيه اجناس كثيرة من الادوية مثل الادوية التي تسهل والادوية التي تقطع الاخلاط وتنضجها والثاني ليس مسكنا الا بنوع العرض وذلك انه يحدث في العضو خدر ما وعسر حس ولذلك كان استعمال مثل هذا غير مامون الا في المواضع التي يضطر اليه كما سنبين في حيلة البرء واما النوع الثالث فهي المسكنة بالحقيقة اذ كان ذلك امرا يخصها اعني انها تفعل في العضو فعلا مضادا لفعل السبب الموجع ولذلك ما يلزم ضرورة ان تكون هذه الادوية اما معتدلة وفي /طبيعة الحار الغريزي واما احر بقليل وذلك بحسب ما يبرد الحار الغريزي في ذلك العضو او يتبدد وبذلك امكن ان يسكن الاوجاع التي اسبابها امور حارة وباردة تسكينا واحدا وذلك بزيادتها في الحرارة الغريزية التي هي الة الطبيعة في الشفا والبرء فتستوي الطبيعة على ذلك السوء مزاج الفاعل للوجع فتكسر منه او تسكنه وتذهبه وينبغي مع كون هذه الادوية في هذه الدرجة ان تكون لطيفة غواصة سريعة الاستحالة الى الحرارة الغريزية وايضا فانها تعين على الانضاج بالتلطيف ولذلك قد نرى في هذه الادوية انها تسكن الاوجاع بجهتين اما الجهة الاولى فبانمايها الحار الغريزي واما الثانية فباعدادها الخلط الفاعل للوجع الى النضج وسهولة الانفعال عن الطبيعة ولذلك كان ابلغ الاشياء في هذه الادوية الشحوم والادهان كشحم الدجاج وافضل منه شحم الاوز كما يقول جالينوس واما من الادهان فدهن محاح البيض والزيت المسخن سخونة يسيرة له في هذا فعل ليس بالدون واما ساير الادوية الباردة والمسددة ايضا تزيد في الاوجاع بمنعها ما يتحلل من العضو واما المسخفة فتفارق هذه بانها اغلظ جوهرا منها قليلا وبذلك صار لها التفتيح للمسام مع تخلل العضو ولاكن بالجملة طبيعتها قريية من طبيعة هذه الادوية في المنبتة للحم وهذه الادوية ينبغي ان يكون فيها جلا يسير وتخفيف اما الجلا فللوضر الذي في القروح واما التخفيف فللرطوبة فان في هضم كل واحد من الاعضاء توجد هاتين الفضلتين اعني الغليظة واللطيفة في الداملة للقروح واما الادوية الداملة فهي ادوية تحتاج ان تكون ادوية قابضة مجففة باعتدال وذلك ان الجسم الذي ينبغي ان تخلفه الطبيعة بعد نبات اللحم هو الجلدوالجلد ايبس من اللحم فلذلك ما ينبغي ان تكون هذه قوية التجفيف بمنزلة العفص والجلنار في المحرقة واما الادوية المحرقة فهي في مزاجها في غاية الحرارة وهي مع هذا غليظة الجوهر وذلك انها اذا كانت بهذه الصفة فعلت في الجسم ما تفعل الجمرة الملتهبة في الاكالة للحم والمذيبة له وهذه الادوية مفنية للحم الا انه ليس تفعل ذلك بظهور احراق بين فيها كما تفعل الادوية المحرقة وذلك لقلة حرارتها عن حرارة الادوية المحرقة ولطافة جوهرها والمذيبة للحم اضعف فعلا من المعفنة وانما سميت عفونية لان تاكل اللحم انما يكون ضرورة عن حرارة غريبة والغريبة هي عفونية ما ضرورية والادوية المعفنة هي بمنزلة الزرنيخ الاحمر والاصفر والادوية المذيبة للحم تستعمل في انبات اللحم في القروح التي فيها لحم زايد كما ان المعفنة تستعمل في الاواكل في الجاذبة والجذب قد يكون بالكيفية الاولى وقد يكون بخاصة والفرق بينهما ان الجذب بالكيفية الاولى يكون لاي شي اتفق واما جذب الخاصة فانه يكون لشيء بعينه مثل جذب حجر المغنطيس للحديد فقط والجذب بالجملة كيف ما كان انما يكون بالحرارة وسنخلص بعد الافعال التي تسى خواص من غيرها من الافعال والادوية الجاذبة بالكيفية الاولى بما هي كيفية مطلقة اعني الحرارة 12 13 بما هي حرارة صنفان صنف يجذب بحرارة طبيعية بمنزلة المشكطرامشيع ووسيخ الكور وصنف يفعل ذلك بحرارة عفونية بمنزلة الخمير وخرو الحمام واما الادوية البازهرية والمخلصة باكثرها انما تفعل ذلك بجملة جوهرها وتلك هي الخاصة وقد تفعل ذلك بعضها بالكيفيات الاولى التي فيها اذا كانت مضادة للكيفيات الحادثة عن السموم فان السموم ايضا تنقسم هذا الانقسام اعني فيها ما هي سموم بكيفيتها الاولى ومنها ما هي سموم بجملة جوهرها وسنفصل هذا فيما بعد وقد يقال ادوية مصحة وحافظة على الادوية التي تمانع التعفين وذلك اما بتفتيحها السدد واما بمضادتها للعفونة او بكليتهما واما الادوية المقوية للاعضاء فهي الادوية الشبيه مزاجها بمزاج العضو في جملة جوهره /ولذلك قيل ان كل عضو فهو مقو عضوا مثله لاكن الادوية المقوية من جهة ما هي ادوية مقوية فقد ينبغي ان تكون حرارتها اشف من حرارة العضو بقليل وكذلك ينبغي ان تكون في اليبس فان الاعضاء انما تسترخي وتضعف بالبرودة والرطوبة وذلك في الاكر وبخاصة الاعضاء الفاعلة وبالجملة انما يضعف فعل العضو في الاكثر من الجهة التي هو معد ان يدخل عليه منها الفساد ولذلك ما ينبغي ان تكون طبيعة الدوا المقوي في عضو عضو مضادة للجهة التي منها يدخل الفساد على العضو في الاكثر مثال ذلك ان الادوية المقوية للكبد ينبغي ان يكون اليبس فيها ظاهرا بخلاف الادوية القلبية والمقوي قد يكون بجملة جوهره مثل الذهب للقلب والدر له وقد يكون بالكيفيات الاولى والثواني مثل القبض الذي في الورد والمرارة والعطارة في الادوية العطرة دليل على الادوية المقوية للاعضاء الرييسة وخاصة لما شهدت بذلك التجربة وبخاصة القلب ولذلك كان المسك يفوق في تقوييته ساير الادوية العطرة لكونه اكثرها عطارة فهذا هو القول في طبايع الادوية التي تصدر عنها هذه الافعال الثواني وقد ينبغي ان نقول في طبايع الادوية التي لها افعال ثوالث فنقول ان هذه الادوية منها المفتتة للحصى ومنها المولدة اللبن ومنها المدرة للطمث ومنها المولدة للمنى ومنها القاطعة للمنى واللبن ومنها المنقية للصدر فاما الادوية المفتتة للحصى فهي في طبيعتها على ما زعم الاطباء حارة حرارة يسيرة لان الحرارة القوية شانها التصليب والتحجيروهذه حال الحرارة الغريبة العاقدة للحصى وينبغي ان تشترط في كونها حارة حرارة يسيرة ان تكون رطبة بالاضافة الى الحرارة العاقدة للحصى لطيفة فان ما عقدته الحرارة واليبس فانما تحله البرودة والرطوبة اعني ها هنا بالبرودة حرارة انقص من الحرارة العاقدة وكذلك اعني بالرطوبة وذلك ان هذه الادوية انما تفعل في الحصى فعلا هو فيها شبه نضج ما فتقسمها الحرارة الغريزية وتدفعها ومثال هذه الادوية هي الهليون والحمص واللوز ولست امنع ان يكون هذا الفعل لدواء بجملة جوهره واما الادوية المدرة للبول فينبغي ان تكون حارة لطيفة لان بالحرارة اللطيفة تعين القوة الجاذبة التي في الكليتين على جذب المايية وتعين ايضا المميزة التي في الكبد على تمييز المائية قالوا والادوية التي فيها دفر مما تلايم لجملة جوهرها هذه الاعضاء 9 اعني اعضاء البول وذلك كالكرفز والرازيانج والذوقو واما الادوية التي تدر اللبن فهي ما كان منها يسخن الاخلاط البلغمية ويعين القوة الهاضمة في الاعضاء الى احالتها الى الدم وقد يدر اللبن الاغذية وهي احق بهذا الفعل والاغذية التي من شانها ذلك هي الاغذية التي تتولد عنها كيموسات معتدلة حرارتها ورطوبتها مساوية لحرارة الدم ورطوبته واما الادوية المدرة للطمث مما يرد البدن فهي من جنس الادوية المدرة اللبن الا انها تحتاج ان تكون اسخن منها لمكان يتفتح افواه العروق وتلطيف الدم وتقطيعه ولهذا متى كان هذا العرض يسيرا اعني امتساك الطمث كفت في ذلك الادوية المدرة اللبن واما اذا انقطع انقطاعا بينا فليس يكفي في ادراره الا امثال الفودنج المشكطرامشير والقسط والسليحة والزراوند واما الادوية والاغذية التي تدر المني فهي الحارة الرطبة النافخة اعني التي يتولد منها في الشرايين نفاخات وروح كثير بمنزلة الحمص والبصل وحب الصنوبر والسقنقور واما الادوية المنقية للصدر والرية المعينة على نفث ما فيها من المدة فينبغي ان يكون فيها انضاج ما وتقطيع لطيف ليس بحرارة قوية لان لا تصلب وقد تكون الادوية المعينة على النفث الادوية التي /فيها لزوجة وغلظ وذلك عندما يكون عسرالنفث لرقة المادة وتفرقها على الهواء الدافع لها في السعال الى خارج والادوية التي تنضج وتلطف هو مثل حب الصنوبر الطري والزبد مع السكر واللوز وينبغي ان نتذكر دايما ما لم ازل اذكره لك من ان هذه الادوية تختلف افعالها في الكثرة والقلة وذلك بحسب مزاج مزاج وعضو عضو ولهذا ما ينبغي ان تكون في نفس الطبيب مدرجة والسبيل الى الوقوف على ذلك يكون في الاكثر بالتجربة فانه ليس يمتنع ان يوجد كثيرا من هذه الافعال لادوية ما بخواص فيها واذ قد قلنا في قوى الادوية الاول والثواني والثالث وقلناكيف تفعل وما طبايعها فقد ينبغي ان نعطي الفرق بين الادوية التي يقال فيها انها تفعل بخاصتها وهي التي يعني الاطباء بجملة الجوهر وكيف تفعل فاقول ان افعال الدوا على ضربين اما افعال تنسب الى القوى الاول من القوى الاسطقسية بما هي تلك القوى مثل التسخين للحرارة والتبريد للبرودة فان ذلك شيء ذاتي لهما وتابع لجوهرها وكذلك التقطيع والتلطيف وغير ذلك من الافعال الثواني والثوالث ولهذا امكن بالقول توفية اسباب هذه الافعال واما الضرب الاخر من افعال الادوية فلسنا نقدر ان ننسبها الى قوة اولى من قوى الاسطقس نسبة ذاتية مثال ذلك جذب المغنطيس للحديد فان الجذب بما هو جذب وان كان منسوبا الى الحرارة فانه ليس بما هو جاذب مطلق عرض له ان جذب الحديد بل بما هو جاذب ما وهي النسبة والموافقة التي يشبه وبين حجر المغنطيس وهذه النسبة والموافقة انماتحدث عن مقادير اختلاط الاسطقسات فيهما ومن كميتها اعني في الجاذب والمجذوب ولذلك امكن ان توجد في الشيء الواحد خواص لا نهاية لها وذلك بالاضافة الى موجودات لا نهاية لها وكان هذا الفعل عرضيا للقوى الاول من القوى الاسطقسية التي في ذي الخاصة ومعنى ذلك انه ليس ماخوذ في جوهرها ولهذا مالم يمكن ان يتحصل بالقول ذلك المقدار من الاختلاط الذي عنه يحدث ذلك الفعل في ذلك الموجود على ما شان الافعال التي من قبل الهيولي الا تنضبط بالقول فهذا هو معنى الخاصة وجملة الجوهر ويعنون بالمزاج الصنف الاخر من الافعال فاما باي نوع من هذه الافعال تفعل الادوية المسهلة فهو من الظاهر ان فعلها ذلك انما هو بالجذب من جهة انها اذا شرب الدواء الواحد منها اخرج بالاسهال خلطا خاصا به في اي موضع كان ذلك الخلط من البدن سواء كان في اسفله او اعلاه مثال ذلك انا اذا سقينا السقمونيا لمن به نملة في رجله كان شفاه على المكان واذا كان ذلك كذلك فلم يكن المحرك للخلط الصفراوي المستمكن الى خارج غير الدواء وذلك ضرورة على جهة الجذب وليس يوجد للادوية هذا المعنى فقط اعني انها تجذب اخلاطا خاصة بها مثل ما تجذب السقمونيا الصفراء وحجر اللازود السوداء بل وبعضها انما يجذب من اعضاء خاصة مثل ما تجذب الصموغ من الوترات والمفاصل الاخلاط البلغمية الغليظة ويشبه ان يكون للدواء مع فعل الجذب فعل في تمييز الاخلاط وتصييرها بالفعل فان الاخلاط كما قلنا انما هي اكثر ذلك موجودة في الدم بالقوة واذا انجذبت الاخلاط من طريق الغذاء الى المعى والمعدة تحركت القوة الدافعة لاخراجها وغير ممتنع ان يكون للقوة الدافعة التي في العضو الذي فيه الخلط معونة على فعل الدواء في ذلك الخلط اعني ان عندما يبتدي الدواء يجذب ذلك الخلط تتحرك القوة الدافعة الى دفعه ولذلك اذا افرط فعل القوة الدافعة حدث عن ذلك استفراغ شديد وبين انه ليس يكون الجذب الا بانفتاح افواه العروق وانفتاح افواه العروق انما تكون بالحرارة وكذلك الجذب ولهذا كله/ ما يظهر ان الادوية المسهلة انما تفعل بحرارة فيها خاصة تجذب ذلك الخلط لكن قد يسئل سايل فيقول لو كان في طبيعة السقمونيا مثلا ان تجذب الصفراء فقط كما في طبيعة حجر المغنطيس ان يجذب الحديد فقط لما امكن فيها اذا تنوول منها اكثر من شربة واحدة ان تسهل جميع الاخلاط وقد يشهد الاطباء انه اذا تنوول منها مقدار اكثر اسهلت الصفرا ثم البلغم ثم السوداء ثم الدم لاكن ينحل هذا بان الحرارة التي في الدواء المسهل الذي بها تجذب ليست موجودة بالفعل في الدواء كحالها في حجر المغنيطس اعني الصورة المزاجية التي بها يجذب بل انما تستفيد تلك الحرارة من البدن واذا كان ذلك كذلك فاذن البدن انما يفعل تلك الحرارة في الدواء في كمية محدودة منه ولذلك متى تنوول منه اي كمية اتفقت لم يلبق لها هذا الفعل وكان جذب الدواء لخلط بعينه انما هو في الادوية التي شهدت التجربة انها تخرج خلطا واحدا فقط لان ها هنا ادوية كثيرة تخرج اخلاطا مختلفة كما يقال ذلك في الغاريقون وايضا فان الاخلاط كلها هي قريب ان تكون من جنس واحد ولذلك ليس ممتنعا ان يكون الدواء المخصوص بخلط ما اذا ضعفت الكمية اسهل خلطا اخر ولذلك ما يزعمون ان الادوية التي تجذب السوداء قد تجذب الاخلاط البلغمية التي ضارعت السوداء واما السموم فان فعلها في البدن يكون بجميع ضروب افعال الادوية اعني ان بعضها يفعل ذلك بكيفيات اول مثل الافيون 4 الذي يخدر ببرده ولذلك يمكن في مثل هذه اذا تنوول منها اليسير وحجبت ان تكون ادوية وبعضها تفعل ذلك بجملة جوهره اعني انه يحيل بدن الحي كالذهب المكلس وهذه فليس يمكن ان تستعمل في المداواة اصلا وبعضها يقتل بشدة 5 6 جذبه الاخلاط حتى انه يخمق كما يقال في الخربق الابيض وبعضها يسهل الدم واما البازهرات فتفعل الشفا من هذه بمثل هذه الافعال بعينها اعني ان بعضها تحيل بكيفياتها كيفيات السموم وذلك اذ كانت مضادة لها وبعضها تفعل ذلك بجملة جوهرها وبعضها يفعل ذلك بالجذب وهذه البازهرات انما تكون شافية متى تنوولت وفي البدن حال خارجة عن الطبع من احد السموم وذلك انما تفعل حينئذ في البدن فعلا مضادا لفعل السم فيكون عن ذلك برء بالعرض ولذلك متى تناولها الصحيح في جنس واحد كانت سما ومن هنا قال الاطباء انها متوسطة بين السموم والادوية والمتوسط انما يفهم منه اكثر ذلك انه في جنس واحد هو والاطراف وما كان من جنس واحد فهو شبيه وليس الامر كذلك في البازهريات والسم ولذلك الاولى ان نقول ان البازهرات في غاية المضادة للسم فان الضد انما شفاؤه ابدا في كل حال الضد وانما السبب في ان تقتل البازهرات اذا تناولها الصحيح انها انما تفعل الشفا في بدن الحي اذا كان به مزاج سمي وكان هذه الادوية لها فعلان اثنان في بدن الانسان فعل سمي وذلك اذا تنوولت من غير ان يكون في البدن فعل سمي وفعل مخلص وذلك اذا تنوولت وفي البدن مزاج سمي فكانها سموم من جهة وادوية من جهة اخرى لانها ادوية من جهة انها سموم وذلك انه ليس ينكر ان تختلف افعال الفاعل الواحد باختلاف احوال موضوعاته فيكون الدواء الحافظ اذا ورد البدن الصحيح كان سما واذا ورد البدن المسموم كان شافيا فهذا هو القول في جميع ما يحتاج اليه من افعال الادوية التي شوهدت وكيف فعلها وقد بقي علينا بعد من هذا القول ان ننظر هل يمكن ان ندرك بالقياس هذه الافعال للادوية التي لم تجرب ام انها سبيل العلم بوجودها لشخص شخص من اشخاص الادوية التجربة ام فيها ما جمع الامرين وان كان فيها ما جمع الامرين فهل الطرق التي افاد الاطباء في ذلك كافية ام لا /فنقول ان افعال الادوية كما سلف من قولنا تحصر في اربعة اقسام افعال اول وثواني وافعال ثوالث وفعل بالخاصة واما الغذا فانما له فعل واحد وهو التغذية والاغذية الطبيعية انما ملاءمتها لنا في جملة جوهرها ولذلك الفحص عن امرها هل يمكن ان يدرك بقياس يشمله الفحص عن الخاصة فنقول ان المقاييس التي تعطي وجود الشيء هو صنفان اما قياس يعطي وجود الشيء وسببه معا وذلك ان يكون الحد الاوسط فيه سببا لوجود المطلوب في ذاته وسببا لعلمنا به واما قياس يعطي وجود الشيء فقط وذلك اذا كان الحد الاوسط فيه سببا لعلمنا فقط بالمطلوب لا لوجوده وهذا صنفان اما ان يكون الحد الاوسط فيه امرا متاخرا عن المطلوب واما ان يكون كليهما امرين متاخرين عن شيء واحد بعينه وهذه الافعال للادوية انما يمكن الوقوف عليها ان امكن باحد هذين الصنفين اعني اما برهان السبب واما برهان الوجود او تكون المقاييس التي تنتج وجود هذه الافعال مركبة من هذين الصنفين من المقاييس اعني ان تصير اولا من الامور المتاخرة الى المتقدمة التي هي اسباب لافعال تلك الادوية ثم نسير بعد ذلك من تلك الاشياء التي هي اسباب الى تلك الافعال التي هي متاخرة فيكون الصنف الاول من المقاييس من اصناف الدلايل والصنف الثاني من اصناف البراهين المطلقة وهذا كله بين لمن زاول صناعة المنطق ادنى مزاولة واذا كان هذا كله كما وصفنا فلنجعل فحصنا اولا عن الخاصة فنقول انه ان امكن ان يكون سبيل لنا الى العلم بوجودها بالاضافة الى شيء ما كانك قلت بالاضافة الى بدن الانسان اذ كان هو المفحوص عنه ها هنا فانما يكون ذلك ضرورة باحد امرين اما ان تكون الطبيعة الصادرة عنها ذلك الفعل محصلة عندنا بالمعرفة بها وذلك اما بمعرفة اولى واما بدليل واما ان يكون ها هنا اشياء متاخرة عن تلك الطبيعة حتى تكون هي والخاصة متساويتان في الحمل وتكون مع هذا تلك الاشياء المتاخرة اعرف من الخواص عندنا ومما يمكن بيان الخواص بها من غير متوسط فان هذه الانواع من الدلايل وان كانت من انواع ما من العرض فهي صادقة وبودنا لو اتفق لنا في مثل هذا المطلب مثل هذه الدلايل وهو ظاهر مما قيل في رسم الخاصة ان تلك الطبيعة التي بها تفعل غير محصلة عندنا اذ كانت الخاصة انما هي فعل ما صادر من موجود في موجود بالاضافة مقادير الاسطقسات في احدها الى الاخر وبين ان ذلك المقدار ليس يمكن ان يدرك بالقول ولا يوقف منها على اكثر من هذه المعرفة الغير محصلة ولا ايضا يمكن ان يكون ها هنا عرض خاص يدل على هذه الطبيعة دلالة محصلة ولا غير محصلة الا الخاصة نفسها اذا احست فانها تدل كما قلنا على هذه الطبيعة دلالة مجملة واذا لم يمكن ذلك فليس يمكن ايضا ان يكون في ذي الخاصة عرض مساوي للخاصة يدل عليها ويكون اعرف عندنا منها لان هذا انما كان يتفق لو كان ها هنا عرض يدل دلالة محصلة على الطبيعة التي بها تفعل الخاصة ولكون الخاصة انما هي تابعة لموجود موجود امكن ان يوجد في الشيء الواحدخواص لا نهاية لها وما لا نهاية لها فلا سبيل الى تحصيله بالقول ولا الى وجود خواص ودلايل تدل بالذات على هذه الطبيعة لان ما بالذات انما يوجد للشيء من قبل صورته كما ان ما بالعرض انما يوجد له من قبل الهيولي واذ كان هذا هكذا فلا سبيل للوقوف على وجود الخاصة في ذي الخاصة غير الحس ثم نوفي سبب ذلك على النحو الذي يمكن في ذلك واذ قد تبين من الخاصة انها لا تدرك بالقول فلننظر في الافعال الاول من افعال الادوية هل يمكن ايضا ان تدرك بالقياس ام لا فنقول ايضا ان السبيل الى الفحص عن ذلك هي تلك السبيل بعينها التي سلكناها في الفحص عن الخواص وذلك انه ان امكن ان تدرك بالقول الدواء المعتدل او الخارج عن الاعتدال الى احد الكيفيات فانما يكون ذلك ضرورة /بتحصيل الطبيعة الفاعلة لذلك ومعنى قولنا في الدواء انه حار او بارد او معتدل انما هو ان في طبيعته واستعداده اذا استحال عن بدن الانسان ان يقبل بدن الانسان عنه كيفية نسبتها الى الكيفيات الطبيعية الموجودة في بدن الانسان هذه النسبة اعني نسبة الاعتدال او الخروج عن الاعتدال واذا كان ذلك كذلك فاي طبيعة هي هذه الطبيعة ليت شعري التي في استعدادها ان يقبل بدن الانسان عنها انفعالا من هذه الانفعالات والى اي شيء نقايسها من حيث هي موجودة بالفعل اعني الى اي شيء نقايس مقادير الاسطقسات التي فيها فان هذا الفعل انما هو بالمقايسة الى بدن الانسان ولذلك ما قد يظهر ببادي الراي ان هذه المقايسة ينبغي ان توجد بين مزاج الدواء او الغذاء وبين مزاج الانسان حتى يكون الدواء او الغذاء الذي مقادير الاسطقسات فيه على كمية مساوية لوجودها في الانسان هو المعتدل ويكون الخارج عن الاعتدال الى احد الاطراف هو الزايد عليه او الناقص عنه في ذلك الطرف الا ان هذا متى لزمناه لزم الا يكون ها هنا غذاء معتدل للانسان الا لحم الانسان ويكون مزاج الدجاج مثلا مساويا لمزاج الانسان وليس مزاج الدجاج بل مزاج الجدي وغير ذلك من الاغذية المعتدلة وايضا فانه لا يكون ها هنا نبات معتدل فضلا عن ان يكون احر من الانسان فانه يظهر ان الحيوان بالجملة احر من النبات ولذلك ليس يحسن في النبات حرارة بالفعل واذا لم يكن تحصيل هذه الطبيعة من هذه الجهة اعني الطبيعة والمزاج الذي به يفعل الدواء هذه الافعال فلعل ذلك يمكن من جهة مقادير الاسطقسات في الدواء نفسه حتى يكون الدواء الذي الحرارة عليه في ذاته اغلب هو الدواء الحار والذي عليه البرودة اغلب هو البارد وكذلك في الرطوبة واليبوسة وذلك ان الذي النارية مثلا اغلب على اجزايه قد يظهر انه هو اكثر استعدادا لان تتولد عنه حرارة اكثر وبالعكس كما ترى ذلك يعتري في الكباريت وغير ذلك لاكن هذا ايضا وان كان يلفى فيه الامر هكذا في اشياء كثيرة فهو ايضا ينكسر بان ها هنا اشياء هي في مزاجها احر وهي بالاضافة الى بدن الانسان اذا استعملها ابرد وكذلك هاهنا اشياء هي ابرد مزاجا في ذاتها وهي احر مثال ذلك الخمر الحديثة والخمر القديمة فان الحديثة احر في ذاتها من القديمة ويشهد على ذلك الغليان الذي يلفى لها في ذلك الوقت لاكن القديمة بالاضافة الى بدن الانسان اسخن واعني ها هنا بالقديمة التي قد كملت ولم تاخذ في الهرم وكذلك الامر في الزيت الحديث والعتيق وما الذي احتاج الى هذا او النبات والحيوان كله الغالب على اجزايه الحرارة لاكن بعضه نجده حارا بالاضافة الى بدن الانسان وبعضه باردا وليس باردا فقط بل سلك ببرده والزيت ايضا من الاشياء التي الحرارة والرطوبة اغلب عليه اذ كانت الهوائية فيه ظاهرة جدا ولقايل ان يقول كيف يكون الزيت الغالب على اجزايه الهوائية وهو يخثر من البرد وانما يخثر من البرد ويجمد المائية فنقول انما يخثر الزيت من البرد بان يتحول كثير من الاجزاء الهوائية الذي فيه ماء وحينئذ يعرض له هذاوقد تقضي الامر في الزيت وفي طبيعته في الرابعة من الاثار فلهذا ايضا لا يوثق بمثل هذه المقاييس بل التجربة هي القاطعة في ذلك وكيف لا ونحن نرى كثيرا من الاشياء اذا وضعت في النار كانت ابعد شيء ان يستحيل بسرعة واذا تناولها بعض الحيوان وجدناها على المكان قد استحالت عن الحار الغريزي الذي فيه بمنزلة ما يحكي عن النعم انها اذا التقمت الذهب ثم اخرج عن اجوافها على الحين وجد قد نقص هذا مع عسر انفعال الذهب عن النار ولسنا نقدر ان نقول ان ذلك من اجل ان الحرارة في هذا الحيوان اكثر من حرارة النار هذا مستحيل واذا كان ذلك كذلك فاذا انما ذلك شيء تابع لجملة جوهر حرارة ذلك الحيوان وهذا كما قلنا اظهر في الاغذية منه في الادوية وذلك /ان الغذاء لما كان هو الذي في طباعه ان ينقلب جزا من الغاذي حتى يصير هو هو بالنوع فمن البين ان هذه الملايمة التي بين الغذاء والمغتذي انما هي في جملة الجوهر ولذلك ما قد يكون غذاء ما لحيوان ما سما لاخر كالخربق للسماني والبيش للزرازير واما الدواء فمن حيث انه يفعل بالابدان كيفيات اولا ظن ان ذلك قد يدرك بالقول لاكن مع هذا كله نجد جالينوس وساير الاطباء قد راموا ان يضعوا قوانين يستدل منها على افعال الادوية في الابدان الانسانية وهي وان كانت كما قلنا ادلة ظنية بل ان ذهبنا بها مذهب الترفيع نقول انها اكثرية لا ضرورية فان لها منافع احدها انها تنبه الانسان الى التجربة فان ساعدته التجربة على ظنه قطع على ذلك ولهذا ما نسمع جالينوس يقول ان الالتين اللتين استنبطت بها هذه الصناعة هما التجربة والقياس وايضا فان هذه الدلايل نافعة بالمقايسة بين الاشياء التي شهدت التجربة انها غذائية ودوائية مثال ذلك انه متى كان غذاءان احدهما هش والاخرلزج قطعنا بسرعة استحالة الهش اذ كان تقسمه عن الحرارة اسرع وبالجملة انفعاله وايضا متى ارتضنا في هذه الاشياء ورمنا ان نعطي فيها الوجود والسبب معا عسر ذلك وكان سهلا علينا اذا شهدت التجربة بشيء ما ان نعطي السبب في ذلك وبالجملة فهذا النظر تكون هذه الصناعة قياسية ويمكننا ان ننتقل من دواء الى دواء ومن غذاء الى غذاء عند ما يقصر عما قصدنا منه في المعالجة واما من ليس عنده من معرفة الادوية الا التجربة فقط فليس يمكنه ذلك وقد اطال جالينوس في الفرق بين القوتين الا ان الادلة والسبارات التي اعطاها جالينوس ومن تبعه من الاطباء في ذلك نزرة بالاضافة الى ما يمكن ان يقال فيها ها هنا وذلك انهم انما اقتصروا من معرفة طبايع الادوية من جهة الطعوم والروايح وسرعة الاستحالة الى النار فقط وهذه كلها اذا جعلت دلايل فانها ضرورة اخص من الطبايع التي تلزم عنها هذه الافعال في بدن الانسان والدلايل الذاتية فينبغي ان تكون مساوية للطبايع الدالة عليها وحينئذ يمكن ان يترقى من المتاخر الى المتقدم ثم من المتقدم الى المتاخر المطلوب وبهذا يكمل هذا النظر والا فمتى لم يكن نظر الناظر في هذه الصناعة على هذه الجهة لم تكن عنده طبيعة الدواء الحار بما هو حار محصلة ولاالبارد بما هو بارد مثال ذلك ان الطبيب اذا كان عنده ان الدواء الحار انما هو الدواء الحريف الطعم والمرالطعم والمالح الطعم وان الطبيعة التي تفعل الحرارة هي هذه الطبيعة وانما علم من طبايع الاشياء الحارة طبايع ما فيكون ضرورة نظره في هذه الصناعة ناقصا لان ها هنا اشياء حارة ليس طعومها حريفة ولا مرة كلحوم كثير من الحيوان مثل العصافير والفراخ وغير ذلك لان الاغذية والادوية بالجملة هي اما نبات واما حيوان واما معدن وجسم معدني والطعم انما يوجد متميزا في النبات فاذا اريد ان يكون القول في هذا صناعيا فينبغي ان نرسم ما طبيعة الدواء الحار والدواء البارد واليابس والرطب ثم نروم بعد ذلك احصاء الاشياء التي تدل على هذه الطبايع فلننزل ان الدواء الحار هو الذي اغلب اجزايه الاجزاء الحارة والبارد هو اغلب اجزايه الاجزاء الباردة وكذلك الامر في الدواء اليابس والرطب واذا كان ذلك كذلك فلننظر في الدلايل التي منها يمكن ان يوقف على هذه المقادير من امزجة الادوية فنقول ان الاشياء التي منها يمكن الوقوف على هذه المقادير من الامزجة من جهة ما هي مجهولة هي الاعراض الخاصة بغلبة كيفية كيفية من هذه الكيفيات في الممتزج وذلك يكون من حيث الممتزج جسم متشابه الاجزاء وتلك هي الفصول اللاحقة عن مقادير امزجتها وهذه الفصول منها ما هي عامة لجميع الاجسام المتشابهة الاجزاء اعني انه ليس يخلو من واحدة منها وهذه فقد عددت في الرابعة من الاثار وهي مثل الجامدة /وغير الجامدة والذائبة وغير الذائبة واللزجة وغير اللزجة وغير ذلك مما سنعددها ومنها ما هي خاصة ببعض الاجسام المتشابهة الاجزاء وهذه هي الطعوم والروايح والالوان وقد تكون غلبة احد الاسطقسات في المركب بين بنفسه اذا ادركت منه حاسة اللمس انه حار اوبارد وذلك انما يكون في الاشياء التي فيها الحرارة والبرودة بالفعل المحض واما اذا نظر في الادوية والاغذية من حيث هي جزء مركب ألي وذلك شيء يخص الاغذية والادوية التي هي اجزاء النبات واجزاء الحيوان فقد يستدل ايضا عليها من افعالها ومن موضعها وان كانت اجزاء حيوان فمن تدبير ذلك الحيوان ومن نوع غذايه وبالجملة فناخذ في الحيوان الاشياء المناسبة التي اخذناها في تعرف مزاج الانسان من الافعال والتدبير والمكان اعني بالافعال افعال النفس التي هي الغاذية والحسية والنزوعية وغير ذلك من اجزاء النفس التي عددناها وهذه هي الدستورات التي يمكن ان يجرا عليها في هذه الصناعة وهي وان كانت غير وثيقة فليس يمكن غيرها وليس ينبغي لذلك ان يهمل القول فيها بل ينبغي يتكلم في كل شيء بحسب ما يمكن في ذلك الشيء كما يقول ذلك ارسطو فانه ليس ينبغي ان يطلب من الخطيب برهانا ولا من المهندس اقناعا والقول في هذه الاشياء ها هنا انما يكون بان نتسلم من العلم الطبيعي جميع ما يحتاج اليه ها هنا فان تكلف البرهان على هذه الاشياء التي نروم القول فيها حيننا هذا نظر غير مناسب في هذه الصناعة فنقول ان اشهر الاعراض التي منها يمكن ان يوقف على امزجة الاجسام المتشابهة الاجزاء هي الجمود والحثورة والترطيب والانحلال والذوبان واللزوجة والهشاشة والرقة والغلظ واللين والصلابة وقبول الاحتراق ولا قبوله والتكاثف والتخلخل اما الاشياء الجامدة فمنها ما يجمد عن الحر ومنها ما يجمد عن البرد والاشياء الجامدة عن البرد منها ما تخثرها الحرارة من قبل ومنها ما ليس تخثرها والخاثرة منها ما تخثر عن البرد ومنها ما تخثر عن الحر ومنها ما تخثر عن كليهما والذايبة ايضا منها ما تذوب عن الحر ومنها ما تذوب عن البرد والرطوبة والمترطبة ايضا منها ما ترطب من الحر ومنها ما ترطب عن البرد اما ما جمده الحر فالحرارة واليبوسة غالبة عليه كالاملاح وضروبها واما ما جمده البرد فان كان الحر يخثره وكانت اقرب الى الخثورة التي تكون عن الهوايية والمايية كخثورة الزبد والسمين فانه ضرورة حار وكذلك الاصماغ والزيوت وما اشبهها واما ما جمده البرد والارضية غالبة عليه فان كان قد خثرته الحرارة فالبرد واليبس غالب عليه بمنزلة العظام والقرون وغير ذلك تخثير واما ما جمده البرد ولم يخثره الحر كبير تخثير فان طبيعته باردة رطبة كالزئبق وغير ذلك والاشياء التي خثرتها الحرارة وجمدها البرودة هي ايضا قريبة من ان تكون معتدلة او حارة كالاقليميا وما اشبهها واما الاشياء التي يذوبها الحر فهي ضرورة الاشياء التي جمدها البرد والاشياء التي يذوبها البرد هي الاشياء التي يجمدها الحر ولذلك باي هذين وقع الاستدلال على طبيعة الشيء صح وذلك انا اذا ابصرنا اشياء يذوبها الحر نظرنا فان كانت جمدها البرودة من غير تخثير الحرارة قطعنا على انها في طبيعتها باردة رطبة وكذلك ان كانت الحرارة خثرتها وهي مع هذا كثيرة الارضية فهي باردة يابسة بمنزلة الحديد وكثير من المعادن وان كانت خثرتها خثورة هوايية فهي حارة رطبة بمنزلة السمين والثرب وكذلك تفعل في الاشياء التي تحللها البرودة والرطوبة كالاملاح وغيرها واما الاشياء التي تخثر عن الحرارة فهي حارة الا ان الخثورة ان كانت هوايية بمنزلة المني فهي مع هذا رطبة ومعتدلة كاللبن المطبوخ واما الاشياء التي تخثرها البرودة فان كانت الحرارة فعلت فيها قبل ضربا من القوام فهي رطبة حارة بمنزلة الامراق الدسمة وان كانت خثرتها من غير ان تفعل فيها الحرارة قبل فهي/ باردة رطبة مثل اللبن المنعقد في البرد وينبغي ان تعلم ان الحرارة الفاعلة في هذه الاشياء والبرودة ربما كانت عرضيتين وربما كانت طبيعيتين ولذلك ما كان منها طبيعيا قطعنا بان ذلك المزاج للدواء طبيعيا مثل الخثرة للمني وما كان غير طبيعي كان ذلك المزاج له ايضا عرضيا مثل الخثورة العارضة لعصير العنب بالطبخ واما الاشياء التي تخثر عن الحر والبرد معا فهي هوائية مائية شديد الاتحاد والاختلاط كالزيت وساير الادهان التي يمكن فيها ذلك اما ختورها عن البرد فلمكان انقلاب الاجزاء الهوائية فيه فيجمد واما خثورها عن الحر فلتحلل الاجزاء المائية وغلبة الارضية واما الاشياء التي لا تخثر من كليهما فهي مائية قليلة الارضية فهي تفنى بالحر قبل ان تغلظ وليس يمكن البرد ان يعقدها لان البرد انما يعقد باخراجه الحرارة التي في الشيء فتنفش معها الرطوبة فيعرض اليبس الذي يكون عنه الخثورة او الجمود واذا كان شيان يقبلان الجمود معا في زمن سوا وعن محرك سوا وهما متساويان في الرقة والغلظ فهما من البرد والحر في مرتبة واحدة واما متى كان احدهما اغلظ فانه يكون اسرع جمودا وكذلك متى كان محركه اقوى او كان في طبيعته ابرد واما الاشياء اللزجة فان الغالب عليها الماء والارض ولذلك هي باردة غليظة واما الهشة فالغالب عليها الاجزاء الهوائية لكن مع ارضية ما ولذلك صارت سهلة التقسيم اعني من قبل الهوائية المخالطة لها فان هذا الاسطقس من جهة ما هو رطب يقبل التقسيم من غيره ومن جهة اليبس المخالط للاشياء الهشة تقبل الانحصار في ذاته اي ينقسم الى اجزاء صغار واما الاشياء اللزجة فمن جهة الرطوبة المائية التي فيها تقبل الامتداد ومن جهة شدة مخالطة الارضية لها يعسر انقسامها الى اجزاء صغار ولذلك صارت الاشياء الهشة اقرب تناولا على الهضوم لانها سريعا ما تنقسم عن الحرارة الى اجزاء صغار اذا كان ذلك من احد ما يعين على سرعة انهضام الشيء واما الاشياء اللزجة فان عسر تقسيمها مما يبلد الطباع ولذلك صارت عسرة الهضم واما الغلظ فانه يدل من طبيعة الادوية على يبس وذلك ان الارضية غالبة عليه ومتى كان غذائيا عسر انهضامه لان الجوهر الارضي عسر ما تخلع صورته عن مادته واما اللطافة فان كانت هوائية دلت على حرارة ورطوبة وان كانت نارية دلت على حرارة ويبس واما اللين فانه يدل على جوهر رطب ولذلك كانت الاشياء اللينة سهلة الانفعال كالفواكه الخضر واما الصلابة فانها تدل على ضد ما يدل عليه اللين اعني على جوهر ارضي يابس وكان الغلظ واللطافة واللين والصلابة انما تدل على القوى المنفعلة في الشيء التي هي الرطوبة واليبوسة لا على القوى الفاعلة واما التكاثف والتخلخل فانه يقال على وجهتين احداهما وهو الذي ينطلق عليه هذا الاسم احق ذلك على زيادة الكمية في نفسها ونقصانها كما نرى العصير يتحلحل في الدنان المطموسة ويصير الى كمية اعظم حتى انه ربما شق الدنان ونرا ايضا الابخرة تكاثف في ذاتها فتعود الى مقدار اصغر مما كانت وذلك من غير ان يخرج من المتكاثف شيء او يزيد في المتخلخل شيء والسبب في هذا ان الهواء اعظم مقدارا من الماء والارض فمهمى قرب الشيء من طبيعة الهواء كان اعظم مقدارا ومتى قرب من طبيعة الماء والارض كان اصغر مقدارا ولذلك كانت الاشياء المتخلخلة هوائية اي حارة رطبة والمتكاثفة باردة يابسة او باردة رطبة ولكون التخلخل يكثر في شيء الاجزاء الهوائية استعمل في خبازة الخبز التخمير ليسهل بذلك هضمه لان الجوهر الهوائي اسهل انفعالا من جهة ما هو رطب وقد قيل ان الرطوبة سهلة الانحصار من غيرها بضد ما هي عليها اليبوسة اعني انها عسرة الانحصار من غيرها ولذلك كانت عسيرة الهضم واما الشيء/الاخر مما يطلق عليه اسم التخلخل والمتكاثف فهي الاشياء التي لها مسام واسعة ومسام ضيقة فان التي لها مسام واسعة قد يطلق عليها اسم المتخلخل والتي لها مسام ضيقة اسم المتكاثف والاعتبار في طبيعة هذه يكون في نفس جرمها لا في ضيق مسامها او سعتها وان كان الشيء اذا كانت مسامة واسعة قد تعين على هضمه من جهة ان ذا المسام الواسعة يسهل تفتته وانقسامه وذو المسام الضيقة بخلاف هذا واما الاشياء المتحرقة فهي ضرورة اما نارية كالكباريت واما هوائية كالتبن ولذلك كانت هذه سريعة الاستحالة في الهضم وذلك فيما شانه منها ان يرد الابدان لاكن ينبغي كما يقول جالينوس اذا اريد ان يكون هذا السبار صحيحا ان يشرط في الدواء المتكاثف واللطافة وذلك ان الشيء قد يتفق فيه ان يكون غليظا متخلخلا اعني ذا مسام كبار فينفذ النار في تلك المسام ويتمكن من احراقه وليس يمكن في الحرارة الغريزية ان تفعل ذلك لرطوبتها وضعفها عن حرارة النار وذلك ان سهولة مثل هذا الى الاحتراق هو للشيء بضرب من العرض اي من قبل مسامه كالحال في القصب واما ما كان كذلك في نفس جوهره فقياس النار في ذلك هو قياس الحار الغريزي كالحال في قصب الذريرة واما الاشياء التي لا تقبل الاحتراق فهي الارضية او المائية والتي جمعت الامرين فهذا هو القول في الدلالات التي لهذه الاعراض العامة على طبايع الاجسام المتشابهة الاجزاء وينبغي بعد ان نسير الى القول في الطعوم والروايح والالوان وهي التي جرت عادة الاطباء بذكرها فقط فنقول ان اشهر اصناف الطعوم هو الحلو والدسم والمالح والمر والحريف والعفص والقابض والحامض والتفه اما الحلو فانه يدل على مزاج حار معتدل الحرارة وهو بالجملة مناسب للمزاج الانساني كما يقول جالينوس واما الدسم فالغالب عليه الهوائية مع مائية ما ولذلك صار دون الحلو في الحرارة واما المالح فالغالب على مزاجه جوهر يابس محترق خالطته رطوبة ما وهو فوق الحلو في الحرارة واما المر فطبيعته طبيعة غلب عليها الجوهر اليابس الارضي وذلك اما مع برودة واما مع حرارة ويستدل على الذي يكون عن البرودة انه يصير بعد المرارة الى الحلاوة وذلك اما بالطبيعة ككثير من النبات مثل البلوط والقرع وغير ذلك واما الذي يكون عن الحرارة والارضية فانه يصير بعد الحلاوة الى المرارة وكون المر بهذه الصفة يدل على انه يوجد تابعا لهذين الصنفين من الامزجة اعني البارد اليابس والحار اليابس كما ان اللون الاسود يوجد عن الحار والبارد وهذا شيء قد اهمله الاطباء من امر المر وذلك انهم انما نسبوه الى الحرارة فقط وكيف والافيون في غاية المرارة وهو مع هذا مخدر وان كان لقايل ان يقول ان الجزء البارد من الافيون ليس هو المر لاكن هذه الاشياء كما قلنا انما ينبغي ان تسلم ها هنا من صاحب العلم الطبيعي وهذا الذي قلناه من امر المر قد تبين في كتاب النبات والنوع من المرارة التي تكون عن الحرارة هو احر من المالح اذ كان المالح يخالطه رطوبة ما ومن الدليل على ذلك ان البخار اذا اشتدت ملوحتها تمررت كما يقال ذلك في البحيرة المنشنة ولذلك لا يعيش فيها حيوان لموضع المرارة فان هذا المزاج في غاية المضادة للحيوان وهو بالجملة في مقابل الحلو وانما ضاده بيبسه ولذلك كان اقتل شيء للاطفال الذين هم في غاية الرطوبة وبالجملة فهذا الطعم ليس يكون في جوهر غذائي وانما يكون في الادوية واما الحلو فانه يكون في جوهر غذائي او غذائي دوائي واما الحريف فمزاج غلب عليه الحر واليبس مع اللطافة غلبة شديدة ولذلك كان اشدها حرارة فهذه هي الطعوم التي تدل على اصناف الحرارة وهي في ذلك مراتب كما وصفنا وكل واحد منها له في نوعه مراتب اعني ان الحلو منه ما هو حلو حرارته في الدرجة الاولى ومنه ما هو حلو حرارته في الدرجة الثانية وكذلك المالح منه ما هو في الثانية وامد من ذلك واما الطعوم التي تدل من الادوية /على مزاج بارد وهي العفصة والقابضة والحامضة والتفهة وان كان التفه هو ان يكون عديم الطعم احرا منه ان يكون ذا طعم لاكن كل حاسة كما تبين في غير هذا الموضع تدرك محسوسها الخاص وعدمه والعفص والقابض من نوع واحد وانما تختلفان بالاقل والاكثر وهما يدلان من مزاج الشيء على اليبس الشديد والبرد والعفص في ذلك اكثر من القابض واما الحامض فانه يدل على برودة خالطة رطوبة ما وليست تخلو ان تكون برودة خالطته حرارة يسيرة وبذلك صار مقطعا ملطفا ولهذا ما يتلوا العفص والقابض في البرد واما التفه فمائي بارد فهذا هو القول في دلالات الطعوم وهي ايضا قد لا تدل كل الدلالة على جوهر الشيء اذ قد يتفق ان يكون الدواء مركبا من اكثر من جزء واحد ويكون بعض تلك الاجزاء لا طعم له وبعضها له طعم لانه ليس كل ممتزج له طعم كما لاح في غير هذا الموضع فيحكم الانسان على جملة ذلك الدواء وذلك حكم على بعضه لا على كله ولهذا اما نرى كثيرا من الصموغ تفه وهي ما هذا حارة واما الروايح فليست فصولها عندنا بينة كفصول الطعوم ولذلك ليس لها اسماء كما للطعوم ما عدا قولنا رايحة منتنة ورايحة عطرة وانما يشتق لها اكثر ذلك من اسماء الطعوم فنقول رايحة حامضة وحريفة ومرة وغير ذلك ولذلك ما كانت من الروايح بهذه الصفة فمزاجها مزاج ذلك الطعم الغالب عليها واما الروايح العطرة فانما تكون عن مزاج يتولد عن رطوبة غريبة وعن حرارة عفونية ودلالات الروايح ضعيفة جدا وذلك انه قد يتفق ان يكون الدواء مركبا من اجزاء بعضها لا رايحة لها وبعضها لها فمتا كذا حكمنا على جميع الدواء برايحته نكون قد غلطنا على الكل بالجزء مثل من ظن ان الورد حار لما كان عطر الرايحة في الالوان واما الالوان فدلالتها ايضا اضعف من هذا بكثير اذ كانت الالوان انما هي في سطح المتلون فيتفق كثيرا ان يكون مزاج ذلك الجزء غير مزاج ذي اللون ولذلك ما نرى اللون الواحد بعينه يكون للشيء الحار والبارد مثل البياض الموجود في الملح وفي الكافور لاكن دلالة اللون اصدق في المقايسة بين الشخوص التي من نوع واحد مثل ما بين الدجاج البيض والسود والجمص الابيض والاسود والالوان اصناف كثيرة الا انها بالجملة اما ابيض واما اسود واما مركب منها مثل الغمامي والاصفر والقاني واللون الاسود يكون ضرورة عن الجوهر الارضي اليابس فقد يكون فاعله الحر كالوان الحبشان وقد يكون فاعله البرد كالحال في الاشربة السود واما الابيض فان كان عن مخالطة الارضية الهوائية فهو ضرورة حار او معتدل كالناس الذين الوانهم بيض واما ان كان عن مخالطة المائية الارضية وذلك في الاشياء المياعة فهو يدل على مزاج بارد رطب واما الالوان الحمر كلها فانها تدل على الحرارة لظهور الجزء الناري فيها والصفر متوسطات بين ذلك والخضرة اميل الى السواد كما ان الصفرة اميل الى الطرف الاخر وطبيعة الالوان المتوسطة بالجملة مركبة من طبايع الاطراف فهذا هو القول في دلالة قوى الادوية من الاعراض واللواحق التي تلحق الاجسام المتشابهة الاجزاء وقد ينبغي ايضا ان نقول في الدلالات التي تخصها من حيث هي جزء نبات او جزء حيوان وطبايع النباتات يوقف عليها من اشياء احدها الموضع والثاني البلد والثالث الفصل والرابع الفعل وهذه بالجملة انما تقوى دلالتها اذا استعملت مع الاشياء التي سلفت وهي بالجملة مع انها يوقف بها على مزاج الدواء قد يوقف بها ايضا على طريق المقايسة بين الدواين اللذين من نوع واحد كالحال في تلك الطرق المتقدمة فنقول ان النبات منه كامل ومنه ناقص فالناقص هو الذي يظهر فيه غلبة احد الاسطقسين اما الماء وذلك كالنباتات التي تنبت في الماء واما الاسطقس الارضي كالنباتات التي تنبت في المواضع الصلبة ولذلك كانت امثال هذه النباتات ناقصة اعني انه ليس لها زهر وورق وهو/بين ان امزاج مثل هذه النباتات الغالب عليها اما الجوهر البارد الرطب كالحال في الطحلب واما الجوهر البارد اليابس كالحال في الكماة واما النباتات الكاملة فهي النباتات النابتة في الجبال وذلك ان الجبال يظهر من امرها انها اكثر شيء توليدا للنبات وذلك في المعتدلة منها لمكان تخلخلها ولممازجة الحرارة والرطوبة لها لتغلغلها في الهواء او قربها من الاجرام السموية فيها ولذلك امثال هذه النباتات يوجد لها الثمر والزهر والاوراق وايضا النباتات منها برية ومنها بستانية والبستانية ضرورة ابرد وارطب وذلك في النوع الواحد منها مثال ذلك الهندباء البرية والهندباء البستانية وهي التي تدعى بالسريس فاما الاستدلال من البلد فان بعض النباتات تختص بالبلاد البارذة وبعضها بالحارة والتي تختص بالبلاد الحارة في الاكثر حارة كالافاويه التي تجلب من بلاد الهند وغير ذلك وكذلك التي تختص بالبلاد الباردة باردة وذلك في الاكثر وقد يتفق بالعرض ان تكون نباتات حارة في البلاد الباردة كالصنوبر ونباتات باردة في البلاد الحارة كالتمر الهندي الموجود في بلاد العرب لاكن انما يعرض مثل هذا ضرورة لاحد امرين اما لان النباتات الذي بهذه الصفة صلب الظاهر او مما شانه ان يتولد في باطن الارص فان النبات الذي بهذه الصفة يعرض له ان يكون في البلاد الباردة حار لموضع هروب الحرارة الغريزية التي فيه من البرد وكذلك يعتري للبرودة في البلاد الحارة في النبات البارد والحال في الاستدلال على النبات بالفصل والوقت من الزمن كالحال في الاستدلال بالبلد والبقول الحارة في الشتوة انما هي التي من شانها ان يتكون معظمها في جوف الارض كالكرنب واللفت وغير ذلك وقد يتفق ان يكون الدواء باردا وهو يتكون في الفصول الحارة من جهة انه ضعيف الحرارة فحرارته تذهب عن ادنى برد يكون في هواء بمنزلة كتير من البقول الصيفية واما الاستدلال من افعال النبات فكثير وذلك ان من النبات ما هو سريع حركة النمو ومنه بطيء والسرعة بالجملة تدل اما على الحرارة واما على اللطافة واما على كليهما والبطء يدل على اضداد هذه وكذلك يستدل ايضا على سرعة النبات في بلوغ اناه في الثمر وبطيه وايضا النبات منه ما له ورق وزهر وثمر ومنه ما ليس ورق ولا زهر والاول اما غليظ ارضي واما مائي والذي له ورق والزهر معتدل وكذلك ايضا من النبات ما هو كثير الشوك والعقد وهو بالجملة ارضي ومنه ما ليس له شوك وهو في مقابل ذلك وبالجملة ففصول النبات التي يمكن منها ان يوقف على مزاجه كثيرة وانما اومانا الى هذه الجملة على جهة الاختصار واما الفصول التي يستدل منها ايضا على طبيعة الحيوان فهي ايضا كثيرة جدا مثل ان الحيوان منه مائي ومنه بري فالمائي بارد رطب والبري حار يابس وايضا الحيوان منه طاير ومنه ماش والطاير اكثر هوائية من الماشي وايضا الحيوان منه ذو دم ومنه غير ذي دم وذو الدم حار رطب والعادم للدم بارد يابس وايضا الحيوان منه متنفس ومنه غير متنفس ومنه غير متنفس والمتنفس حار وغير المتنفس بارد وايضا بعض الحيوان يختص بالبلاد الحارة وهذا في الاكثر حار يابس كالجمال والغزلان وما يشبههما وبعضها بالبلاد الباردة وايضا الحيوانات الواحدة بالنوع وغير الواحدة بالنوع تختلف امزجتها من مراعيها والمياه التي ترد والبلاد مثال ذلك السمك الصخري فانه الطف مزاجا واقل فضولا من السمك الذي ياوي في الصخور والحيوان منه ما هو سريع العدو كثير الرياضة وهذا هو حار المزاج ضرورة قليل الرطوبة ومنها ما هو بطيء العدو قليل الرياضة ومزاج هذا بارد رطب وايضا من الحيوان الماشي ما يمشي حين يولد ومنه ما ليس يمشي الا بعد زمن ومن الحيوان ما يولد اولادا كثيرة وهو يدل من مزاجه على الحرارة والرطوبة ومنها ما لا يولد له الا ولد واحد فقط ومنه ما يوجد له الامران جميعا والحيوان يختلف جدا باختلاف مطاعمها فالحيوانات التي تاكل اللحم حارة / المزاج يابسة ولذلك كانت اكثر هذه الحيوانات محرمة في الشرايع واما التي ترعى النبات فمعتدلة كالغنم والبقر في الحيوان الماشي والحمام والدجاج في الطاير والحيوانات ايضا تختلف بعظم جثثها وصغرها فالعظام الجثث ارضية والصغار الجثث بخلاف هذا في الحيوانت البرية واما في المائية فعظم الجثث فيها دليل على رطوبة مفرطة ولذلك ما حمد الاطباء من الحيتان اصغرها جثا وصلابة العظام في الحيوان وكثرة الاجسام الارضية فيه مثل الاظلاف والقرون والفلوس والريش دليل على كثرة الارضية في ذلك الحيوان ولذلك كانت كثرة الفلوس في الحيتان دليل محمود لانها تدل منها على مزاج مضاد لمزاجها وكذلك كثرة الشوك في الحيتان والشجاعة ايضا والجبن دليل امزجة الحيوان فالحيوانات الشجيعة حارة ضرورة والباردة بخلاف ذلك والفصول التي منها يستدل على امزجة الحيوانات كثيرة جدا لاكن انما قصدنا ها هنا الى الاذكار بها ليحصيها ها هنا ومن وقع له فراغ ونظر في ذلك فان هذا الكتاب انما قصدنا فيه الايجاز والاختصار وهذه الدلايل كلها من الاعراض اللاحقة للاجسام المتشابهة الاجزاء وغير المتشابهة انما يكون لها دلالة متى جمعت كلها وقويس بين الدلايل المتضادة في الشيء فحكم للاغلب فهذه هي الاجناس الامور التي منها يمكن ان يوقف على الافعال الاول من افعال الاغذية والادوية واما هل يمكن ان يوقف منها على الافعال الثواني من افعال الادوية فذلك ايضا نرى انه ممكن وذلك انا متى علمنا مزاج الدواء في الحرارة واليبس علمنا افعالها الثواني وان كان قد يتفق في بعض الادوية ان تكون افعاله الثواني غير تابعة لمزاجه مثال ذلك ان التلطيف والتقطيع انما هو للجوهر الكثير الحرارة وقد تلفى ها هنا ادوية معتدلة فعلها هذا الفعل مثل كزبرة البير والاذخير وغير ذلك والخل في غاية التلطيف والتقطيع مع انه بارد وانما كان ذلك كذلك لان الحرارة في الخل اعانتها البرودة التي فيه بتغويصها حرارته وتنفيذها الى باطن الشيء وكذلك يشبه ان يكون الامر في تلك الادوية اعني اما ان يكون فيها لطافة زايدة او امر عارض به استحفت ذلك الفعل وقد يمكن ان يكون ذلك شيء تابع لجملة جوهرها واما الافعال الثوالث فيضعف القياس عليها لانها تقرب من الفعل بجملة الجوهر فهذا هو القول في جميع ما يحتاج اليه ها هنا من الاقاويل الكلية من امر الادوية والاغذية وينبغي بعد ان نصير الى ذكر شخص شخص منها وتخبر بافعاله على ما جرت عليه العادة عند الاطباء في ذلك ونحن انما نذكر ها هنا من الادوية اشهرها ومن الاشهر ما شهد به جالينوس فانه الرجل الموثوق والمجرب في هذه الصناعة وغيره انما مثله معهم كما يقول هو كمن ينادي على الشيء بصفاته فاذا ابصره لم يعرفه ونبتدي اولا بذكر الاغذية المحضة ثم نسير الى المتوسطة بين الغذائية والدوائية ثم نسير الى الدوائية المحضة القول في اشخاص الاغذية اجمع الاطباء ان الوم الاغذية النباتية للناس الطبيعيين وهم في الاكثر سكان الاقليم الخامس والرابع هو البر لاكن اذا دخلته الصنعة وهو يستعمل على وجوه اما خبز و ذلك اما فطيرا واما مختمرا ويستعمل عصيرا ويستعمل هريسا ويستعمل دقيقه جسوا ويستعمل حبه مقلوا وربما جرش بعد القلي والانقاع ويسمى سويقا وقد يستعمل مطبوخا من غير تجريش والحب الذي يتخذ منه هذه المطاعم اصناف فافضله الرزين المتكاثف الجرم وافضل الاشياء المصنوعة منه هو الخبز اذا اتخذ دقيقه من القمح الذي بهذه الصفة وهو المسمى عندنا وكان دقيقه لا متقص القشر وهو المسمى درمكا ولا كثير القشر وهو المسمى خشكارا والذي بهذه الصفة هو المسمى عندنا مدهونا وذلك ان هذا الخبز يوجد قد انحط عن غلظ الدرمك وبطيء هضمه وان كان الدرمك اغذى وقد ارتفع عن يبس الخشكار وانقلابه الى طبيعة السوداء وذلك ان القشر من كل نبات ارضي بارد يابس وان كان هذا الخبز يوجد اسرع انهضاما /للجلا الذي في قشره ثم عجن بعد بملح معتدل وماء كثير حتى يعود في صفة اسفنج البحر في التخلخل ثم يخمر تخميرا معتدلا ثم يطبخ في التنور واما الخبز الفطير فغلظ لزج كما ان الزايد التخمير مستحيل الى اخلاط عفونية لمكان الحرارة الغريبة التي فيه ويتلو الخبز في الجودة الحسا المتخذ من فتاته الا ان لموضع الماء الذي فيه يميل الى البرودة والرطوبة وفتاة الخبز اذا سلق بالماء الحار مرات تولد عنه غذاء في غاية الخفة وسرعة الهضم وهو اخص شيء بالمرضى الذين امراضهم حادة وسويق القمح ايضا نعم الغذاء اذا شرب بالماء الكثير برد وذلك ان الانقاع والقلو يخلخل جوهره ويلطفه واذا عجن بالعسل كان عنه غذاء مسخنا كثير التغذية واما العصايد والهريسة فكلها غليظة لزجة مسددة والقمح المطبوخ بالماء اكثر من ذلك بكثير حتى انه ابطا الاشياء انهضاما وكذلك الحريرة المتخذة من الدقيق ايضا غليظة واما المتخذة من الخمير نفسه ففي غاية اللطافة وهي بردة لموضع الحمضة لاكن لا امن ان تكون مستحيلة ولذلك قد ينبغي ان تجنب في الامراض العفونية واما الخبز المتخذ من الشعير على الصفة التي تتخذ من خبز القمح فهو تال لخبز القمح في الجودة ولكنه مايل الى البرودة وسويق الشعير اكثر شيء سرعة في الاستحالة وهو مبرد وبخاصة اذا شرب بالماء وبرده كانه في الدرجة الاولى واما ما الشعير فهو في الادوية ادخل منه في الاغذية وهو من الحمد في الامراض الحادة اليابسة بحيث لا يخفى على احد ممن نظر في هذه الصناعة ادنى نظر وذلك انه مبرد مرطب معدل ذو جلاء حسن الكيموس ليس بمنفخ ولا بطيء الانحدار وهذه خصال معدومة في البارد الرطب شهدت التجربة له بهذا وصنعته ان ينقع الحب صحيحا في الماء يوضع للجزء الواحد منه عشرين جزءا من ماء مقدار اربع ساعات ويطبخ حتى يخمر الماء فان بهذه الحيلة امكن ان لا يكون منفخا وتجريشه خظا فانه لا يقبل الانقاع لان الحبوب انما تجذب الماء بالقوة الجاذبة التي فيها والقوة الجاذبة انما تكون موجودة في الحب ما دام الحب يزرع فينبت وهو اذا جرش وزرع لم ينبت وهذا قد نبه عليه ابو مرون بن زهر في كتابه الملقب بالتيسير وذكر غلط الاطباء في تجريشهم اياه واما الاخباز المتخذة من ساير الحبوب فقوتها قوة تلك الحبوب وسنذكر تلك الحبوب في الاغذية الدوائية وقد كان ذكر ماء الشعير في ذلك الموضع اولى لاكن اجرى ذكره القول هنا القول في اللحوم واما الوم اللحوم لجميع الناس فهي لحوم الدجاج الفتية المصححة ثم يتلوها في الجودة لحوم الجداء وللحوم الدجاج خاصة غريبة في تعديل المزاج ولذلك امراقها تشفي المجذومين كما ان ادمغتها زعموا تزيد في جوهر الدماغ وتحسن الفكر ثم يتلو لحم الجديان في الجودة لحوم الكباش الفتية هذا هو راي القدماء واما الرازي فانه يرى ان لحوم الحملان تالية للحوم الجدي والحملان يظهر من امرها انها كثيرة الفضول الهم الا ان تكون تعتدل في تلك البلاد لحرها ويشهد لذلك ان شعورها في البلاد الجنوبية جعدا يابسة قصيرة وهي في هذه البلاد تطول الى السبوطة ولحوم العجاجيل فاضلة وذلك انه ليس فيها الغلظ ولا البرد واليبس الذي في المسن وهو من بين اللحوم عطر وهو يفضل في هذه الخصلة لحم الجدي فان لحم الجدي فيه زفر ما يظهر ذلك منه عند الطبخ كما ان لحم الجدي يفضله في جودة الكيموس ومن اللحوم المحمودة من الطير الحجل وهي مايلة قليلة الى البرد واليبس وهي كانها دجاجة برية وخاصتها امساك البطن وبخاصة متى اكلت مسلوقة واليمام ايضا من الطير الغذاء الا انها مايلة الى الحر واليبس وخاصتها انها تذكي القرايح واما الحمام فحار يابس اغلظ جوهرا من اليمام وفي مزاجها مع هذا رطوبة فضلية تدل على ذلك حركتها كما انه يدل على حرارتها ملمسها وسرعة هضم الاغذية في حواصلها ولذلك الذين يريدون صقال الجوهر يطعمونه الفراخ ويذبحونها ساعة يشبع به فيخرج الجوهر مصقولا لاكن قد قلت/كميته وبخاصة متى ابطي في ذبحها ويذكر ان للحمام خاصة في نفع المجذومين والمفلوجين واما القماري فغليظة الجوهر حارة يابسة والشخش الطف جوهرا منها والذ وفيه عطارة ما واما العصافير كلها فحارة يابسة في الغاية من الحرارة واما السماني فمعتدلة او مايلة الى الحر قليلا لطيفة الجوهر حسنة الكيموس تصلح للاصحاء والناقهين واما الزرازير فحارة يابسة بطية للانهضام غليظة الجوهر وافضل لحوم الحيتان الحيتان التي تاوي الصخور الكثيرة التفليس التي ليست بالصغيرة ولا الكبيرة السريعة الحركة القليلة الزهومة ومن الانواع المحمودة عندنا منها البوري ويتلوه الشابل الا انه اعظم جرما منه لاكنه اذا صيد في الانهار بعيدا من البحر كان ضرورة قليل الفضول لان هذا الحوت من طبعه طلب الماء البارد فهو يرتاض لذلك ومن الاغذية الطبيعية الالبان والبيض وافضل البان الحيوان لبن النسا ويليه لبن الاتن ويليه لبن الماعز وذلك ان هذه الالبان في غاية اللطافة واما لبن الغنم فالى الغلط ما هو ولذلك كثيرا ما يتجبن في المعدة واغلظ منه لبن البقر وهذا اللبن مع انه اغلظ فهو اكثر دسما واما الاجبان فالطرية منها باردة رطبة غليظة الجوهر والقديمة حارة يابسة لموضع الملح واما البيض فافضله بيض الدجاج والمح افضل بكثير من بياضه لاكن بياض البيض ليس بمفرط الرداءة اذا لم يطبخ حتى يتعقد ولهذا امرت الاطباء بطبخه ينمرشت اي غير كثير الانعقاد بل ان تكون وعادة واتخذته بالمري والخل والزيت ومن العصارات الغذائية جدا الزيت وهو معتدل او مايل الى الحر قليلا مسمن للكبد ملايم بجملة جوهره للانسان جدا ولذلك ليس تطبخ اللحوم في بلادنا هذه الا به وكذلك الاحساء اعني انه يضاف الى الماء وهذا اعدل استعمال الطبخ في اللحوم اعني الطبخ الذي يكون بالماء والزيت وقليل ملح وبصل وهو المسمى تفايا وابسطها واما المشوية فليس مستوية الطبخ والاخباز المعجونة بالزيت ردية لانها عند طبخها يحترق فيها وتصيبه كبريتية ما واما الربوب فكلها حارة يابسة نافعة للاعضاء التي تقبل الخشونة لاكن مع هذا اذا كانت قليلة الطبخ لها معونة في الهضم واما الفواكه فافضلها التين والعنب والتين في مزاجه حار رطب يخل بالمعدة ويلين البطن وفيه جلا بحسب ما فيه من اللينية وافضله اتمه نضجا واما العنب فانه حار حرارة قليلة رطب باعتدال يخصب البدن بسرعة الا انه يكون عنه رياح في الهضوم كلها بخلاف التين فان الرياح المتولدة عنه انما هي في المعدة والامعاء واما الزبيب فحار رطب منضج نافع للكبد بجملة جوهره واما نبيذه فهو اضعف في افعاله من الخمر وهو بالجملة ينوب منابها في المياه فان افضلها على ما يراه ابقراط وساير القدماء هو مياه العيون الشرقية النابعة في الارضين التي ليست بصلبة جبلية ولا دمثة سباخية بل في الارضين المعتدلة فان هذه المياه هي اعذب المياه وافضلها وذلك انها اخف المياه وزنا وهي مع هذا سريعة التاثر عن الحر والبرد واما الرازي فانه يرى ن افضل المياه مياه الانهار الكبار العذبة وابقراط يرى ان مياه الانهار من قبل انها تمر بارضين مختلفة المتشتتة الجوهر وايضا فان الانهار الكبار في الاغلب لا بد ان تقع فيها انهار صغار وتلك الانهار تكون ضرورة مختلفة المياه وانما حمد الرازي الانهار الكبار اظن لموضع فعل الشمس فيها فان الحرارة تفعل في المياه تمييز الاجزاء الغليظة من الرقيقة ولذلك صار الاطباء يطبخون الماء لمضعوف المعد والاكبد وان كان الامر هكذا فما يفعل فيها اختلاف المياه واختلاف الارضين احق ان يعتبر مع انه لا بد في الشتوة من مخالطة مياه الامطار لها والثلوج وقد اجمع على ذمهاولهذه العلة كانت الانهار الكبار ما بعدت من منبعتها اردى ولذلك كان النهر / الكبير عندنا بقرطبة افضل منه عند اهل اشبيلية وايضا يزيد في اشبيلية تثورا بالمد والجزر الذي هناك ومخالطة الماء المالح بالقوة وان لم يتبين بالطعم منه لقرب البحر منها لكن على كل حال الانهار الكبار لا تخلو مياهها من العكر ولذلك يلغى في قيعان الخواني التي يجعل فيها مياه الانهار تراب كثير ورمل كما يعتري ذلك ببلدنا وليس يعتري ذلك عندنا في مياه العيون فهذه هي الاغذية والاشربة الطبيعية للناس بما هم ناس وينبغي ان نقول في الاغذية الدوائية وهذه ايضا منها نبات ومنها حيوان ومنها فضل الحيوان ومنها اشربة والنبات منها جرب فواكه ومنها بقول الباقلي اما ان يكون معتدلا في الحر والبرد واما ان يكون مائلا الى الحر قليلا وبذلك صار يحلل الاورام بالجلا الذي فيه وينضجها وهو كثير الرطوبة ولذلك يتولد عنه نفخ كثيرة وليس في الطبخ قوة على الذهاب بنفخته ولو طبخ كل الطبخ كما يقول جالينوس وزعموا ان خاصتة الاضرار بالفكر وان من تمادى عليه لا يرى رؤيا صادقة الحمص حار باعتدال رطب ذو نفخة ايضا وافعاله الثوالث انه يزيد في المني ويدر البول والطمث ويفتت الحصى الاسود والذي يوكل منه رطبا يولد في المعدة والامعاء فضولا كثيرة والمقلو منه ومن الباقلي اقل نفخة الا انه اعسر هضما اللهم الا ان يخلخله الانتفاع قبل ذلك وخاصته تحمير البشرة وذلك ضرورة لكثرة ما يتولد عنه من الروح ولذلك يعين على الباه العدس بارد يابس يولد دما اسود ويطفي الدم الملتهب ولا سيما اذا طبخ بالخل وافعاله الثوالث انه يقطع الباه ويولد ظلمة البصر وهو اذا سلق بالماء حابس للبطن الترمس يابس ارضي مر فاذا انقع في الماء حتى تذهب مرارته كان غذاء طيبا وهو اذا استعمل مرا قتل الاجنة واخرج الحيات من الجوف ويدر البول ويفتح افواه البواسير الارز غليظ الجوهر قريب من الاعتدال في الحر والبرد يقطع الاسهال وهو غذاء لذيذ اذا طبخ باللبن اللوبيا الى الحرارة ما هي والرطوبة تخصب البدن وتدر البول والطمث وتلين البطن وخاصة الاحمر منه وترى احلاما وتسدر الراس الدخن بارد يابس عاقل للبطن قليل الغذاء الذرة باردة يابسة قليلة الغذاء لجلبان بارد يجفف قليل الغذاء الكلام في الفواكه التفاح الحلو حار باعتدال رطب والحامض بارد يابس خاصته تقوية الاعضاء الرئيسية وبخاصة القلب وهو يقوي الدماغ بالشم وهذا كله بعطريته وهو مما يولد رياحا غليظة في الهضم الثاني والثالث حتى انهم زعموا انه ربما كان سببا للسل وذلك انه تخرق الرياح المتولدة عنه شرايين الرئة هكذا حكاه ابو مرون بن زهر ولكن شرابه ليس يتولد عنه هذه النفخة. الكمثرى اما الذي لم يدرك منه ففج بارد يابس واما الذي ادرك فمعتدل او مايل الى البرد قليلا وانما كان كذلك لانه مركب من حلاوة وحمضة وقبض افعاله الثوالث قبض البطن وخاصته قطع العطش السفرجل اغلظ جوهرا من الكمثرى واكثر قبضا ولذلك صار برده اكثر وخاصته انه يشد النفس وينفع من الخفقان شمه كما ينفع الكمثرى وهو في ذلك اقوى الرمان منه حلو ومنه الحامض فكلاهما يرطبان الا ان الحلو ارطب واحر ويكون عنه نفخة يسيرة وخاصته انه يمنع الاغذية من ان تفسد في المعدة الخوخ بارد رطب يحدث اخلاطا زجاجية خاصته انه اذا شم نفع من الغشي ينفع اكله من بخر المعدة واما لب نواه فانه يجلوالوجه ودهنه ينفع من ثقل الصمم وعصارته تقتل الديدان واما المشمش فان مزاجه يقرب من مزاج الخوخ الا انه ليس فيه خواص الخوخ العبقر هذا نوعان ابيض واسود وكلاهما اذا اادرك بارد/رطب يكسر برد الصفراء ولين البطن ويرخي فم المعدة بعض ارخاء الجوز حار يابس يغثي المعدة ويلين البطن خاصته زعموا انه اذا اكثر منه ولد عقلة في اللسان وهو اذا اكل بالتين شفا من السموم وينفع الشيوخ ويضر المحرورين وهو بالجملة غير ضار في وقت البرد القوي البندق وهو المعروف بالجلوز هو شبيه بالجوز في جميع احواله الا ان تغثيته للمعدة اقل اللوز حار حرارة فاترة رطب لذيذ المطعم وله خواص كثيرة منها انهم زعموا انه يزيد في جوهر الدماغ وينوم نوما معتدلا ويجلو وينقي مجاري البول وهو بالجملة يصلح لمن يشكو هلائا ونحافة ودهنه افضل الادهان في الترطيب لاصحاب التشنج اليابس وهو افضل بكثير من دهن السمسم لموضع القبض الذي في هذا الدهن وكثرة الارخاء الذي في دهن السمسم وايضا فان دهن السمسم اشد حرارة وخاصته فيما زعموا تبخير الفم لكن جرت عادة الاطباء بان يستعملوه بدله الصنوبر هو حار يابس حرارة كثيرة ولذلك دهنه يشفي من الفالج والاسترخاء الفستق هو حار يابس حرارة كثيرة ولذلك دهنه يشفي باعتدال يقوي المعدة والكبد بجملة جوهره وبالجملة هو من الادوية العظيمة المنافع في البقول والبقول كلها مايلة بطبايعها الى الاخلاط السوداوية وبجملة جوهرها الا الخس لبرده ورطوبته والحشيشة المعروفة عندنا بالكحيلا وهي لسان الثور في الكرنب هو حار يابس مولد للخلط السوداوي ضرورة وخاصته ان عصارته تصفي الصوت القرع اما القرع فان الاطباء زعموا انه بارد رطب مائي وان الخلط المتولد عنه بهذه الصفة قالوا ويسرع خروجه اذا اكل مطبوخا من المعدة قالوا وربما فسد في المعدة واستحال استحالة ردية على ما يعرض للاشياء الرطبة التي ليس فيها قبض ولا ارضية ويشبهونه بالتوت والبطيخ وليس القرع في بلادنا هذه بهذه الصفة بل هو اعسر الاشياء انهضاما واغلظها جوهرا حتى ان اصلاحه انما هو بالطبخ الشديد وهو مع هذا كله رديء الكيموس وان كان يبرد ويرطب لانه ليس فيها قوة بما يسهل خروجه اعني ليس فيه قوة جلا لا قليلا ولا كثيرا البطيخ بارد مع رطوبة كثيرة وفيه جلاء وافعاله ادرار البول حتى انهم زعموا ان الادمان على شرب مايه امان من الحصى والقثى ابرد من البطيخ واقل رطوبة وادراره للبول اقل من ادرار البطيخ ولكونه اقل رطوبة لا يسرع اليه الفساد في المعدة كاسراعه الى البطيخ البقلة الحمقاء باردة في الدرجة الثالثة رطبة في الثانية لزجة تطفي العطش عاقلة للبطن مذهبته فيما زعموا للضرس القطف بارد رطب ملين للبطن نافع فيما زعموا لاصحاب اليرقان والاكباد الحارة الاسفيناخ معتدل جيد للحلق والرئة والمعدة يلين البطن وهي في البرودة والرطوبة في الدرجة الثانية البقلة اليمانية قريبة من القطف الا انها اسخن واقل رطوبة وهي المعروفة عندنا باليربوز اللفت حار رطب يولد نفخا ويهيج الباه ويسخن الكلى والظهر وزعموا ان له خاصية في احداد البصر.
صفحہ 328