كتاب الكليات في الطب
صفحہ 1
/ وبعد حمد الله والصلاة على محمد رسوله بسم الله الرحمان الرحيم صلى الله على محمد وعلى اله وسلم تسليما الغرض في هذا القول في أن نثبت ها هنا من صناعة الطب جملة كافية على جهة الايجاز والاختصار تكون كالمدخل لمن أحب أن يتقصى أجزاء الصناعة وكالتذكرة أيضا لمن نظر في الصناعة ونتحرى في ذلك الأقاويل المطابقة للحق وان خالف ذلك أراء أهل الصناعة. فنقول ان صناعة الطب هي صناعة فاعلة عن مباديء صادقة يلتمس بها حفظ صحة بدن الانسان وابطال المرض وذلك بأقصى ما يمكن في واحد واحد من الابدان فان هذه الصناعة ليس غايتها ان تبريء ولا بد بل ان تفعل ما يجب بالمقدار الذي يجب وفي الوقت الذي يجب. ثم تنتظر حصول غايتها كالحال في صناعة الملاحة وقود الجيوش. ولما كانت الصنائع الفاعلة بما هي صنائع فاعلة تشتمل على ثلاثة أشياء: أحدها معرفة موضوعاتها والثاني معرفة الغايات المطلوب تحصيلها في تلك الموضوعات والثالث معرفة الالات التي بها تحصل تلك الغايات في تلك الموضوعات انقسمت باضطرار صناعة الطب أولا الى هذه الاقسام الثلاثة. فالقسم الاول الذي هو معرفة الموضوعات يعرف فيه الاعضاء التي يتركب منها بدن الانسان البسيطة والمركبة ولما كانت الغاية المطلوبة ها هنا صنفين حفظ الصحة وازالة المرض انقسم هذا الجزء الى قسمين أحدهما يعرف فيه ما هي الصحة بجميع ما به تتقوم وهي الاسباب الاربعة التي هي العنصر والصورة والفاعل والغاية وجميع لواحقها والقسم الثاني يعرف فيه ما هو المرض أيضا بجميع اسبابه ولواحقه ولما كان ايضا ليس في معرفة ماهية الصحة والمرض كفاية في حفظ هذه وازالة هذا انقسم هذان الجزان ايضا الى جزءين اخرين احدهما يعرف فيه كيف تحفظ الصحة والثاني كيف يبطل المرض ولما كانت الصحة ايضا والمرض ليسا بينين بانفسهما من اول الأمر احتيج ايضا الى تعرف العلامات الصحية والمرضية وصار هذا ايضا احد اجزاء هذه الصناعة واذا كان ذلك كذلك فاضطرار ما انقسمت هذه الصناعة الى سبعة اجزاء عظمى. الجزء الاول يذكر فيه اعضاء الانسان التي شوهدت بالحس البسيطة والمركبة والثاني يعرف فيه الصحة وانواعها ولواحقها والثالث المرض وانواعه واعراضه والرابع العلامات الصحية والمرضية والخامس الآلات وهي الأغذية والأدوية والسادس الوجه في حفظ الصحة والسابع الحيلة في ازالة المرض ونحن نقصد في ترتيبها ها هنا الى هذه القسمة اذ كانت هي القسمة الذاتية لها ولما كانت الصنائع الفكرية أحد ما تتسلم هي الموضوعات والمبادئ سوا كانت الموضوعات والمبادئ بينة بنفسها أو مما شأنها أن تتبين في صناعة اخرى وجب أن نعرف أولا الصنائع التي تتسلم عنها هذه الصناعة كثيرا من مباديها. ثم بعد ذلك نشير الى القول في جزء جزء منها فنقول ان هذه الصنائع بعضها نظرية وهي العلم الطبيعي وبعضها عملية وهذه منها صناعة الطب التجريبية ومنها صناعة التشريح اما العلم الطبيعي فانه تتسلم منه كثيرا من اسباب الصحة والمرض ولا سيما الأسباب القصوى كالاسطقسات وغيرها.
صفحہ 3
واما صناعة الطب التجريبية فانه يستفيد منها معرفة قسوى أكثر الأدوية فان الذي يدرك منها بالقياس نزر بالاضافة الى ما يحتاج من ذلك اليه بل بسبيل هذه الصناعة الطبية القياسية أن تعطى اسباب ما أوجدته الطب التجريبية واما صناعة التشريح فانها تتسلم منها كثيرا من أجزاء موضوعاتها ولما كان صاحب الصناعة ليس يمكنه بما هو صاحب تلك الصناعة ان يعلم المبادئ المتسلمة في تلك الصناعة بل ان كان فمن حيث هو صاحب صناعة اخرى وجب أن ياخذ/ تلك المبادى في صناعته من حيث هي مشهورة وبخاصة في التي لا يتفق له فيها الوقوف على اليقين في جميع اجزائها كتجربة الأدوية فانه بالاضافة الى الوقوف على هذا الجزء من الصناعة استقصر ابقراط العمر الانساني في قوله العمر قصير واما فى الجزء القياسي منها فليس هنالك قصر وكذلك الأمر في زماننا هذا في كثير من الأعضاء المشاهدة بالتشريح اذ كانت هذه الصناعة قد دثرت. وينبغي أن تعلم ان صاحب العلم الطبيعي يشارك الطبيب اذ كان بدن الانسان أحد أجزاء موضوعات صاحب علم الطباع لاكن يفترقان بان هذا ينظر في الصحة والمرض من حيث هي أحد الموجودات الطبيعية وينظر الطبيب فيهما من حيث يروم حفظ هذه وازالة هذا ولذلك يحتاج الطبيب بعد معرفة الكليات التي تحتوي عليها هذه الصناعة الى طول مزاولة وحينئذ يمكن أن يوجدها في المواد فان الكليات المكتوبة في هذه الصناعة يلحقها عند ايجادها في المواد أعراض ليس يمكن أن تكتب. فاذا زاول الانسان اعمال هذه الصناعة حصلت له مقدمات تجريبية يقدر بها أن يوجد تلك الكليات في المواد وذلك كالحال في الصنائع العملية التي تستعمل الروية وارسطو يخص هذه من بين الصنائع العملية بالقوى ومن هنا يظهر أن ما قيل في حد الطب من أنه معرفة الصحة والمرض والاشياء المنسوبة اليهما أنه حد غير صحيح وذلك أنه اسقط من هذا الحد الفضل الذي به يتميز نظر صاحب هذا العلم من نظر صاحب العلم الطبيعي وكذلك أيضا لا يلتفت الى ما يقولونه من الحال التي ليست بصحة ولا مرض فانه ليس بين ضرر الفعل المحسوس ولا ضرره وسط وانما يختلف بالاقل والاكثر وليس المتوسط بين الضدين أن يكون كل واحد منهما في جزء غير الجزء الذي فيه الآخر ولا في زمن غير الزمن الذي فيه الآخر وهذا بين مما قيل في العلم النظري.
واذ قد تبين من هذا القول ما غرض هذه الصناعة وما أجزاؤها وكيف وجه النظر فيها فقد ينبغي أن نشرع في القول في جزء جزء منها.
صفحہ 5
كتاب تشريح الأعضاء
الاجزاء المشاهدة بالحس في بدن الانسان صنفان أحدهما الأعضاء المتشابهة الأجزاء اعني التي حد الجزء والكل منها واحد كاللحم والعظم فان جزء اللحم لحم ضرورة وكذلك العظم. والثاني الأعضاء المركبة وهي التي ليس يشبه أجزاؤها بعضها بعضا كاليد المركبة من لحم وعصب ووتر والأعضاء البسيطة عظام وعصب ووتر وعروق ورباط ولحم وشحم وجلد وغشاء ودم وبلغم ومرة سوداء ومرة صفراء وروح وهو البخار المحسوس في القلب والدماغ فنبتدي أولا بذكر الأعضاء البسيطة ثم نذكر المركبة
~~القول في العظام
صفحہ 6
عظام الرأس ما خلى الأسنان ثلثة وعشرون عظما منها ستة تخص القحف وملتقى هذه العظام في ظاهر القحف تسمى الشؤون واربعة عشر عظما للحي الأعلى فيها الخدان والأذنان للحي الأسفل وواحد وهو المسمى وتدا وهو عظم تحت القحف من ناحية خلف فيما بينه وبين اللحى الأعلى وجميع هذه العظام يتصل بعضها ببعض اتصالا ذرزيا الا عظما الفك الأسفل فانهما يتصلان اتصالا مفصليا. والأسنان ستة عشر في كل لحى منها ثنيتان ورباعيتان ونابان وخمسة اضراس يسرة وربما نقصت الأضراس فكانت أربعا وأصول أضراس الفك الأعلى ثلثة في كل واحد وربما كانت أربعة. أما أضراس الفك الأسفل فأصولها اثنان وسائرة الأسنان لها أصل واحد فجملة عظام الراس خمسة وخمسون عظما وتتصل بالرأس عند الثقب الاعظم الذي فيه من خلف خرزات العنق وهي سبع فيها ثقب من الجانبين ويتصل بهذه خرز الظهر/ وهي سبع عشرة خرزة اثنا عشر خرزة منها تنسب الى انها خرز الصدر وذلك أن حد الصدر عندها ينتهي وخمس منها خرز القطن. فجميع الخرز من الدماغ الى العجز أربع وعشرون خرزة وربما زادت واحدة أو نقصت واحدة وذلك في الأقل ويتصل بالخرز من هذا الموضع عظم العجز وهو مؤلف من ثلثة أجزاء تشبه الخرز ويتصل ايضا بهذا من أسفله عظم العصعص وهو ايضا مؤلف من ثلثة أجزاء والثالث منها بالحقيقة وهو العصعص كأنه غضروف عظمي. وجميع هذه الخرز تتصل اتصالا مفصليا ما خلى الفقارتين الاولين من الرقبة واما الفقارة الاولى فانها تتصل وترتبط معها بزائدتين تتشعبان من قحف الراس وتدخلان في نقرتين من الفقارة الأولى ويتصل من الجانبين بعظم خرز العجز عظما الخاصرين من كل جانب واحد وفيهما حق الورك الذي فيه رأس العجز المسمى رمانة فهذه هي جميع العظام التي في المؤخر.
صفحہ 8
واما التي في المقدم مما دون الرقبة فالترقوتان وعظما الكتف وعظام الصدر وعظام اليد وعظام العانة وعظام الرجل. أما الترقوة فهو عظم محدب الخارج مقعر الباطن يتصل أحد رأسيه مع المنكب ورأس العضد والطرف الاخر يتصل بأعلى الصدر حيث نقرة الحلق. وأما الكتف فانه من حيث هو موضوع على الظهر هو عريض ويتصل به رأس غضروفي ومن حيث يقارب الترقوة يستدير وله نقرة يدخل فيها رأس العضد. واما عظام الصدر فالقس وهو مؤلف من سبعة أعظم في طرفها الأسفل غضروف وعظام الأضلاع وهي من كل جانب اثني عشر محدبة أطولها أوسطها سبعة يتصل منها أحد طرفيها من خلف بخرز الظهر ومن قدام بخرز عظام القس بروس غضروفية وخمس منها تنقطع دون الاتصال بالقس وتسمى ضلوع الخلف ولذلك تنغمز هذه اذا غمزت وليس فيها دون القس من البطن عظم الا عظم العانة أسفل. وأما عظام اليد فثلاثون عظما عظم العضد وهو واحد محدب من خارج ومقعر من داخل له رأس يدخل في نقرة الكتف والطرف الأخر منه عند المرفق وله هنالك خرزة شبيهة بالبكرة يدخل فيها طرف الزند الاعلى وعظما الزند وهما عظمان طولهما من المرفق الى الرسغ أحدهما أصغر ويسمى الزند الأعلى والاخر أكبر ويسمى الزند الأسفل ولهما في طرفيهما الذين يليان الرسغ زوائد يلتيم بها فيما بينها وبين الرسغ مفصل وثمانية تركب منها الرسغ منضودة في صفين وهي عظام صلبة عديمة المخ متقببة الشكل تقببا يلتئم من اجتماعها هيئة موافقة لما هو عليه الرسغ واربعة يتركب منها المشط يتصل باصل عظم الرسغ برباطات موثقة وخمة عشر للأصابع الخمس ثلاثة في كل اصبع وهي التي تدعى السلاميات يتصل بعضها ببعض وتتصل هي بعظم المشط بمفاصل موثقة والسلامية الاولى من الابهام تتصل بطرف الزند الأعلى بمفصل واسع سلس.
صفحہ 9
وأما عظام الرجل فسبعة وعشرون عظما أولها عظم الفخذ وهو عظم واحد محدب الخارج أخمص الداخل له طرف مستدير في أعلاه يسمى رمانة الفخذ ومن ناحية أسفل طرف يدخل في نقرة الزند الأعظم من زندي الساق والزندان هما من لدن الركبة الى عظم الكعب والأعظم منهما يسمى الزند الأسفل والأصغر يسمى الأعلى ويلتقى طرفا الزندين عند الكعب فيحدث في الرجل ثلاثة مفاصل مدخل عظم الفخذ في الورك من ناحية خلف ومدخل طرفه الأخر في نقرة الزند الأعظم وهو مفصل الركبة وعلى هذا المفصل عظم مطبق عليه مستدير فيه غضروفية تسمى عين الركبة ويلاصق الكعب. أما من قدام فعظم يسمى الزورقي وأما من أسفله فعظم العقب ويتصل بهذين عظم الرسغ وهو مؤلف من ثلاثة أعظم يلتئم منها شكل موافق له. ثم يتصل بهذه مشط القدم وهو مركب من خمسة اعظم. ثم سلاميات الأصابع وهي ثلاثة لكل اصبع ما خلا الابهام فان لها سلاميتين. فمبلغ جميع/عظام الانسان على راي جالينوس مائتا عظم وثمانية واربعون عظما سوى الأعظم الصغار التي حشى بها خلل المفاصل وتسمى السمسمية وسوى عظم الحنجرة والعظم الغضروفي الذي يقول بعض المشرحين أنه في القلب وانما اضربنا عن أشكال اتصالات هذه العظام بعضها ببعض لان الذي يتصور منه بالقول نزر بالاضافة الى ما عليه الأمر في نفسه.
~~في العروق
صفحہ 10
والعروق المحسوسة صنفان ضوارب وغير ضوارب. أما العروق الضوارب فهي مؤلفة من طبقتين متشابهتين الأجزاء والداخلة منها ليفها ذاهب عرضا وهي أصلب والخارجة ذاهب بالطول وهذه العروق يظهر بالحس انها خارجة من القلب وذلك أنه يخرج من تجويفه الأيسر. شريانان أحدهما أصغر وطبقته واحدة وهي ارق من احدى طبقتين سائر الشراين وهذا العرق يدخل الى الرئة وينقسم فيها واما الاخر فهو أكبر كثيرا وهو المعروف بالابهر وهذا حيث يطلع تتشعب منه شعبتان فتصير احداهما الى التجويف الأيمن من تجويفي القلب وهي أصغر الشعبتين والاخرى تستدير حول القلب ثم تدخل اليه وتتفرق فيه ثم ان القسم الثاني من العرق النابت من تجويف القلب الأيسر بعد انشعاب هاتين الشعبتين منه ينقسم قسمين فياخذ احدهما الى أسافل البدن ويأخذ الأخر الى اعاليه. والقسم الاخذ الى اعالي البدن تنقسم منه في مصعده في الجانبين شعب تتصل بما يحاذيها من الأعضاء حتى اذا حاذى الابط خرجت منه شعبة مع العرق الابطي الغير ضارب الى اليد وتنقفسم فيه كتقسيمها أنفا وتتصل منه شعب صغار بالعضل الظاهر والباطن من العضد وهو مع ذلك غاير مندفن حتى اذا صار عند المرفق صعد الى فوق قليلا حتى أن نبضه يظهر في هذا الموضع في كثير من الأبدان ولا يزال تحت الابطي ملاصقا له حتى ينزل عن المرفق قليلا ثم انه يغوص ايضا في العمق وتشعب منه شعب شعرية تتصل الساعد الى أن تقطع من الساعد مسافة صالحة ثم انه ينقسم قسمين ايضا فياخذ أحدهما الى الرسغ مارا على الزند الأعلى وهو العرق الذي يجسه الاطباء ثم يأخذ الاخر الى الرسغ ايضا مارا على الزند الأسفل وهو اصغرهما ويتفرقا في الكف وربما ظهر لهما نبض في ظاهر الكف واذا بلغ هذا القسم الأعلى موضع اللبة انقسم قسمين أخرين وجاوز أحد هذين القسمين الودج الغاير ومر صاعدا حتى يدخل القحف ويتصل في مروره منه شعب بالاعضاء الغايرة التي هنالك واذا دخل القحف انقسم هنالك تقسما كثيرا وصار منه الشرع المعروف بالشبكة المفروشة تحت الدماغ ثم انه بعد تقسمه يجتمع ويغور فيخرج من هذه الشبكة عرقان متساويان في العظم كحالهما قبل الانقسام ويدخلان حزم الدماغ فينقسمان فيه. وأما القسم الاخر من هذين القسمين وهو أصغرهما فانه يصعد الى ظاهر الوجه والراس ويتفرق فيما هنالك من الأعضاء الظاهرة وقد يظهر نبض هذا القسم خلف الاذن وفي الصدغ. فاما النبض الظاهر عند الودجين فانه نبض القسم العظيم المجاور للودج الغاير ويسمى هذان الشريانان شرياني السبات. وأما القسم النابت من القلب الى اسافل البدن فانه يركب خرز الصلب نازلا الى اسفل وتتشعب منه عند كل خرزة شعب يمنة ويسرة وتتصل بالأعضاء المحاذية لهما وأول شعبة تتشعب منه شعبة تاتي الرية ثم شعب تاتي العضل الذي بين الأضلاع ثم شعبتان تأتيان الحجاب ثم شعب تاتي المعدة والكبد والطحال والشرب والامعاء والكلى والارحام والانثين والمثانة والقضيب وشعب تخرج عنه حتى تتصل بالعضل الخارج المحاذية لهذه المواضع حتى اذا جاء الى اخر الخرز انقسم قسمين واخذ كل واحد منهما نحو احد الرجلين/ وانقسما فيهما كتقسم العروق الا انهما غايران ويظهر نبضهما عند الأريتين وعند العقب تحت الكعبين وفي ظهر القدمين بالقرب من الوتر العظيم
~~في العروق الغير ضوارب
صفحہ 13
والعروق الغير ضوارب هي من طبقة واحدة وتوجد بالحس متشعبة من عرق عظيم في محدب الكبد واذا طلع هذا العرق لم يمر كبير شىء حتى ينقسم بقسمين احدهما وهو الأعظم ياخذ الى اسافل البدن والثاني ياخذ الى اعالى البدن وهذا الاعلى يمر حتى يلاصق الحجاب وينقسم منه هنالك عرقان يتفرقان في الحجاب ينفذان في الحجاب فاذا نفذاه انقسمت منه عروق دقيقة واتصلت بالغشاء الذي يقسم الصدر بنصفين وبغلاف القلب وبالغدة التي تسمى التوتة وتفرقت فيها ثم تتشعبا منه شعبة عظيمة تتصل بالاذن الايمن من اذني القلب وتقسم هذه الشعبة ثلاثة اقسام احدها يدخل التجويف الايمن من تجويفي القلب وهو اعظم هذه الأقسام والثاني يستدير حول القلب من ظاهره وينبث فيه كله. والثالث يتصل بالناحية السفلى من الصدر ويغذو ما هنالك من الاجسام واذا جاوز القلب مر على استقامة الى ان يحاذي الترقوتين وينقسم منه في مسلكه هذا شعب صغار في كل واحد من الجانبين ويخرج منها شعب الى العضل الخارج المحاذي لتلك الاعضاء الداخلة وعند تحاذاته للابط يخرج منه الى خارج شعبة عظيمة تاتي اليدين من ناحية الابط وهو المسمى الباسليق فاذا حاذى من الترقوة الوسط وهو موضع اللبة انقسم قسمين فصار احدهما الى ناحية اليمين والاخر الى ناحية اليسار وانقسم كل واحد من هذين القسمين الى قسمين فركب احد القسمين الكتف وجاء الى اليد من الجانب الوحشي وهو العرق المسمى القيفال وانقسم الثاني قسمين في كل جانب يمر احدهما غايرا مصعدا في العنق حتى يدخل القحف وفي مروره في العنق الى أن يدخل الدماغ تتشعب منه شعب صغار تتصل بما في العنق من الاعضاء الداخلة ويسمى هذا القسم الودج الغاير وأما الثاني فيمر صاعدا في الظاهر حتى ينقسم في الوجه والراس والعين والانف وهو الودج الظاهر ويتشعب من العرق الكتفي في مروره بالعضد شعب صغار تنبثت في العضد وتتشعب من الابطي ايضا شعب صغار تتصل ايضا بباطن العضد واذا قارب العرق الكتفي والعرق الابطي مفصل المرفق انقسما فاحد اقسام العرق الكتفي يمازج قسما من العرق الابطي وينحدران فيكون منهما عند المرفق العرق المسمى الاكحل والقسم الثاني من اقسام العرق الكتفي يمتد في ظاهر الساعد ويركب بعد ذلك الزند الاعلى وهو المسمى حبل الذراع وقسم من العرق الابطي وهو الاسفل مكانا يمر في الجانب الداخل من الساعد حتى يبلغ راس الزند الاعلى ويكون من بعض شعبه العرق الذي بين الخنصر والبنصر المسمى الاسيلم. واما القسم الذي ياخذ الى اسافل البدن فانه يركب خرز الظهر اخذا الى اسفل وتتشعب أولا منه شعب تاتي لفايف الكلى وأغشيتها والاجسام التي بالقرب منها ثم تتشعب منه شعبتان عظيمتان تدخلان في تجويف الكلى ثم شعبتان تصيران الى الانثين ثم تتشعب منه عند كل فقارة عرقان يمران في الجانبين ويتصلان بالاعضاء القريبة منهما ما كان داخلا كالرحم والمثانة وما كان منها خارجا كمراق البطن والخاصرتين حتى اذا بلغ اخر الخرز انقسم قسمين فاخذ احدهما الى الرجل اليمنى والاخر الى اليسرى وانشعب منه شعب تتصل بعضل الفخذين منها غايرة ومنها ظاهرة حتى اذا بلغ مثنى الركبة انقسم ثلاثة اقسام فمر قسم منها في الوسط واتصل بشعب له بجميع عضل الساق الداخل والخارج ومر قسم في الجانب الداخل من الساق حتى ظهر عند الكعب الد اخل وهو الصافن والقسم الاخر يمر في الجانب الظاهر من الساق وهو غاير الى /ناحية الكعب الخارج وهو عرق النسا ويتشعب من كل واحد من هذين عند بلوغه القدم شعب تتفرق في القدم فتكون الشعب التي هي من القدم في ناحية الخنصر والبنصر من شعب عرق النسا والتي في الابهام من شعب الصافن.
~~في العصب وهذه الأجسام تظهر متصلة
صفحہ 16
روسها اما بالدماغ واما بالنخاع ولذلك قد يظن ان منهما نشو جميعها والنخاع يرى متصلا راسه بمؤخر الدماغ مستجنا بغشايه ممتذا الى ان يبلغ العظم المسمى العصعص ولذلك قد يظن ايضا انه ينشأ من الدماغ ويتصل بالنخاع عند كل ملتقى خرزتين منه رؤس زوج من العصب ياخذ أحدهما يمنة والاخر يسرة حتى ينتهي الى اخر العصعص فيتصل باسفله راس عصبة واحدة وكذلك يتصل بالدماغ روس سبعة ازواج من العصب الزوج الاول عصبتان تظهر كانهما تنشا من الدماغ ويتصل بالعينين وهاتان العصبتان مجوفتان واذا بعدتا من الدماغ اتصلتا وافضى ثقب كل واحد منهما الى صاحبه ثم تفترقان وهما بعد داخل القحف ثم تخرجان وتصير كل واحدة منهما الى العين التي تليها من جانبها والزوج الثاني يرى كأنه ينشا من خلف منشا الزوج الأول ويخرج من القحف في الثقب الذي في قعر العين ويتفرق في عضل العين والزوج الثالث يظهر ايضا كانه ينشا من خلف الزوج الثاني من حيث ينتهي البطن المقدم الى البطن الثاني ويخالط الزوج الرابع الذي بعده ثم يفارقه وينقسم أربعة اقسام احدها ينزل الى البطن الى ما دون الحجاب والباقية منها ما يتفرق في أماكن من الوجه والاذن والانف ومنها ما يتصل بالزوج الذي بعده والزوج الرابع منشاوه من خلف منشا الزوج الثالث ويتفرق في الحنك والزوج الخامس يصير بعضه الى الاذن وبعضه الى عضل الخد والزوج السادس يصير بعضه الى الحلق واللسان وبعضه يصير الى العضل الذي في ناحية الكتف وما حوالها وبعضه ينحدر في العنق ويتشعب منه في مروره شعب يتصل بعضها بعضل الحنجرة واذا بلغت الى الصدر انقسمت ايضا فرجع بعضها صاعدا حتى يتصل بعضل الحنجرة ويتفرق شىء منها في غلاف القلب والرية والمري وما جاورها ويمر الباقي وهو أكثره حتى ينفذ الحجاب ويتصل بفم المعدة منه اكثره ويتصل الباقي بغشاء الكبد والطحال وسائر الأحشا ويتصل به هنالك بعض اقسام الزوج الثالث. والزوج السابع يبتدئ من مؤخر الدماغ حيث منشا النخاع ويتفرق في عضل اللسان والحنجرة ويظهر بالحس كأنه ينشا من النخاع احد وثلاثون زوجا من العصب وفرد لا مقابل له ثمانية ازواج منها تخرج ما بين خرز العنق واثنا عشر زوجا من خرز الظهر الى حيث يقابل من الظهر الصدر وخمسة ازواج من خرز القطن وهو اسفل الظهر وثلثة من عظم العجز وثلثة من عظم العصعص وفرد لا مقابل له يخرج من طرف عظم العصعص من وسطه فالزوج الاول يخرج من الثقب الذي في الفقارة الاولى من فقار العنق ويصعد حتى يتفرق في عضل الراس والثاني يخرج ما بين الثقب الملتيم فيما بين الفقارة الاولى والثانية فينقسم قسمين ويتصل بجلدة الراس بعضه وبعضه بعضل العنق وعضل الكتف والزوج الثالث مخرجه من الثقب الملتيم فيما بين الفقارة الثانية والثالثة وينقسم قسمين بعضه يصير الى بعض العضل الذي في الخد وبعضه يتفرق في العضل الذي بين الكتفين والزوج الرابع منشاه فيما بين الفقارة الثالثة والرابعة وينقسم قسمين ياخذ احدهما في العضل الذي في الظهر والاخر ياخذ الى قدام ويتفرق في العضل الموضوع بحذائه وفوقه. والخامس يخرج فيما بين الفقارة الرابعة/ والخامسة وينقسم أقساما بعضها يصير الى الحجاب وبعضها الى بعض العضل الذي في الراس والرقبة وبعضها الى عضل الكتف والسادس منشاه مما بين الفقارة الخامسه والسادسة والسابع مما بين السادسة والسابعة والثامن مما بين السابعة والثا منة وهي اخر فقار العنق وينقسم العصب الخارج من هذه كلها فيصير بعض في عضل الصدر والرقبة وبعض في عضل الصلب وفي الحجاب خلا الزوج الثامن فانه لا ياتي الحجاب منه شيء وبعضها يصير الى العضد والذراع والى الكتف من الزوج السادس وبعض بعضل الكتف وبعض بالعضد ومن السابع يصير بعض الى العضل الذي في العضد وبعض يتفرق في جلدة العضد الباقي وبعض من الزوج الثامن ينبث في جلدة الذراع وبعضه يصير في عضل الذراع والزوج التاسع يخرج ما بين الخرزة الثامنة والتاسعة وهو اول خرز الظهر وينقسم بعضه في العضل الذي فيما بين الاضلاع وبعضه في عضل الصلب وبعضه ينزل الى الكتف وينبث فيه والزوج العاشر يخرج ما بين الخرزة التاسعة والعاشرة ويصير منه جزء الى الجلد جلد العضد وباقيه ينقسم فياخذ منه قسم الى قدام ويتفرق في العضل الذي فيما بين الاضلاع والعضل الملبس على الصدر والاخر يتفرق في عضل الظهر والكتف وعلى نحو هذا يكون خروج العصب وتفرقه الى التاسع عشر والزوج العشرون وهو أول العصب الخارج من خرز القطن ويخرج ما بين الفقارة التاسعة عشرة والعشرين وعلى هذا القياس الى أن تخرج خمسة ازواج من بين هذه الخرز ويصير بعضها الى قدام فيتفرق في العضل الذي على البطن وبعض يتفرق في العضل الذي على المتن ويخالط الثلاثة الاجزاء العليا منه عصب ينحدر من الدماغ والزوجان اللذان تحت هذه الثلاثة ينحدر منها شعب كبار الى الساق حتى يبلغ طرف القدم والزوج الخامس والعشرون وهو أول العصب الخارج من اول عظم العجز يخرج من العظم الاول من عظام العجز الاول والثاني من الثاني والثالث من الثالث وكلها يخالط الخارج من اسفل الظهر وينزل منها الى الرجلين شي كثير واما الثلث الخارجة من عظم العصعص والصدر فكلها تنبث في القضيب وفي عضل المقعدة والمثانة وفي العضل الموضوع بقرب هذا الموضع واما الرباطات فجوهرها فيما بين جوهر العظم وجوهر العصب ومنشاها من أطراف العظام المفصلية واما الأوتار فانها متوسطة بين الرباط والعصب ومنشاها من العصب الجائي الى العضل ومن الرباط النابت من العظم. وأما اللحم فانه ثلاثة انواع احدها نوع اللحم المختلط مع العصب والوتر ويقال له العضل وهذا أكثر ما يكون في البدن وهو يذكر في الاعضا الآلية والنوع الثاني نوع اللحم المفرد والليف فيه كثير وهذا النوع أقل مافي البدن والنوع الثالث نوع اللحم الغددي واللحم المفرد منه ما هو في الفخذ ومنه ما في باطن الصلب ومنه اللحم الذي بين الأسنان واما اللحم الغددي فكالذي في الأنثيين والثدين وفي أصل اللسان وكاللحم الذي تحت الأبطين والاربيتين وخلف الاذنين وفي العنق ومن هذا النوع اللحم الذي حول المعا والعروق واما الاغشية فسنذكرها عند ذكر الاعضاء المركبة التي في داخل الجوف اذ كان ذلك اخصر واما الاخلاط المشاهدة في بدن الانسان فاربعة الدم والبلغم والمرة الصفراء والمرة السوداء ومن هذه الاعضا البسيطة الجلد والاظفار والشعر والامر فيها بين ومنها الروحان الروح المشاهد في القلب والمشاهد في الراس واما الكبد فليس يظهر بالحس فيها روح فهذه جملة القول في الاعضاء البسيطة التي نظن به أنه كاف في هذا الغرض ومن احب هاهنا ان يزيد في ذلك فليزد بعد الاعضاء الالية ونبتديء من ابسطها وهو العضل /القول في العضل العضل جسم مركب من لحم احمر ورباط وعصب وغشاء يعلوه وهو ملبس فوق العظام مرتبط برباطات تنشأ من العظم وذلك ان العصبة اذا بلغت الى الطرف الاعلى من العضلة انقسمت الى اقسام واختلطت بليف لحم العضلة ونبت في العظم الموضوع تحت العضلة رباط واختلط مع العصب واللحم فصار في جملة ذلك الجسم المسمى عضلة فاذا صارت اقسام العصب الى الطرف الاسفل من العضل اتحدت اجزاء العصب مع اجزاء الرباط على الانفراد من غير ان يخالطها شي من اللحم فصار منه جسم يسمى وترا ويمر هذا الوتر حتى يتصل من ذلك العضو بالطرف الاسفل وجملة ما في البدن من العضل على راي جالينوس خمس ماية عضلة وتسع وعشرون عضلة وهذه الاجسام فيما زعموا تختلف في الشكل والمقدار والوضع وفيما ينبت منها من الوتر وفي هيئة تركيبه اما اختلافها في المقدار فان منها ما هو عظيم ومنها ما هو صغير فالعظيم بمنزلة العضل الموضوع على الفخذ والصغير كالعضل الموضوع على العين واما اختلافها فى الشكل فان منها ما هو مثالث بمنزلة العضل الموضوع على الصدر ومنها ما هو مدور بمنزلة العضل الموضوع حول المثانة واما اختلافها في التركيب فلان من العضل ما لا يختلط لحمه بالعصب واما اختلافها فيما ينبت من الوتر منها فان منها ما ينبت الوتر فيه من عضلتين ومنها ما ينبت من كل عضلة وتران وثلث وذلك للحاجة واما اختلافها من قبل الوضع فان منها ما وضعه باستقامة العضو ومنها ما ليس كذلك ووصف ذلك في عضل عضل مما يطول وليس له كبير جدوى في هذه الصناعة التي تفعل بالغذاء والدواء واما التي تفعل بالحديد فله كبير منفعة وايضا فانه ليس يحصل في تصور ذلك عن القول شيء له قدر وسنعدد هذه العضل عند تعددنا منافعها وذلك في كتاب الصحة.
~~في الراس
صفحہ 24
والراس شكله الطبيعي شكل مستدير فيه تفرطح قليل من الجانبين جميعا كما لو توهمت راس شمعة قد غمزت على جانبها وله في داخله تجاويف يفضي بعضها الى بعض تسمى بطون الدماغ اثنان منها في مقدم الدماغ وواحد في وسطه واخر في مؤخره وعند اتصالات هذه البطون بعضها ببعض اجسام مشكلة بشكل موافق يسدها في بعض الاحاين ويفتحها في اخرى وللدماغ زيادتان تنبتان من بطنيه المقدمين شبيهتان بحلمتي الثدي يبلغان الى العظم الشبيه بالمصفى وهو عظم مثقب ثقبا كثيرة على غير استواء بل مشاشي وموضعه من القحف حيث ينتهي اليه اقصى الانف وللدماغ غشااءن احدهما صلب غليظ والاخر رقيق والرقيق ملاصق للدماغ وهو المسمى ام الراس ويخالطه في مواضع والغليظ ملازق للقحف وملازق للدماغ في امكنة منه وهذا الغشاء الصلب مثقب ثقبا كثيرة في موضعين احدهما عند الثقب الذي في اقصى الانف المسمى المصفى والاخر عند العظم الذي في الحنك وهذا العظم ايضا مثقب وتحت الدماغ تحت الغشا الغليظ الشبكة العجيبة التي تكون من الشراين الصاعدة الى الراس واما النخاع فان الفقار محتو عليه احتواء قحف الراس على الدماغ ويحيط به غشاان منشاهما من غشائي الدماغ ومنه يخرج العصب الذي يتصل به.
~~في هيئة العين
صفحہ 25
العين مركبة من سبع طبقات وثلاث رطوبات واولها مما يلي القحف طبقة غشائية تنشا من الغشا من اغشية الدماغ وتسمى الطبقة الصلبة ثم يليها الى خارج طبقة اخرى غشائية تنشا من الغشا الرقيق من اغشية الدماغ وتسمى هذه الطبقة المشيمة ثم يلي هذه طبقة شبيهة بالشبكة تنشا من نفس العصبة الخارجة من الدماغ ثم في وسط هذا الغشا جسم لين رطب تسمى الرطوبة الزجاجية وفي وسط هذا الجسم جسم كروي/ الا ان فيه ادنى تفرطح شبيه بالجليد في صفايه وتسمى هذه الرطوبة الجليدية وهذا الجسم معوم في الرطوبة الزجاجية الى النصف ثم يلي النصف الاخر الذي لجهة الهواء من الرطوبة الجليدية جسم شبيه بنسج العنكبوت في غاية الصقالة والصفاء تسمى الطبقة العنكبوتية ثم يلي هذا الى خارج رطوبة في لون بياض البيض تسمى الرطوبة البيضية ويعلو هذه الرطوبة الى خارج جسم رقيق مخمل الداخل حيث يلي البيضية املس الخارج ويختلف لونه في الابدان فربما كان شديد السواد وربما كان دون ذلك وربما كان ازرق وفي وسطه حيث يحاذي الجليدية ثقب يتسع ويضيق في حال دون حال بمقدار حاجة الجليدية الى الضوء فيه فيضيق عند الضوء الشديد ويتسع في الظلمة وهذا الثقب هو المسمى حدقة وهذا الغشا يسمى الطبقة العينية ويلي هذه الطبقة مفشيا لها جسم كثيف صلب صاف شبيه صفيحة رقيقة من قرن ابيض وتسمى القرنية وهي تتلون بلون الطبقة التي تحتها ويعلو هذا الجسم جسم ابيض اللون صلب يسمى الملتحم الا انه لا يغطي منه موضع سواد العين وهذا هو بياض العين ونباته من الجلد الذي يلي القحف من خارج ونبات القرنية من الطبقة الصلبة ونبات العنبية من المشيمية ونبات العنكبوتية من الشبكية
~~في هيئة الأنف
صفحہ 26
مجريا الأنف اذا عليا تقسما قسمين فيفضي احدهما الى اقصى الفم ويمر الاخر صاعدا حتى ينتهي الى العظم الشبيه بالمصفى الموضوع في وجه زائدتي الدماغ الشبيهتين بحلمتي الثدي وهذه المجاري ملبسة بغشاء غليظ منشاه من غشاء الفم.
~~في هيئة الاذن
ان مجرى الاذن في عظم صلب يسمى الحجري وهو الكثير التعاريج ويمر كذلك الى ان يلقى العصبة الخامسة النابتة من الدماغ الذي ينشا منها الغشاء الذي ينبسط على العظم الحجري واما الجسم الغضروفي الذي من خارج وهو المسمى الاذن فامره بين.
~~في هيئة اللسان
اللسان لحم رخو ابيض قد التفت فيه عروق صغار كثيرة فيها دم وفيه عروق وشريانات واعصاب كثيرة فوق ما يستحق قدره من العظم وهو مغشى بغشا الفم وتحته فوهتان يفضيان الى اللحم الغددي الموضوع تحت أصله
~~في هيئة الحلق والفم
صفحہ 27
ان اقصى الفم يفضي الى مجريين احدهما من قدام وهو الحلقوم ويسمى قصبة الرية والاخر موضوع من خلف ناحية القفا على خرز العنق ويسمى المريء وفيه ينفذ الطعام والشراب فاما الحلقوم فانما يخترقه وينفذ فيه الريح التي تدخل وتخرج بالتنفس وقد جعل له صمام يلزمه وينطبق عليه في وقت الازدراد لان لا يدخل فيه شي مما يزدرد لانه متى دخل فيه شي أهاج ذلك سعالا وقد هيئى في هذا الموضع الة يكون بها الصوت اعني عند فم الحلقوم وهذه الالة هي العضو المسمى الحنجرة وهو مؤلف من ثلثة غضاريف تاليفا موافقا لكون الصوت وذلك انه يلتيم من هذه الثلثة غضاريف انبوب شبيه بانبوب المزمار وفي هذا التجويف هو الجسم الشبيه بلسان المزمار وهنالك عضل كثير.
~~في هيئة الصدر والرية
صفحہ 28
ان تجويف البطن كله من لدن الترقوة الى عظم الخاصرة ينقسم الى تجويفين عظيمين احدهما فوق يحوي الرية والقلب والثاني اسفل يحوي المعدة والامعاء والكبد والطحال والمرارة والكلى والمثانة والارحام ويفصل بين هذين التجويفين العضو الذي يسمى الحجاب وهذا الحجاب ياخذ من راس القس ويمر بتاريب الى اسفل في كل واحد من الجانيين حتى يتصل بخرز الظهر عند الخرزة الثانية عشر ويصير حاجزا بين ما فوقه وما تحته ثم ينقسم هذا التجويف الارفع الى قسمين يفصل بينهما حجاب ويمر في الوسط حتى يلصق ايضا بخرز الظهر ويسمى هذا التجويف الاعلى كله صدرا وحده من فوق الترقوتان ومن اسفل الحجاب القاسم للبطن /عرضا فهذه هيئة الصدر وأما هيئة الرية فان قصبتها تبتدي من أقصى الفم على ما ذكرنا حتى اذا ما جاءت الى دون الترقوة انقسمت قسمين وينقسم كل قسم منها اقساما كثيرة وانتسج واحتشا حواليها لحم الرية فصارمن جملة هذا القصب المنقسم والعروق التي تحتها واللحم الذي يحتشي حواليها بدن الرية فنصف الرية في تجويف البطن الايمن والنصف الاخر في تجويف البطن الايسر فاما قصبتها فانها مهياة مؤلفة من غضاريف هي على شكل الدوائر لاكنها ليست بدوائر تامة بل مقدار ثلث دائرة ويتصل بين طرفيها غشاء ليس يمر على خط مستقيم ويصل ما بين هذه الحلق اغشية لينة ليفية . فاما الحلق نفسها فصلبة غضروفية وحدبة هذه الحلق تلي ظاهر البدن وتلمس باليد. فاما الموضع المستقيم منها فيلاصق المري فان انت توهمت انبوبتي قصب تشق احداهما على الثلث والثلتين والصق على ما ينشق منه كاغد ثم جيء به فضم الى الانبوبة الاخرى والصق بها حيث هذا الكاغد كنت قد لاحظت هيئة قصبة الرية والمري على كنهما
~~في هيئة القلب
صفحہ 29
شكل القلب كشكل صنوبرة منكوسة راسها المخروط الى اسفل البدن واصلها الى اعاليه وله غلاف من غشاء كثيف يحيط به غير انه ليس بملتصق به كله لاكن عند اصله وهو موضوع في وسط الصدر الا ان راسه يميل الى ناحية اليسار قليلا والشريان العظيم انما ينبت من هذا الجانب فيتبين النبض في هذه الجهة ولذلك ظن قوم ان القلب موضوع في هذا الجانب وللقلب بطنان عظيمان احدهما في الجانب الايمن والاقرب في الجانب الايسر وعند اصله ومنبته بالغضروف وكأنه قاعدة لجميع القلب ومن البطن الايمن الى الايسر منافذ وللبطن الايمن فوهتان احداهما فوهة العرق المتصل بالكبد الذي يرى جالينوس انه نابت من الكبد ويرى ارسطو انه نابت من القلب وعلى هذه الفوهة اغشية ثلاثة تنفتح عند دخول الدم منه ثم تنسد انسدادا محكما والفوهة الثانية هي فوهة العرق الذي يتصل من هذا التجويف بالرية وهو عرق غير ضارب الا ان اغشيته غلاظ وهو شبيه بالشريان وعلى هذه الفوهة اغشية تنفتح الى خارج ولا تنفتح الى داخل بخلاف الاغشية التي على الفوهة الاخرى وفي البطن الايسر فوهتان احداهما فوهة الشريان الذي يتصل بالرية وعلى هذه الفوهة غشاء ينفتح من خارج الى داخله وله زائدتان شبيهتان بالاذنين احداهما يمنة والاخرى يسرة والرية مجللة للقلب وهو ذو ليف كثير مختلف الوضع.
~~في هيئة المعدة والمريء
صفحہ 30
قد قيل ان في اقصى الفم منفذان احدهما منفذ النفس الى الرية وهو المسمى قصبة الرية والثاني منفذ الطعام والشراب وهو المريء وهذا المجرى المسمى مريئا مؤلف من طبقتين احداهما من خارج وهي طبقة لحمية ليفها ذاهب عرضا والاخرى من داخل عصبية ليفها ذاهب طولا وفيه شي من الليف ذاهب ورابا وهو موضوع خلف على خرز العنق ويمتد نازلا الى اسفل حتى ينفذ الى الحجاب وهو مشدود مع الخرز بأغشية تربطه حتى اذا نفذ الحجاب اتسع ويكون هنالك العضو المسمى المعدة واذا هو نفذ الحجاب مال الى الجانب الايسر قليلا فلذلك راس المعدة مايل الى الجانب الايسر وقعرها مايل الى الجانب الايمن وان انت توهمت قرعة مستديرة طويلة العنق يتصل بها من اسفلها عنق اخر كنت قد لاحظت هيئة المعدة والمريء غير ان المعدة من الجانب الذي يلي الظهر مستطيلة قليلا واحد راسيها وهو الاعلى هو المريء والاسفل هو ابتداء المعى وهو المسمى البواب وهي مربوطة مع الفقار ومع غيره من الاغشاء برباطات وثيقة تمسكها وجسم المعدة مؤلف من ثلث طبقات احداها ياخذ ليفا ذاهبا طولا وفيها ليف ذاهب ورابا وهي الداخلة وهذه الطبقة عصبانية والخارجة لحمية وليفها/ذاهب عرضا.
~~في هيئة الامعاء
صفحہ 31
الامعاء مؤلفة من طبقتين ولها ليف ذاهب عرضا فقط وعلى الطبقة الداخلة لزوجات قد البستها الطبيعة اياها وجميع الامعاء ستة ثلاث دقاق وهي العليا وثلاث غلاط وهي السفلى فاول الدقاق هو المعي المتصل باسفل المعدة ويسمى الاثنى عشر اصبعا ويتلوه معى يسمى الصايم وهذان جميعان منتصبان قايمان ممتدان في طول البدن والفوهات التي بها تتصل بالكبد في هذه المعى اكثر منه في سائر الامعاء ويتلوا الصايم معا يسمى الرقيق ملتف تلافيف وسعة هذه الامعا الثلاث كلها بقدر سعة المعا المسمى البواب ويتلوه المعروف بالاعور وهو معى واسع وليس له منفذ ولا مجرى لاكن كأنه وعاء او كيس لان له فما واحدا يدخل اليه ما ينزل في وقت ويخرج منه في اخر من ذلك الفم بعينه وهو موضوع في الجانب الايمن ويتلوه المعى المسمى قولون وابتداؤه من الجانب الايمن وياخذ في عرض البطن الى الجانب الايسر ويتلوه المعى المستقيم وهذا المعى له تجويف واسع يجتمع فيه الثفل كما يجتمع البول في المثانة وعلى فمه عضل
~~في هيئة الكبد
صفحہ 32
الكبد موضوعة في الجانب الايمن تحت الضلوع العالية من ضلوع الخلف وشكلها هلالي لها تقعير في الجانب الذي يلي المعدة وزوايد ربما كانت اربعا وربما كانت خمسا وتحتوي على الجانب الايمن من المعدة وحدبتها تلي الحجاب وهي مربوطة بربوط تتصل بالغشاء التي عليها. وينبت من مقعد الكبد قناة تسمى باب الكبد صورتها صورة عرق لاكنها لا تحوي دما وتنقسم اقساما كثيرة ثم تنقسم تلك الاقسام الى اقسام كثيرة جدا وتاتي منها اقسام كثيرة الى قعر المعدة والى المعى المسمى اثنا عشر اصبعا واقسام كثيرة الى المعى الصايم ثم الى ساير الامعاء حتى يبلغ المعنى المستقيم والقناة التي في باب الكبد تنقسم ايضا في داخل الكبد الى اقسام في دقة الشعر ويظهر من حدبة الكبد عرق عظيم منه تفرع جميع العروق التي في البدن على ما ذكرنا في تشريح العروق واصل هذا العرق ينقسم في الكبد الى اقسام في دقة الشعر فتلتقي مع الاقسام المنقسمة من المجرى الذي يسمى الباب والغذاء الكيلوسي يدخل الكبد من بابه وينطبخ في تلك العروق حتى يعود دما ثم يخرج من العرق العظيم الذي في حدبته الطحال مطاول الشكل وهو موضوع في الجانب الايسر مربوط بربوط تتصل بالغشاء الذي عليه ويلزم المعدة من جانب وضلوع الخلف من جانب اخر وينبت منه قناتان احداهما تتصل بفم المعدة والاخرى بالكبد عند تقعيره
~~في هيئة المرارة
صفحہ 33
والمرارة موضوعة على الكبد ولها مجريان احداهما يتصل تقعير الكبد والاخر يتشعب فيتصل بالامعاء العليا وباسفل المعدة في هيئة الكلى
الكليتان موضوعتان عند جنبتي خرز الصلب بالقرب من الكبد والكلية اليمنى ارفع موضعا ولكل واحدة منهما عنقان يتصل احدهما بالعرق العظيم الطالع من حدبة الكبد والثاني يمر سلفا حتى يتصل بالمثانة اتصالا عجيبا وهذان المجريان يسميان الحالبين.
~~في هيئة المثانة
المثانة بين الدبر والعانة وهي مؤلفة من طبقتين وعلى فمها عضل والبول يجيئها من الكلى في عنقيهما اللذان يسميان الحالبين وهذان المجريان ياخذان على تاريب ويمران طويلا حتى ينفذا الى داخل المثانة وينشا من جرمهما قشرة شبيهة بالغشاء ينفتح الى لمثانة وينسد الى جهة الكلى وذلك لا شك لان لا يرجع من البول شيء الى الكلى.
~~في هيئة مراق البطن
ان تحت العضل الملبس على البطن غشاء مدمجا يسمى الصفاق ووراءه الثرب ووراء الثرب الاغشاء ومنفعة هذا الغشاء الا تبرز الامعاء كما يعتري ذلك في الفتوق. ومنفعة الثرب تسخين الاحشاء وهذا اليق بكتاب الصحة /
~~في هيئة الانثيين
صفحہ 34