هذا الجزء ينقسم قسمين القسم الاول نعدد فيه العلامات الدالة على الصحة الموجودة بالفعل في جميع البدن وفي عضو عضو منه والقسم الثاني نعرف فيه العلامات الدالة على الامراض واسبابها. وهذا الجزء ينقسم اقساما اما علامات تدل على امراض حاضرة وهو الاكثر في هذه الصناعة واما علامات تدل في الصحة او في المرض على امراض ستحدت واما علامات تدل على امراض قد حدثت ثم بطلت وهذه قليلة النفع في هذه الصناعة فنبتديء نخن فنخبر اولا بالعلامات الدالة على الصحة الموجودة في جميع البدن وفي عضو عضو منه ثم نردف ذلك بالعلامات الدالة على امراص ستحدث ثم بعد ذلك نسير الى القول في علامات الامراض الحاضرة. واما العلامات التي تدل في الامراص على امراض ستحدث فانها سنذكرها مع هذه العلامات وكذلك التي تدل في الامراض على صحة ستحدث فانها وان كانت صحية فانما اثرنا ذكرها في هذا الجزء لانها احد ما يكتسب منها الطبيب العلاج. وايضا فمع انها علامات صحية هي ايضا بوجه ما مرضية اذ كانت دالة على ارتفاع المرص فنبتدي بالعلامات الصحية فنقول انه لما كانت الصحة كما قيل في حدها حالة في العضو بها يفعل او ينفعل على المجرى الطبيعي وكانت هذه الحال تنقسم قسمين احدهما المنسوبة الى المتشابهة الاجزاء وهي الامزجة التسعة والثانية الى الاعصاء الالية وهي الاربعة الاجناس التي عددت فيما سلف وكانت اكثر هذه الهيئات في الاعضاء منها ما هي غير بينة الوجود من اول الامر وبخاصة ما كان من الاعضاء غير ظاهر للحس وجب ان تعطي ها هنا العلامات الدالة على هيئة هيئة من هيئات الاعضاء التسع الموجودة للمتشابهة الاجزاء اولا وللمركبة ثانيا. وكذلك ايضا نعطي العلامات التي يستدل بها على المعتدل وغير المعتدل في الصحة المنسوبة الى الاعضاء الالية وذلك فيما لم يكن منها ظاهرا من اول الامر والسبيل الى ذلك اولا انما يكون من افعال هذه الاعضاء وانفعالاتها والامور اللازمة عنها اذ كان الافعال والانفعالات والامور اللازمة هي اعرف عندنا ونحن انما نترقى من الاعرف عندنا الى غير المعروف والامور اللازمة عن الافعال هي مثل اللون القضافة والسمن والاعراض هي التي تظهر في الفضول البارزة من البدن وهي فضول التغذي وينبغي ان تعلم ان الاطباء انما جرت عادتهم ان يذكروا من هذه العلامات العلامات الدالة على الصحة المنسوبة الى الاعضاء المتشابهة وذلك في الاكثر. واما العلامات التي تدل على الصحة المنسوبة الى الاعضاء الالية فانهم لم يعرضوا لذكرها الا بالعرض ونحن ينبغي لنا ان نعني بهما جميعا. وينبغي ان نبتدي بالعلامات الدالة على المزاج المعتدل اذ كان هو اقدم بالطبع وايضا فان الاطراف انما تفهم بمقايستها الى المعتدل فنقول انه لما كانت الامزجة التسعة قد تنسب الى عضو عضو كما سلف من قولنا وقد تنسب الى جملة البدن بمقايسة الاعضاء بعضها الى بعض وجب ان نعرف اولا العلامات الدالة على مزاج عضو عضو من الامزجة التسعة فان بمعرفتها يمكن الحكم عل مزاج البدن وبخاصة الاعضاء الرئيسة فنبتدي بمعرفة مزاج القلب اذ كان هو العضو المشترك مزاجه لجميع الاعضاء فانه متى كان هذا العضو معتدلا كانت الاعضاء كلها معتدلة وذلك في الاكثر من جهة انه المعطي لجميعها الهيئة المزاجية التي بها تفعل او تنفعل. وايضا فمتى كان مزاج غيره من الاعضاء غير معتدل كانك قلت مزاج الكبد لم يبق مزاج القلب معتدلا للمشاركة التي بينه وبين / سائرها ولذلك ما نرى ان الحكم على مزاج هذا العضو بالاعتدال او الخروج عن الاعتدال حكم على الجميع. في العلامات الدالة على مزاج القلب اما اخص العلامات التي يوقف منها على مزاجه فهي النض ثم يتلوه التنفس وقد يستدل عليه بهيئة الاعضاء التي تجاوره كما انه قد يستدل عليه بامزجة الاعضاء المشاركة له فنقول انه متى كان النبض ليس بالعظيم ولا بالصغير ولا بالسريع ولا بالبطيء ولا بالمتفاوت ولا المتواتر دل ذلك ضرورة على اعتدال مزاج القلب في الحرارة والرطوبة وهذا النبض انما يحس اكثر ذلك في الاناس الذين ينشؤون في الاقليم المعتدل من غير ان تعرض لهم عوارض من خارج ويشبه ان يكون تولد مثل هذه الشخوص في الاقليم المعتدل وفي البلد المعتدل منه كبلدة ابقراط وكثير من بلاد اليونان اكثريا ولذلك ما يقول جالينوس في اهل البلاد الحارة انهم لو تكلفوا جهدهم ان يرونا مزاجا معتدلا لما امكنهم ذلك وليس لقايل ان يقول ان النبض العظيم هو الطبيعي اذ كان قد يوجد كثيرا في الاقاليم الغير معتدلة كما انه ليس للانسان ان يقول ان اللون الاسود هو الطبيعي اذ كان ليس يوجد في بلاد الحبشان ابيض واحد. واما التنفس فحاله في اعتداله دليل ايضا على اعتدال مزاج القلب هذا ان لم تكن الات التنفس اعظم نسبة الى القلب مما ينبغي فانه اذا كان الامر فيها هكذا كان التنفس المعتدل بالاضافة الى القلب غير معتدل بل مفرط فانه ليس يمتنع ان يكون مزاج القلب حارا ويكون الصدر والرية قد اتفق لهما ان كانا اعظم مما ينبغي ان يكون عليه بحسب مزاج القلب فيكون التنفس الغير عظيم لسعة مجاريها وعظمها يفعل ما يفعله التنفس العظيم ان لو كانت الرية والصدر مناسبة لخلقة القلب وان كان عظيم الصدر والرية تابعان في الاكثر لحرارة القلب. واما ما يستدل عليه من هيئة الاعضاء فان الصدر متى كان متوسطا بين العظم والصغر دل دلالة اكثرية على اعتدال مزاجه وكذلك يدل على اعتدال مزاجه دلالة ضرورية اعتدال مزاج الكبد واعتدال مزاج الدماغ او كليهما فانه ليس في الكبد ولا في الدماغ حرارة تخصهما الا حرارة الاجزاء المتشابهة التي بها تركبا والحرارة التي بها يفعل كل واحد منهما فعله هي ضرورة الحرارة الواصلة اليه من القلب وهذه الحرارة هي التي تتنزل من هذين العضوين منزلة الصورة. واما الحرارة التي تخصها فمنزلتها منزلة المادة ولما كان اعتدال الشيء وكمال فعله انما هو بصورته وجب ضرورة اذا كان هذان العضوان معتدلين ان يكون اعتدالهما انما هو بصورتهما واعتدال صورتهما انما هو ضرورة باعتدال المعطى لهما تلك الصورة وهو القلب وليس لقائل ان يقول انه قد يمكن ان تكون الحرارة التي يبعثها القلب اليهما احر مما ينبغي او ابرد مما ينبغي ويكون مزاج ذينك العضوين الحاصل عن المتشابهة الاجزاء مضاد لذلك الخروج او الافراط الذي في القلب فيجتمع عن ذلك للكبداو الدماغ اعتدال مزاج فان مثل هذا الاعتدال هو مقول باشتراك. وقد يستدل ايضا على اعتدال مزاج القلب من ملمس الصدر فانه متى كان معتدلا دل ذلك على اعتدال القلب ان لم يكن ذلك من اجل اعتدال اللحم نفسه لاكن اعتدال اللحم اكثر ذلك تابع لاعتدال القلب وبخاصة اللحم الذي على هذا الموضع ولذلك يكون بدن من قلبه هذا القلب ليس بالقضيف ولا السمين المفرط السمن وقد يوقف ايضا على اعتدال القلب بتوسط الانسان في الغضب والحلم والشجاعة والجبن وبالجملة باعتدال جميع افعال النفس وانفعالاتها. واما الاستدلال على اعتدال التركيب في وضعه وفي مقداره وفي خلقته فذلك ايضا يكون بافعاله ومزاجه / فانه متى كان مزاجه معتدلا دل في الاكثر ان وضعه ومقداره وخلقته على الامر الطبيعى وكذلك متى كانت افعاله ملايمة لمزاجه دلت على ذلك ايضا فانه ليس يمتنع ان يكون بعض النبض سريعا لمكان ضيق الشريانات الذي فيه لا لمكان حره كما نرى ذلك يعتري في الذين يفرط سمنهم وبالجملة فكثيرا ما يعتاص اعطاء العلامات الدالة على وضع الاعضاء التي في داخل الجوف وعلى مقدارها وخلقتها ومشاركتها ولهذا نجد الاطباء قد اضربوا عن هذا النوع من علامات الصحة واقتصروا من ذلك العلامات المزاجية وحاجة الطبيب الى ذلك ليست بدون حاجته الى معرفة المزاج ولذلك قد ينبغي ان ننظر في ذلك جهدنا فنقول ومما يدل على ان القلب معتدل التركيب اعتدال تركيب الاعضاء التي خارج الجسم وبخاصة الصدر وما قرب منه وتناسبهما وهذا هو المدعو عند الناس جمالا فان الجمال اكثر ذلك انما هو في التركيب كما ان القوة والوثاقة انما هي اكثر في المزاج. وانما قلنا ان اعتدال الاعضاء دليل على اعتدال القلب لان القوة المصورة انما تصور بساير الاعضاء بتوسط الحرارة التي فيه كما ان القوة والوثاقة انما هي اكثر في المزاج الغاذية انما تفعل فعلها بتوسط مزاجه. وينبغي ان تعلم ان هذا الاستدلال غير منعكس فانه قد يكون القلب معتدل المزاج حسن التركيب ويكون تركيب بعض الاعضاء مؤفا لمكان الهيولي لاكن هذا لعمري يقل وقوعه كما يقل وقوع الاشياء العارضة من قبلها ومع هذا فانها تعود فتفسد مزاج القلب بالمشاركة. واما الاستدلال على خروجه في الكيفيات الاربع فعلامات ذلك اضداد هذه العلامات فانه متى كان النبض عظيما سريعا متواترا دل على حرارة مفرطة هناك ما لم يكن هناك ضيق طبيعي في مجاري الشريانات وان كان هذا يقل وقوعه في المزاج الحار فان الحرارة من شانها ان تعظم العضو ما لم يكن يابسا فان اليبوسة عسرة التمدد من غيرها فان انضاف الى هذا صلابة في الحس فهو في الغاية من اليبس وكذلك الحال ايضا في التنفس ما لم يكن الصدر والرية اصغرمما ينبغي او كانت التجاويف التي فيها اصغر مما ينبغي وقد يشهد لهذا المزاج نبات الشعر الذي يكون على الصدر والملمس الحار وبالجملة فتتبع حرارته حرارة ساير الاعضاء الا ان تكون هنالك مقاومة عرضية من الاعضاء التي لها رئاسة في البدن وهما الكبد والدماغ اعني انه قد يتفق لهذين ان تكون امزجتهما التي لهما من جهة الاعضاء المتشابهة التي تركبا منها ابرد مما ينبغي فحينئذ يكون القلب حارا والدماغ باردا لاكن مثل هذا المزاج سيبرد فيه القلب بأخرة وبخاصة اذا كان الدماغ باردا اذ كان هذا العضو انما جعل لتعديل حرارة القلب وقد يستدل ايضا على حره ويبسه من افعال النفس مثل الغضب وغير ذلك فان السريع الغضب حار مزاج القلب ضرورة وان كان بطيء انحلال الغضب فهو يابس وكذلك نب والقضافة في الجسم تدل على يبسه. واما المزاج المفرط في الحرارة والرطوبة فيستدل عليه بعظم النبض ولينه فان كان لينا غير عظيم دل على الرطوبة فقط. ومن علامات الحرارة والرطوبة عظم الصدر وعظم ساير الاعضاء ولذلك ما كان من الحيوان ارطب واحر فهو اعظم جثة ككثير من الحيوانات التي تنشأ في المواضع الرطبة. واما علامات البرودة واليبوسة فمؤلفة من ضد علامات الحرارة ومن علامات اليبس انفسها ولذلك يكون نبص هولا صغيرا متفاوتا بطيا صلبا وتنفسهم ايضا بهذه الحال ويكون ملمس صدورهم باردة وكذلك امزجة ساير اعضايهم الا ان تكون هناك مقاومة عرضية وتكون الصدور من هؤلاء زعرا لا شعر فيها ويكونون في غاية الجبن وعدم الغضب والبلادة وقلة الذكاء وبالجملة فتكون شبيبتهم اشبه شيء بالشيخوخة وشيخوختهم ان وصلوها اشبه شيء / بالموت. واما من اين نقف على رداة خلقة القلب فمن مزاجه ايضا ومن افعاله واذ قد قلنا في العلامات الدالة على صحة القلب المنسوبة الى الاعضاء المتشابهة الاجزاء وعلى صحة المنسوبة الى اعضايه الالية فلنقل الالية فلنقل الالات في العلامات الدالة على صحة الدماغ في علامات الدماغ المعتدل والاعتدال في الدماغ كما في ساير الاعضاء اما ان ينسب الى المتشابهة الاجزاء التي فيه واما الى تركيبه. ولنبدا من القول في علامات المزاج المعتدل والعلامات التي يستدل منها على مزاج الدماغ بعضها ماخوذة من افعاله والافعال التي في الدماغ هي منسوبة اما الى الحس وتوابعه من التخيل والفكر والذكر واما منسوبة الى القوة الغاذية وهي الافعال التي تظهر في الفضول البارزة من الانف والحنك وقد يستدل ايضا على الدماغ من ملمسه ومن الشعر النابت عليه ومن شكله اما الفضول البارزة منه فمتى كانت معتدلة في الكمية والكيفية دلت على اعتدال مزاجه وكذلك متى كانت افعال النوم واليقظة افعالا معتدلة دلت على ذلك ايضا وقد يدل على ذلك ان يكون صاحب هذا الدماغ غير كسلان ولا سريع الحركة معتدل الفهم جيد الحواس ذكيها والملمس من هذا الدماغ يكون معتدلا لا بالحار ولا بالبارد والشعر النايت عليه يكون لا بالسبط ولا بالجعد ولا بالاسود ولا بالابيض واما الاستدلال عليه بالشكل فان شكل الدماغ متى كان معتدلا دل على اعتدال مزاجه وشكل الدماغ المعتدل هو كما يقول جالينوس مثل كرة شمع غمزت عليها باصبعيك من الجانبين وان يكون مع هذا لا بالكبير ولا بالصغير واما الادمغة الحارة فان الفضول التي تسيل منها تكون قليلة نضجة اكثر مما ينبغي فان كانت مع هذا غليظة دلت على يبس وان كانت نضجة مع كثرة دلت على حرارة ورطوبة ومتى كانت كثيرة الكمية غير نضجة دلت على برد فان كانت مع هذا مائية دلت على رطوبة وبرودة وصاحب هذا المزاج يقول فيه ابقراط ان صحته اقرب منها ان تكون سقما منها ان تكون صحة واما افعال الدماغ الحار فالسهر وقلة النوم ما لم تكن مع رطوبة فان افراط السهر دليل على اليبوسة واصحاب هذا المزاج يكونون عجولين مبادرين للاشياء من غير تامل لا تستقر خيالاتهم على شيء بعينه ياخذون التشابه بين الاشياء ولا ياخذون التباين كثيرين الخطا والوهم. واما من كان في هذا الاحوال على الضد اعني ان يكون نومة كسلانا بليدا بطيء الفهم لا يقدر على ان ياخذ التشابه بين الاشياء فهو بارد مزاج الدماغ ضرورة فان افرطت فيه هذه الافعال فهو مع هذا رطب وصاحب المزاج البارد اليابس يكون اقل نوما من صاحب المزاج البارد فقط كما ان صاحب المزاج البارد فقط اقل نوما من صاحب المزاج البارد الرطب واللمس ايضا مما به يحكم على هذه الامزجة. واما الاستدلال من الشعر فان الشعر لما كان تولده انماهو من الفضل الدخاني المتولد في البدن كان الشعر الاسود دليل احتراق فان النارية شانها ان تفعل في الابيض التسويد فان اجتمع الى ذلك الجعودة كان ايضا دليل يبس كالحال التي تعرض له عندما يدنى من النار. واما الشعر الابيض فانه يدل على نهوة وقلة طبخ فان كان مع ذلك سبطا فانه يدل على افراط الرطوبة وكذلك الشعر السريع النبات دال على الحرارة والبطيء بخلاف هذا. واما المتوسط في هذه افي كذا اللون والجعودة والسبوطة وسرعة النبات وبطيه فهي علامات مزاج معتدل والشكل المعوج يدل ايضا على رداة المزاج وكذلك الراس الكبير والصغير. والعين ايضا قوية الدلالة على مزاج الدماغ فان العين الحمراء والتي فيها عروق حمر تدل على حرارة الدماغ والعين التي بخلاف هذا تدل على برودة الدماغ وسرعة حركتها ايضا دليل على حرارته كما ان بطء حركتها وقلة اطرافها دليل على مزاج بارد والتوسط في هذه الاشياء دليل على مزلج معتدل وزرقة العين دليل ايضا على برودة مزاج الدماغ كما ان الكحلة دليل على الحرارة والشهولة دليل مزاج معتدل /وانما كان ذلك كذلك لان الزرقة انما تحدث عن قلة طبخ وعدم نضج ولذلك كان ذلك اللون قريبا من لون الماء البسيط. واما الكحل فان فاعله هو افراط النضج والطبخ ولذلك كان السواد غالبا عليه لان السواد امارة اجزاء ارضية محترقة غالبة على الشيء. واما الشهل ففاعله طبخ في غاية الاعتدال قد انحط عن أفراط فاعل الكحل وارتفع عن فاعل الزرق وليس هذا فقط هما اسباب حدوث الكحل والزرق بل قد تعين ايضا على ظهور هذه الالوان امور اخر غير المزاج وذلك ان الكحل يدل على كثرة رطوبة العين وتزيدها في عمقها كالحال في الغدران العميقة فانها تظهر سوداء وذلك ان كثرة الماء لا ينفذ فيه الشعاع كل النفوذ ويظهر بهذه الصفة والعين الزرقاء بخلاف ذلك وقد يرى جالينوس ان مما يعين على الزرق كثرة الرطوبة الجليدية وذلك لان لون هذه الرطوبة في لون الجليد كما ان قلتها تعين على الكحل والتوسط في هذه كلها دليل الاعتدال فهذا هو القول في العلامات الدالة على مزاج الدماغ. واما الدلايل والعلامات التي بها يوقف على تركيبه فهي ايضا توخذ من مزاجه ومن افعاله ومما يظهر فيه من هيئات التركيب وذلك ان الشكل والمقدار ظاهران من امر هذا العضو على اي حال هما فيه. وقد وصفنا قبل الشكل الطبيعي لهذا العضو وكذلك ايضا مشاركته ظاهرة للحس فان بعض الروس له عنق مناسب لحمله واقلاله وبعضها الامر فيه بالعكس واما ضيق مجاريه او سعتها فيوقف عليها من مزاجه وذلك ان الدماغ الحار الرطب تكون مجاريه وبطونه في الغاية من السعة والبارد اليابس في مقابل هذا و بينهما الحار اليابس والبارد الرطب. والمزاج المعتدل هو الذي تكون مجاريه وبطونه في غاية الاعتدال. واما من افعاله فان الدماغ اذا كان ضيق البطون والمجاري كثيرا ما يعرض لصاحبه السدد والصرع وما اشبه ذلك من الامراض وجوهر الدماغ اذا كان ناقصا بالطبع لحق ذلك افة في الذهن ورعونة فيه كما نرى ذلك يعتري الذين علت اسنانهم وبالجملة فمتى فسد شكل الدماغ الظاهر فسد الباطن فهذا هو القول في العلامات على صحة الدماغ المنسوبة الى المتشابهة التي فيه والى الالية ويتلو ذلك القول في صحة الكبد الكبد العلامات ايضا الدالة على صحة الكبد منها علامات تدل على المزاج ومنها علامات تدل على التركيب ولنبدا بالعلامات الدالة على المزاج وهذه العلامات هي ماخوذة من الافعال وقد توخذ من جهة هيئة العروق واللمس اما الكبد المعتدلة فهي تفعل دما ارجوانيا احمر ويكون لون صاحبها ابيض مشرقا حمره قالوا واللعس دليل على اعتدال الكبد وابدان هولاء تكون لا قضيفة ولا سمينة واذا لمست من هولاء ما على المراق وجدت ذلك الموضع منهم معتدلا وكذلك اذا كانت الاوراد معتدلة في السعة والضيق دلت على اعتدال مزاج الكبد. واما المزاج الحار في الكبد فانه يدل عليه كثرة تولدها للمرار الاصفر وبخاصة عند منتهى الشباب. والالوان من هولاء تكون الى الصفرة ما هي وان تزيدت الحرارة واليبس تولد عن ذلك في البدن صفرا محترقة والالوان من هولاء تكون كمدة وخاصة محاجرهم وربما اسودت شفاههم. واما الكبد الباردة فانه يستدل عليها من كثرة توليدها للبلغم ونيية الدم وشدة بياض اللون وجصيته فان كانت مع هذا يابسة كان توليدها للمرة السوداء الطبيعية كثيرا. واما رطوبة مزاج الكبد فانه يستدل عليها بالعفن الذي يعرض لصاحبها كثيرا وغلبة الدم على البدن اذا كانت مع ذلك حارة. واما اذا لم تكن مع ذلك حارة فانه يستدل على ذلك بالترهل الذي يعرض في البدن فان افرط ذلك الى الاستسقاء والعروق تكون في الكبد الحارة واسعة وبخاصة ان اقترن الى ذلك رطوبة وتكون في الكبد اليابسة الباردة على ضد ذلك وهي في الحارة اليابسة على حالة متوسطة وقد يستدل ايضا على مزاج الكبد من الشعر فانه متى كان نابتا /على مراق البطن دل على حرارة الكبد وذلك ايضا بحسب مزاج الشعر في نفسه فان كان خشنا جعدا اسود دل على حرارة ويبس. وان كان لينا زعرا دل على رطوبة هنالك. واما متى لم يكن على مراق البطن شعر فانه يدل على برد الكبد فان كان مع هذا المراق لينا فانه يدل على رطوبتها وان كان يابسا فانه يدل على يبسها. واما العلامات الدالة على تركيبها فهي ايضا ماخوذة من المزاج والافعال. اما المزاج المعتدل فانه يدل على اعتدال الشكل والوضع والكبر والصغر وعلى التوسط في سعة المجاري وضيقها. واما المزاج الحار الرطب فانه يدل على عظم الكبد وسعة الاوراد كما ان البارد اليابس بخلاف ذلك وبينها المزاج الحار اليابس او البارد الرطب وينبغي ان تعلم ان الامزجة التي تدل على خلق هذه الاعضاء انما هي الامزجة الطبيعية الحاصلة عند الكون وذلك ان ها هنا امزجة حارة وباردة مكتسبة من التدبير وبالجملة من الاشياء التي من خارج مثال ذلك انه متى وجدنا انسانا سحنة بدنه تدل على البرودة والعلامات التي تدل على مزاج كبده علامات تدل على الحرارة مثل ان تكون عروقه غير ضيقة حكمنا ان مزاجه الطبيعي مخالف للعرضي وكذلك متى الغينا ذلك بالعكس اعني ان يكون انسان مزاج كبده بارد يابس وهو مع هذا عبل والعبالة تدل على الحرارة والرطوبة. واما كيف يستدل على التركيب من الافعال فان الكبد متى كانت ضيقة العروق كانت كثيرا ما يعتري السدد اصحابها من غير ان تكون الاطعمة المتناولة مسددة بطبعها. وايضا فانه متى كانت الكبد صغيرة بالاضافة الى المعدة ولم يكن هنالك عارض يوجب لين الطبع فان طبع هولاء يكون ابدا لينا وذلك دلالة قاطعة على صغر الكبد لانها اذا كانت صغيرة لا تفي بجذب الكيلوس الذي تهضمه المعدة فيخرج البراز لينا وقد زعموا ايضا ان قصر الاصابع دليل على صغر الكبد وذكر ارسطو انه قد تكون كبد بعص الناس في الجهة اليسرى في النادر وهولاء اذا اصابتهم امراض الكبد وجدت علامتها من جهة اليسار فهذا هو في العلامات الدالة على صحة الاعضاء الرئيسية وينبغي ان نقول في العلامات الدالة على الاعضاء الخادمة لهذه. في الرئة اذا كانت الرئة معتدلة المزاج كان التنفس متوسطا بين العظم والصغر ولم تتاذ بالهواء الحار ولا البارد والصوت يكون معتدلا من صاحب هذه الرئة في العظم والصغر واما اذا كانت الرئة حارة فانه يكون تنفس صاحبها عظيما ويتاذى بتنشق الهواء الحار ويستلذ البارد ويكون صوته عظيما واما اذا كانت باردة فعلاماتها اضداد هذه العلامات اعني ان يكون التنفس صغيرا والصوت كذلك ويتاذى بالاشياء الباردة واما اليبس في مزاج الرئة فانه يستدل عليه بصفا الصوت وقلة النفث والرطوبة بضد ذلك اعني تكرر الصوت وكثرة النفث واما تركيبها فانه يستدل عليه من مزاجها ومن افعالها اما من مزاجها فان المزاج المعتدل يتبعه ضرورة اعتدال التركيب وذلك في الصغر والعظم والشكل وسعة المجاري وضيقها وغير ذلك واما اذا كانت حارة فانها تكون عظيمة واسعة المجاري وعظم الصوت دال على سعة مجاريها وانما قلنا قبل ان عظم الصوت دال على حرارة مزاجها من قبل ان عظم الصوت يتبع سعة مجاريها والسعة يتبع الحرارة ضرورة. واما المزاج البارد فانه يدل على الصغر وضيق المجاري ولا سيما ان انضاف الى البرودة يبوسة وسرعة التنفس اذا لم يكن مزاج القلب حار قد يدل على صغر الرئة وضيق مجاريها. والصدر المجنح الذي وصفت الاطباء يدل على رداة وضع الرية منه ولذلك قالت الاطباء ان صاحبه كثيرا ما يعتريه قروح الرية ويسرع اليه السل. في المعدة يوقف على مزاجها من افعالها فالمعدة المعتدلة هي التي تستمر في جل الاطعمة ما لم تكن خارجة عن الطبع جدا وليس يلحقها عرض من اعراض المعدة المنحرفة المزاج وتكون شهوتها طبيعية. واما المعدة الحارة فانها تتدخن فيها /الطعمة اللطاف وتستمري الغلاظ وتكون شهوتها ناقصة. والمعدة الباردة بعكس ذلك اعني انها تستمري الاطعمة اللطاف وتحمض فيها الاطعمة الغلاظ وتكون شهوتها زائدة. واما المعدة اليابسة فعلامتها فيما زعموا كثرة العطش والاكتفاه فيه بشرب الماء اليسير ومتى تناول صاحبها فضلا قليلا احدث فيها خضخضة. واما المعدة الرطبة فعلامتها قلة العطش وميل الى الاغذية الرطبة كما ان المعدة اليابسة يميل صاحبها الى الاغذية اليابسة هذا اذا كان اليبس والرطوبة فيهما طبيعي. واما اذا كانا عرضين فان الامر فيها يكون بالضد اعني الذي معدته يابسة فيشتهي الاشياء الرطبة والذي معدته رطبة يشتهي الاشياء اليابسة والمعدة قد تكون معتدلة في العظم والصغر ويستدل على ذلك من جهة احتمالها التوسط بين الكثرة والقلة من الاغذية وقد تكون صغيرة ويستدل عليه من قلة احتمالها لكثرة الطعام فاذا قسم عليها جاد هضمها والمعدة الكبيرة الامر فيها بالعكس. في تعرف مزاج الانثيين والعلامات الماخوذة ها هنا هي ايضا من الافعال والاعراض التابعة للافعال اما الافعال فان الانسان متى كان متوسطا في شهوة الجماع دل ذلك على اعتدال مزاجها ومتى كان في ذلك مفرطا دل على حرارة مزاجها فان كان افراطه في ذلك مع احتمال دل على رطوبة هنالك مع الحرارة قالوا ومزاج الانثيين اذا كان حارا يولد لصاحبه الذكور اكثر من الاناث. واما متى كان مزاج الانثيين باردا فان علامته تكون ضد هذه العلامات اعني ان صاحبها يكون كسلانا في الجماع يولد له في الاكثر الاناث فان اقترن الى ذلك يبس فيكاد ان يبطل فعلها. واما من كان مفرط الشهوة وهو مع هذا يضعف عن الجماع فان مزاجه مايل الى اليبس. واما الاستدلال على مزاج هذا العضو من قبل الاعراض التي تظهر في المنى فان المزاج المعتدل يكون المنى عنه معتدلا في الكمية والكيفية واما ان كانت الانثيان احر مما ينبغي فان المنى يكون زائدا في الكمية اغلظ مما يجب. واما متى كان مزاجها باردا فان الامر في ذلك يكون بالضد اعني ان المنى يكون غير نضج والرطوبة اكثر ملآمة لهذا الفعل من اليبوسة وقد يستدل على مزاج هذا العضو بالشعر على جهة ما يستدل على امزجة كثيرة من الاعضاء على ما سلف. فهذه هي الدلايل التي بها يوقف على صحة عضو عضو من الاعضاء الرئيسية ومعرفة جميعها والمقايسة بينها يفهم المزاج المعتدل المنسوب الى جملة البدن والمزاج الخارج عن الاعتدال فالبدن الذي مزاجه معتدل يكون ضرورة متوسطا بين الهزال والسمن ويكون لونه ابيض مشرب حمرة وشعره اشقر الى الحمرة ما دام ضبيا فاذا صار الى سن الشباب صار الشعر اسود رجلا وملمس هذا البدن يكون معتدلا في الحرارة والبرودة واللين والجساوة وتكون اخلاقه في غاية الاعتدال وفهمه اجود الافهام متوسطا بين فهم العجول وابطا البليد وبالجملة فان بمجموع الدلايل التي وصفناها يحكم على المزاج انه معتدل واما الامزجة الخارجة عن الاعتدال فانه يحكم عليها ايضا بمجموع تلك العلامات اعني العلامات الماخوذة من الافعال والاعراض التابعة لها كالسمن والقضف واللون والشعر وغير ذلك غير انه ينبغي ان تعلم ان دلالة اللون والشعر انما تصدق اكثر ذلك في الاقاليم المعتدلة وان كان يمكن ان تستعمل استعمالا ما في اي اقليم كان بالاضافة الى اهل ذلك الاقليم لاكن هذا لم يتكلم بعد فيه الاطباء فانه قد كان ينبغي ان نقول في العلامات التي بها يوقف على المعتدل مثلا في الصقلب والمعتدل في الحبشان وانما كانت دلالة الشعر واللون غير قاطعة لان الحبشان الوانهم سودا وشعورهم في غاية الجعودة وليس يدل ذلك منهم على امزجة حارة بل هذه الاعراض اولى ان تنسب فيهم الى الحرارة التي من خارج وكذلك ايضا الصقلب وغيرهم من سكان البلاد الباردة ليس الزعر الذي بهم وسبوطة الشعر دليل على برد امزجتهم بل امزجتهم في غاية الحرارة لمكان انعكاس الحار الغريزي في داخل اجوافهم كما يعتري ذلك في الشتوة وهذا المقدار من القول في العلامات الصحية كاف بحسب غرضنا في الايجاز / القول في العلامات المنذرة بالامراض والعلامات المنذرة بالامراض اجناس فبعضها ماخوذة من الامراض التابعة لغلبة الاخلاط على الابدان وبعضها ماخوذة من مزاج البدن والستعداده لمرض مرض وقد يستدل ايضا على الامراض بالتدبير المتقدم والفصول الاربعة انفسها مما يستدل بها على تقدمة المعرفة بالامراض ستحدث ولا سيما التغايير التي تكون فيها على غير المجرى الطبيعي وهذه العلامات مختلفة في القوة والضعف وسنشير الى مراتبها في ذلك فنقول انه قد قلنا فيما سلف ان الدم متى تزيد في الكمية وذلك في جميع البدن حتى يمدده سمي ذلك امتلاء بحسب التجاويف وانه متى تزيد في الكمية مع رداة في الكيفية. واعني بالرداة في الكيفية انحرافه الى واحد من الاخلاط الثلثة او اكثر من واحد سمي امتلاء بحسب القوة وذلك ان من شان هذا الامتلاء ان يخل بالقوة لرداة الكيفية التي فيه ولذلك تتبعه سقوط الشهوة وثقل عن الحركات وبالجملة عن جميع الافعال النفسانية والطبيعية. واما الامتلاء الاول فانه لا يوجد هذا المعنى فيه وعلامات الاول هي علامات غلبة الدم وعلامة الثاني هي علامة غلبة احد الاخلاط الثلاثة على البدن او اكثرها فينبغي ان نصير الى تعديد العلامات الدالة على غلبة واحد واحد من الاخلاط فانه اذا فهمت البسايط فهمت المركبات في علامات كثرة الدم والاعراض التي تلزم البدن عن كثرة الدم هي عطم النبض وامتلاء العروق انفسها شراين كانت او اوراد وثقل الراس والعين والاصداغ وكدر الذهن والحواس وبالجملة ان تكون حال البدن شبيهة بحال الاعياء الذي يكون من خارج وحمرة اللون ايضا وسخونة البدن ان لم يكن تصرف الانسان في هواء حار مما يشهد لغلبة هذا الخلط ويتبع هذه الكثرة في البدن استغراق نوم وربما تبع ذلك ان يرى في منامه اشياء حمرا كالرجل الذي حكى لجالينوس انه كان يرى في النوم كانه يعوم في بركة دم وكانت امارات الدم عليه لايحة فامره جالينوس بالفصد فمشى الرجل الى بعض الاطباء الذي كانوا على راي ارسطاطيس في ترك الفصد فامره بالرياضة فعند ما شرع الرجل في الرياضة وذابت اخلاطه انطفى وربما قطر الدم من الانف عندالامتلاء الدموي ورشحت اللثة وقال ارسطو ان الدم اذا فسد سال من الانف او المقعدة والدماميل ايضا والبثور والبول الغليظ كل ذلك دليل على غلبة الدم وحلاوة الفم ايضا دليل على ذلك قالوا وان كان ممن قد اعتاد اخراج الدم فانه سيصيبه حكاك واكال في تلك المواضع واما العلامات الماخوذة ها هنا من المزاج والتدبير والهواء فانها مما يستظهر بها على هذا اذا كانت موافقة مثل ان يكون السن من الشباب والتدبير يوجب ذلك مثل الادمان على الخمر واللحم وكذلك متى كان الفصل ربيعا الا ان هذه العلامات ليس يلزم عنها ضرورة غلبة الدم لانه قد يكون المزاج نفسه فعالا للدم سواء كان الفصل ربيعا والسن شبابا والتدبير تدبيرا يوجب ذلك او لم يكن ولا واحد من هذه وان كان التدبير اقوى هذه الاسباب فالعلامات القاطعة على غلبة الدم هي الاعراض التي تتبعه ضرورة في غلبة الصفراء سرعة النبض وتواتره والبول الرقيق الناري والقيء المراري والاختلاف اللذاع ومرارة الفم وشدة العطش ويبس اللسان وخشونته وصفرة اللون وربما كان عن ذلك صفرة بياض العين كما يعتري ذلك في اول حدوث اليرقان فان انضاف الى ذلك ان يكون الزمان صيفا والسن شبابا والاغذية حارة يابسة والرياضة المفرطة اوالمهن المحرة كصناعة الحدادة وغير ذلك فلا شك حينئذ في غلبة هذا الخلط على البدن. في غلبة السوداء سواد البول او حمرته الى الكمودة او حضرته وربما تبع ذلك حرقة في المعدة وهيجان الشهوة الكلبية دليل ايضا على ذلك وكذلك كمدة اللون وسواد المحاجر والدم من هولاء اذا فصدوا /يكون اسود ذا علق كثير واكثر هاولا يكونون مطخولين فان انضاف الى ذلك ان يكون الزمان خريفا والمزاج مزاجا مستعدا لتولد هذا الخلط والتدبير تدبير يوجب ذلك فاقطع على غلبة هذا الخلط على البدن والامزجة التي هي مستعدة لتولد هذا الخلط هي اما الباردة اليابسة او الحارة اليابسة ولذلك قل ما يتولد في الابدان البيض السمان الزعر هذا الخلط ويكثر تولده في الابدان القضاف والبهق الاسود اذا ظهر على الجسم دليل قاطع على غلبة هذا الخلط وكذلك القروح الردية. في غلبة البلغم البول الابيض والنبض الصغير المتفاوت اللين وزهل البدن والكسل وغلبة النوم وبطيء الهضم وقلة العطش وكثرة الريق ولزوجته فان انضاف الى ذلك موافقة المزاج والفصل والتدبير فاقطع على ذلك مثال ان يكون امزاج سن الشيخوخة والفصل شتويا والتدبير الدعة والخفض واستعمال الاغذية الباردة الرطبة والتناول منها اكثر مما يجب والاحلام عند غلبة هذه الاخلاط ربما دلت على ذلك فان من غلب على بدنه الصفراء كثيرا ما يرى نيرانا وكانه يحترق وبالجملة اشياء حمراء وكذلك غلبة السوداء يدل عليها روية المخاويف والفزع وروية الامطار والبحار وان يحس الانسان كانه في هواء بارد او ماء بارد يدل على غلبة البلغم. فهذه هي الدلايل التي تدل على غلبة خلط خلط من هذه الاخلاط وهي بالجملة دالة على الامراض التي من شانها ان تحدث عن واحد واحد من هذه الاخلاط او عن اكثر من واحد والاعياء الذي يعرض في البدن من غير سبب متقدم انما يكون ضرورة عن غلبة واحد من هذه الاخلاط او اكثر من واحد الا ان الاعياء المخصوص بالتمددي غلبة الدم عليه اكثر وكذلك الورمي. واما القروحي فرداة الكيفية فيه اغلب من الكمية واذ قد قلنا في العلامات الدالة على غلبة الاخلاط في الابدان فلنقل في التغايير التي اذا حدثت في الهواء دلت على امراض ستحدث والطريق التي بها يوقف على هذه التغايير هي التجربة واما هل يمكن ان يوقف عليها ببرهان فذلك مما يعسر او لا يمكن ولذلك قد ينبغي ان نتحرى فيها شهدة القدماء ثم نروم اعطاء اسباب ذلك. قال ابقراط اذا كان الشتاء شماليا عديما للمطر وكان الربيع جنوبيا مطرا عرض من ذلك في الصيف حميات حادة ورمد واختلاف دم واكثر ما يعرض ذلك لمن كان مزاجه رطبا كالنساء والصبيان. والسبب في حدوث هذه الامراض هو ان الابدان اذا كانت الشتوة يابسة تولدت فيها اخلاط يابسة وبالجملة فالاخلاط المحترقة التي تتولد في زمان الخريف ليس تغلب طبيعتها في مثل هذه الشتوة الى البرودة والرطوبة بل تبقى على النصف مما عرض لها في الخريف فاذا كان الربيع مع هذا ارطب مما يجب اجتمعت اخلاط متضادة فاذا دخل الصيف عفنت الاخلاط لموضع الرطوبة العرضية التي فيها ولموضع الانحراف الذي في الاخلاط تكون الحرارة العفونية المتولدة حينئذ انكى شيء واحده ولذلك تتولد حينئذ عن ذلك حميات حادة لموضع رداة هذا الامتزاج ويحدث عن ذلك كما قال اختلاف دم ورمد وانما يعرض ذلك لذوي الامزجة الرطبة لسرعة قبولهم التاثر عن مثل هذا الهواء وانما ينسب ابقراط اليبس الى الشمال والرطوبة الى الجنوب لان طبيعة هذين الريحين توجدان بهذين الحالين. فاما السبب في ذلك فقد قيل في غير هذا الموضع قال فان كان في مثل هذه السنة بعد طلوع نجم الكلب مطرمع برد وكان هبوب الريح الشمالية على العادة فان تلك الامراض تكون هادية ساكنة وانما كان ذلك كذلك لموضع برودة فصل الحر لان الامطار تبرد الهواء والشمال ايضا تفعل ذلك مع انها يابسة ومعلوم انه اذا برد الهواء قل العفن وبالجملة فينبغي ان تعلم ان هذه الامراص التي ذكر ابقراط في هذه الفصول انما املك اسبابها تغير طبيعة الهواء وذلك ان الفصول انما جعلت مختلفة الطبايع لمكان نضج الاخلاط وتعديلها مثال ذلك ان رطوبة فصل الشتاء / وبرده انما هي مصلحة ليبس الخريف والصيف وحرهما فاذا كانت الشتوة يابسة بقيت تلك الاخلاط بحسبها وليس تصلحها رطوبة الربيع فانها رطوبة في غير وقتها وذلك انها تلقاها حرارة الصيف بغير متوسط فتحدث هذه الامراض. واما الرطوبة التي تكون في الشتوة فانها تلقاها حرارة الصيف بمتوسط وهي حرارة الربيع ولذلك ليس يرد الصيف الا وتلك الرطوبة قد تنشفت واستعدت الاجسام الا تتاثر عن الحر قال ابقراط متى كان الشتاء جنوبيا دفيا مطرا وكان الربيع شماليا عديما للمطر فانه يعرض اختلاف دم ورمد يابس والكهول يعرض لهم النزلات والسكات والفالج. قال والحوامل يعرض لهن الاسقاط كثيرا. اما كون النزلات والسكات والفالج يحدث في مثل هذا الربيع فامر بين وذلك ان الادمغة تترطب في مثل هذه الشتوة اكثر مما يجب فاذا كان الربيع باردا مع ما فيه من تحريك الاخلاط وتثويرها وبالجملة مع ما فيه من مضادته لمزاجه الطبيعي بردت تلك الاخلاط وسالت فحدث عن ذلك امثلة هذه الامراض. وليس لقايل ان يقول ان فصل الشتاء اذا كان بهذه الصفة اولى بهذه الامراض لان الاخلاط في هذا الفصل جامدة غير متحركة وانما يتحرك في زمان الربيع لموضع الحرارة التي في هذا الفصل فاذا كان ابرد مما ينبغي احدث مثل هذه الامراض واما اختلاف الدم فانما يعنى به السحج الذي يعرض عن النزلات المتولدة عن هذا الاختلاف والنساء ايضا انما يسقطن في مثل هذا الاختلاف لان ارحامهن يرطبن اكثر مما ينبغي فتضعف هنالك القوة الماسكة التي فيها مع انه قد يمكن ايضا ان يكون هذا الاختلاف ضارا بالاجنة انفسها وذلك انه اذا رطبت ابدانهن اكثر مما ينبغي ثم دخل عليها برد الربيع حدث للاجنة شبيه بما يعرض للناس من خارج بل الاجنة احرى بذلك لموضع ضعفهن ورطوبة امزجتهن فيموتون قال ابقراط اذا كان الصيف قليل المطر وكان الخريف شديد الحار مطيرا جنوبيا عرض في الشتاء صداع شديد وسعال ونحوحة وزكام وعرض لبعض الناس السل وانما كان ذلك كذلك لان الرؤس تمتلي في مثل هذا الخريف فضولا فاذا ما جاء الشتاء وبردت تلك الفضول ولم يكن فيها ان تنضج احدثت هذه الامراض وذلك انها متى ثبتت في الراس احدثت صداعا ومتى انحدرت حدث عن ذلك سعال ونحوحة وزكام فان تقرحت الرئة حدث عن ذلك سل. قال ابقراط اذا كان الخريف شماليا يابسا حدث لاصحاب الامزجة المرارية رمد يابس وحميات حادة ووسواس سوداوي وهذا ايضا بين من طبيعة هذا الفصل وذلك انه اذا اشتد في اليبس احدث امراضا سوداوية وقد ينبغي ان تفهم ها هنا من الحميات حميات السوداء. واما الرمد فانه يعرض في مثل هذا الوقت اذا اندفعت مثل هذه الاخلاط الى العينين ولذلك قال رمد يابس قال ابقراط ان الامراض التي تحدث عند كثرة الامطار هي في اكثر الحالات حميات طويلة واستطلاق البطن وصرع وسكات وذبحة قال وقلة المطر اصح للابدان والسبب في هذا كله ان الرطوبة اذا كثرت لم تستول عليها الحرارة الغريزية فحدثت هنالك هذه الامراض الا انه ليس ينبغي ان يفهم من قول ابقراط ان الهواء اليابس اصح ان هذا القول مطلق بل انما يعني بذلك ما لم يكن في اليبس مفرطا فانه متى افرط احدث امراضا مناسبة له ولذلك قال ابقراط ايضا في فصل اخر اذا احتبس المطر حدثت حميات حادة وابقراط يرى ان الهواء المعتدل هو الهواء الذي لا تغبه الامطار بل تتعهده تعهدا متوسطا ليس بالزايد ولا الناقص وينبغي ان تعلم ان الهواء اذا خرج في احد كيفياته خروجا مفرطا احدث امراضا مناسبة له فاما الهواء الوبي فان ذلك يكون عن تعفن جوهر الهواء وذلك يعرض اما من قبل كثرة الامطار في الصيف كما ذكر ابقراط انه عرض في مدينة قرابون. قال جاء مطر جود في زمان صايف ودام ذلك /الصيف كله فاصابت الناس بثور ردية وحكاك شديد حتى ان بعضهم كان يسقط منهم اذرعهم وارجلهم وقد يكون ذلك لموضع ابخرة عفنة تخالط جوهر الهواء من الجيف والمستنقعات العفنة وغير ذلك وتحدت امراض وبايية من فساد الماء والاغذية كما يعتري ذلك في المجاعات الا ان امراض الهواء اوحى موتا لموضع الععونة التي تتصل بالقلب من الهواء ولذلك الاعراض التي تظهر في حميات هولاء اعراض خبيثة من سوء التنفس و غير ذلك وليس يظهر في حمياتهم عظم ولا يحسون منها كبير الم لموضع استيلاء سوء المزاج على البدن فان الذي يفعل الالم هو المزاج المختلف وينبغي ان تعلم انه ليس كل احد يمرض عند تغير الاهوية وانما يلقى ذلك من في بدنه استعداد واما اذا كانت الفصول على طبايعها فليس يكاد ان تكون مسببا للامراض. وان كان يظهر ان ها هنا امراض فهي اخص بفصل فصل وهي الامراض التي تتولد عن الخلط المناسب لفصل فصل مثل الامراض الدموية في زمان الربيع والبلغمية في زمان الشتاء والصفراوية في زمان الصيف والسوداوية في زمان الخريف وان كان يلحق الربيع بالعرض ان تتولد فيه امراض سوداوية مثل الوسواس السوداوي والجنون والقوبى والبهق والصرع واوجاع المفاصل وانما يكون ذلك لموضع تحرك الاخلاط في هذا الفصل في البدن وغليانها فانه يعرص لاخلاط الحيوان في هذا الفصل شبيه بما يعرض للرطوبات التي في النبات وهذا الذي قلناه من العلامات الهوايية المنذرة بالامراض كاف بحسب غرضنا في الايجاز وها هنا امراض صغار تنذر بامراض كبار ينبغي ان نذكر ها هنا منها طرفا وحينئذ نسير الى ذكر العلامات الدالة على طبايع الامراض انفسها وعلى اسبابها وهي الاهم في هذه الصناعة قالوا الصداع الدايم والشقيقة يخشى منها بنزول الماء في العين والانتشار واختلاج الوجه اذا كثر ودام ينذر بلقوة واختلاج جميع الجسد ينذر بتشنج رطب. الخدر ينذر بالفالج حمرة الوجه والعين وظهور العروق فيها والدموع السايلة منها والنفور عن الضوء مع شدة الصداع ينذر بالورم الحار في الدماغ الكابوس والدوار اذا ازمنا وقويا انذرا بالصرع الغم الدايم الذي لا يعرف له سبب ينذر بالملخونيا البق الذي يظهر للانسان امام عينيه كانه يطير او الشعر الذي يظهر امام العين هي علامة منذرة بنزول الماء ان لم يكن هذا العارض من قبل المعدة تواتر النزلات يخاف منه السل. العرق الكثير يدل على امتلاء. الخفقان الدايم الشديد ينذر بالموت فجاة. الامتلاء المفرط يخاف منه نفث الدم والسكتة والموت فجاة كدر الحواس وضعف الحركات مع الامتلاء يخاف منه السكتة الثقل في الناحية اليمنى عند ضلوع الخلف والوخز والتمدد ينذر ان بعلة في الكبد البراز الكثير الصبغ ينذر باليرقان. تهيج الوجه والورم في الاجفان والاطراف ينذر بالاستسقاء. نتن البراز يدل على تخم وثغل في العروق. نتن البول ينذر بعفونة وحمى تحدث الاعياء والتكسير من غير سبب باد مع سقوط الشهوة ينذر بالحمى. ذهاب الشهوة مع الغشي والنفخ ينذر بالقولنج الثقل والتمدد في اسفل البطن والخواص مع تغير حال البدن عن العادة ينذر بعلة في الكلى البول الذي يحرق اذا دام اورث قروحا في المثانة والقضيب الخلفة التي تحرق المقعدة تودي الى السحج الحكاك في المقعدة ينذر ببواسير الا ان يكون من داخل ديدان صغار. كثرة الدماميل يخشى منها خراج عظيم كثرة السلع يخشى منها دبيلة. البهق يخشى منه البرص. شدة حمرة الوجه وضيق النفس وبحة الصوت ينذر بجذام. وبالجملة متى تغيرت حال من الاحوال المعتادة دل ذلك على مرض يحدث مثل افراط الشهوة او نقصانها او افراط فيما يبرز من البدن او تقصير فيه او كثرة النوم او قلته الى غير ذلك من الاعراض واذ قد قلنا في هذا الجنس من العلامات فلنقل في علامات الامراض انفسها ا/ والعلامات التي نذكر ها هنا هي ضرورة اما علامات تدل على الامراض انفسها واما على اسباب الامراض واما على العضو الذي فيه المرض واما على جميعها كالحال في العلل التي في الاعضاء الباطنة. واما الامراض التي في ظاهر الجسم فانما يستدل على اسبابها اذ كانت هذه الامراض ظاهرة للحس. والعلامات بالجملة انما هي الاعراص الظاهرة في الافعال والانفعالات النفسانية والاعراض اللازمة عنها. ولما كان ها هنا جنسان من العلامات مشتركان لامراص كثيرة وجب ان نبتديء اولا بذكرهما ثم نسير بعد ذلك الى العلامات الخاصة بمرض مرض وهذان الجنسان هما النبض والبول. اما النبض فدلالته تكون من جهة مشاركة القلب لجميع الاعضاء. واما البول فهو دليل على مقدار الطبخ في الكبد وفي العروق وبهذا صارت دلالته ليست مقصرة عن امراض اعضاء القوة الغاذية فلنبدا اولا بالنبض اذ كان اشرف معرفة القول في النبض والنبض لما كان مركبا من حركتين وهي حركة الانقباض والانبساط وسكونين وهما السكون الذي يكون بين الحركتين اذ قد بين ان كل حركتين فبينهما ضرورة سكون. وايضا فان المهرة المرتاضين بهذا العلم يزعمون انهم يدركون هذين السكونين وبخاصة السكون بعد الانقباض لان السكون الذي يكون بعد الانبساط هو ظاهر لغير المرتاض فضلا عن المرتاض كانت الاعراض التي تلحقه بالذات انما توجد في احد هذه الامور اعني في الحركات انفسها وفي الازمنة التي تتخللها ولهذا ما نرى ان اجناس النبض الاول سبعة. فالجنس الاول الماخوذ من مقدار الانبساط. والثاني من مقدار زمان الحركة. والثالث من مقدار القوة المحركة. والرابع من زمان السكون. والخامس من مقايسة السكونين الى الحركتين. والسادس من اختلاف النبض واستوايه وتشابهه. والسابع من الانتظام وعدم الانتظام. واما الثلثة الاجناس التي جرت عادة الاطباء ان يذكروها مع هذه الاجناس السبعة فاحدها هو الجنس الماخوذ مما يحتوي عليه جرم الشريان. والثاني من كيفية جرم الشريان والثالث من قوام جرم الشريان. وهذه الثلثة كانها ليست خاصة بالنبض من جهة ما هو نبض اذ كان النبض انما وجوده في الحركة والسكون ونحن نعدد الانواع الداخلة تحت كل واحد من هذه الاجناس ثم نسير بعد الى اعطاء اسباب جنس جنس منها ونوع فانه اذا عرفت اسبابها الفاعلة امكن حينئذ ان تستعمل دلايل على الامراض اذ كانت هي الاسباب الفاعلة لها ولذلك متى كان النوع منها او الجنس عن سبب خاص كان دليلا لازما على وجود ذلك النوع من المرض او الجنس وما كان منها عن اكثر من سبب واحد لم يدل على المرض الفاعل الا بان يضاف اليه استدلال اخر ومثال ذلك ان النبض النملي دليل قاطع على حمى الدق اذ كان عرضا لازما عن وجود هذه الحمى. واما النبض المختلف فلما كان يوجد في الحمى العفونية وفي اوجاع فم المعدة لم يكن بذاته ومفردا دليلا قاطعا على حمى العفونة الا ان يقترن به دليل اخر والدليل الاخر ربما كان من نوع النبض وربما لم يكن ولذلك ما اضطر الاطباء بعد اعطاء اسباب النبض ان يعطوا النبض الخاص بمرض مرض فان اكثر مثل هذا النبض انما هو مركب مثل النبص الدال على الاورام الحارة فانه نبض صغير سريع متواتر مختلف اختلافا منشاريا فمثل هذا المرض النبض الخاص به انما هو مركب وقد يكون النبض دليلا قاطعا على مرض ما مع استعمال غيره من العلامات مثال ذلك ان النبض المختلف اذا كان مع حرارة ظاهرة في الجسم وليس في فم المعدة لذع ولا وجع فانه دليل قاطع على حمى العفونة وانه تبين كيف وجه الاستدلال بالنبض بالقول الكلي فلنسر الى تعديد انواعه ثم نعطي بعد اسباب جميع ذلك فنقول اما الجنس الماخوذ من مقدار الانبساط فينقسم الى النبض الكبير والصغير والمعتدل. والى النبض الطويل والقصير والمعتدل في ذلك. والى النبض العريص والدقيق والمعتدل في ذلك. والى الشاخص والغاير والمعتدل ومعنى العظيم هو انبساط الثريان انبساطا مفرطا في جميع اقطاره الثلثة التي هي العمق والعرض والطول. ومعنى الصغر هو ضد هذا والاعتدال في هذا الجنس هو التوسط بين ذلك واما الطويل فهو الذي يكون انبساطه في الطول اكثر منه في العرض والعمق وهو الذي يجاوز الاربع الاصابع من يد الجاس. والقصير هو ضد هذا. والمعتدل هو المتوسط بين هذين واما العريض فهو الذي انبساطه في العرض اكثر في ساير الجهات. والدقيق صد ذلك. والمعتدل في هذا الجنس هو المتوسط بين هذين واما الشاخص فهو الذي انبساطه زايد في العمق. والغاير بضده. والمعتدل الوسط بين هذين. وربما تركبت هذه الاصناف بعضها مع بعض لاكن تميز امثال هذه الاشياء بالحس عسير. وانما هي اشياء يوجدها القول اكثر ذلك فهذه هي الانواع الماخوذة من مقدار الانبساط. واما الجنس الماخوذ من زمان الحركة فينقسم الى السريع والبطيء والمعتدل. والماخوذ من مقدار القوة فينقسم الى القوي وهو الذي يقرع الانامل بشدة. والى الضعيف والى المعتدل فيما بين ذلك واما الجنس الماخوذ من زمان السكون فينقسم الى المتواتر والمتفاوت والمعتدل بينهما. وجالينس يقول ان المتواتر هو الذي يكون زمان سكونه بعد الانقباض يسيرا. والمتفاوت بضد ذلك.
صفحہ 219