وهذه الامراض لما لم تكن اسبابها الاخلاط كانت موضوعاتها ضرورة هي اما الاعضاء واما الارواح وكان فاعلها احد امرين اما الاشيا التي من خارج واما الامراض المادية ونحن نعدد من ذلك اشهرها في المرض الحار اليابس والامراض الحارة اليابسة منها ما يكون في الروح الذي في القلب فقط وهذا المرض هو المسمى حمى يوم وانما سمي بذلك لقلة لبثه واسباب هذا النوع من الحميات هي الاشيا التي من خارج وهي بالجملة منحصرة في اربعة اجناس احدها الاشيا التي تلقى ظاهر البدن من خارج وهذه اقسام منها بالذات ومنها بالعرض والذي بالذات منه بالقوة ومنه بالفعل اما الذي بالذات بالفعل فمثل لقاء النار والشمس وبالجملة الاشيا الحارة بالفعل من خارج واما الذي بالقوة فمثل/ الاستحمام بماء فيه ادوية حارة بالقوة بمنزلة ماء الكبريت وغير ذلك. واما التي بالعرض فما يكثف المسام حتى تشتعل الحرارة داخل الجسم كالاستحمام بماء الشب وغير ذلك والجنس الثاني الاشيا التي ترد باطن البدن بمنزلة الاغذية الحارة والاشربة الحارة. والثالث الحركة المفرطة اما للبدن بمنزلة الرياضة الشاقة واما للنفس بمنزلة الغضب والهم والارق. والرابع الامراض التي تعرض في ظاهر الاعضاء من الاسباب التي من خارج مثل الاورام التي في الاربيتين وفي الاباط بسبب قروح في اليد او الرجل. ومن هذه الامراض الحميات المسميات بحمى الدق وهذه الحمى هي حرارة غريبة قد تمكنت في الاعضاء انفسها حتى عاقتها عن افعالها الطبيعية ولها عرض فاخفها هي التي تشبتت الحرارة الغريبة فيها بالرطوبات الطبيعية التي في العروق الصغار انفسها ثم يتلو هذا ان يكون في الرطوبات التي في اللحم نفسه الذي يمكن ان يعود بدل ما تحلل منها بالغذا ثم يلي هذه وهو اشدها ان تكون الحرارة في الرطوبات الاصلية التي في الاعضاء وهي التي ليس يمكن ان يخلف الغذا ما تحلل منها بل مقادير اعمار الناس الطبيعية انما هي بقدر وفور هذه الرطوبة في شخص شخص وحدوث هذا الصنف الاول من الحميات يكون في الاكثر عن حمى يوم واما الصنفان الارديان فحدوثها انما يكون في الاكثر عن الحميات الخلطية واما الامراض الباردة اليابسة فمنها المرض المسمى شيخوخة وهو استيلا البرد واليبس على الاعضاء وذلك انه لما كان فاعل الحياة انما هو الحرارة والرطوبة كان هذا المرض لازم للشيوخ ضرورة لاكن انما يسمى مرضا اكثر ذلك اذا عرض لمن هو في غير سن الشيوخ. واما مرض حار رطب في غير مادة فيعسر وجوده وكذلك بارد رطب واما يابس مفرد او بارد مفرد او رطب مفرد او حار مفرد فقد يمكن ها هنا ان يتصور وجودها وسنعدد جميع ذلك عند اعطاء الاشياء الضارة بالافعال والانفعالات واذ قد تبين كم انواع الامراض المنسوبة الى الاعضاء المتشابهة واسبابها فقد ينبغي ان نشرع ايضا في امراض الاعضاء الالية القول في أمراض الاعضاء الالية ولانه قد سلف من قولنا ان صحة هذه الاعضاء الالية تكون في الكيفية التي في الكمية وفي الكمية وفي الموضع وفي حال المشاركة في الاتصال والانفصال وكيفية ذلك فقد يجب ان تكون اجناس امراضها هي هذه الاجناس بعينها واما الجنس من المرض الذي هو مقابل الاتصال الطبيعي وهو المعروف بتفرق الاتصال فهو في الحقيقة قسمان تفرق اتصال حقيقي وهو الاتصال الموجود في العضو المتشابه الاجزاء وهذا الجنس من المرض ينبغي ان يكون خاصا بهذه الاعضاء وذلك مثل هذا التفرق انما يوجد للالي من اجل المتشابه والقسم الثاني تفرق الاتصال الذي يكون بالربط وهذا هو احد انواع الاجناس الذي عددناها من امراض الاعضاء الالية وهو جنس مشاركة اتصالها وانفصالها وكيفية ذلك فلذلك ليس تفرق الاتصال كما يقول الاطباء مرضا مشتركا للاعضاء المتشابهة والالية بل معنى التفرق فيهما معنيان اثنان ولما كان جنس الصحة الذي في الكيفية يكون في الشكل وفي المنافذ والتجاويف وفي الملاسة والخشونة كانت امراض هذا الجنس تنقسم الى هذه الانواع الثلاثة وكذلك ايضا الامراض التي في الكمية منها ما هي امراض في المقدار وذلك بالزيادة او النقصان وهذه انما توجد اولا للمتشابهة على ما سلف من قولنا لكن جرت عادتهم بذكرها ها هنا ومنها في العدد والتي في العدد صنفان اما زيادة او نقصان والنقصان والزيادة منه ما يجري مجرى الامر الطبيعي مثل زيادة الاصبع السادسة او نقصان اصبع من الخمسة واما زيادة ما هو خارج عن الطبع /مثل الدود وحب القرع. واما مرض الوضع فهو مثل الخلع وغير ذلك مما يمكن ان يفسد وضع العضو واما امراض المشاركة فيكون في الاتصال والانفصال وكيفية الانفصال والاتصال فهذه هي انواع امراض الالية وينبغي ان نسير الى القول في اسبابها فنقول اما المرض الطاري على شكل العضو فانه انما يكون عن سببين اما من قبل الطبيعة واما من قبل الاشيا التي من خارج اما من قبل الطبيعة فان تكون المادة غير ملايمة لفعل القوة المصورة او الالة التي بها تفعل القوة المصورة واما الاشيا التي من خارج فمثل ما يعتري الاطفال في حين الولادة وفي حين التربية وقد يكون ذلك من قبل المعالجة الردية مثل الاعضاء التي تجبر على اعوجاج واما اسباب ضيق المجاري وانضمامها فيكون اما لغلبة البرد واليبس على مزاجها واما لتضاغط يعرض لها من غيرها واما السدة والسدة تكون اما الورم واما خلط غليط متحجر كالحال في الحصى او غير متحجرة وربما كان ذلك الخلط دما منعقدا وقد تكون السدة من شيء ينبت في نفس المجرى مثل ثولول او غير ذلك وقد يكون الانضمام لافراط القوة الماسكة او ضعف القوة الدافعة وقد يمكن ان تجمع جميع هذه. واما اسباب سعة المجاري فهي اما حرارة ورطوبة واما خلط لذاع او ادوية فتاحة وقد يكون ذلك من ضعف القوة الماسكة واما اسباب الملاسة فهي الاشيا اللزجة الرطبة مثل الاخلاط الغليظة وغير ذلك. واما الخشونة فسببها الاشيا الحارة الاكالة وذلك اما خلط واما شي من خارج واما امراض العدد فما كان من ذلك زيادة تجري مجرى الامر الطبيعي فانما يكون ذلك من قبل فضل يكون في المادة واما ما كان منها ليس يجري مجرى الطبع كالدود والحب القرع فسببها خلط خارج عن الطبع اما في الكيفية واما في الكمية. واما النقصان فانه يعرض اما عن عفونة كتساقط الشعر وكتير من الاعضاء المتعفنة وبخاصة اذا كانت العفونة عن خلط اكال واما من سبب من خارج. واما عظم الاعضاء فانما يكون سببه اذا كان يجري مجرى الطبع وفور المادة واستيلا القوة المصورة عليها فاما اذا كان غير طبيعي فتزيد خلط من الاخلاط في ذلك العضو وامصبابه اليه واما صغرة اذا كان يجري مجرى الطبع فقلة المادة وما لم يجر منه مجرى الطبع فضعف القوة الغاذية كما يعتري المسلولين. واما اسباب اختلاف وضع العضو فسببان احدهما الحركة المفرطة كالذي يحدث من القفز والطفر وبالجملة عما يكون من خارج مثل انخراق المجرى النافذ من الصفاق الى الانثيين فتنزل فيه الامعا والثرب ومثل انخراق صفاق البطن نفسه حتى تخرج الامعا أو الثرب وربما انخرق حتى خرجت زايدة من زوايد الكبد او كالذي يعرض في مفصل الورك عند خروج الزايدة التي في عظم الفخذ عن حفرة الورك. واما السبب الاخر فالاشيا التي من داخل مثل رطوبة مفرطة ترخي العضو حتى تزيله عن موضعه كالذي يعرض ايضا للثرب وللمعي اذا حدث في المجرى النافذ الى الانثيين رطوبة لزجة. واما اسباب فساد مشاركة العضو في الاتصال والانفصال فسبب الاتصال في ذلك شيان احدهما ضعف القوة المصورة او رداة المادة وذلك فيما كان من ذلك خلقة واما ما لم يكن من ذلك خلقة فسببه قرحة تحدث بين اللحمين فيعرض فيها عندما تندمل ان تتصل ما بين ذلك العضوين لفساد المادة او لان العضوين في حال نبات اللحم متصلين. واما اسباب تفرق اتصال هذه الاعضاء فهي بعينها اسباب تفرق اتصال الاعضاء المتشابهة الاجزاء وذلك اما من الاشياء التي من خارج مثل الاشياء التي تقطع وتهتك او ترض واما الاشياء التي من داخل بمنزلة الاخلاط الاكالة او الهاتكة بتمديدها واما /بثقلها اما الريح تتولد منها فهذه هي جميع اجناس اصناف الامراض البسائط ومن عرفها ضرورة عرف المركبات فقد ينبغي بعد ان نقول في الاعراض التي تعرض في افعال الغذا وانفعالاتها وننسب واحدا واحدا منها الى المرض الفاعل له فانه بمعرفة هذا يحصل علم الامراض على التمام في عضو عضو. القول في الاعراص. ولان العرض لما كان ليس شيا غير ضرر فعل الاعضاء او انفعالاتها او لاحق من لواحق ذلك كانت اجناس الاعراض الاول معادة لاجناس الافعال والانفعالات وقد تقدم في كتب الصحة ان الافعال منها ما تنسب الى النفس الغاذية ومنها ما تنسب الى النفس الحساسة ومنها ما تنسب الى الحركة ومنها ما تنسب الى قوة التحيل والفكر والذكر. وينبغي ان نبتدي اولا بالاعراض التي توجد في افعال القوى الغاذية اذ كانت هذه الافعال اشد ضرورية في وجود الحيوان فنقول ان الاعضاء التي اعدت نحو افعال هذه القوة كما قيل في كتب الصحة هي الفم والمري والمعدة والكبد والكلى والمثانة والمرارة والطحال والضرر اللاحق بالجملة لافعال الاعضاء وانفعالاتها يكون على ثلث انحاء اما ان يعدم العضو فعله او انفعاله اصلا حتى يكاد يكون تعطلا محضا واما ان ينقص عن الحال الطبيعية واما ان يكون عنه فعل ردي او انفعال ردي وينبغي ان نبتدي من اعضاء الغذا على الترتيب الذي لها في خدمة الغذا فنقول اما الفم فينقص فعله او يتعطل بالبثور الحادثة فيه والاورام وتعفن الاسنان وبالجملة جميع الامراض التي تتولد عن سوء المزاج المادي واما المري فانه ايضا يعتل بالاورام الحادثة فيه وهي المسماة خوانيق ومن شان هذه الاورام ان تحدث اما في عضله واما في غشايه وقد يتعطل ايضا فعله بانخزال فقرات العنق الى داخل اما لخلط مخاطي يتزلق به واما لشي من خارج وهذا النوع من الخوانيق اكثر ما يعتري الاطفال لرطوبة مزاجهم وبالجملة يلحقه جميع اصناف امراض سوء المزاج المادي وقد يلحقه ايضا امراض سوء المزاج الغير مادي كما حكى جالينوس ان فتا كان الاطباء تمنعه من الماء فشرب ماء باردا دفعة فاختل فعل القوة الجاذبة والدافعة من مريه ولم يقدر ان يزدرد شيا. في المعدة. واما المعدة فلما كانت يوجد فيها خمس قوى هاضمة وجاذبة وماسكة ودافعة ومميزة وجب ان تكون الاعراض اللاحقة لها معادة لهذه القوى فنبتدي فنخبر بالاعراض اللاحقة لواحد واحد من هذه الافعال. فنقول اما فعل الهضم فيها فانه اذا نقص يتولد عن ذلك حمضة في الطعام وذلك ان الهمضة سببها البرد ولذلك ما يكون هذا العرض لاحقا لها عن سوء مزاج بارد اما مادي واما غير مادي والغير مادي يكون اما من الاسباب التي من خارج واما من الاسباب التي من داخل. اما الاسباب التي من خارج فمنها الاشياء الباردة بالفعل. ومنها الاغذية الباردة بالقوة او الكثيرة الكمية او المتناولة في ازمنة متقاربة. واما الاسباب التي من داخل فهي الاخلاط الباردة وهذه الاخلاط على ضربين اما ان تتولد فيها واما ان تنصب اليها من اعضاء اخر والمخصوص بصب الخلط البلغمي اليها هو الدماغ كما ان المخصوص بصب الخلط السوداوي اليها هو الطحال لاكن ما يصب الطحال من ذلك اذا كان مقدرا في الكيفية والكمية كان فعلا طبيعيا واما اذا خرج في احدهما فانه يحدث فيه هذا النوع من المرض وهذه الاسباب بعينها اذا افرطت عليها تعطل فعلها جملة كما يكون ذلك في الهيضة التي يخرج فيها الطعام غير متغير وقد تكون هذه الاخلاط اذا طال مكثها في المعدة سببا لان تكتسب المعدة منها سوء مزاج بارد في نفس جرمها عسير البرء وان تمادى ذلك ال الى المرض المسمى شيخوخة. وقد تكون الاورام الباردة سببا لان يتلقى المعدة مثل هذا العرض ولا سيما اذا يبس الورم وصلب و الاخلاط المتولدة في المعدة بالجملة قد تكون متشربة في جرمها وقد تكون مصبوبة في تجويفها ويتولد ايضا عن نقصان فعل هذه القوة القراقر والرياح وان كنا نرى ان هذا العارض قد يشارك فيه ضعف القوة الماسكة فان المعدة اذا احتوت احتواء جيدا على الطعام فعلت فيه طبخا تاما ومتى لم تحتو عليه طفى الى اعلاها فيبرد هنالك وتولدت فيه رياح لان هذا الجزء منها عصبي كما تبين. وانما كانت الحرارة الضعيفة سببا لتولد الرياح لان القوية تفشها وتحللها تحليلا غير محسوس كما ان البرودة القوية ليس يتولد عنها رياح اذ كانت ليس من شانها ان تفعل في الغذا تبخيرا واما رداة الفعل اللاحق لهذه القوة فيلزم عنها بالجملة استحالة الطعام فيها الى كيفية ردية اما دخانية واما سهكة او غير ذلك وهو ظاهر ان هذا العرض انما يعرض لها من جهة الحرارة الغريبة لاكن بالجملة هي خارجة عن الطبع اكثر من الحرارة التي تدخن الاطعمة ولذلك كان المتولد عن هذه في الكيلوس انما هو عفونة وطعوم ردية مثل الجشى السهك والذي رايحته شبيهة برايحة من اكل الفجل فانه يظهر من امر هذه البقلة انها تستحيل في المعدة استحالة ردية واذا كان ذلك وتبين ان هذا العرض انما تلقاه الاطعمة في المعدة من اجل الحرارة الغريبة فالامراض الفاعلة لذلك هي ضرورة سو مزاج حار اما مادي واما غير مادي وغير المادي يتولد من الاطعمة الحارة والاشياء التي من خارج. واما المادي فيكون عن الاخلاط الصفراوية وهذه الاخلاط اما ان تكون منصبة اليها من غيرها من الاعضاء والعضو الاخص بذلك هو الكبد او المرارة في الذين تتصل المرارة بمعدتهم وذلك ان المرارة في بعض الناس يلقى لها مجرى متصل بالمعدة كالحال في الطحال واما ان تكون متولدة فيها لاكن ان قيل لهذه صفرا فباشتراك الاسم والخلط الذي بهذه الصفة اما ان يكون مصبوبا في قعرها واما ان يكون متشربا في جرمها وقد تلقى المعدة مثل هذا العرض بالاورام الحارة الحادثة فيها فهذه هي جميع الاعراض التي تلحق القوة الهامضة واما القوة المميزة التي فيها فانه اذا بطل فعلها او نقص تبع ذلك ضرورة ذبول فيها ونقص في ساير افعالها وسبب ذلك احد امرين اما سو مزاج حار يابس قد تشبث بجوهرها الاصلي واما بارد يابس والاول اذا طال به الزمان افضى بصاحبه الى حمى الدق والاخر الى الهرم المسمى شيخوخة وانما كان ذلك كذلك لان المميزة متى ضعفت او بطل فعلها تبع ذلك ان تضعف الغاذية التي فيها او تبطل فانا قد كنا وضعنا ان للمعدة اغتذا ما بالكيلوس والالم لم تحتو عليه. واما القوة الماسكة فانه اذا نقص فعلها تبع ذلك نفخ وقراقر وربما خرج الغذا غير منهضم وسبب هذا هو سو مزاج بارد رطب او بارد فقط مادي او غير مادي فاذا كاد ان يتعطل هذا الفعل جملة حدث عن ذلك المرض المسمى بزلق المعا. واما اذا كان امساكها الطعام امساكا رديا فانه يعرض لها حركة رعشية للمقاومة التي هنالك بين القوة الماسكة التي فيها وبين الثقل الذي في الاغذية ولذلك انما يظهر مثل هذا العرض فيمن شانه ان يعرض فيه اكثر ذلك عند الشبع المفرط والتملي من الطعام وهذا العرض انما تلقاه المعدة عن احد اصناف سو المزلج المادي او غير المادي. واما القوة الدافعة فاما ايضا ان ينقص فعلها وهذا يلزمه ضروره ان تبطيء الاغذية في المعدة وتتعطل فيكون عنه ضرب من المرض المسمى قولنجا وسبب هذا سو مزاج بارد اما مادي واما غير مادي. وقد يتعطل فعل القوة الدافعة لسدة حادثة في الامعاء كما يعتري في القولنج لاكن هذا التعطل هو لها عرضي. واما الافراط الحادث في فعل هذه القوة فيتبعه ضرورة ضرب من زلق المعي هو غير النوع الحادث عن تعطل القوة الماسكة ولذلك سبب هذا انما هو شيء يهيج القوة الدافعة الى الدفع حتى يفرط في ذلك كالاخلاط اللذاعة مثل الصفرا والبلغم/المالح البوزي والسودا الحامضة وربما كان ذلك لقروح في سطح المعدة وقد يكون ذلك ايضا لفساد الاغذية واستحالتها الى مثل هذه الاخلاط كما نرى ذلك يعرض في الهيضة العظيمة وربما ارتفعت امثال هذه الاسباب وبقيت القوة الدافعة تتحرك هذه الحركة الردية على ادنى شيء يطرأ عليها وذلك منها على سبيل الغلط لان تلك الحال قد صارت كانها ملكة ثابتة لها ولهذا جعل الاطباء المخدرات من احد ما يعالج به هذا العارض وسنبين هذا في الجزء العلاجي وربما كان سبب ذلك قروحا في سطح المعدة والعارض المسمى فواقا هو منسوب الى هذه القوة وسبب ذلك شيء مؤذ بكيفيته اما بارد واما حار وقد يكون ضرب منه عن سو مزاج حار يابس قد تمكن من جرم المعدة حتى احدث فيها ضربا من التشنج وهذا الصنف برؤه عسير او ممتنع وربما كان هذا التشنج من رطوبة في جرم المعدة العصباني على ما سيقال في اسباب التشنج وكذلك القي هو ايضا منسوب الى فعل هذه القوة لاكن ليس طبيعيا كالدفع الذي يكون لاسفل وذلك سببه انما هو شيء يطفو على فم المعدة اما رطوبة بلغمية او صفراوية وذلك انه متى كان امثال هذه الاخلاط في اعلى المعدة هاج عنه القي ومتا كان في اسفلها اج عنها الذرب وربما كانت هذه الاخلاط منصبة الى المعدة من ساير الاعضاء من الكبد ومن غيرها كما نرى ذلك في الذين يفرط بهم القي ويلقون منها برجا شديدا وبخاصة ما يكون عن الاخلاط الصفراوية وقد يكون عن السوداوية وهو رديء جدا. واما اختلال القوة الجاذبة من هذا العضو فاسبابها هي اسباب اختلال المريء واما ما يعرض لها من سقوط الشهو وافراطها فسنذكر اسباب ذلك عند ذكرنا الاعراض التي تلقى القوى الحسية في الامعاء واما الامعاء فلما كانت اظهر القوى فيها هي الدافعة ثم الماسكة كانت الاعراض اللاحقة لها بحسب اختلال هاتين القوتين اما القوة الدافعة فانه اذا تعطل فعلها او نقص كان عنه المرض المسمى قولنجا والعلة في اختلال هذه القوة هو اما سومزاج بارد او حار مادي اوغير مادي اما البارد فالامر فيه بين لانه يخدر القوة. واما الحار فليس ايضا بغريب ان يعرض عنه مثل هذا التعطيل فان الاعضاء انما تفعل افعالها بحرارة مقدرة فمتى خرجت تلك الحرارة في احدى الكيفيتين خروجا كثيرا تعطل فعلها اعني متى خرجت الى البرودة او الى الحرارة الا انه متى خرجت الى البرودة خروجا قليلا نقص فعلها واما اذا خرجت الى الحرارة خروجا قليلا فانه يكون لها فعل رديء مثل الدخانية التي تحدث في المعدة الحارة. وقد يكون السبب ايضا في تعطل فعل هذه القوة في الامعا السدة الحادثة فيها وذلك اما زبل غليظ او خلط غليظ او ريح او ورم وان كان الورم يوجد فيه ضرر الفعل بالجهتين اعني من حيث تكتسب المعى به سو مزاج مادي ومن حيث تطمس المجرى والريح تسد المعى بجهتين اما ان يقوم في وجه الثغل كما يعتري ذلك في القنوات التي يسير فيها الماء تحت الارض واما ان ينفتل بها المعى حتى تنسد. وقد تنسد المعى من الحيات المتولدة فيها ويعرض في هذا النوع من اختلال القوة الدافعة اعني التي يكون بالسدة ان ينعكس فعلها فتدفع الثفل الذي فيها الى المعدة فتدفعه المعدة بالقي وقد يكون سبب ضعف هذه القوة انسداد المجرى الذي يتصل بين المعى وبين المرارة فلا ينفذ اليها من المرارة ما يهيجها على دفع الثفل واما اذا كان فعل هذه القوة فعلا رديا فانه يكون عنه اسهال وذلك ان الثفل ليس يمكث فيها الزمان الذي ينبغي له ان يمكث فيها وسبب افراط القوة الدافعة يكون من انصباب الاخلاط اللاذعة اليها اما من الكبد والعروق واما من المعدة واما من المرارة وبالجملة من ساير الاعضاء واذا افرط لذع مثل هذه الاخلاط المعى حتى تنكاها يكون عن ذلك المرض المسمى سحجا. وقد يكون اختلال هذه القوة لموضع كيفية الاغذية اذا كانت منحرفة او دفعتها المعدة اليها غير منهضمة وقد يكون لموضع كميتها/ اذا كانت كثيرة وقد يكون ذلك لموضع انسداد المجاري التي بين الكبد وبين المعى فلا تبصر الى الكبد من الغذا شي فيثقل على القوة الدافعة فتدفعه وقد يكون ايضا السبب في ان لا ينفذ الغذاء الى الكبد غلظه في نفسه وهذا الغلظ اما ان يكون من طبيعة الغذا او اما من ضعف فعل المعدة فيه او من كليهما. وقد يكون ذلك ايضا من تعطل فعل القوة الجاذبة التي في الكبد كما نرى يعتري في امراض الكبد. واما القوة الماسكة فانه ايضا من ضعفها متى ضعف فعلها حدث عن ذلك ضرب من الخلفة وسبب ذلك ضرورة يكون سو مزاج اما مادي واما غير مادي. واما متى تعطل فانه يحدث عنه نوع من انواع العلة المسماة زلق الامعاء واما طرف المعا وهو العضو المسمى مقعدة فانه يختل فعله بثواليل تتولد فيه. واما من هتك البراز اليابس للحم الذي في ذلك الموضع واما من انفتاح العروق التي في ذلك الموضع وهذا النوع من الثواليل يكون عنه نزف الدم وربما كان خروج الدم من هذا الموضع على سبيل التنقية ويكون حينئذ محمودا ولذلك ما يقول ارسطو ان الدم الردي يجري من الانف والمقعدة. واما الكبد فانه لما كانت ايضا توجد فيها القوى الخمس كانت الاعراض اللاحقة لها بحسب ذلك فالقوة الهاضمة التي في هذا العضو اما ان ينقص فعلها فيتولد دما بلغميا فلا تزال الاعضاء تغتذي بذلك حتى ينقلب مزاجها الى طبيعة هذا الخلط وحينئذ يحدث المرض المسمى استسقا لحميا وسبب حدوث هذا العرض لها يكون لسوء مزاج بارد يغلب عليها اما مادي واما غير مادي وهذا المزاج قد يكون سببه الاغذية وتدبيرها وقد يكون من الامور التي تلقى البدن من خارج وبالجملة الاشيا التي عددنا انها اسباب المزاج البارد وقد يكون ايضا من مشاركة الاعضاء الخادمة له في فعله والمعينة كالمعدة فانها متى قصرت في طبخ الكيلوس وارسلته اليه غير نضج ودام ذلك منها استحالت طبيعة الكبد الى البرد ويشبه ان يكون الطحال يفعل ذلك عند ضعفه فانه اذا لم ينق الدم من الجزء البارد اليابس احال طبيعة الكبد الى البرد وكذلك ايضا تفعل المعا الدقاق فانه قد يستضر الكبد بمشاركتها اعني متى عرض للمعى سو مزاج وسوء المزاج المادي الحادث في الكبد قد يكون مع تورم وقد يكون مع غير تورم لاكن الاورام انما تكون اكثر ذلك سببا لمثل هذا المرض عندما تحجر وتصلب وقد يكون سبب سوء هذا المزاج في الكبد مرض الي كالسدة العارضة فيه فان السدة من شانها ان تطفي الحرارة الغريزية لا سيما اذا كان الخلط الفاعل لها باردا واما اذا كان فعل القوة الهاضمة في هذا الفعل رديا فانه يتبع ذلك من الاعراض احد امرين اما الاستسقا المعروف بالطبلي واما الامراض المتولدة عن المرة الصفراء وذلك انه ينبغي ان تصور من امر هذه الاعضاء انها انما تفعل افاعيلها الطبيعية بحرارة مقدرة بالبرودة فانه قد تبين في العلم الطبيعي ان البرودة الة على جهة التعديل للحرارة التي هي الفاعلة اولا وبالذات واذا كان ذلك كذلك فكل عضو انما يفعل بحرارة مقدرة ملايمة لفعله فمتى تزيدت البرودة في ذلك العضو تزيدا ليس بمفرط ولا تخرج به تلك الحرارة عن صورتها الطبيعية نقص فعل ذلك العضو ضرورة كالطعام الذي يحمض في المعدة الباردة والدم البلغمي الذي يتولد في الكبد الباردة ومتى تزيدت الحرارة الفاعلة تزيدا يسيرا ليس يبلغ بذلك ان تخرج تلك الحرارة الفاعلة عن طبيعتها افرط ذلك العضو في فعله كالمعدة التي تدخن الاطعمة والكبد التي تولد مرارا كثيرا واما متى تتزيدت البرودة او الحرارة تزيدا كثيرا حتى يخرج بذلك الحار الغريزي الذي في ذلك العضو عن صورته الطبيعية كان فعله حينئذ مباينا بجوهره للفعل الطبيعي كالمعدة التي تتعفن فيها الاطعمة وتسمك ولذلك امثال اسباب هذه الامراض تكون عن سو المزاج الحار كما تكون عن سو المزاج البارد اعني قد يكونان سببا متقدما لذلك وقد تبين هذا بالقول العام من امر جميع الاعضاء فالكبد اذا اصابها /سو مزاج حار غير مفرط ولدت مرار كثيرا واذا افرط ذلك بها حتى يكاد ان تخرج بذلك عن صورتها الجوهرية كانت بالحرارة التي فيها افعالها حينئذ غريبة عن الافعال الطبيعية فتكون حينئذ اكثر افعالها انما هي من حيث هي حرارة مطلقة لا من حيث هي حرارة كبدية واذا كان ذلك كذلك فالفعل الذي للحرارة بما هي حرارة بسيطة اذا وردت عليها رطوبة مايية هو ان تبخر الجزء الماي الذي فيها وتولد عنها رياحا ولذلك ما يحدث عن مثل هذه الحرارة اذا حصلت في الكبد النوع من الاستسقا المعروف بالطبلي فان كان السبب في انسلاخ الحرارة الطبيعية مرضا حارا نسب اليه وان كان باردا نسب اليه ولذلك ما نرى الاطباء يتحيرون في توفية اسباب هذا النوع من الاستسقا لانهم يجدونه يحدث عن الحر كما يحدث عن البرد وهو من اعسر انواع الاستسقا علاجا لهذا السبب بعينه. واما اسباب حدوث سوء المزاج في الكبد فهي بالجملة اسباب حدوث الامراض الحارة المادية وغير المادية ويخص الكبد انه ربما لحقه هذا الضرر من تعطل فعل المرارة اما لسدة تعرض في المجرى الواصل اليه. واما لضعف القوة الجاذبة التي في المرارة واما لانسداد المجرى النافذ من المرارة الى المعي ولضعف القوة الدافعة لان هذا اذا انسد عرض عن ذلك ما يعرض لمن انسد امعاه من انه لا يتشهى الغذا ولا يطلبه وانما كان ذلك كذلك لان كل عضو انما فيه القوة الجاذبة من اجل الغاذية والغاذية انما يتم فعلها بالاربع قوى فمتى تعطلت واحدة تعطل الغير وكذلك ينبغي ان نتصور الامر في الكبد مع المرارة. والعرض المسمى يرقانا انما يحدث ضرورة لاحد امرين اما لتعطل فعل المرارة او نقصان فعلها فيبقى المرارة منبشما في الدم فتقذف به القوة الدافعة الى سطح البدن على جهة ما تدفع الفضول وهذا نوع سالم واما لان الكبد او الاعضاء قد ساء مزاجها وافرط جدا في الحر كما يعرض ذلك عند تولد الورم الصفراوي فيها او شرب السموم الحارة فيكثر توليدها للمرة الصغرا حتى يظهر على سطح البدن ويكون ظهورها لمكان كثرتها لا لمكان الاصلح وتنقية البدن ولذلك كان هذا الصنف مذموما وقد يحدث ذلك في الكبد عن دوا سمي يسقاه الانسان كالبيش وغير ذلك. واما القوة المميزة التي في هذا العضو فانها اذا ضعف فعلها تبع ذلك انتشار الاخلاط في البدن حتى يحدث عن ذلك افات كثيرة. واحد ما يحدث عن ذلك هو الاستسقاء الزقي وذلك في المايية المبثوثة في الكيلوس اذا لم تخلصها هذه القوة انتشرت في الدم فتدفع بها الطبيعة الى ما تحت صفاق البطن وقد قيل انها انما تندفع الى ما تحت الصفاق في عروق السرة وذلك ان هذه العروق متصلة بالكبد ومنها تخرج الفضلة المايية التي في الجنين في حين تكونه في الرحم وقد يلقى هذا العرض ايضالضعف القوة الجاذبة التي في الكلى وانسداد المجرى وضيقه واما القوة الماسكة فانها ايضا اذا ضعفت في هذا العضو كان ذلك سببا لان يخرج عنه الدم غير منهضم فجا. والقوة الدافعة اذا ساء فعلها في هذا العضو قذفت بالدم المتولد فيه الى المعى على الجداول التي منها تجتذب الغذاء فيحدث عن ذلك خلفة دموية وذلك لمكان حدة الدم او لسوء مزاج. واما القوة الجاذبة فانها اذا ضعفت او تعطل فعلها حدث عن ذلك خلفة ودرب. وسبب الضرر الداخل على هذه القوى بالجملة يكون اما من الامراض المنسوبة الى الاعضاء الالية او البسيطة لاكن الالي انما يكون ها هنا سببا بالعرض وبتوسط المرض المزاجي المنسوب الى الاعضاء البسيطة وهذان الصنفان من الامراص تضر العضو بجهتين اما بحلوله اولا فيه واما بكونها في عضو مشارك له. وقد يسئل سايل ويقول اذا كان احد ما تختل به افعال الاعضاء هي امراض الاعضاء المشاركة لها وكان على رايكم القلب هو الذي يعطي الكبد الحرارة الغريزية التي بها تكون افعاله فما بال الكبد لا تختل افعالها بامراض القلب. فنقول ان القلب لما / كان هو العضو الرئيس باطلاق لم يحتمل ان يوجد فيه من الامراض ما يضر بالكبد او غير ذلك من الاعضاء والحيوان بعد حي وذلك على الاكثر بل معظم الافات التي يلقاها القلب والحيوان حي هي بالنسبة الى غيره من الاعضاء غير محسوسة لاكن مع هذا ليس يمنع ان يلحق القلب امراض خفية من سوء المزاج هي بالاضافة الى الكبد عظيمة فان ادنى حركة تقع للسكان تكون سببا لحركة عظيمة في مقدم المركب وكذلك يشبه ان يكون حال القلب مع الاعضاء الرئيسية كلها ولذلك ينبغي عند معالجة الكبد ان لا تهمل العناية بالقلب كل الاهمال بل يجب ان يصرف اليه منها مقدار كبير وسنبين هذا عند القول في حيلة البرء. واما الهضم الذي يكون في العروق فان الاعراض التي تلحقه هي اكثر ذلك تابعة لامراض الكبد وقد يلقى العروق عرضا خاصا بها وهو انبثاق الدم وسيلانه وسبب ذلك يكون اما في الامراض فالقوة الدافعة وخاصة في البحارين المحمودة. واما ما كان منه عرضا صرفا فالسبب فيه يكون اما لذع الدم وحدته حتى يفرق الاتصال الذي في افواه العروق واما لطافته كما نرى ذلك في الخيلان التي تخرج على الجسم وكما يعتري ذلك في رقاق الزيت واما لموضع كثرة الدم اذا لم يسع تجاويف العروق وقد يكون ذلك بسبب ضعف العروق انفسها وتاتيها لان تنصدع اما لرقتها واما لافراط الصلابة عليها والذي يهتك مثل هذه العروق بسرعة هي اما كثرة الدم واما الاشيا التي من خارج بمنزلة السقطة والطفرة ويلحق عن الامراض الموجودة في هذه الاعضاء وفي الكبد اعراض كثيرة في النزل سنفصلها في كتاب العلامات فان اولى المواضع بذكرها هو ذلك الكتاب. واما الاعراض التي تلحق الهضم الاخير الذي في الاعضاء انفسها فانها ايضا تلك الاصناف الثلاثة بعينها اما ان تبطل افعالها الغاذية فيه كالذي يعرض في السل واما ان تنقص كالذي يعرض في الهزال واما ان تختل فيعرض عن ذلك البرص والبهق وسبب هذه الاعراض يكون اما لسوء مزاج في الاعضاء انفسها واما بالمشاركة مثال ذلك البرص فانه يتولد من احد امرين اما لضعف القوة الهاضمة التي في العضو واما لرداة المادة الواصلة للعضو وذلك لرداتها في نفسها او لضعف الكبد والعروق واما البهق فالسبب فيه اكثر ذلك انما هو ضعف القوة المميزة التي في الكبد او ضعف الطحال عن جذب العكر السوداوي او سوء مزاج الكبد والعروق حتى يكثر تولد هذا الخلط عنها وقد يكون ذلك لسوء مزاج في الاعضاء انفسها فان هذا غير ممتنع وقد يكون ذلك لمكان الاغذية انفسها وينبغي ان تفهم عنا عند تعديدنا لاسباب هذه الاعراض انه ليس تعديدنا لاشيا متعاندة لا يمكن ان تجتمع باسرها بل في الاكثر انما تكون الاعراض اللاحقة لها عن اكثر من سبب واحد منها وربما كانت عن جميعها والهضم الذي يكون في الدماغ يلقى عرضا خاصا به وذلك انه تنقص قوته الهاضمة او تتعطل فيلحق عن ذلك سيلان فضول على الانف والحنك غير نضجة وهذا العرض هو المسمى نزلة وهذا المرض يلفى متكونا عن الاشيا الباردة التي من خارج وقد يلفى ايضا عن الاشيا الحارة وينبغي ان ننظر كيف تولد ذلك عنها فنقول القوة الهاضمة لما كانت الفضلة التي تسيل في هذا المرض نية غير نضجة دل ذلك على ان الفاعل لهذا المرض هو ضعف القوة الهاضمة لسو مزاج بارد غلب عليها لاكن اما هذا في النزلات التي سببها الاشيا الباردة من خارج فمطابق لما يظهر من هذا القول. واما النزالات التي تحدثها الاشيا الحارة من خارج فيعسر فيها تصور ضعف القوة الهاضمة لاكن ضعفها في هذا المرض انما يكون بضرب من العرض اعني لكثرة المادة ورطوبتها وذلك ان الحرارة من شانها ان ترطب الاشيا المنعقدة وتذوبها مع انه تجذبها الى الراس من جميع البدن واذا كان ذلك كذلك فتلغى القوة الهاضمة التي في الدماغ مثل هذا العرض اعني انها تبرد مع ان الحرارة الغريبة التي من خارج من شانها ان تبرد الحرارة الغريزية كما تفعل الشمس بالنار فهذا هو القول في جميع الهضوم ان شيت ان تجعلها ثلثة على ما يفعل جالينوس او اربعة على /ما يقوله ابن سينا الا ان الاولى ان لا تجعل الهضم الذي في العروق هضما ثالثا اذ كان ليس يلفى فيها للدم انقلاب الى صورة اخرى كالحال في المعدة والكبد والاعضاء انفسها فان المعدة تقلب الغذا كيلوسا والكبد تقلبه دما احمر وسائر الاعضاء تقلبه شيئا ابيض واما العروق فليس له فيه مثل هذا التاثير وان كنا ندرك بالقياس ان لها فيه تاثيرا ما. وقد ينبغي ان نصف الاعراض الداخلة على العضو الرئيس في هذه القوة الغاذية وهو القلب ثم نسير بعد ذلك الى الاعراض التي تدخل على الاعضاء الخادمة للكبد ثم الاعراض الداخلة على اعضاء الات التناسل وبذلك يكمل القول في الاعراض الداخلة على القوة المنسوبة للنبات من قوى النفس. القول في القلب فنقول ان الاعراض التي تلحق القلب هي الغشي والخفقان وبالجملة خروج النبض على المجرى الطبيعي وسبب هذا ضرورة يكون اما شي من خارج واما من داخل. اما الاشيا التي من خارج فالامور النفسانية التي تحر مزاج القلب كالغضب او التي تسير بالحرارة المنتشرة في جميع البدن اليه كالفزع وذلك ان من شان مزاج القلب اذا استحر اكثر مما ينبغي ان تفرط حركته النبضية طلبا لتعديل مزاجه بادخال الهوا واخراجه.
صفحہ 145