فقيل : بقبول أخبارهم لتحاشيهم عن الكذب وتجنبهم له، سيما الخوارج. فإنهم يعتقدونه كفرا. وكذا تقبل فتاواهم .
وقيل : لا يقبلان كما في كافر التصريح وفاسق.
وقيل: تقبل أخبارهم لما تقدم. دون فتاواهم. لأن خطأهم في الأدلة العقلية يرجح الظن بخطأ هم في الإمارات. وهذا قوي والله أعلم.
(( والصحابي )) _ بياء النسبة _ اسم لنوع خاص من بين من يطلق عليه اسم الصحبة.
وهو(( من طالت مجالسته للنبي صلى الله عليه وآله وسلم متبعا لشرعه )) فمن لم تطل مجالسته للنبي صلى الله عليه وآله وسلم، أو طالت من دون اتباع لشرعه، لم يسم بهذا الاسم. ولا يحتاج إلى أن يزاد في الحد: وبقي على ذلك بعد موته. لأنه يخرج بذلك من مات قبل وفاة الرسول صلى الله عليه وآله وسلم. وكذا من فسق. لأن الفسق لا يخرجه عن كونه صحابيا.
واعلم أنها تتعلق بمعرفة الصحابة أمور:
منها: العدالة. كما سيأتي .
ومنها: إذا قال: أمرنا بكذا. هل يحمل إن الآمر الرسول صلى الله عليه وآله وسلم أم لا؟
فقيل: يحمل.
وقيل: لا يحمل.
وهذا الخلاف إنما هو في الصحابي فقط .
ومنها: إذا نقل خبرا عن النبي صلى الله عليه وآله وسلم هل يحمل على أنه سمعه منه أو أرسله؟ ومن غيره لا يحمل إلا على الإرسال .
ومنها: إذا ذكر حكما طريقه التوقيف. هل يحمل على الاجتهاد أو على التوقيف؟ إلى غير ذلك .
فإن قلت: وبماذا يعرف الصحابي ؟!
قلت: إما بمشاهدة، أو بتواتر، كما في العشرة، أو بإجماع الأمة أن فلانا صحابي، وهذه تفيد العلم.
صفحہ 35