============================================================
باشرت فيه حتى آدركت أن فيه مادة كبيرة منثورة في بطون الكتب، ولم يتعرض لها احد بمقال منتظم حسب ما اطلعت عليه.
يعتبر الشعر أقدم مصدر في معرفة العرب للجغر افية الفلكية قبل الاسلام، فنجد أتفسنا معتمدين عليه اعتمادا كليا في كثير من الأحيان وبالأخص فأن الشعر قد اثر بشكل كبير في حياة العرب، يقول كر اتشكوفسكي: (قد وصلت إلينا هذه المادة في آثار فريدة ربما كانت الوحيدة من نوعها في الأدب العالمي)(2) وشيئا فشيئا تجمعت لدى العرب عن التجوم معلومات مختلفة صاغوها في صورة شعر، فتجارتهم ويداوتهم وافقهم قد مهد للعرب في الحصول على تجارب عملية احتاجوا إليها(5)، فيقول القائل: وندلج الليل على قياس (2) أي: نجعل مقادير ركوبنا ومسيرنا بسقوط النجوم ومتله قول الآخر: وقيلوا تحت بطون الكواكب(2) وقد اتسعت مدارك العرب الحضر والبدو قبل الإسلام في الجغر افية الفلكية، فقوة ملاحظاتهم للظواهر الطبيعية المحيطة بهم آمر بنيهي مرده الى طبيعة حباتهم تفسها، (والبدو عادة يتمتعون بمعين لا ينضب من التجارب (4) تاريخ الادب الجغر افي 43/1.
(5) ابن العبري: أبو الفرج غريغوريوس بن اهرون الملطي (المتوفى: 685ها 1286م): تاريغ مختصر النول؛ ط1 (نسخة منفحة [عن طبعة: اكسفورد- 1663م] بلا تاريخ) ص94.
(7) ابن قتيبة: الأنواء ص190.
(4 المصدر نفسه: ص191.
صفحہ 47