============================================================
الفصل الاول بأريخ دلاتآل القبلة ومصنفاتها قسمت العرب العلوم على قسمين أحداهما: (الطوم القديمة) وهي اللغة والكلام والفقه والتاريخ والتفسير، والتي يعود نشوؤها إلى العصر الأموي والآخر: (العلوم الحديثة) وهي: الفلك والرياضيات والطب والفلسفة والسياسة المستحدثات في العصر العباسي(1).
وقد ضموا الجغر افية إلى العلوم الدقيقة التي هي أقرب ما تكون إلى علم القلك بادى الأمر؛ منأثرين بذلك بما تعرفوا عليه من المصتفات الهندية ثم اليونانية، وما احتاجوا له في إداء فريضة الحج، وتحديد بداية الصوم ونهايته، ومواقيت الصلوات الخمس، واتجاه للقبلة، وبتاء قبلة المساجد من بلد إلى آخر، استدعى معرفة جيدة بالفلك والرياضيات(2). كل هذا كان باعثا على تشوء علم جديد يعرف بالجغر افية الفلكية في البدء وأنا اكتب هذا المبحث عن تاريخ دلائل القبلة كان من الصعب تحديد التجاه كتابة هذا الموضوع لاعتقادي بفلة المادة التي يقول عنها ابن قتيبة: (وقد كان هذا الشأن عزيزا، والمعنيون به قليلا)(2)، فما أن (1) حاجى خليفة: كشف الظنون 38/1 وما بعدها.
(2) كر اتشكوفسكي: تاريخ الأدب الجغرافي 20/1.
(3) ابن قتيبة: أبى محمد عبد الله بن مسلم الدينوري (المتوفى: 276 ه/ 889م): الأنواع قمواسع العر، سلسلة خزاثن التراث (بغداد: دار الشؤون التقافية العامة 1988م) ص8.
صفحہ 46