قیمتی معاہدہ کی وضاحت میں اماموں کے احکام
العقد الثمين في تبيين أحكام الأئمة الهادين
اصناف
يا ابن اليمان ستبايع قريش عليا، ثم تنكث عليه وتحاربه وتناضله وترميه بالعظائم، وبعد علي سينكث بابنه الحسن(2) ثم الحسين وتقتله أمة جده، لعنت من أمة، ولعن القائد لها، والمونب(3) لفاسقها، فوالذي نفس علي بيده لا تزال هذه الأمة بعد قتل الحسين ابني في ضلال، وظلم، وعسف، وجور واختلاف في الدين، وتغيير وتبديل لما أنزل الله في كتابه، وإظهار البدع، وإبطال السنن، واحتيال، وقياس مشتبهات، وترك محكمات حتى تنسلخ من الإسلام، وتدخل في العمى، والتلدد، والتكسع، مالك (يا)(4) بني أمية لاهديت، ومالك بني فلان لك الإتعاس، فما في بني فلان إلا ظالم متعد يتمرد على الله بالمعاصي، قتال ولدي هتاك ستر(5) حرمي، فلا تزال هذه الأمة حيارى يتكالبون على حرام الدنيا، منغمسين في بحار الهلكات في أودية الدماء حتى إذا غاب المتغيب من ولدي عن عيون الناس، وهاج الناس بفقده أو بقتله أو بموته، أطلقت الفتنة، ونزلت البلية، والتحمت المصيبة، وغلا الناس في دينهم، وأجمعوا أن الحجة ذاهبة، والإمامة باطلة، وحج حجيج الناس في تلك السنة من شيعة علي للجسيس(1) والتحسيس عن خلف الخلف، فلا يرى له أثر، ولا يعرف له خبر، فعند ذلك سب(2) شيعة علي على سبها أعداؤها، وظهرت عليها الفساق والأشرار(3) باحتجاجها حتى إذا اتقنت(4) الأمة وتدلهت وأكثرت في قولها: إن الحجة هالكة، والإمامة باطلة، فورب علي أن حجتها عليها قائمة ماشية في طرقاتها داخلة في دورها وقصورها، جوالة في شرق هذه الأرض وغربها، تسمع الكلام وتسلم على الجماعة، وترى ولا ترى إلى الوقت والوعد، وينادي المنادي(5) من السماء ذلك يوم فيه سرور ولد علي وشيعة علي))(6).
فتأمل هذا الخبر وما فيه من الإختلال لمن كان له نظر ثاقب، منها أنه نص على مغيب الحجة، ولا يلزم فرضها إلا بحضورها، ومنها أنه قال: إن حجتها عليها قائمة ماشية في طرقها داخلة في دورها، حوالة في حضورها، جوالة في شرق الأرض وغربها، تسمع الكلام، وتسلم على الجماعة وترى ولا ترى، فأي ذنب على المتحير إذا كانت هذه صفة الحجة، ولم يجد طريقا إلى الإتصال بها، فما جرمه عند ربه، وعلى أن الأئمة يجب عليها إقامة الحجة ونصح الأمة ولا سيما من كان راغبا في حضورها ساعيا في تغليظ جمهورها، وأما ما ذكر من الوعد فأين الطريق إلى العلم بالوعد عن الله تعالى وعن رسوله صلى الله عليه وآله وسلم إن كان من فرض المكلفين انتظاره ؛ لأن الله تعالى لا يأمرهم بأمر ولا يجعل لهم سبيلا إليه.
صفحہ 237