5- وقال الشوكاني: "برز في جميع الفنون، وفاق الأقران، واشتهر ذكره، وبعد صيته، وصنف الكتب المفيدة، كالجامعين في الحديث، والدر المنثور في التفسير، والإتقان في علوم القرآن، وتصانيفه في كل فن من الفنون مقبولة، وقد سارت في الأقطار، مسير النهار"(¬6) 6- وقال الشيخ محمد صديق حسن خان: " وقد عني بعلم اللغة ثلة من السلف المبرزين، وجلة من الخلف المتقنين، ولم يعن بأصولها وارتيادها إلا واحد- فيما علمت- من الفحول وهو الجلال السيوطي في المزهر، أجزل الله له الأجر الوافر"(¬1)
7- وقال أحمد بن الأمين الشنقيطي: "إن الحافظ جلال الدين عبدالرحمن السيوطي - رحمه الله تعالى- خدم لغة العرب خدمة قصر عنها معاصروه، ولم يفته فيها سابقوه، وقد ألف فيها كتبا كثيرة، منها ما خص به أصولها، ومنها ما خص به فروعها، وقلما غاص في لجة إلا استخرج ما فيها من الدر، وإن فاتته نكتة في كتاب فما ذاك إلا أنه أدرجها في غيره من كتبه، ومن أجمع ما ألف وأنفع ما صنف " همع الهوامع على جمع الجوامع"(¬2)
وخلاصة القول في درجة علم الإمام السيوطي أنه أحد أشهر علماء القرن التاسع، له إلمام متفاوت بشتى المعارف والفنون، وهو إمام في أربعة منها هي:
? العربية
? والتفسير
? والفقه
? والحديث
هذا ما نستفيده من أقواله ومؤلفاته، وأقوال معاصريه، وتلاميذه، ومترجميه .
عدد مؤلفاته
شرع السيوطي في التصنيف سنة (866ه) (¬3)، وإذا ما أردنا التثبت أكثر، فلنؤرخ بكتبه، فمن الكتب المهمة ما ألفه وعمره عشرون سنة أو أقل مثل" طبقات النحاة"(¬4) و"تكملة تفسير جلال الدين المحلي"(¬5)، ويفهم من هذا أنه تمكن من التأليف المعتبر في سن مبكرة من عمره، وبقي يؤلف إلى سنة وفاته (911ه) رحمه الله تعالى، أي لمدة أربعين سنة؛ وهذا أحد أسباب كثرة تآليفه، وقد اتفق الدارسون على أنه أحد المكثرين في التصنيف، وأن مؤلفاته قد بلغت المئات.والراجح أنها بين الخمسمائة والستمائة.
صفحہ 38