3) وقال تلميذه الداودي:" كان جبلا راسخا في سائر الفنون والعلوم وما تزلزل في جواب أجاب به، وكان حافظا لحديث رسول الله صلى الله عليه وسلم بجميع أنواعه وفنونه كلها: في صحيحه، وحسنه، وضعيفه، وموضوعه وطرقه، وغريب ألفاظه، وشرحه، وإعرابه، وحل مشكله، واستنباط فقهه، وأحكامه، وأسماء رجاله، وضبطهم ، وجرحهم، وتعديلهم، ومواليدهم ووفياتهم، له اليد الطولي في هذه الفنون كلها، وله في هذه الأنواع مؤلفات متكفلة بذلك، لا يحتاج معها إلى غيرها..". (¬5) 4) ونقل عنه تلميذه الشعراني أنه يحفظ مائتي ألف حديث، ولو وجد أكثر لحفظه(¬1).
5) قال الإمام الشوكاني عنه: "إمام كبير في الكتاب والسنة، محيط بعلوم الاجتهاد إحاطة متضاعفة، عالم بعلوم خارجة عنها"(¬2).
الثالث: مؤلفاته
أما كثرة مؤلفاته فشيء متفق عليه، إذ ما من فن من الفنون إلا وقد كتب فيه، وأكثر الذين ترجموا له ذكروا أن له مؤلفات بلغت المئات، ولكن نورد الآن أقوال بعض العلماء تشهد على قيمة هذه المؤلفات:
1- ونبدأ به هو نفسه حيث قسم مؤلفاته إلى سبعة أقسام، القسم الأول منها قال عنه: "ما أدعي فيه التفرد، ومعناه أنه لم يؤلف له نظير في الدنيا فيما علمت" وذكر ثمان عشرة كتابا (¬3)
2- تلميذه الداودي، وقد سبق قوله: "وله في هذه الأنواع مؤلفات متكفلة بذلك، لا يحتاج معها إلى غيرها".
3- قال ابن العماد الحنبلي "المسند المحقق المدقق، صاحب المؤلفات الفائقة، النافعة" وقال أيضا عن مؤلفاته: "الحافلة، الكثيرة، الكاملة، الجامعة، النافعة، المتقنة، المحررة، المعتمدة، المعتبرة"(¬4)
4- قال الغزي: "ألف المؤلفات الحافلة، الكثيرة، الكاملة، الجامعة، المتقنة المحررة، المعتمدة، المعتبرة"(¬5)
صفحہ 37