وفي قوله تعالى: {ءاباؤكم وأبناؤكم لا تدرون أيهم أقرب لكم نفعا} قال ابن عباس: ذلك في الآخرة يكون الوالد في درجة، والولد في درجة أسفل منها أو فوقها، فيرفع الأسفل إليه، قال ابن عباس، وهو قوله أيضا: {والذين ءامنوا واتبعتهم ذريتهم بإيمان ألحقنا بهم ذريتهم} يعني في درجاتهم، وفي قوله تعالى : {وإذا رأيت ثم رأيت نعيما وملكا كبيرا} قال ابن عباس: إن الملائكة تأتيهم بالهدايا، والكرامة من عند الله، فلا يدخلوا عليهم، حتى يستأذنوا، فذلك الملك الكبير، وقاله الحسن أيضا. وأما قوله تعالى: {قل إن الخاسرين الذين خسروا أنفسهم وأهليهم يوم القيامة} قال ابن عباس: لكل رجل منهم من بني آدم قصر آهل، ومنزل في الجنة، فإذا دخل النار صارت منازلهم، وأهليهم للمسلمين، فذلك قوله تعالى: {أولئك الذين/ خسروا أنفسهم وأهليهم يوم القيامة} وهو قوله أيضا: {أولئك هم الوارثون. الذين يرثون} قال: يرثون من الكفار أهليهم، ومنازلهم في الجنة، وفي قوله تعالى: {ويطوف عليهم غلمان لهم كأنهم لؤلؤ مكنون} قال ابن عباس: شبههم بصفاء اللؤلؤ المكنون الذي قد كن من أن يصيبه شمس، وريح، أو مطر، وفي قوله تعالى: {كأنهن الياقوت والمرجان} قال المرجان كبار اللؤلؤ. فشبه صفاءهن بصفاء الياقوت، وبياضهن ببياض اللؤلؤ الكبير، وفي قوله تعالى: {إخوانا على سرر متقابلين} قال ابن عباس: لا ينظر أهل الجنة بعضهم إلى قفا بعض إنما ينظر بعضهم إلى وجه بعض.
قال سفيان الثوري: ينظر أحدهم إلى ما خلفه كما ينظر إلى ما بين يديه، وفي قوله تعالى متكئين: {على سرر موضونة} قال ابن عباس: مزمولة بالذهب، وقضبان اللؤلؤ.
قال عبد الملك: والمزمولة المضفورة المنسوجة، زمال السرير فرشه بالسريك والحجال، وفي قوله تعالى: {إن أصحاب الجنة اليوم في شغل فاكهون} قال ابن عباس في افتضاض العذارى كلما افتض أحدهم عذراء عادت عذراء بذكر لا يمل، وفرج لا يمني، وشهوة لا تنقطع.
وفي قوله تعالى: {هم وأزواجهم في ظلل على الأرائك متكئون} قال: الأرائك هي السرر في الحجال.
Sayfa 79