وفي قوله تعالى: {ويلبسون ثيابا خضرا من سندس وإستبرق} قال قتادة: السندس من الوشي، والإستبرق/ الديباج، وقال عكرمة مثله، وفي قوله تعالى: {فاليوم الذين ءامنوا من الكفار يضحكون} قال قتادة: إن في السور الذي بين الجنة والنار كوى، فإذا أراد الرجل من أهل الجنة أن ينظر إلى عدوه من أهل النار كيف يعذب اطلع، فينظر إليه، وإن شاء نظر إليه، وهو متكئ على أريكته، وذلك أن الملائكة تأتي أهل النار، فيفتح لهم بابا من النار، وتناديهم ألا هلموا ألا هلموا فيذهبون مسرعين يجرون الأغلال، والسلاسل، ويجرون على وجوههم طمعا في الخروج، فإذا قاربوا أغلق الباب دونهم، وأهل الجنة ينظرون إليهم، وهم متكئون على أرائكهم، فيضحكون منهم، فذلك قوله عز وجل: {فاليوم الذين ءامنوا من الكفار يضحكون. على الأرائك ينظرون} وهو قوله أيضا: {الله يستهزئ بهم} وهو قوله أيضا: {يخادعون الله وهو خادعهم} وقوله تعالى: {قال قائل منهم إني كان لي قرين. يقول أءنك لمن المصدقين. أءذا متنا وكنا ترابا وعظاما أءنا لمدينون. قال هل أنتم مطلعون. فاطلع فرءاه في سواء الجحيم} قال قتادة في وسط الجحيم قال: الجحيم قال: فوالله لولا أن الله عرفه به ما عرفه لقد تغير لونه، وشعره، قال: {تالله إن كدت لتردين. ولولا نعمة ربي لكنت من المحضرين}/ قال: في النار {أفما نحن بميتين. إلا موتتنا الأولى وما نحن بمعذبين. إن هذا لهو الفوز العظيم. لمثل هذا فليعمل العاملون} وفي قوله تعالى: {بطائنها من إستبرق} قال قتادة: الإستبرق الديباج وقال الحسن مثله، وقال بطائنها هي التي تلي جلودهم، وهي ظواهر العرش.
241- قال عبد الملك: وحدثني أسد بن موسى، عن الكلبي، عن أبي صالح، عن ابن عباس في قوله تعالى: {وعلى الأعراف رجال} قال:هم قوم استوت حسناتهم، وسيئاتهم، وقوم قتلوا في سبيل الله بمعصية آبائهم، فجاوزت بهم حسناتهم النار، وقصرت بهم سيئاتهم عن الجنة، والأعراف سور بين الجنة، والنار، وقوله تعالى: {يعرفون كلا بسيماهم} قال: يعرفون من دخل الجنة ببياض وجهه، وسواد عينيه، ومن دخل النار بسواد وجهه، وزرقة عينيه، فإذا نظروا إلى أهل الجنة قالوا: {سلام عليكم} قال الله تعالى: {لم يدخلوها وهم يطمعون} قال: ثم يدخلهم الله عز وجل الجنة بعد، وهم لا يطمعون في دخولها.
وفي قوله تعالى: {مقصورات في الخيام} قال ابن عباس رضي الله عنهما: محبوسات في الخيام، والخيمة الواحدة مجوفة أربع فراسخ في أربع فراسخ. وفي قوله تعالى: {وحور عين} قال/ ابن عباس: الحور: البيض، والعين: الحسان العيون. وفي قوله تعالى: {جنات عدن مفتحة لهم الأبواب} قال ابن عباس: عدن دار الرحمن والجنات حولها، فأيهم كان أقرب إليها، فهو أفضل، وهو قوله: {جنات عدن مفتحة لهم الأبواب}.
وفي قوله تعالى: {ويدخلهم الجنة عرفها لهم} قال ابن عباس: يكون أحدهم إذا دخلها أعرف بمنزله من أحدكم بمنزله إذا انصرف من الجمعة.
Sayfa 78