أصابَهُ تلكَ الأَفْكَةُ (^١) قتلتْه، ومَن خَرج معهم اتَّبعَه حجرٌ حيث كان حتى يَقتلَهُ، وارتحل لوطٌ ببناته - وهنّ ثلاثُ بناتٍ - حتى إذا كان بمكانٍ من الشَّام مَرِضَتِ الكُبرى فتُوفِّيَتْ، فخرج عندَها عينٌ يقالُ لها: عينُ الرّايةِ (^٢)، ثم ارتحلَ أيضًا فمَرِضَتِ الصُّغْرى، فخرجتْ عندَها عينٌ يقالُ لها: الزّعريّةُ (^٣)، فما بَقِي من بناتِهِ إلا الوُسْطى.
[قولُهُ تعالى: ﴿وَلَقَدْ كَذَّبَ أَصْحَابُ الْحِجْرِ الْمُرْسَلِينَ ... (٨٠)﴾ إلى قوله: ﴿فَمَا أَغْنَى عَنْهُمْ مَا كَانُوا يَكْسِبُونَ (٨٤)﴾]
[١٢٠٩] حدَّثنا سعيدٌ، قال: نا سُفيانُ، عن عبدِ اللّهِ بنِ دينارٍ، عن ابنِ عمرَ؛ قال: قال رسولُ اللّهِ ﷺ حين مرَّ بالحِجْرِ: "لَا تَدْخُلُوا عَلَى
_________
(^١) يريد: العذاب الذي أرسله الله عليهم فقلب ديارهم، يقال: ائتفكت البلدة بأهلها؛ أي: انقلبت؛ فهي مؤتفكة. اهـ. انظر: "غريب الحديث" للخطابي (١/ ٦٨٠ - ٦٨١)، و"النهاية في غريب الحديث" (١/ ٥٦)، و"تاج العروس" (أ ف ك).
(^٢) لم تنقط في الأصل، فيحتمل ثالث حرف أن يكون راءً أو زايًا، ومع هذين الاحتمالين يحتمل أن يكون ما قبل آخرها باءً، أو نونًا، أو ياءً، أو تاءً، أو ثاءً. ولم يذكرها السيوطي في "الدر"، وعند ابن أبي حاتم في موضع: "الربة"، وفي آخر: "الدبة"، ولم يذكرها في سائر مواضعه، وعند الحاكم: "الوربة". واللّه أعلم.
(^٣) كذا في الأصل، ولم يذكرها السيوطي في "الدر"، وعند ابن أبي حاتم في موضع: "الزغرية"، وفيه: قال (أي سعيد بن جبير): سمعت ابن عباس يقول: "رغرثا". وفي موضع آخر: "الزغرتة"، وفيه: قال (أي سعيد بن جبير): سمعت ابن عباس يقول: "زغوتا". وعند الحاكم: "الرعزية". والله أعلم.
[١٢٠٩] سنده صحيح، وهو مخرَّج عند الشيخين.
وعزاه السيوطي في "الدر المنثور" (٨/ ٦٤٤) للبخاري وابن جرير وابن المنذر وابن أبي حاتم وابن مردويه. =
6 / 41