أنهم ضِيفانٌ، فأقعدَهم إلى جانبِهِ، وأمر بناتِه فأقعدهم (^١) بالطَّريقِ، وجعل أضيافَهُ بينَه وبينَ بناتِهِ (^٢)، فجاء قومُهُ، فقال: ﴿هَؤُلَاءِ بَنَاتِي إِنْ كُنْتُمْ فَاعِلِينَ﴾ - وهنَّ ثلاثُ بناتٍ - فقالوا: ﴿لَقَدْ عَلِمْتَ مَا لَنَا فِي بَنَاتِكَ مِنْ حَقٍّ وَإِنَّكَ لَتَعْلَمُ مَا نُرِيدُ﴾ (^٣)، فلما رأى جبريلُ وَجْدَ لوطٍ (^٤)؛ التفتَ إليه وقال: ﴿إِنَّا رُسُلُ رَبِّكَ﴾ (^٥)، فطَمس أَعْيُنَهم؛ فانطلقوا عُمْيًا مُنْهزِمين إلى القريةِ، حتى إذا كان في جوفِ الليل رُفعتِ القريةُ، حتى إذا كان أصواتُ الطَّيرِ تُسمعُ من جوِّ السّماءِ (^٦)، فمَن
_________
= وأخرجه ابن أبي حاتم في "تفسيره" (٨٧٠٢ و١٠٢٠٢ و١١٠٨٠ و١٥٨٨٩ و١٦٤٩٢ و١٧٢٨٣) من طريق سليمان بن كثير، وابن أبي حاتم أيضًا (١٥٨٩٣)، والحاكم في "المستدرك" (٢/ ٣٤٤ - ٣٤٥)؛ من طريق خالد بن عبد اللّه الواسطي؛ كلاهما (سليمان، وخالد) عن حصين، عن سعيد بن جبير، عن ابن عباس، وسياق ابن أبي حاتم من طريق خالد مختصر جدًّا، وسياق الحاكم أتم وأقرب إلى لفظ المصنِّف.
قال الحاكم: "هذا حديث صحيح على شرط الشيخين، ولم يخرجاه، ولعل متوهمًا يتوهم أن هذا وأمثاله في الموقوفات، وليس كذلك؛ فإن الصحابي إذا فسَّر التلاوة؛ فهو مُسْنَدٌ عند الشيخين"، وأقره الذهبي.
وسنده صحيح؛ فإن خالد بن عبد اللّه روى عن حصين قبل تغيره كما سبق ذكره، والله أعلم.
(^١) كذا في الأصل، والجادة: "فأقعدهنَّ" كما عند الحاكم والسيوطي. وفي مصادر التخريج بعبارة مختلفة. وجاء الحديث مختصرًا عند الخطابي وابن عساكر.
(^٢) في الأصل: "وجعل بناته بينه وبين أضيافه"، ووضع فوق "بناته" وفوق "أضيافه" علامة التقديم والتأخير "م".
(^٣) الآية (٧٩) من سورة هود.
(^٤) أي: غَضَبَهُ. ووَجَدَ عليه يَجِدُ وَجْدًا. "تاج العروس" (وج د).
(^٥) الآية (٨١) من سورة هود.
(^٦) في "غريب الحديث" للخطابي - وقد رواه من طريق المصنف -: "حتى كأن أصوات الطير لتسمع في جو السماء"، ومثله في "تاريخ دمشق". وفي بقية المصادر - مع اختلاف يسير -: "حتى إنهم ليسمعون صوت الطير ... ".
6 / 40