قوله: " فذلكم الرباط " أي: أنَّ المواظبة على الطهارة والصلاة والعبادة، كالجهاد في سبيل الله، فيكون الرباط مصدر رَابَطْتَ: أي لازمْتَ. وقيل: " الرباط هنا اسم لِمَا يُرْبَطُ به الشيء: أي يُشَدُّ، يعني أنَّ هذه الخِلاَلَ تَرْبِط صاحبها عن المعاصي، وتَكُفُّه عن المحارم " (١) .

(١) النهاية (٢/١٨٥، ١٨٦) مادة " ربط ".

٢٤ -[٥٤] " عن الزهري (١) قال: إنما كره المنديل بعد الوضوء لأنَّ الوضوء يوزن " (٢) . رواه البيهقي في " شعب الإيمان " من طريق الترمذي بلفظ: " لأنَّ كل قطرة توزن " (٣) . قُلْتُ: هذا الذي ذكره الزهري ورد موقوفًا (٤) . فأخرج تمَّام في "فوائده"، وابن عساكر (٥) في " تاريخه " من طريق مقاتل بن حيان (٦) عن سعيد بن المسيب (٧) عن أبي هريرة عن رسول الله ﷺ قال: "من توضأ فمسح بثوب نظيف فلا بأس به، ومن لم يفعل فهو أفضل، لأنَّ الوضوء

(١) (ع) محمَّد بن مسلم بن عبيد الله بن عبد الله بن شهاب الزهري، أبو بكر القرشي المدني، حافظ زمانه (ت: ١٢٤ هـ) . التقريب ص (٤٤٠) رقم: (٦٢٩٦) . (٢) باب المنديل بعد الوضوء. (٥٤) حدثنا محمد بن حميد، قال: حدثنا جرير، قال: حدثنيه علي بن مجاهد، عنِّي، وهو عندي ثقة، عن ثعلبة عن الزهري قال: " إنَّما أكره المنديل بعد الوضوء؛ لأنَّ الوضوء يوزن " الجامع الصحيح (١/٧٥) . (٣) شعب الإيمان (٣/١٨) رقم (٢٧٤٦) . (٤) في (ك): " مرفوعًا ". (٥) علي بن الحسن بن هبة الله بن الحسين، أبو القاسم، المعروف بابن عساكر، الحافظ محدِّث الشام. من مصنفاته: " تاريخ دمشق " (ت: ٥٧١ هـ) . وفيات الأعيان (٣/٣٠٩) رقم: (٤٤١)، طبقات الحفاظ ص (٤٧٥) رقم: (١٠٥٩) . (٦) (م ع) مقاتل بن حيان بن دوال دور، أبو بسطام، البلخي، الإمام المحدث الثقة (ت: ١٥٠) . السير (٦/٤٩٦) رقم: (٩٧٥)، التقريب ص (٤٧٦) رقم: (٦٨٦٧) . (٧) (ع) سعيد بن المسيَّب بن حزن بن أبي وهب بن مخزوم القرشي المدني، أبو محمَّد أحد الفقهاء السبعة بالمدينة، وسيد التابعين، وزوج ابنة أبي هريرة ﵁. توفي بعد التسعين. وفيات الأعيان (٢/٣٧٥) رقم: (٢٦٢)، التقريب ص (١٨١) رقم: (٢٣٩٦) .