وأشار إلى إِمامةِ الصِّدِّيق ﵃ أجمعين - بقوله ﵊: "مُرُوا أبا بكر يُصَلِّي بالناس" (١).
_________
= الأمة أبو عبيدة بن الجراح". قال الترمذي: حديث حسن صحيح. وصححه ابن حبان والحاكم - في "المستدرك" ٣: ٤٢٢ وقال: صحيح على شرط الشيخين، وأقرَّه الذهبي - والحافظ ابن حجر كما في "فتح الباري": ٧٣:٧ و٩٥، و"كشف الخفاء" للعجلوني ١: ١٠٩ و"فيض القدير" للمُناوي ١: ٤٦٠. وانظره وانظر "المقاصد الحسنة" للسخاوي ص ٤٧ - ٤٨. وتفرَّد ابنُ ماجه بقوله: (وأقضاهم علي بن أبي طالب).
ونصُّ القرافي هنا: "أقضاكم عليّ، وأعلمُكم معاذ ... " بكاف الخطاب إنما هو من بابِ الروايةِ بالمعنى، والله أعلم.
(١) قلتُ: وأشار ﷺ بأقوى من هذا إلى إمامة أبي بكر ﵁، وذلك ما رواه البخاري في "صحيحه" ١٦:٧، و١٨:١٣، و٢٨٠ "عن مُحَّمد بن جُبَيْر بن مُطْعِم، عن أبيه قال: أتَتْ النبي ﷺ امرأة من الأنصار، فكلَّمته في شيء، فأمَرَها أن تَرجعَ إليه، قالت: يا رسول الله، أرأيت إن جئتُ ولم أجدك؟ كأنها تعني الموت: قال: إن لم تجديني فأتي أبا بكر".
وحديث "مروا أبا بكر ... ". رواه البخاري في مواضع من"صحيحه" ٢: ١٢٨ و١٣٧ و١٣٨ و١٧٠، و٢٩٩:٦، و٢٣٥:١٣، ومسلم ٤: ١٤٠ و١٤٤، والنسائي ٩٩:٤، وابن ماجه ١: ٣٨٩ و٣٩١. وقولُه: "يُصلِّي بالناس" هكذا في بعض الروايات، ومعناها: فهو يُصلِّي، وفي أكثرها: "فليُصِلِّ بالناس". وفي نسخة (ر): بلفظ (مُرُوا أبا بكر يُصَلِّ بالناس).
وأراد المؤلِّفُ بإيراد هذين الحديثين حديثِ "أقضاكم علي" وحديثِ "مُرُوا أيا بكر" التنبيهَ على ما يُقدَّمُ به كل واحد من هؤلاء الصحابةِ الأجلَّةِ على سواه، وقد شَرَحَ هذا المعنى في مواضع من كتابه "الفروق" ٥: ١٤٢ في الفرق (٩١)، و١٩٧ في الفرق (٩٦)، و٢٢٧ في الفرق (١١٣)، فقال - رَحِمَهُ اللهُ تَعَالَى -: "اعلم أنه يجب أن يُقدَّمَ في كلِّ ولايةٍ مَنْ هو أقومُ بمصالحها على من هو دونه، فيُقدَّمُ في ولاية الحروب من هو أعرَفُ بمكايِدِ الحروب، وسياسةِ الجيوش، والصولةِ على الأعداء، والهيبةِ عليهم. =
1 / 51