179

al-Awdīssa

الأوديسة

Genres

8

هكذا تكلم وتجمعت الآلهة في البيت ذي العتبة البرونزية. جاء بوسايدون مطوق الأرض، وجاء المساعد هيرميس، والسيد أبولو، الرب القواس.

9

أما الربات فقد منعهن الحياء من المجيء، بل بقيت كل منهن في بيتها. وأما الآلهة، مانحو الخيرات، فوقفوا عند الباب، وثارت عاصفة لا تخمد من الضحك، وسط الآلهة المباركين، عندما أبصروا مهارة هيفايستوس الحكيم، فنظر أحدهم إلى جاره وتحدث إليه بقوله: «لن تزدهر الأعمال الشريرة؛ فالبطيء يمسك السريع، كما تفوق هيفايستوس الآن، رغم بطئه، على أريس، بالرغم من كونه أسرع الآلهة الذين يحتلون أوليمبوس؛ فمع كونه أعرج، أمسكه بمهارته، وعلى ذلك، فإن أريس يستحق غرامة الزاني.»

هكذا راح الآلهة يتكلمون فيما بينهم، أما السيد أبولو بن زوس، فقال لهيرميس: «أي هيرميس بن زوس، أيها الرسول، يا مانح الخيرات، ألست بربك مستعدا، حتى ولو كنت مقيدا بالأصفاد المكينة، أن ترقد فوق فراشي، إلى جانب أفروديتي الذهبية؟»

عندئذ أجابه الرسول، أرجايفونتيس، بقوله: «ليت هذا يحدث، يا سيدي أبولو، أيها الرب القواس. ليتني أطوق بثلاثة أمثال هذه الأصفاد المكينة، بينما أنتم الآلهة، وجميع الإلاهات أيضا تبصرونني، لقاء أن أرقد إلى جانب أفروديتي الذهبية.»

ما إن قال هذا، حتى انفجر الآلهة الخالدون ضاحكين، ولكن رغم ذلك لم يضحك بوسايدون، بل طفق يتوسل إلى هيفايستوس، الصانع الذائع الصيت، أن يطلق سراح أريس، قائلا بعبارات مجنحة:

10 «أطلق سراحه، وأعدك، كما تطلب مني، بأنه سوف يدفع لك كل ما يجب، في حضرة الآلهة الخالدين.»

عندئذ أجابه الرب الذائع الصيت، ذو السواعد المفتولة، بقوله: «أما هذا، فلا تطلب مني، يا بوسايدون، يا مطوق الأرض، يجب التأكد أولا، من أن ذلك الوغد نادم حقا. وكيف أضعك في القيود وسط الآلهة الخالدين، لو أن أريس رفض سداد الدين أو العودة إلى القيود، وانصرف؟»

فرد عليه بوسايدون، مزلزل الأرض، بقوله: «أيا هيفايستوس، حتى إذا امتنع أريس عن الدين وهرب، فأنا على استعداد لأدفعه لك.»

Unknown page