348

Tuhfat al-Abrār sharḥ Maṣābīḥ al-Sunna

تحفة الأبرار شرح مصابيح السنة

Editor

لجنة مختصة بإشراف نور الدين طالب

Publisher

وزارة الأوقاف والشؤون الإسلامية بالكويت

Genres

" وفي حديث ابن عباس: فلما كان ثلث الليل الآخر أو بعضه ".
أي: بعض الثلث، ويجوز أن يكون الضمير لليل.
" قعد، فنظر إلى السماء، فقرأ: ﴿إن في خلق السموات والأرض واختلف الليل والنهار﴾ [البقرة:١٦٤] حتى ختم السورة، ثم قام إلى القربة ":يدل على أن المتهجد ينبغي له إذا استيقظ أن يشغل كل عضو بما هو المطلوب منه والموظف له من الطاعات، فيطالع بعينه عجائب الملك والملكوت، ثم يتفكر بقلبه فيما انتهى إليه حاسة بصره، ويعرج بمراقي فكره إلى عالم الجبروت، حتى ينتهي إلى سرادقات الكبرياء، فيفتح لسانه بالذكر والدعاء، ثم يتبع بدنه نفسه بالتأهب للصلاة والوقوف في مقام التناجي.
و" الشناق": الخيط الذي يشد به رأس القربة.
وقوله: " ثم توضأ وضوءا حسنا بين الوضوءين " أي: وضوءا تاما كاملا غير طويل ولا قصير، متوسطا بينهما.
وقوله: " لم يكثر وقد أبلغ " بيان للجملة المتقدمة، أي: لم يكثر صب الماء، و(قد أبلغ) الوضوء مواضعه.
وقوله: " فتنامت صلاته ثلاث عشرة ركعة " أي: صارت تامة، تفاعل من: تم، وهو لا يجيء إلا لازما وواستدل به من قال: أكثر الوتر ثلاث عشرة، وليس كذلك، لأن ركعتي الفجر داخلتان فيه، بدليل قوله: " ثم اضطجع، فنام حتى نفخ، وكان إذا نام نفخ، فآذنه

1 / 356