191

الى طرابلس ) بحكم وفاة الحاج بهادر نائبها أيضا . وفيها فرق مولانا السلطان الخحيول العتاق والجياد المطهمة الى يجتلبها من الآفاق على أمراثه وخواصه وهى مسرجة بالسروج المحلاة بأسقاط الذهب ملجمة باللجم الى تضاهى أشعة الشهب . فهى كما قال الشاعر:

الأعوجيات التى ان سوبقت

سبقت وجرى المذكياتعلاء

الطائرات الساتخات السابقا

ت الناجيات إذا استحب نجاء

المليسات من النضار ملابسا

يبدو لها تحت الشعاع ضياء

فى حلية الميدان يشبه ركضها

ومض البروق تسوقها الأتواء

حملن كل مشمر فى عزمة

للصولجان براحتيه مضاه

ركب إلى الميدان للعب بالصولجان فى خواص خدمه المشمولين بنعمه المغمورين يكرمه، تحفه الأنوار المشرقة وتلحظه العيون فترجع إجلالا مطرقة . وكان يوما أنيقا ولعا هو الجد حقيقا، فسرت به القلوب وابهجت وعجت الرعايا بالدعاء له وابتهلت . فأنشد لسان الحال متر نما يقول :

أحلما نرى آم زمانا جديدا

أم الحثق فى شخص حى أعيدا

تجلى لنا يا فأضأنا به

كأنا نجوم لقينا سعودا

وفيها وصلت إلى الأبواب الشريفة رمل صاحب سيس وصحبهم الحمل المقرر عليه وهو ناقص عما جرت به العادة من الإتاوة، فغضب السلطان عليه لما ظهر من اهماله وما وضبح من إخلاله. وأرسل سيف الدين اسندمر نائب السلطنة الشريفة محلب المحروسة يعرض على الأراء الشريفة السلطانية أن بجرد عسكرالترهيب المذكور، ويقترح عليه أخذ هذه الأمور اما أن يكمل القطيعة ألف ألف درهم ويعجلها وإما أن يسلم القلاع الى أخذها الجيش المنصور من بلاده متقدما ويبللها واما آن يأذن محرب تخرب بلاده وتستأصل طارفه وتلاده، فال السلطان إلى هذه الإشارة، فإن فيها مصملحة ظاهرة ورسم يتجريد عسكر لقصد الجهة المذكورة. فجردت طائفة من

Page 217