122

ودخلت سنة خمس وتسعين وستمائة :

فى أوائلها وفدت طوائف الأويراتيةمن البلاد المشرقية إلى المالك الشامية صحبة مقدميهم طرغاى وككتاى . وكان السبب فى اثتزاحهم عن بلادهم أن طرغاى هذا كان متفقا مع بيدوا على قتل كيخاتوا ، فلما صار الملك إلى قازان خافه على نفسه أن يأخذه بثأر عمه فيسفك دمه، وكان مقيما بثمانة بين بغداد والموصل . واتفق أن قازان أرسل مقدما يسمى قطغوا فى اال دون ماثة فارس ليحفظ الطرقات عليه رئما يصل الذين ندبهم إليه، فاتفق طرغاى ومن معه وقتلوا قطغوا وجماعته وعبروا الفرات وسار بولاى قى آثارهم، فاتقعوا معه وكسروه ونجوا إلى الشام فى هذه الأيام، فأنزلوا فى الساحل وأوفد إلى القلعة من أعيانهم زهاء عن مائتى فارس ومقلعيهم الثلاثة وهم : طرغاى وككتاى والوحى، فال إليهم كتبغا بكليته وحسن اليهم بطبعه ال وجنسيته وأفرط هم فى الصلات والانزال والإقامات وأمر أكابرهم بالطبلخانات قيل دخوطم ف الامان الدخول المستقيم وتدريجهم على عادة الملوك ( ونهجهم القويم. فصاروا جلسون بياب القلةفى مراتب الأمراءالكبار وهم بكثافة التتار وجلافة الكفار ، لم يعرفوا أوضاع الآداب ولا اهتدوا إلى سبيل الصواب، فأثر ذلك فى الخواطر وأنكا الأكابر اوالأصافر وحكم مماليكه عليه وصار الأمر إليهم لا إليه ، فتأكدت البغضاء له فى الصدور ونفرت عنه القلوب هذه الأمور وانضافت هذه الأفاعيل الى ما نزل بالجمهور، فتشاءموا بوجهه وطلعته وأشرفوا على الغرر بغرته ال وحزنوا على زمن الناصر وأيامه التى كانت تقر النواظر . كما قيل :

كنت لنا رحمة وقد هلك البد

و لبخل الأنواء والحضر

ورحمة له من دلائلها

فى الأرض عدل السلطان والمطر

Page 146