121

مطر ولا همل القطر بتلك الأقطار ولا قطر، فخلا أملها عنها وخرجوا منها منتعجين الديار المصرية ومنحازين إلى جهة الإسكندرية، ففرقوا على أملياء الثغر وكذلك عمل القاهرة ومصر . ولما توالى هذا البلاء وتتابع هذا الفناء والغلاء، منى الغالمون بالطامة وتساوى فى السر الخاصة والعامة ويلغ سعر الغلة القمح كل إردب مالة وستون درهما والشعير والغول وغيرها من الحبوب مائة درهم، وأكل الناس الميتات وعدموا الأقوات وخلت اواحى من السكان واستولى الموتان على الإنسان والحيوان ولطف الله تعالى بأهل الإسكندرية بأن ساق إليهم جلب الغلال من البلاد الفرنجية، فوصل منها شيء عظيم اكره من جزيرة صقلية حى كان ما جلب منها يناهز مائى الف إردب، وانقضت مدة الفتنة الشهباء والناس فى مكابدة العناء. وكان مما تجدد ببلاد التتار مقتل كيخاتوا ابن أبغا ، ومملكة بيدوا بن طرغاى ابن هولاكوا مدة ( لطيفة ثم قتل، وملك قازان ابن أرغون ابن أبغا . واتفقت فيها وفاة الملك المظقر صاحب اليمن وهو شمس الدين يوسف بن عمر بن رسول ال واستقر ولده الملك الأشرف نجم الدين عمر مدة ثم ولى بعده المؤيد هزبر الدين فإن المظفر خلف من الأولاد الأشرف والمؤيد والواثق والمسعود والمتصور.

Page 145