ووحلت سنة ست وتسعين وستمائة :
فيها سار زين الدين كتبغا الملقب بالعادل إلى الشام وصحبته العساكر كافة، فلما وصل دمشق عزل عز الدين أيبك الحموى النائب بها ونكبه و صادره ونهه واستصفى فضته وأذهب ذهيه، ورتب غرلو مملوكه نائبا بها و توجه منها إلى حمص متصيدا وعاد مها وقلوب الجماعة نافرة من جهته وخواطرهم كارهة لسلطنته . وكان مماليكه قد سعوا عنده فى الأمير حسام الدين لاجين وأوهموه منه وحملوه ليقبض عليه، فإن بطخاص كان ختار الحديث فى النياية ويضايق حسام الدين فى جلوسه وحكمه، وكانوا يكررون الطعن ف احقه وينقلون عنه نقلا فاسدا، فلا يشك مخدومهم فى صدقه. واتفق معه بعض الأمراء لكراههم فى مماليكه وجمعه وامتعاضهم من بخله ومنعه، فتواطأوا جميعا على خلعه. فلما وصلوا إلى ماء العوجاء عائدأ إلى الديار المصرية ال ونزل به، ركبت الجماعة المتفقة على هذا الأمر وأظهروا ما كان فى السر إلى الجهر، وكان ركوبهم وقت الظهر بمن انفم الينهم من الماليك السلطانية ال وهم كرجى وخشتاشيته، وساقوا إلى نحو الدهليز طلبا واحدا وحركوا أنقارأيهم حربيأ. فلما أحس كتبغا بالضجة وضوضاء تلك الرجة، سأل ما الخبر ، فقيل له إن جماعة من الأويراتية قد ركبوا وعزموا على أن يتسحبوا. فركب حسام الدين لاجين ليردهم، ثم ما لبثوا أن تقدموا إليه وهجموا عليه، فأيقن أنهم قاصدوه لا محالة فركب للوقت فى تلك الحالة، وركب معه نفر من مماليكه ال وعبر الأمراء على مخيم بكتوت الأزرق فأعدموه فى خيمته وقتلوه على مكانته، وركب بتخاص فقتل حال ركوبه ووثبوا عليه قبل وثوبه، فولى كتبضا طريدا وذهب شريدا وتفرق جمعه بديدا ومر يركض طرفه ركضا شذيدا ، فقصز القوم عن طرده وأمسكوا عن قصده . ولو راموا إلحاله
Page 147