Tarikh Masuniyya
الحقائق الأصلية في تاريخ الماسونية العملية
Genres
وفي شهر رمضان سنة 1302ه/يونيو سنة 1884م توفي إلى رحمته تعالى «إسماعيل راغب باشا» والد صاحب هذه الترجمة، ففقدت البلاد المصرية بوفاته ركنا من أعظم أركانها، وحزنت عليه حزنا شديدا، وفي ذلك الوقت أظهر «إدريس بك» من الحزم والعزم ما أطلق ألسنة الخلق عموما بالثناء عليه وعلى آدابه. وقد أنعم عليه المغفور له توفيق باشا خديوي مصر بالرتبة الثانية في 23 يوليو سنة 1885م/20 شوال سنة 1302ه؛ إظهارا لالتفاته السامي إليه وتشجيعا له على اقتفاء خطوات أبيه في خدمة الحكومة والوطن بالصدق والأمانة فسر هذا الإنعام كل من عرف حسن شمائل المنعم عليه وأملوا له زيادة الارتقاء في مدارج العلاء.
وفي هذه السنة (1885م) رزقه الله ولدا سماه «أحمد نصرت»، فأقام لأجله ليالي الذكر ووزع مع حضرة حرمه الفاضلة الإحسان على المستحقين، وشكروا الله على هذه البركة.
وسنة 1886م رزق ابنة سماها «فطنت» هانم، وعمل لها العقيقة كما عمل لأخيها قبلها.
وإذ كانت العشيرة الماسونية هي الجمعية المثلى التي جمعت نخبة أفاضل البلاد وعيون أعيانها، وكان يتقاطر إلى الانتظام في سلكها كل ذي نفس أبية وسجية زكية، ولما رأى صاحب الترجمة ما لهذه الجمعية الشريفة من الأعمال الحميدة قدم طلبه إلى محفل كوكب الشرق نمرة 1355 التابع لمحفل إنكلترا الأكبر، فقبل في الدرجة الأولى في 23 ديسمبر سنة 1887م، وكان رئيس ذلك المحفل وأعضاؤه يثقون به لما رأوه فيه من دماثة الأخلاق وكريم السجايا، فرقوه إلى الدرجة الثانية في 10 فبراير سنة 1888م فزاد حبه للماسونية وزاد حبهم له.
وترقى لدرجة الأستاذ في 29 مارس سنة 1888م، فكان قدوة حسنة لإخوانه، ورزق في هذه السنة ولدا سماه «محمد عزت».
وسنة 1889م انتخب بإجماع الآراء منبها أول لمحفل كوكب الشرق.
وفي 14 يناير سنة 1889م أرسل عطوفة ناظر الحقانية إفادة إلى سعادته يكلفه قبول منصب نائب قاض في المحكمة الأهلية فلبى الدعوة لخدمة وطنه العزيز، ولم تطل مدة قيامه في هذه الوظيفة حتى صدرت إرادة سمو الأمير بتعيينه قاضيا في محكمة مصر الأهلية، وكان من جملة آثاره فيها أنه كشف مخبآت قضية «مصطفى باشا الخازندار» الشهيرة، وأظهر بواطنها.
وفي 26 يناير سنة 1889م أحرز درجة أستاذ معلم في محفل مصر نمرة 311، وهو محفل إنكليزي تابع للشرق الإنكليزي، وفي 6 مارس سنة 1889م أسس محفل الهلال نمرة 30، وفي 8 مايو سنة 1889م ترقى إلى درجة العقد الملوكي في مقام البلور نمرة 1068، وفي أواخر سنة 1889م أجمعت الآراء على انتخابه رئيسا لمحفل كوكب الشرق، وفي 26 ديسمبر سنة 1889م عين منبها أول أعظم للمحفل الأكبر المصري.
وفي 10 يناير سنة 1890م تولى رئاسة محفل كوكب الشرق الموقر، وقد زرت المحفل في أثناء رئاسته فألفيته زاهرا زاهيا به، ورزق في هذه السنة ولدا سماه «إسماعيل راغب».
ويوم الجمعة مساء في 12 ديسمبر سنة 1890م اجتمع المحفل الأكبر المصري وقرر اجتماعه الماسوني في 9 يناير سنة 1891م لانتخاب موظفيه، وكان المغفور له «توفيق باشا» خديوي مصري رئيسا أعظم للمحفل الأكبر المصري، ولما كثرت أشغال المحافل وزاد عدد طالبي الانضمام إليها رغب سموه إلى الإخوان العاملين أن يعفوه من الرئاسة العملية، وأن ينتخبوا غيره من الأفاضل أصحاب الوجاهة والعلم، وفي 9 يناير سنة 1891م اجتمع المحفل الأكبر المصري في الدار الماسونية بحضور جمهور من الإخوان، وبعد إجراء الرسوم المعتادة انتخبوا «إدريس بك» رئيسا أعظم فسر كل الإخوان في القطر المصري من هذا الانتخاب.
Unknown page