219

ومن عهوده لولاته بشأن ذلك هذا العهد الذي كتبه لولده أحمد عندما ولاه أعمال صعدة فيأمره: «بإقامة الشريعة المحمدية، ويقسم في الناس بالسوية، وينتصف للمظلوم من الظالم، ويؤدب أهل الجرائم، ويأمر بالمعروف وينهى عن المنكر، ويعظم أهل التعظيم، ويتفقد الأيتام والمساكين، ولاتأخذه في الله لومة لائم، ويسير السيرة المرضية، المطابقة لطريقة الشريعة المحمدية، ويسهل الحجاب، ويلين الجناب، ويقيم الحدود، وهو مقلد عهد الله في الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر، وتوفير الحقوق، وجعلها حيث نأمره بها، والامتثال لما قلنا، والاستفهام لنا فيما التبس عليه من الأمور».

ثم يقول: «وعليه العمل بتقوى الله، والتواضع، وتقريب أهل الفضل، والحث على طلب العلم، وافتقاد المساجد، والمصالح والطرقات، وإقامة الشريعة» (1).

كما اهتم الإمام القاسم (ع) بالناحية العسكرية فكان يجيد الرماية بالبنادق، وفي ذلك الوقت يعتبر ذلك إنجازا عظيما، ولم تكن البنادق متوفرة إلا مع ارباب الدولة العثمانية، كما استطاع (ع) أن يصنع الباروت من خمسة معادن جمعها، واستطاع أصحابه أيضا أن يستخرجوا الباروت من مادة الكبريت، كما صنعوا بعض الآلات الحربية، كما أجاد إجادة كبيرة مايسمى الآن بحرب العصابات في جهاده ضد الدولة العثمانية فكان يكبدهم خسائر كبيرة دون أن يلحق به ضررا، ولم يدخل معهم في مواجهة أمامية نتيجة قلة أصحابه، بل استخدم نظام الكر والفر، مستغلا قدرات أصحابه الحربية، وقد أربك الدولة العثمانية كثيرا وجعلها تتكبد أكبر الخسائر.

Page 220