229

al-Tanbih wa-l-israf

التنبيه والاشراف

Publisher

دار الصاوي

Publisher Location

القاهرة

كذلك ذكر عبد العزيز بن صهيب، وثابت البناني، وشعيب بن الحبحاب عن أنس بن مالك على ما في ذلك من التنازع في معنى هذا الخبر، وهل ذلك خاصا للنّبيّ ﷺ، أم لأمته التأسي به فيه وفي هذه الغزاة قدم جعفر بن أبى طالب رضى الله عنه ومن معه، من أرض الحبشة، ومعهم أم حبيبة رملة بنت أبى سفيان صخر بن حرب، وكان النجاشي ملك الحبشة زوّجها من النبي ﷺ وأدى عنه المهر، وكانت عند عبد الله بن جحش بن رئاب من بنى غنم بن دودان ابن أسد بن خزيمة بن مدركة ابن الياس بن مضر، وكان هاجر إلى أرض الحبشة وهي معه فتنصر، ففارقته.
وقال رسول الله ﷺ عند قدوم جعفر ما أدرى بأيهما أنا أبشر، بفتح خيبر، أم بقدوم جعفر وفي هذه الغزاة سم النبي ﷺ في ذراع شاة أهدتها له زينب بنت الحارث اليهودية امرأة سلام بن مشكم اليهودي، وكانت سألت: أي عضو من الشاة أحب الى رسول الله ﷺ؟ فقيل لها الذراع، فأكثرت فيها السم، وسمت سائر الشاة ثم جاءت بها فلما وضعتها بين يدي رسول الله ﷺ تناول الذراع فلاك منها مضغة فلم يسغها، ومعه بشر بن البراء ابن معرور الأنصاري من بنى سلمة من الخزرج قد أخذ منها كما أخذ رسول الله ﷺ، فأما بشر فأساغها، وأما رسول الله ﷺ فلفظها ثم قال إن هذا العظم ليخبرني انه مسموم ودعا بها فاعترفت، فقال ما حملك على ذلك؟ قالت بلغت من قومي ما لم يخف عليك، فقلت إن كان نبيا فسيخبر، وإن كان ملكا استرحت منه وقومي، فتجاوز عنها رسول الله ﷺ ومات بشر من أكلته التي أكل فقتلها رسول الله ﷺ حينئذ

1 / 223