Taḥrīr al-afkār
تحرير الأفكار
ولم يعين الطريق الثالثة ولكنه قال: وقال إسحاق بن راهويه في مسنده: أنبأ يحيى بن آدم، أنبأ شريك، عن سالم الأفطس، عن سعيد قال: كان رسول الله(صلى الله عليه وآله وسلم)يجهر ب ] بسم الله الرحمن الرحيم [ يمد بها صوته، وكان المشركون يهزؤون مكاء وتصدية ويقولون يذكر إله اليمامة، يعنون مسيلمة ويسمونه الرحمن، فأنزل الله تعالى: ] ولا تجهر بصلاتك [ الآية. قال البيهقي: وزاد فيه غير يحيى بن آدم قال: فخفض النبي(صلى الله عليه وآله وسلم)] بسم الله الرحمن الرحيم [.
وقد أسند هذا الطبراني في معجمه الأوسط فقال: حدثنا عبد الرحمن بن حسين الصابوني، حدثنا يحيى بن طلحة اليربوع، حدثنا عباد بن العوام، عن شريك، عن سالم الأفطس، عن سعيد بن جبير، عن ابن عباس قال: كان رسول الله(صلى الله عليه وآله وسلم)إذا قرأ ] بسم الله الرحمن الرحيم [ هزأ منه المشركون ويقولون: محمد يذكر إله اليمامة... إلى آخره.
قلت: وهذا موافق لما أخرجه البخاري في صحيحه ( ج 8 ص 196 ): حدثنا مسدد، عن هشيم، عن أبي بشير، عن سعيد بن جبير، عن ابن عباس رضي الله عنهما ] ولا تجهر بصلاتك ولا تخافت بها [(1)[155]) قال: أنزلت ورسول الله(صلى الله عليه وآله وسلم)متوار بمكة، فكان إذا رفع صوته سمع المشركون فسبوا القرآن ومن أنزله ومن جاء به، وقال الله تعالى: ] ولا تجهر بصلاتك ولا تخافت بها [. لا تجهر بصلاتك حتى يسمع المشركون ولا تخافت بها عن أصحابك فلا تسمعهم ] وابتغ بين ذلك سبيلا [ أسمعهم ولا تجهر حتى يأخذوا عنك القرآن. انتهى.
Page 308