301

والجواب: أنهم لا يعلمون الغيب ولا ينزل عليهم وحي يحصر مشائخ الراوي وتلاميذه فلا يشترط أن يذكروه هناك، وهم إنما يفعلون هكذا ينظرون الأسانيد فيعرفون المشائخ والتلاميذ مع معرفة إمكان السماع من جهة الزمان والمكان، فلا مانع من أن نصنع كما صنعوا. وبذلك يظهر أن للحديث طريقين وأنه لا التفات إلى دعوى مقبل أنه يدور على إسماعيل المكي.

وقال الحاكم في المستدرك ( ج 1 ص 299 ): أخبرنا أبو الحسن علي بن محمد بن عقبة الشيباني بالكوفة، حدثنا إبراهيم بن أبي العنيس القاضي، حدثنا سعيد بن عثمان الخراز، حدثنا عبد الرحمن بن سعيد المؤذن، حدثنا فطر بن خليفة، عن أبي الطفيل، عن علي وعمار أن النبي(صلى الله عليه وآله وسلم)كان يجهر في المكتوبات ب ] بسم الله الرحمن الرحيم [ وكان يقنت في صلاة الفجر وكان يكبر من يوم عرفة صلاة الغداة ويقطعها صلاة العصر آخر أيام التشريق. وقال الحاكم: هذا حديث صحيح الإسناد، ولا أعلم في رواته منسوبا إلى الجرح.

قال في « نصب الراية »: حديث آخر عن ابن عباس وله ثلاث طرق أحدهما عند الحاكم في المستدرك عن عبدالله بن عمرو بن حسان، حدثنا شريك، عن سالم، عن سعيد بن جبير، عن ابن عباس قال: كان رسول الله(صلى الله عليه وآله وسلم)يجهر ب ] بسم الله الرحمن الرحيم [ انتهى. قال الحاكم: إسناده صحيح وليس له علة وقد احتج البخاري لسالم هذا وهو ابن عجلان الأفطس، واحتج مسلم بشريك. انتهى.

ثم قال الزيلعي: هناك الطريق الثاني عند الدارقطني عن أبي الصلت الهروي واسمه عبد السلام بن صالح، حدثنا عباد بن العوام، حدثنا شريك، عن سالم، عن سعيد بن جبير، عن ابن عباس قال: كان رسول الله(صلى الله عليه وآله وسلم)يجهر في الصلاة ب ] بسم الله الرحمن الرحيم [.

Page 307