303

فهذا في القراءة جملة، وذاك في قراءة ] بسم الله الرحمن الرحيم [. ولا تنافي بين ذلك فالقراءة جملة وقراءة البسملة بخصوصها سبب لأذية المشركين والسب منهم، ومن جملة السب قولهم: « يذكر إله اليمامة » لأنه كفر بالله وكفر باسمه، وجعل الله مسيلمة الكذاب، وكفر برسول الله(صلى الله عليه وآله وسلم)وتكذيب له(صلى الله عليه وآله وسلم). فابن عباس يريد في حديث البسملة منع المخافتة بها لأن الجهر بها الشديد كان سببا لنزول ] ولا تجهر بصلاتك ولا تخافت بها [ فهي دليل على منع الإسرار بها بحيث لا يسمع أصحابه، كما تدل على النهي عن الجهر الشديد الذي يسمعه من هو متوار عنه الذي كان المشركون يسمعونه وهو متوار عنهم فيسبون، ومعنى ذلك الجهر الخفيف.

واعلم أن الجهر قسمان: مطلق ومقيد، والمخافتة كذلك. والنهي هنا عن المطلق الذي ليس مقيدا بالنسبة إلى الحاضر والغائب بل هو جهر للجميع أو إسرار عن الجميع. قال في نصب الراية: وله طريق رابع عند البزار في مسنده عن المعتمر بن سليمان، حدثنا إسماعيل، عن أبي خالد، عن ابن عباس أن النبي(صلى الله عليه وآله وسلم)كان يجهر ب ] بسم الله الرحمن الرحيم [ في الصلاة. انتهى.

قال البزار: وإسماعيل لم يكن بالقوي في الحديث، وأبو خالد أحسبه الوالبي. انتهى.

قلت: قد أورده في كشف الأستار عن زوائد البزار ( ج 1 ص 254 ): حدثنا أحمد بن عبدة، حدثنا المعتمر بن سليمان، حدثنا إسماعيل بن حماد... الخ، وأورده البيهقي في السنن ( ج 2 ص 47 ) بإسناده عن ابن معين، حدثنا معتمر، وبإسناد آخر عن إسحاق بن إبراهيم الحنظلي، أنبأ المعتمر بن سليمان. قال البيهقي: وله شواهد عن ابن عباس ذكرتها في الخلافيات. انتهى.

Page 309