Taḥrīr al-afkār
تحرير الأفكار
والجواب: إن المعارضة بهذه الرواية لم تصح لأن سندها إلى المعتمر لم نعرفه، ولم يذكر رجاله بتوثيق، ولا ذكر الحديث بتصحيح. فكيف يعارض ما قد وثقت رجاله وصحح ؟ مع أنا قد قدمنا أن الرواية عن أنس بهذا اللفظ معلة بمخالفتها لفظ رواية الجمهور عن أنس أن رسول الله(صلى الله عليه وآله وسلم)وأبا بكر وعمر كانوا يستفتحون ب ] الحمد لله رب العالمين [. مع أن هذه الرواية عن الحسن خالفتها رواية الطحاوي التي أوردها مقبل رقم ( 24 ) عن ابن سيرين والحسن، عن أنس بن مالك قال: كان رسول الله(صلى الله عليه وآله وسلم)وأبو بكر وعمر وعثمان يستفتحون ب ] الحمد لله رب العالمين [. فالراوي عن الحسن في رواية: « كان يسر » لا يبعد أنه توهم من هذه الرواية أن أنسا لم يكن يسمع البسملة فاعتقد أن المقصود نفي الجهر وأثبت الإسرار على ما يعتقد. وقد بسطنا في هذا بما فيه كفاية.
وقول مقبل: ولو ثبت فالعبرة بما روى لا بما رأى.
والجواب عنه: إن هذه الرواية التي صححها الحاكم وأقره الذهبي ذكرت مذهب أنس وروايته عن النبي(صلى الله عليه وآله وسلم)لا مجرد الرأي، لأن فيها: ما آلو أن أقتدي بصلاة رسول الله(صلى الله عليه وآله وسلم).
قال مقبل: وقد قال الحافظ في تقريب التهذيب: محمد بن المتوكل بن عبد الرحمن الهاشمي مولاهم العسقلاني المعروف بابن السري، صدوق عارف له أوهام كثيرة من العاشرة، فمثل هذا لا يعارض به الجبال الرواسي الثابتة عن أنس.
Page 288