============================================================
والآن أقول : إذا أردنا معرفة بعد بلد عن بلد آخر فى الطول ، فإنا نحتاج نيه إلى معرفة آن واحد من الزمان بعينه فى كليهماء ، ولاختلاف مبادئ الأيام والليالى وأواخرها وأوساطها فى اليلدان يسبب اختلاف الطلوع والغروب ، يمتتع الوقوف فى البلدين المتنازحين على الوقت الواحد من جهة الماضى من النهار أو الليل ، فإنه فى آن واحد مختلف فيهما إلا أن يتفق طلوع الشمس وغرويها على نقطة تقاطع أفقيهما .
ثم كرية الأرض والماء ، وما يتوسط البلاد من الجبال والأوهاد ، مع تصاغر زارية البصر التذى بلوغها غايته مانع عن الإدراك البصرى ، منع عن المواطأة فى البلدين على علامة أرضية يوقف بتلويحها على الوقت الواحد . فنرتقع منها إلى الهواء قليلا ونقول : إن وقت حدوث ما يحدث فى الجو. وإن كانت قلة بعده عن الأرض ربما حالت بين رؤيته 173 فى )) البلدين فى الوقت الواحد سغير معلوم ، إذ لاتتقدم بحدوث البروق والرعود وذوات الأذناب والذوائب من الكواكب معرفة و فيجب أن نرتقى منها إلى ما علاها فاما الحوادث السمانية ، فالطلوع والغروب أولها وليس بمعلوم فإنا الآن فى طلبه والبحث عن تحقيقه . ورؤية الأهلة كذلك متعلتقة بالطلوع والغروب، فلن ينتفع نها فى هذا المعنى لذلك ، ولما لا يعرفه إلا من أحاط علما بأعمالها . وكسوفا النبرين ، أما الشمس فلما كان كموفها غير عارض لذاتها بل للأبصار الناظرة إليها ، وكان القمر الساتر إياها بعيدا عنها وقريبا من التاظرين ، ثم اختلفت مواضعهم فاختلفه و بذلك ما أدركوء من كمية الكوف ومقادير ازمنته ونهاياتها ، لم يعتمد فى هذا المبحث . وتصد كسوف القمر ، وكان انقطاع نور الشمس عنه بتوسط الأرض بينهما ، فعلم أنه أمر يعرض لذاته ، وأن من نظر 196
Page 172