260

Sharḥ Lāmiyyat al-afʿāl liʾl-Quṭb Aṭfiyash j. 2, 3

شرح لامية الأفعال للقطب اطفيش ج2 3

Genres

وقال الضرير: أو هو مأخوذ من العنك، وهو قطعة من الليل من أوله إلى ثلثه، أو قطعة مظلمة منه مطلقا، أو الثلث الباقي وغير ذلك من معانيه، فالنون أصل، والوزن افلعلس، قال وكذا وزنه إن جعل من أسود حانك بالنون.

قال صاحب التحقيق: وشبهته في ذلك أنه لم يجد للعين مساكا في هذه المادة، والذي قال ابن المصنف هو قول الأئمة، ونقلهم، وكان الضرير حصر اللغة في الجوهري والمختصر ونحوهما، وادعاء انقلاب الحاء عينا بعيد، وإن وقع بينهما تكافؤ وهو مع ذلك لغة قوم مخصوصين، وعلنكس مطرد عند الجميع مع أن زيادة النون أكثر من زيادة اللام، ولا سيما وهي ثالثة ساكنة غير مدغمة، وبعدها حرفان، فإن ذلك مما اطرد فيه زيادتها، فهي إذا وقعت ثالثة ساكنة بمنزلة الألف، ألا ترى أنها تعاورها في الكلمة الواحدة في نحو: شرنبث وشرابث، وكذا تحذف في عرنتن فيقال عرتن وليس غرتن ببناء أصلى، لأنه لا توجد كلمة تتوالي فيه أربع متحركات، فليس في الكلام فعلل بضم اللام الأولى، فدل حذفها على الزيادة.

ولو كانت أصلا لم تحذف، ولا سيما من الوسط ومثله: عرنقصان وعرقصان عند من قاله بالنون، وهو عند سيبويه، بالياء فهذه أمور تدل على أن النون إذا وقعت كما ذكر فهي زائدة، ولا يقال: إن اللام لما سقطت في عنك وحلنك دل على زيادتها إن لم يثبت ألنهما أصل لاعلنكس.

قال: والشرنبث الضخم الكفين، ويوصف به الأسد، والعرنتن شجر يدبغ به، والعرنقصان نبت بالبادية، وقيل: هو بالنون دويبة أ . ه.

وقوله: انتخلا بضم التاء وكسر الخاء المعجمة بالبناء المفعول، أو بفتح التاء وكسر الخاء، والألف المبدلة من النون التوكيد بالبناء للأمر حسن جدا لأنه مستعار من نخله بالمنخل لأنه يخلس الطيب من غيره، ويميز بين المختلطين، فأشعر به أن هذا شيء حقق وجرى على الأصول المقرر ولم يرد به الوزن، لأن وزنه افتعل وقد مر افتعل بل الإشارة إلى ما ذكر وتم به البيت أبضا.

Page 12