Sawaciq Ilahiyya
الصواعق الإلهية في الرد على الوهابية
Edition Number
الثالثة
Publication Year
1399 - 1979 م
Genres
عبادة الأوثان وبقي فيهم من دين إبراهيم تعظيم البيت والحج وكانت نزار تقول في تلبيتها لبيك لا شريك لك إلا شريكا هو لك تملكه وما ملك إلى أن قال وكان لأهل كل واد صنم يعبدونه ثم بعث الله محمدا صلى الله عليه وسلم بالتوحيد قالت قريش أجعل الآلهة إلها واحدا إن هذا لشئ عجاب وكان الرجل إذا سافر فنزل منزلا أخذ أربعة أحجار فنظر أحسنها فاتخذه ربا وجعل الثلاثة أثافي لقدره فإذا ارتحل تركه فإذا نزل منزلا آخر فعل مثل ذلك وروى حنبل عن رجا العطاردي قال كنا نعبد الحجر في الجاهلية فإذا وجدنا حجرا هو أحسن منه نلقي ذلك ونأخذه فإذا لم نجد حجرا جمعنا حفنة من تراب ثم جئنا بغنم فحلبناها عليه ثم طفنا به وعن أبي عثمان النهدي قال كنا في الجاهلية نعبد حجرا فسمعنا مناديا ينادي يا أهل الرحال إن ربكم هلك فالتمسوا ربا فخرجنا على كل صعب وذلول فبينما نحن كذلك نطلب إذا نحن بمنادي ينادي أنا قد وجدنا ربكم أو شبهه فإذا حجر فنحرنا عليه الجزر ولما فتح رسول الله صلى الله عليه وسلم مكة وجد حول البيت ثلاثة مائة وستين صنما فجعل يطعن بقوسه في وجوهها وعيونها ويقول جاء الحق وزهق الباطل وهي تتساقط على وجوهها ثم أمر بها فأخرجت من المسجد وحرقت قال تلاعب الشيطان بالمشركين له أسباب عديدة فطائفة دعاهم إلى عبادتها من جهة تعظيم الموتى الذين صوروا تلك الأصنام على صورهم كما تقدم عن قوم نوح وبعضهم اتخذوها بزعمهم على صور الكواكب المؤثرة في العالم عندهم وجعلوا لها بيوتا وسدنة وحجابا وحجا وقربانا ومن عبادة الأصنام عبادة الشمس زعموا أنها ملك من الملائكة لها نفس وعقل وهي أصل نور القمر والكواكب وتكون الموجودات السفلية كلها عندهم منها وهي عندهم ملك الفلك فتستحق التعظيم والسجود ومن شريعتهم في عبادتها أنهم اتخذوا لها صنما وله بيت خاص يأتون ذلك البيت ويصلون فيه لها ثلاث مرات في اليوم ويأتيه أصحاب العاهات فيصلون له ويصومون له ويدعونه وهم إذا طلعت الشمس سجدوا كلهم لها وإذا غربت وإذا توسطت الفلك (وطائفة أخرى) اتخذوا للقمر صنما وزعموا أنه يستحق التعظيم والعبادة وإليه تدبير هذا العالم السفلي ويعبدونه ويصلون له ويسجدون ويصومون له أياما معلومة من كل شهر ثم يأتون إليه بالطعام والشراب والفرح ومنهم من يعبد أصناما اتخذوها على صور الكواكب وبنوا لها هياكل ومتعبدات لكل كوكب
Page 53