Sawaciq Ilahiyya
الصواعق الإلهية في الرد على الوهابية
Edition Number
الثالثة
Publication Year
1399 - 1979 م
Genres
والسنة وإجماع الأمة القطعي والإمام العدل الذي أجمعت إمامته جميع الأمة فإن عاندوا بعد ذلك أقيم عليهم حد القتل ومع هذا كله تجعلون من خالفكم في مفاهيمكم الفاسدة التي لا يجوز لمن يؤمن بالله واليوم الآخر أن يتبعكم عليها ويقلدكم فيها كافرا وتحتجون بهذه القصة بل والله لو احتج بها محتج عليكم وجعل سبيلكم سبيل الذين استحلوا الخمر لكان أقرب إلى الصواب من احتجاجكم بها على من خالفكم جعلتم أنفسكم كعمر في جميع المهاجرين والأنصار فإنا لله وإنا إليه راجعون ما أطمها من بلية ومن العجايب أيضا احتجاجكم بعبارة الشيخ التي في الإقناع أن من قال إن عليا إله وأن جبريل غلط فهذا كافر ومن لم يكفره فهو كافر فيا عجب العجب وهل يشك مسلم أن من قال مع الله إلها آخر لا على ولا غيره أنه مسلم وهل يشك مسلم أن من قال إن الروح الأمين صرف النبوة عن علي إلى محمد صلى الله عليه وسلم أن هذا مسلم ولكن أنتم تنقلون أن من قال علي إله إلى من سميتم أنتم إنه إله ومن فعل كذا وكذا فهو جاعله إله فتلبسون على الجهال فلم لم يقل أهل العلم إن من يسأل مخلوقا شيئا فقد جعله إلها أو من نذر له أو من فعل كذا وكذا ولكن هذه تسميتكم التي اخترعتموها من بين سائر أهل العلم وحملتم كلام الله تعالى ورسوله صلى الله عليه وسلم وكلام أهل العلم رحمهم الله على مفاهيمكم الفاسدة فإنا لله وإنا إليه راجعون (فصل) ولنذكر شيئا مما ذكره بعض أهل العلم في صفة مذهب المشركين الذين كذبوا الرسل صلوات الله وسلامه عليهم قال ابن القيم كان الناس على الهدى ودين الحق فكان أول من كادهم الشيطان بعبادة الأصنام وإنكار البعث وكان أول من كادهم من جهة العكوف على القبور وتصوير أهلها كما قصه الله عنهم في كتابه بقوله لا تذرن آلهتكم ولا تذرن ودا ولا سواعا ولا يغوث ويعوق ونسرا (قال) ابن عباس هذه أسماء رجال صالحين من قوم نوح فلما هلكوا أوحى الشيطان إلى قومهم أن انصبوا إلى مجالسهم التي كانوا عليها يجلسون أنصابا وسموها بأسمائهم ففعلوا فلم تعبد حتى هلك أولئك ونسخ العلم عبدت (انتهى) فأرسل الله لهم نوحا بعبادة الله وحده فكذبوه فأهلكهم الله بالطوفان ثم إن عمرو بن عامر أول من غير دين إبراهيم عليه السلام واستخرج أصنام قوم نوح من شاطئ البحر ودعى العرب إلى عبادتها ففعلوا ثم إن العرب بعد ذلك بمدة عبدوا ما استحسنوا ونسوا ما كانوا عليه واستبدلوا بدين إبراهيم
Page 52