Al-irth al-khafī: Rūkāmbūl (al-juzʾ al-awwal)
الإرث الخفي: روكامبول (الجزء الأول)
Genres
فسر شاروبيم سرورا عظيما لهذه الهدية النفيسة، وأخذ الزجاجة من روكامبول شاكرا ثم خرج الاثنان يتنزهان في غابات بولونيا.
45
ولما كان المساء، ذهب شاروبيم إلى النادي الذي يقيم فيه الكونت الروسي، فخلا به وقال له: أتذكر يا سيدي الكونت الرهان المعقود بيننا؟ - أذكره ولا أنساه. - إنما أردت تذكيرك به لاعتقادي أني كسبته.
فقال له الكونت بسكينة: إني أهنئك بفوزك، ولكني لا أقنع إلا بالبرهان. - إذا كنت تعرف خط باكارا فاقرأ هذا الكتاب.
ثم أعطاه الرسالة التي وردت إليه في الصباح، فأخذها الكونت وتلاها ثم ردها إليه وهو يقول: إنك مخطئ فليس الخط خطها. - ربما كنت مخطئا، ولكن الرسالة إذا لم تكن من خطها فهي من إملائها، وفي كل حال فقد كسبت الرهان.
فقال الكونت: إن هذا البرهان غير كاف، ولا يسعني الاقتناع إلا حين أسمعها تقول لك: أحبك.
فذكر شاروبيم ما أوصاه به روكامبول، وقال له: إن هذا سهل ميسور، وذلك أنك تزورها في هذه الليلة ثم توهمها أنك انصرفت، وتعود فتختبئ في الغرفة المجاورة للقاعة أو المجاورة للغرفة التي تكون فيها، وليس ذلك عليك بعزيز، فإنك قادر على شراء الخدم بالمال، فإذا قبلت بهذا الشرط فاحضر الليلة. - رضيت وموعدنا هذه الليلة. - لا تنس أن تصحب معك المال.
فأجابه باسما: وسأصحب المسدس أيضا.
فانحنى شاروبيم مسلما وقال: لقد أصبت، فلا نعلم لمن يكون النصر.
ثم افترقا، فدخل شاروبيم إلى قاعة اللعب، وذهب الكونت إلى باكارا، ثم اجتمع شاروبيم بروكامبول، وأخبره بما جرى بينه وبين الكونت الروسي، وعند منتصف الليل، وقد دنا موعد اجتماعه بباكارا برح النادي وذهب إليها.
Unknown page