205

Al-Rawḍ al-Zāhir fī sīrat al-malik al-Ẓāhir

الروض الزاهر في سيرة الملك الظاهر

وأقام السلطان على عكا حتي حضرت العساكر المغيرة، وعمل عدة مجانيق وفرقها على الأمراء ليحملوها، ثم رحل والعساكر لابسة، وساق إلى قريب من باب عكا، ووقف على تل الفضول، ثم رحل إلى عين جالوت. وكان الأمير سيف الدين الزيني قد توجه لإحضار المجانيق من دمشق فاجتهد في إحضارها، واهتم بها الأمير جمال الدين النجيبي، وحملت على الرقاب. وسار السلطان إلى أن نزل على صفد يوم الاثنين ثامن شهر رمضان المعظم من السنة المذكورة.

أسباب جرت في أثناء فتح صفد

منها : حضور رسول متملك صور، وإنكار السلطان عليه لأن السلطان كان سير إليه يقول له : «إن أردت أماني فأخرج عنك أعدائي من الفرنج، فإن اليمين متضمنة أن تكون عدو عدوي ». وبسبب إعانتهم للفرنج على الإغارة على بانياس وقتل شخص من الرعية، وأن هذه الأسباب موجبة نقض العهد، « وأن رسولكم كان حضر إلى عندي في تقرير قواعد المنوية، وأنهم يحضرون في البطس الكبار، ويقاتلون عكا في البحر، وأنا وعساكري في البر، وأن متملك صور يكون هو والجنوبية في البحر على أهل عكا، فحضرت، وما حضر أحد منهم، فتعرف صاحبك أن نقض العهد كان من جهته ». وانفصل الرسول على ذلك.

Page 255