ووصل كتاب من مقدم الاستار بعكا إلى الأتابك بأنه يسعى في الصلح وفيه تعريض بما يصل إليهم من عمائر طرابلس وبلد الأرمن. فكتب إليهم في الجواب بما يجب من تهديدهم وتخويفهم.
ثم إن السلطان اهتم بأمر صفد لأنها الغصة في حلق الشام والشجا في صدر الإسلام .
ذکر فتوح صفد
كان السلطان قبل حضوره إلى عكا قد رسم للأمير علاء الدين أيدكين الشهابي أحد أمراء الشام والجماعة من العسكر المنصور بأن يتوجهوا إلى بلاد الفرنج، ولم يعلم إلى أين. ثم سير كتابة وأمره أن لا يقرأه إلا إذا ركب هو والعساكر متوجهين وكان مضمونه أنه يتوجه إلى صفد، ويتوجه فخر الدين الفائزي إلى الشقيف فأحاط بها الأمير علاء الدين إحاطة حافظ لا مقاتل، ثم جرد الأمير بدر الدين بكتاش الفخري، أمير سلاح، ومعه دهليز إلى صفد ؛ ثم حضر إليها الأمير علاء الدين البندقدار، والأمير عز الدين أو غان - على ما ذكرناه. فنزلوا عليها واستدت مضایقها ۲.
Page 254