Al-Rawḍ al-Zāhir fī sīrat al-malik al-Ẓāhir
الروض الزاهر في سيرة الملك الظاهر
ووصلت رسل الفداوية، فقال لهم السلطان : « بلغني أنه لما غارت العساكر على بلاد طرابلس حميتم مواشي الفرنج، واستودعتم أموالهم ؛ وكتبكم كانت ترد بالشكوى من مجاورة الفرنج، وتقولون ما نعطيهم القطيعة إلا لأن عساكر السلطان بعيدة، وإلا لو قربت العساكر منا روينا سكاكيننا من دمائهم. فلما وصلت عساكري إلى أبوابكم لدفع الضيم عنكم حسنتم وجوهكم معهم باستيداع مواشيهم ». وأنكر عليهم كونهم يستغلون بلاد الحصون التي بأيديهم وليس لهم عسکر ينجد الإسلام، وطلب منهم إرسال نجدة أو مال يستخدم به عسكرة، أو حمل القطيعة التي كانوا يحملونها إلى الفرنج، ولعبد مؤمن خير من مشرك ها. ولما توجه رسولهم بهذا الجواب حضر أحدهم، وهو الصاحب جمال الدين - وما سمع قط حضر بنفسه - فأكرم. وشاهد أحوال العساكر، وأحضر هدية لطيفة، فأنكر عليه بسببها، فسأل الأتابك في استعطاف السلطان، وزاد الهدايا شيئا كثيرة، والتزم بحمل جملة من المال، وتوجه لإحضاره.
وورد رسول بيروت بتقادم، فقال له السلطان : «ان صاحبكم الذي كان متفقة معنا قد هلك » ؛ وأنكر عليهم تعرض کر سالیتهم في البحر المركب الأتابك، غدروا بأهله وأخذوه ؛ وانفصل على هذه الحالة، ولم يحصل الرضى عن ملكته.
ووردت رسل يافا فأنكر السلطان عليهم كونهم نصبوا المجانيق على
ووصلت رسل صهيون، وأنكر عليهم [ أن صاحبهم ما حضر
وأنفق السلطان في العساكر المنصورة ؛ وكان يباشر الحصار والزيارات
Page 256