ذكر إغارة العسكر على صور
ولما وصل السلطان إلى جهة عكا جرد الأمير علاء الدين البندقدار، والأمير عز الدين أو غان الركني بجماعة من العسكر إلى جهة صور، فدخلوا الجبال في الليل وقاسوا شدة لصعوبة الأوعار، وأغاروا على صور، وغنموا كثيرة من الجمال، والبقر، والغنم، وأسر كمندور، صاحب سیس، ومعه نفران ؛ [و] كانوا انحازوا إلى برج فأخذوا بالأمان، وأخذ وزیر صور وجماعة من الفرنج، وتوجه الأمير سيف الدين أتامش إلى جهة صيدا، ورسم لهم السلطان بالحضور إلى جهة صفد. د
وتوجه السلطان إلى عكا ( ونزل منزلة تعرف بالفرج، قريب من معصرة الأرمن، وهي كثيرة المياه )، وجرد السلطان الأمير بدر الدين الأيدمري ؛ والأمير بدر الدين بيسري إلى جهة القرن ؛ وجرد الأمير فخر الدين الحمصي إلى جبل عاملة، فأغارت العساكر من كل جهة. وحاصر الأمراء القرن ؛ وأخذت قلعة قريب عكا، وتوالت المكاسب حتى لم يوجد للأبقار والجواميس من يشتريها، وعمت الغارة بلاد الفرنج من حدود طرابلس إلى قريب أرسون ؛ العسكر المتوجه إلى طرابلس في تلك الجهة، والعسكر المتوجه إلى صور في جهة، والسلطان في جهة عكا، والأمير ناصر الدين القيمري في جهة عثليث.
Page 253