============================================================
الحكاية الخامسة والستون بعد الافتين عن ذي النون رضي الله عنه قال أوحى الله سبحانه إلى موسى صلى الله عليه وسلم يا موسى كن كالطير الوحداني يأكل من رعوس الأشجار ويشرب من الماء القراح أو قال من الأنهار إذا جنه الليل أوى إلى كهف من الكهوف استثناسا بي واستيحاشا من عصاني يا موسى إنى آليت على نفسي ألا أتم لمدع عملا ولأقطعن أمل من أمل غيري ولأقصمن ظهر من استند إلى سواى ولأطيلن وحشة من أنس بغيري ولأعرضن عمن أحب حبيبا سواي، يا موسى إن لي عبادا إن ناجوني أصغيت إليهم وإن نادوني أقبلت عليهم وإن أقبلوا على أدنيتهم مني وإن دنوا مني قربتهم إلي وإن تقربوا مني واصلتهم وكفيتهم وإن والوني واليتهم وإن صافوني صافيتهم وان عملوا إلي جازيتهم فأنا مدير أمرهم وسائس قلويهم ومتولى أحوالهم لم أجعل بقلوبهم راحة في شيء إلا في ذكرى فهؤلاء سقامهم شفاء وعلى قلوبهم ضياء لا يستأنسون إلا بي ولا يحطون رحال قلوبهم إلا عندى ولا يستقر بهم قرار في الإيواء إلا إلى اللهم ألحقنا بهم يا رب العالمين.
الحكاية السادسة والستون بعد المافتين حكى أن رجلا جاء إلى الفضيل رضي الله عنه وهو جالس في المسجد فسلم عليه ثم جلس عنده فقال له الفضيل لم جئت قال للأنس بك يا أبا على فقال الفضيل ما هى والله إلا الوحشة إما أن تقوم عني وإلا قمت عنك فقام الرجل.
وعن إيراهيم بن أدهم رضي الله عنه قال إن أدمت النظر في مرآة التوبة بان لك قبح المعصية وقال أقلوا معرفتكم من الناس ولا تتعرفوا إلى من لم تعرفوا وأنكروا من تعرفون واهربوا منهم كهربكم من السبع الضاري ولا تتخلفوا عن الجمعة والجماعة.
وقال بعضهم أنتم تتعرفون بالمناكير ونحن تنكر المعاريف وأنشد أحدهم : وطابلوت الناس أطلب صاحبا أخا ثقة عند ارتكاب الشدائد تفكرت في الدنيا رخاء وشدة وناديت في الأحياء هل من مساعد لم آر فيما ساءني غير شامت ولم آر فيما سرني غير حاسد
Page 222