============================================================
الحكاية الرابعة والستون بعد الماثتين باكلة بر الوالديسن حكى أن الله سبحاته وتعالى أوحى إلى سليمان ين داود عليهما السلام أن اخرج إلى ساحل البحر تبصر عجبا، فخرج سليمان ومن معه من الجن والإنس فلما وصل الساحل التفت يمينا وشمالا فلم ير شيئا فقال لعفريت غص في هذا البحر ثم اثتتي بعلم ما تجد فيه فغاص ثم رجع بعد ساعة وقال يا نبي الله إنى غصت في هذا البحر مسيرة كذا وكذا فلم أصل إلى قعره ولا وجدت فيه شيئا، فقال لعفريت آخر غص في هذا البحر وائتني بعلم ما تجد فيه فغاص ثم رجع بعد ساعة وقال مثل قول الأول إلا أنه غاص مثل الأول مرتين فقال لآصف بن برخيا وهو وزيره الذي ذكره الله تعالى فى القرآن بقوله قال الذي عنده علم من الكتاب اثتتي بعلم ما في هذا البحر فجاءه بقية من الكافور الأبيض لها أربعة أبواب باب من در وباب من ياقوت وباب من جوهر وباب من زبرجد أخضر والأبواب كلها مفتحة ولا يدخلها قطرة من الماء وهي في داخل البحر في مكان عميق مثل مسيرة ما غاص فيه العفريت الأول ثلاث مرات فوضعها بين يدى سليمان عليه السلام وإذا في وسطها شاب حسن الهيثة نقي الثياب وهو قائم يصلى فدخل سليمان القبة وسلم على ذلك الشاب وقال له ما أتزلك في قعر هذا البحر قال ياتبي الله إنه كان أبي رجلا مقعدا وكانت أمى عمياء فأقمت في خدمتهما سبعين سنة، فلما حضرت وفاة أمي قالت اللهم أطل حياة ابني في طاعتك ولما حضرت وفاة أبي قال اللهم استخدم ولدي في مكان لا يكون للشيطان عليه سبيل، فخرجت إلى هذا الساحل بعد ما دفتتهما فتظرت هذه القبة موضوعة فدخلتها لأنظر حسنها فجاء ملك من الملائكة فاحتمل القبة وأتا فيها وأنزلنى فى قاع البحر قال سليمان ففى أى زمان كتت أتيت هذا الساحل قال في زمان إيراهيم الخليل صلى الله عليه وسلم فنظر سليمان عليه السلام في التاريخ فاذا له ألفا سنة وأربعمائة سنة وهو شاب لا شيب فيه قال فماكان طعامك وشرابك داخل هذا البحر قال يا نبي الله يأتيني كل يوم طير اخضر في منقارة شىء أصفر مثل رأس الإنسان فاكله فأجد فيه طعم كل نعيم في دار الدنيا فيذهب عنى الجوع والعطش والحر والبرد والنوم والتعاس والفترة والوحشة فقال سليمان أتحب أن تقعد معنا أو نردك إلى موضعك فقال ردني يا نبي الله فقال رده يا آصف فرده ثم التفت فقال انظروا كيف استجاب الله دعاء الوالدين فأحذركم عقوق الوالدين يرحمكم الله اللهم ألهمني برهما.
Page 221