لم لا ترقُّ لجسم أنت عائده ... من سقمه وفؤاد قلَّ راحمه
ذللت في عزِّ دهر لست منتصفًا ... من ظلمه وكذا من عزَّ ظالمه
وأنشدني أيضًا لنفسه في غلام اسمه علي: [من مخلّع البسيط]
نفَّر نومي غزال أنس ... كالظَّبي في شدَّة النِّفار
له على عاشقيه نصر ... من جفنه وهو في انكسار
أعار ورد الرِّياض لونًا ... من خدِّه غير مستعار
وعلَّني من لماه كأسًا ... ألذَّ طعمًا من العقار
فبي خمار فليت داوى ... بها الَّذي بي من الخمار
ما انسدل الشَّعر منه ليلًا ... على جبين من النَّهار
/١٩١ أ/ إلَّا غدا الوجد في انتهاك ... عليه والصبر في استتار
أذاقني من هواه ما من ... سميِّه ذاق ذو الخمار
فكلَّما سمته وصالًا ... سلَّ من الجفن ذا الفقار
وقال يداعب بعض أصدقائه بديهة: [من المتقارب]
أيا شرف الدِّين يا ذا الَّذي ... محاسنه ليس فيهنَّ ريبه
تحذلقت دهرك حتىَّ وقعت ... على رغم أتقك في وسط خربه
ولو تم دسَّك في مجلس ... لبعض الملوك لأعطاك قربه
وله وهو مما كتبه إلى شمس الدين بن البهاء أسعد السنجاري الشاعر كاتب الإنشاء بماردين: [من الطويل]
كتبت ولي قلب على البعد شيِّق ... وصدر على رحب من الهمِّ ضيِّق
وليس بخاف عنك مضُّ صبابتي ... وخطُّ غرامي في الرِّقاع محقَّق
رمتني يد الأيَّام منك بفرقة ... وقد كنت قدمًا من فراقك أفرق
فما شاقني من بعد بعدك منظر ... ولا راق لي يا شمس من فيه رونق
/١٩١ ب/ يجدِّد إخلاق الغرام تذكُّري ... خلائقك اللاَّتي بها تتخلَّق
إذا ما بدا القطب الجنوبيُّ هيجت ... جنوني إلى الشَّهباء شهب تألَّق
وما خطرت ما ماردين نسيمة ... على الشَّرق إلاَّ كدت بالدَّمع أشرق