إن شئت تعلم كيف بات على الهوى ... سل من يبيت معانيًا لعنائه
عجبًا له يشكو تباعد حبِّه ... عنه وما ينفكُّ من أحشائه
رشا يشوب وصاله بصدوده ... مللًا ويعقب سخطه برضائه
/١٩٠ أ/ لولا تملُّكه الفؤاد وقد رنت ... سوداؤه ما حلَّ في سودائه
لم تصف أيَّامي بشهد وصاله ... إلاَّ وكدَّرها بصاب جفائه
ملك الجمال فلو رأى سلطانه ... ملك الجمال لسار تحت لوائه
قبس الملاحة فاستقلَّ كيوسف ... في حسنه لمَّا ارتدى بردائه
يرتجُّ في خطواته ويميس في ... خطراته ويلوح في استجلائه
والدِّعص من أردافه والغصن من ... أعطافه والبدر من لألائه
سجدت لديه الشَّمس حيث طلوعها ... من وجهه وغروبها في مائه
كم أكثروا فيه الملام وليس لي ... من حبِّه جلد على إصغائه
(أأحبُّه وأحبُّ فيه ملامة ... إن الملامة فيه من أعدائه)
وأرى السُّلوَّ وحلٌّ عقد تصبُّري ... متولِّد من شدِّ بند قبائه
وأنشدني أيضًا من قصيدة أولها: [من البسيط]
لولا تألُّق برق أنت شائمه ... ما سحَّ ساكب دمع العين ساجمه
إيها عدمتك طرفًا ما رمقت به ... إلا تحلَّل من صبري عزائمه
ولا جنى بطموح اللَّحظ مجترمًا ... إلا وحاق بجثماني جرائمه
هتكت بالدَّمع ما في القلب مستتر ... من الهوى وهو خافي الوجد كاتمه
/١٩٠ ب/ كم استجرت من البلوى بشرع هوى ... فما أجار ولكن جار حاكمه
لله شادن ذاك الحيِّ كيف غدت ... تفرُّ من سحر عينيه ضراغمه
أظنُّ أنَّ رقاه غير مطلقة ... فلو تكون لأنحتها تمائمه
عذب المقبَّل لولا خمر ريقته ... لما انثنى ثمل الأعطاف لائمه
شكى إلى حاجبيه ظلم ناظره ... قلبي فما كشفت عنه مظالمه
يا من أحلَّ سهام اللَّحظ في كبدي ... يكفي الَّذي فتكت فيها صوارمه